خواطر لدنية

قال تعالى: ( وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً )

حال المؤمن مع الذنب

عن أبي موسى قال : سمعت الحسن ، يقول : « إن المؤمن ليذنب الذنب فما يزال كئيبا (1) حتى يدخل الجنة »

__________

(1) الكآبة : تغيُّر النَّفْس بالانكسار من شدّة الهمِّ والحُزن

عن الحسن قال : « إن الرجل يذنب الذنب فما ينساه وما يزال متخوفا منه حتى يدخل الجنة »

عن أبي العالية قال : « كنا نعد من أعظم الذنب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام لا يقرأ منه شيئا »

عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن العبد ليذنب الذنب فيدخله الله به الجنة قالوا : يا رسول الله وكيف يدخله الجنة ؟ قال : يكون نصب عينه فارا تائبا حتى يدخله ذنبه الجنة »

« قيل لبعض العلماء ما علامة التوبة ؟ قال : الوجل من الذنب »

                                  أثر الزنوب والمعاصي                           

أثرها علي مافي البر والبحر

 (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الّذِي عَمِلُواْ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ) [ الروم - الأية: 41]

 الفساد القحط وقلة النبات وذهاب البركة. قال ابن عباس: هو نقصان البركة بأعمال العباد كي يتربوا.. و أن الفساد في البحر انقطاع صيده بذنوب بني آدم.قال عطية: فإذا قل المطر قل الغوص عنده، وأخفق الصاديون، وعميت دواب البحر.قال ابن عباس: إذا مطرت السماء تفتحت الأصداف في البحر، فما وقع فيها من السماء فهو لؤلؤ. وقيل: الفساد كساد الأسعار وقلة المعاش. "بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض" أي عقاب بعض "الذي عملوا" ثم حذف. والقول الآخر: أنه ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهما الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض الذي عملوا. "لعلهم يرجعون" لعلهم يتوبون. وقال ابن عباس بالنون، وهي قراءة السلمي وابن محيصن وقنبل ويعقوب  أي نذيقهم عقوبة بعض ما عملوا.

الإهلاك

(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىَ ظَهْرِهَا مِن دَآبّةٍ وَلَـَكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنّ اللّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) [45] سورة: فاطر

" قال ابن مسعود : يريد جميع الحيوان مما دب ودرج . قال قتادة : وقد فعل ذلك زمن نوح عليه السلام

قلت : والأول أظهر ، لأنه عن صحابي كبير . قال ابن مسعود : كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم . وقال يحيى بن أبي كثير : أمر رجل بالمعروف ونهى عن المنكر ، فقال له رجل : عليك بنفسك ، فإن الظالم لا يضر إلا نفسه . فقال أبو هريرة : كذبت ؟ والله الذي لا إله إلا هو - ثم قال - والذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم . وقال الثمالي و يحيى بن سلام : يحبس الله المطر فيهلك كل شيء .

كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10)

 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)

نزول المصائب

 (أَوَ لَمّا أَصَابَتْكُمْ مّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنّىَ هَـَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [165]: آل عمران

 (فَكَيْفَ إِذَآ أَصَابَتْهُمْ مّصِيبَةٌ بِمَا قَدّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمّ جَآءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَآ إِلاّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً) [سورة: النساء - الأية: 62]

 (وَمَآ أَصَابَكُمْ مّن مّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) [30] سورة: الشورى

أي ما أصابكم أيهـا الناس من المصائب فإنما هي عن سيئات تقدمت لكم "ويعفو عن كثير" أي من السيئات  وفي الحديث الصحيح "والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن إلا كفر الله عنه بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها قال نزلت "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" وأبو بكر رضي الله عنه يأكل فأمسك وقال: يا رسول الله إني أرى ما عملت من خير وشر؟ فقال "أرأيت ما رأيت مما تكره؟ فهو من مثاقيل ذر الشر وتدخل مثاقيل الخير حتى تعطاه يوم القيامة"عن علي رضي الله عنه قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله وذكرها عن أبي بردة عن معاوية  قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله تعالى عنه به من سيئاته" وقال الإمام أحمد أيضا حدثنا حسن عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله تعالى بالحزن ليكفرها".  عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: دخل عليه بعض أصحابه وقد كان ابتلي في جسده فقال له بعضهم إنا لنبأس لك لما نرى فيك قال فلا تبتئس بما ترى فإن ما ترى بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ثم تلا  الآية "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير". وحدثنا أبي حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني حدثنا جرير عن أبي البلاد قال: قلت للعلاء بن بدر "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم" وقد ذهب بصري وأنا غلام؟ قال فبذنوب والديك. ما عن أبي وائل عن # البراء بن عازب # مرفوعا        .اختلج عرق و لا عين إلا بذنب , و ما يدفع الله عنه أكثر " .          قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 250 :

اللعن

عن مالك بن خير الزيادي أن مالك بن سعد التجيبي حدثه أنه سمع # ابن عباس # يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أتاني جبريل فقال : يا محمد إن الله عز وجل لعن الخمر و عاصرها و معتصرها و  شاربها و حاملها و المحمولة إليه و بائعها و مبتاعها و ساقيها و مستقيها " .     قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 516 :

عن جابر بن عبد الله قال : :" لعن الله آكل الربا و موكله و شاهديه و كاتبه " متفق عليه ( ص 326 ) . عن ابن عمرو قال :‏"‎لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشى و المرتشى " صححه الترمذى . و رواه أبو هريرة و زاد : " فى الحكم " . و رواه أبو بكر فى "‎زاد المسافر " و زاد :‏"‎و الرائش " . نسيان العلم

 (فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَاقَهُمْ لَعنّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرّفُونَ الْكَلِمَ عَن مّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّا مّمّا ذُكِرُواْ بِهِ  [سورة: المائدة - الأية: 13]عن الضحاك قال ما نعلم أحدا حفظ القرآن ثم نسـيه إلا بذنب ثم قرأ الضحاك "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" ثم يقول الضحاك وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن.

قساد القلب

قال تعالى: (كَلاّ بَلْ رَانَ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ مّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [سورة: المطففين - الأية: 14]

والرين يعتري قلوب الكافرين والغيم للأبرار والغين للمقربين  عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه فإن زاد زادت حتي تعلو قلبه وذاك الران الذي ذكر الله في القرآن "كلا بل ران قلوبهم ما كانوا يكسبون"قال مجاهد بن جبير وقتادة والحسن البصري هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت

 الضنك في المعيشة

قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَىَ) [ طه - 124]

"أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشةعن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال الشقاء عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وقال أيضا إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله والتكذيب فإذا كان العبد يكذب بالله ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك وقوله ونحشره يوم القيامة أعمى قال مجاهد وأبو صالح والسدي لا حجة له وقال عكرمة عمي عليه كل شيء إلا جهنم ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى" ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكم وصما مأواهم جهنم" الآية.

يكون أسيرا لشيطان

قال تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمَـَنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [سورة: الزخرف - الأية: 36] وقرأ ابن عباس و عكرمة (( ومن يعش ))  يعمى ، يقال منه عشي يعشى عشاً إذا عمي ، " نقيض له شيطانا " أي نسبب له شيطانا جزاء له على كفره " فهو له قرين " قيل في الدنيا ، يمنعه من الحلال ، ويبعثه على الحرام ، وينهاه عن الطاعة ، ويأمره بالمعصية ، ، وقيل في الآخرة إذا قام من قبره ، قاله سعيد الجزيري وفي الخبر : أن الكافر إذا خرج من قبره يشفع بشيطان لا يزال معه حتى يدخلا النار ، وأن المؤمن يشفع بملك حتى يقضي الله بين خلقه ، 0وقرأ السلمي و ابن أبي إسحاق و يعقوب و عصمة عن عاصم وعن الأعمش (( يقيض )) ( بالياء )  أي يقيض له الرحمن شيطاناً ، الباقون بالنون ، وعن ابن عباس  قرين أي ملازم ومصاحب.

قال تعالى (هَلْ أُنَبّئُكُمْ عَلَىَ مَن تَنَزّلُ الشّيَاطِينُ) (تَنَزّلُ عَلَىَ كُلّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ) (يُلْقُونَ السّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)[سورة: الشعراء - الأية:]

 تنزل على كل أفاك أثيم" أي كذوب في قوله وهو الأفاك "أثيم" وهو الفاجر في أفعاله  من الكهان وما جرى مجراهم من الكذبة الفسقة

المصدر: الفقير إلى فتح ربه
kwatr

الفقير لفتح ربه

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 319 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2011 بواسطة kwatr

ساحة النقاش

الفقير لفتح ربه راشد بدوي

kwatr
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: ص - الأية: 29] »

تسجيل الدخول

أدخل كلمة البحث

عدد زيارات الموقع

151,718

وما يعلم تأويله إلى الله

إن علم التفسير
من أشرف العلوم
فيكفيه شرفا
 أن موضوعه كلام الله