خواطر لدنية

قال تعالى: ( وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً )

 

الغلاء

الحكمة منه

1 - إختبار لعباده

 قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ) [155] (الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ) [سورة: البقرة - الأية: 156] أخبرنا تعالى أنه يبتلي عباده أي يختبرهم ويمتحنهم كما قال تعالى ) ولنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ( فتارة بالسراء وتارة بالضراء من خوف وجوع كما قال تعالى ) فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ( فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ولهذا قال لباس الجوع والخوف وقال ههنا ) بشيء من الخوف والجوع ( أي بقليل من ذلك ) ونقص من الأموال ( أي ذهاب بعضها ) والأنفس ( كموت الأصحاب والأقارب والأحباب ) والثمرات ( أي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها قال بعض السلف فكانت بعض النخيل لا تثمر غير واحدة وكل هذا وأمثاله مما يختبر الله به عباده فمن صبر أثابه ومن قنط أحل به عقابه ولهذا قال تعالى ) وبشر الصابرين (

عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ

2 - من أجل التذكرة

 قال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِالسّنِينَ وَنَقْصٍ مّن الثّمَرَاتِ لَعَلّهُمْ يَذّكّرُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 130] : أن معنى السنين الجدوب ، قاله الحسن .

والعرب تقول : أخذتهم السنة إذا قحطوا وأجدبوا . وقال الفراء : المراد بالسنين الجدب والقحط عاماً بعد عام .

3 - حتى يعلم الناس أنهم الفقراء والله هو الغني

قال تعالى: (يَأَيّهَا النّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيدُ) [15] (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) [16] (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللّهِ بِعَزِيزٍ) [17] سورة: فاطر

يخبر تعالى بغنائه عما سواه، وبافتقار المخلوقات كلها إليه، وتذللها بين يديه، فقال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ } أي: هم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات، وهو الغني عنهم بالذات؛ ولهذا قال: { وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } أي: هو المنفرد (4) بالغنى وحده لا شريك له، وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله، ويقدره ويشرعه.

وقوله: { إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } أي: لو شاء لأذهبكم أيها الناس وأتى بقوم غيركم، وما هذا عليه بصعب ولا ممتنع؛ ولهذا قال: { وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ } .

4 - ليعلم الناس أن الزارع والمطعم هو الله

قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُم مّا تَحْرُثُونَ) [63] (أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ) [64] (لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكّهُونَ) [65] سورة: الواقعة { . أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ } ؟ وهو شق الأرض وإثارتها والبذر فيها، { أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ } أي: تنبتونه في الأرض { أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } أي: بل نحن الذين نُقِرُّه قراره وننبته في الأرض.

قال ابن جرير: وقد حدثني أحمد بن الوليد القرشي، حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجَرْمي، حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقولن: زرعتُ، ولكن قل: حرثتُ" قال أبو هريرة: ألم تسمع إلى قوله: { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ . أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ } .

 

 

5 - حتى نلجأ إلي الله

قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىَ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَآءِ وَالضّرّآءِ لَعَلّهُمْ يَتَضَرّعُونَ) [سورة: الأنعام - الأية: 42] قال تعالى: (فَلَوْلآ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرّعُواْ وَلَـَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيّنَ لَهُمُ الشّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ) [43] سورة: الأنعام والمعنى إنما أرسلنا الرسل إليهم وإنما سلطنا البأساء والضراء عليهم لأجل أن يتضرعوا ومعنى التضرع التخشع وهو عبارة عن الانقياد وترك التمرد وأصله من الضراعة وهي الذلة يقال ضرع الرجل يضرع ضراعة فهو ضارع أي ذليل ضعيف والمعنى أنه تعالى أعلم نبيه أنه قد أرسل قبله إلى أقوال بلغوا في القسوة إلى أن أخذوا بالشدة في أنفسهم وأموالهم فلم يخضعوا ولم يتضرعوا والمقصود منه التسلية للنبي e

فأخذناهم بالبأساء ( يعني الفقر والضيق في العيش ) والضراء ( وهي الأمراض والأسقام والآلام ) لعلهم يتضرعون ( أي يدعون الله ويتضرعون إليه ويخشعون قال الله تعالى ) فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ( أي فهلا إذ ابتليناهم بذلك تضرعوا إلينا وتمسكنوا لدينا ) ولكن قست قلوبهم ( أي مارقت ولا خشعت ) وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون ( أي من الشرك والمعاندة والمعاصي ) فلما نسوا ماذكروا به ( أي أعرضوا عنه وتناسوه وجعلوه وراء ظهورهم ) فتحنا عليهم أبواب كل شيء ( أي فتحنا عليهم أبواب الرزق من كل ما يختارونه وهذا استدراج منه تعالى وإملاء لهم عياذا بالله من مكره ولهذا قال ) حتى إذا فرحوا بما أتوا ( من الأموال والأولاد والأرزاق ) أخذناهم بغتتة ( أي على غفلة ) فإذا هم مبلسون ( أي آيسون من كل خير قال الوالبي عن ابن عباس المبلس الآيس وقال الحسن البصري من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأي له ثم قرأ ) فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ( قال مكر بالقوم ورب الكعبة أعطوا حاجتهم ثم أخذوا رواه ابن أبي حاتم وقال قتادة بغت القوم أمر الله وما أخذ الله قوما قط إلا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم فلا تغتروا بالله فإنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقين رواه ابن أبي حاتم أيضا وقال مالك عن الزهري ) فتحنا عليهم أبواب كل شيء ( قال أرجاء الدنيا وسترها وقد قال الإمام أحمد 4 145 حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشدين يعني ابن سعد أبا الحجاج المهري عن حرملة بن عمران التجيبي عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن النبي e قال إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا رسول الله e ) فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا

: قال تعالى: (وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مّن نّبِيّ إِلاّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَآءِ وَالضّرّآءِ لَعَلّهُمْ يَضّرّعُونَ) [سورة: الأعراف - الأية: 94]

 قال تعالى: (وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمّ إِذَا مَسّكُمُ الضّرّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [53] سورة: النحل ) ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ( أي لعلمكم أنه لا يقدر على إزالته إلا هو فإنكم عند الضرورات تلجئون اليه وتسألونه وتلحون في الرغبة إليه مستغيثين به

أسباب الغلاء

1 - الإعراض عن ذكر الله

قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَىَ) [ طه - 124]

"أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشةعن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال الشقاء عن ابن عباس فإن له معيشة ضنكا قال كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وقال أيضا إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله والتكذيب فإذا كان العبد يكذب بالله ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك وقوله ونحشره يوم القيامة أعمى قال مجاهد وأبو صالح والسدي لا حجة له وقال عكرمة عمي عليه كل شيء إلا جهنم ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى" ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكم وصما مأواهم جهنم" الآية.

2 - نسيان الله

قال تعالى: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ نَسُواْ اللّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة: الحشر - الأية: 19] ) نسوا الله ( في الرخاء ) فأنساهم أنفسهم ( في الشدائد ) عن سفيان نسوا الله فأنساهم أنفسهم قال نسوا حق الله فأنساهم أنفسهم قال حظ أنفسهم أولئك هم الفاسقون ( قال بن جبير العاصون وقال بن زيد الكاذبون وأصل الفسق الخروج أي الذين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ

3 - كفر النعمة وهو عدم شكرها

قال تعالى: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [سورة: النحل - الأية: 112] هذا مثل أريد به أهل مكة، فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة يُتخطَّف الناس من حولها، ومن دخلها آمن لا يخاف، كما قال تعالى: { وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا } [القصص : 57] وهكذا (1) قال هاهنا: { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا } أي: هنيئها سهلا { مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ } أي: جحدت آلاء الله عليها وأعظم ذلك بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، كما قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ } [إبراهيم : 28، 29] . (2) ولهذا بدَّلهم الله بحاليهم الأولين خلافهما، فقال: { فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ } أي: ألبسها وأذاقها (3) الجوع بعد أن كان يُجبى إليهم ثمرات كل شيء، ويأتيها رزقها رغدًا من كل مكان، وذلك لما استعصوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوا إلا خلافه، فدعا عليهم بسبع كسبع يوسف، فأصابتهم سنة (4) أذهبت كل شيء لهم، فأكلوا العِلْهِز -وهو: وبر البعير، يجعل بدمه إذا نحروه.وقوله: { وَالْخَوْفِ } وذلك بأنهم (5) بُدِّلوا بأمنهم خوفًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حين هاجروا إلى المدينة، من سطوة سراياه وجُيوشه، وجعلوا كل ما لهم في سَفَال ودمار، حتى فتحها الله

4 - كثرة الذنوب

 (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الّذِي عَمِلُواْ لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ) [ الروم - الأية: 41]

 الفساد القحط وقلة النبات وذهاب البركة. قال ابن عباس: هو نقصان البركة بأعمال العباد كي يتربوا.. و أن الفساد في البحر انقطاع صيده بذنوب بني آدم.قال عطية: فإذا قل المطر قل الغوص عنده، وأخفق الصاديون، وعميت دواب البحر.قال ابن عباس: إذا مطرت السماء تفتحت الأصداف في البحر، فما وقع فيها من السماء فهو لؤلؤ. وقيل: الفساد كساد الأسعار وقلة المعاش. "بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض" أي عقاب بعض "الذي عملوا" ثم حذف. والقول الآخر: أنه ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهما الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض الذي عملوا. "لعلهم يرجعون" لعلهم يتوبون. وقال ابن عباس بالنون، وهي قراءة السلمي وابن محيصن وقنبل ويعقوب  أي نذيقهم عقوبة بعض ما عملوا.

 (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىَ ظَهْرِهَا مِن دَآبّةٍ وَلَـَكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنّ اللّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) [45] سورة: فاطر

" قال ابن مسعود : يريد جميع الحيوان مما دب ودرج . قال قتادة : وقد فعل ذلك زمن نوح عليه السلام

قلت : والأول أظهر ، لأنه عن صحابي كبير . قال ابن مسعود : كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم . وقال يحيى بن أبي كثير : أمر رجل بالمعروف ونهى عن المنكر ، فقال له رجل : عليك بنفسك ، فإن الظالم لا يضر إلا نفسه . فقال أبو هريرة : كذبت ؟ والله الذي لا إله إلا هو - ثم قال - والذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم . وقال الثمالي و يحيى بن سلام : يحبس الله المطر فيهلك كل شيء .

5 - فساد النفوس

 قال تعالى: (لَهُ مُعَقّبَاتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوَءًا فَلاَ مَرَدّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ) [سورة: الرعد  لم يك مغيراً نعمة أنعمها عليهم بالنصر لهم على أعدائهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من الثقة به والتوكل عليه .

والرابع : لم يك مغيراً نعمته في الثواب والجزاء حتى يغيروا ما بأنفسهم من الإيمان .

قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىَ قَوْمٍ حَتّىَ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة: الأنفال - الأية: 53] معنى الآية أنه تعالى أنعم عليهم بالعقل والقدرة وإزالة الموانع وتسهيل السبل والمقصود أن يشتغلوا بالعبادة والشكر ويعدلوا عن الكفر فإذا صرفوا هذه الأحوال إلىعن جهم عن إبراهيم قال أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك انه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله إلا حول الله عنهم ما يحبون إلى ما يكرهون ثم قال إن تصديق ذلك في كتاب الله ) إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ( وقد ورد هذا في حديث مرفوع

6 - الإحتكار                  عن مَعْمَرِ بن عبد اللَّهِ عن رسول اللَّهِ e قال لَا يَحْتَكِرُ إلا خَاطِئٌ

7 - منع الزكاة       عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله e ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين

8 - الغش فى الموازين

 عن #‎عبد الله ابن عمر # قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :يا معشر المهاجرين ! خمس إذا ابتليتم بهن و أعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر  الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن  مضت في أسلافهم الذين مضوا و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين  و شدة المؤنة و جور السلطان عليهم و لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر  من السماء و لولا البهائم لم يمطروا و لم ينقضوا عهد الله و عهد رسوله إلا سلط  الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب  الله و يتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " .

 

المصدر: راجى فتح ربه
kwatr

الفقير لفتح ربه

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 2 إبريل 2011 بواسطة kwatr

ساحة النقاش

الفقير لفتح ربه راشد بدوي

kwatr
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ) [سورة: ص - الأية: 29] »

تسجيل الدخول

أدخل كلمة البحث

عدد زيارات الموقع

145,339

وما يعلم تأويله إلى الله

إن علم التفسير
من أشرف العلوم
فيكفيه شرفا
 أن موضوعه كلام الله