معنى الأمانة لغة الأمانة بمعنى وقد أمنت فأنا أمن و آمنت غيري من الأمن و الأمان و الأمن ضد الخوف و الأمانة ضد الخيانة و الأمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة و الأمان وقد جاء في كل منها حديث وفي الحديث الأمانة غنى أي سبب الغنى ومعناه أن الرجل إذا عرف بها كثر معاملوه فصار ذلك سببا لغناه وفي حديث أشراط الساعة و الأمانة مغنما أي يرى من في يده أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها وفي الحديث الزرع أمانة والتاجر فاجر جعل الزرع أمانة لسلامته من الآفات التي تقع في التجارة من التزيد في القول والحلف
وهي صفة من صفات الملائكة قال تعالى: (وَإِنّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ الْعَالَمِينَ) [192] (نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأمِينُ) [193] (عَلَىَ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) [194] الشعراء
الأنبياء قال تعالى: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيّ الأمِينُ) [26] القصص
المؤمنين {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }المؤمنون8
أنواع الأمانات ) 1 _ أمانة بينك وبين الله
أمانة التكليف {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72 الأمَانَةَ أنها القوانين والأحكام التي أوجبها الله على العباد ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وابن جبير . { فَأَبَينَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأشْفَقْنَ مِنْهَا } يحتمل وجهين: أحدهما : أَبَينَ أن يحملنها عجزاً وأشفقن منها خوفاً { وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ } فيه قولان
: أحدهما : جميع الناس ، قاله ثعلب .الثاني : أنه آدم ثم انتقلت منه إلى ولده ، قاله الحسن . روي عن معمر عن الحسن أن الأمانة لما عرضت على السموات والأرض والجبال قالت : وما فيها؟ قيل لها : إن أحسنت جزيت وإن أسأت عوقبت فقالت : لا . قال مجاهد : فلما خلق الله آدم عرضها عليه قال : وما هي؟ قال : { إن أَحْسَنْتَ آجَرْتُكَ وَإنْ أَسَأْتَ عَذَّبْتُكَ } قال تحملتها يا رب . قال مجاهد : فما كان بين أن تحملها إلى أن خرج من الجنة إلا قدر ما بين الظهر والعصر .{ إنَّهُ كَنَ ظَلُوماً جَهُولاً }: ظلوماً لنفسه ، جهولاً بربه ، قاله الحسن .( وقوله تعالى ) وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ ( إشارة إلى أن فيه مشقة مما يستحق الأجر عليه
أمانة النعم كمال والبنون والأعضاء {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
أمانة بينك وبين الناس مثل الدين والحقوق واللقطة والتجارة
الأمر بأدائها {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58 : أنه خُوْطِبَ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في عثمان بن أبي طلحة ، أن يرد عليه مفاتيح الكعبة ، وهذا قول ابن جريج .والرابع : أنه في كل مَؤْتَمنٍ
{وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }البقرة283
*عن # أبي هريرة # رضي الله عنه مرفوعا " أد الأمانة إلى من ائتمنك , و لا تخن من خانك " .
الترهيب من خيانة الأمانة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قال آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إذا حَدَّثَ كَذَبَ وإذا اؤْتُمِنَ خَانَ وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ
عن # أنس # مرفوعا . " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة , و آخره الصلاة " .
الهدادي عن ثابت البناني *عن عَطَاءِ بن يَسَارٍ عن أبي هُرَيْرَةَ قال بَيْنَمَا النبي e في مَجْلِسٍ يحدث الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فقال مَتَى السَّاعَةُ فَمَضَى رسول اللَّهِ e يحدث فقال بَعْضُ الْقَوْمِ سمع ما قال فَكَرِهَ ما قال وقال بَعْضُهُمْ بَلْ لم يَسْمَعْ حتى إذا قَضَى حَدِيثَهُ قال أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عن السَّاعَةِ قال هَا أنا يا رَسُولَ اللَّهِ قال فإذا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ قال كَيْفَ إِضَاعَتُهَا قال إذا وُسِّدَ الْأَمْرُ إلى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ
*عن زَيْدِ بن وَهْبٍ حدثنا حُذَيْفَةُ قال حدثنا رسول اللَّهِ e حَدِيثَيْنِ رأيت أَحَدَهُمَا وأنا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ في جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ عَلِمُوا من الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا من السُّنَّةِ وَحَدَّثَنَا عن رَفْعِهَا قال يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ من قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ على رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فيه شَيْءٌ فَيُصْبِحُ الناس يَتَبَايَعُونَ فلا يَكَادُ أحدهم يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فَيُقَالُ إِنَّ في بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ ما أَعْقَلَهُ وما أَظْرَفَهُ وما أَجْلَدَهُ وما في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ من إِيمَانٍ
الجذر :الأصل /والوكت: أثر الشيء اليسير /والمجل :أثر العمل في الكف إذا غلظ
* عن # أبي هريرة # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ? قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " .
*وعن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله e قال من حلف بالأمانة فليس منا
*وعن حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله e يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون محمدا e فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا
قصة عن الأمانة عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ e قَالَ كَانَ رَجُلٌ يُسْلِفُ النَّاسَ فِي بَنِي إِِسْرَائِيلَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا فُلانُ أَسْلِفْنِي سِتَّ مِائَةِ دِينَارٍ قَالَ نَعَمْ إِِنْ أَتَيْتَنِي بِوَكِيلٍ قَالَ اللَّهُ وَكِيلِي
فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ نَعَمْ قَدْ قَبِلْتُ اللَّهَ وَكِيلا فَأَعْطَاهُ سِتَّ مِائَةِ دِينَارٍ وَضَرَبَ لَهُ أَجَلًَا فَرَكِبَ الْبَحْرَ بِالْمَالِ لِيَتَّجِرَ فيهِ وَقَدَّرَ اللَّهُ أَنْ حَلَّ الأَجَلُ وَارْتَجَّ الْبَحْرُ بَيْنَهُمَا وَجَعَلَ رَبُّ الْمَالِ يَأْتِي السَّاحِلَ يَسْأَلُ عَنْهُ فَيَقُولُ الَّذِي يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ تَرَكْنَاهُ بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ رَبُّ الْمَالِ اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي فِي فُلانٍ بِمَا أَعْطَيْتُهُ بِكَ قَالَ وَيَنْطَلِقُ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَالُ فَيَنْحَتُ خَشَبَةً وَيَجْعَلُ الْمَالَ فِي جَوْفِهَا ثُمَّ كَتَبَ صَحِيفَةً مِنْ فُلانٍ إِِلَى فُلانٍ إِِنِّي دَفَعْتُ مَالَكَ إِِلَى وَكِيلِي ثُمَّ سَدَّ عَلَى فَمِ الْخَشَبَةِ فَرَمَى بِهَا فِي عُرْضِ الْبَحْرِ فَجَعَلَ يَهْوِي بِهَا حَتَّى رَمَى بِهَا إِِلَى السَّاحِلِ وَيَذْهَبُ رَبُّ الْمَالِ إِِلَى السَّاحِلِ فَيَسْأَلُ فَيَجِدُ الْخَشَبَةَ فَحَمَلَهَا فَذَهَبَ بِهَا إِِلَى أَهْلِهِ وَقَالَ أَوْقِدُوا بِهَذِهِ فَكَسَرُوهَا فَانْتَثَرَتِ الدَّنَانِيرُ وَالصَّحِيفَةُ فَأَخَذَهَا فَقَرَأَهَا فَعَرَفَ وَتَقَدَّمَ الآخَرُ فَقَالَ لَهُ رَبُّ الْمَالِ مَالِي فَقَالَ قَدْ دَفَعْتُ مَالِي إِِلَى وَكِيلِي إِِلَى مُوَكَّلٍ بِي فَقَالَ لَهُ أَوْفَانِي وَكِيلُكَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَكْثُرُ مِرَاؤُنَا وَلَغَظُنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ e بَيْنَنَا أَيُّهُمَا آمَنُ
ساحة النقاش