جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قال الله تعالى في سورة الغاشية
أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت صدق الله العظيم
جاء في تفسير ابن كثير
فإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب
لبنها وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت
الإبل في الحديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم
عن أبي سعيد الخدري قال
تفاخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول الكريم السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل
عن أسيد بن حضير عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل فقال
توضئوا من ألبانها
قال الرسول الكريم
لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة
لأنها كانت تقدم في الديات فتحقن الدماء ويسود بها وئام الأمة
كانت الإبل عند اجدادنا مطاياهم التي يرتحلون عليها ويأنسون بها في قطع الطرق البعيدة فينشدون لها ويحدون بأنغام تذهب عنها بأس الطريق وتجدد نشاطها لتطوي المسافات أمامها فمع خطواتها نشأت موسيقى الشعر العربي ومع الحداء لها ولدت البحور الشعرية
وكانت الإبل المملوكة للفرد تعد مظهرا من مظاهر الغنى والسؤدد والجاه وكان النعمان بن المنذر يعلو فخرا واعتزازا بما يملكه من انواع الإبل ومنها نوق العصافير التي كانت مضربا لللا مثال
يقول ابن خلدون في مقدمته في الإبل
إن المتغذين بألبان الإبل ولحومها يؤثر ذلك في أخلاقهم من الصبر والاحتمال ةالقدرة على حمل الأثقال
قالوا في الإبل :
الإبل سفن البر جلودها قرب ولحومها نشب وبعرها حطب وأثمانها ذهب
قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل
لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقو الدم بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير
وقيل عن الجمل بأنه غيور أنف لا يلقح أمه ولا ينزو على أخته
=======
ذكر الإبل في القرآن الكريم
قال تعالى : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) [ الغاشية ] .
في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً ، يقع عند المؤمنين موقع الأمر ، على التفكير و التأمل في خلف الإبل ( أو الجمال ) ، باعتباره خالقا دالا على عظمة الخالق ـ سبحانه و تعالى ـ و كمال قدرته و حسن تدبيره . و سوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يفسر لنا بعض السر في أن الله ـ جل و علا ـ قد خص هذا المخلوق العجيب ، من بين ما لا يحصى من مخلوقاته ، بالذكر في دراساته المتدبرون ، يستوي في ذلك البدوي بفطرته السليمة في صدر الإسلام و علماء الأحياء بأجهزتهم المستحدثة في أواخر القرن العشرين .
و المشهور أن الإبل نوعان : الأول ذوات السنام الواحد و هي الإبل العربية التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية و في مناط
ق تمتد إلى الهند و غرباً إلى البلاد المتاخمة للصحراء الكبرى في إفريقيا . أما النوع الثاني فهو الإبل " الفوالج " أو العوامل ذات السنامين التي تستوطن أواسط آسيا . و تفيد إحصاءات تقديرية للهيئات نشرت حديثاً أنه يوجد في العالم نحو 190 مليون رأس من الإبل ، تسعون بالمائة منها عربية من ذوات السنام الواحد و أكثر من ثمانين بالمائة من هذه في أفريقيا
و اول ما يلفت الأنظار في الإبل خصائصها البنيات و الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من لطائف تأخذ بالألباب . فالعينان محاطتان بطبقتين من الأهداب الطوال تقيانهما القذى و الرمال .
أما الأذنان فصغيرتان قليلتا البروز ، فضلاً عن أن الشعر يكتنفها من كل جانب ليقيها الرمال التي تذروها الرياح ، و لهما القدرة عن الانثناء خلفاً و الالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية، كذلك المنخران يتخذات شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر و حافتهما لحمية فيستطيع الجمل أن يغلقهما دون ما قد تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال . . وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح السافيات كأنها وابل من طبقات الرصاص .
أما قوائم الجمل فيه طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار ، كما أنها تساعده على اتساع الخطو و خفة الحركة ، و تتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض ، و من ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة ، وهو ما يصعب على أية دابة سواه و يجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .
فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى ن و قد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحوا من خمسين أو ستين كيلومترا في اليوم الواحد ، و لم تستطع السيارات بعد منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة . و من الإبل أيضاً ما هو أصلح للركوب و سرعة الانتقال ، مثل الرواحل المضمرة الأجسام التي تقطع في اليوم الواحد مسيرة مائة و خمسين كيلومترا .
و مما يناسب ارتفاع قوائم الجمل طول عنقه ن حتى أن يتناول طعامه من نبات الأرض ، كما أنه يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين يصادفها ، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال .
و حين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله ، و يرتكز بمعظم ثقله على كلكله ، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً .
و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب ، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها و لا يصيبه منها أذى . و الجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة ، فهي شيء ثابت موروث و ليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .
و للناس في الإبل منافع أخرى غير الانتقال و حمل الأثقال ، فهم ينالون من ألبانها و لحومها و ينسجون الكساء من أوبارها ، و يبنى البدوي خباءه من جلودها .
و في الحديث الشريف : " لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم و مهر الكريمة " ( و رقوء الدم لأنه كانت تدفع بها الديات في حوادث القتل . و لنتأمل الأدب الراقي في النهي حتى عن سب الحيوان ) .
و حسب الإبل فضلاً أن الله جعلها خير ما يهدى إلى بيته المحرك و جعلها من شعائره : ( و البدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فذا وجبت جنوبها فكلوا منها و أطعموا القانع و المعتر كذلك سخرها لكم لعلكم تشكرون ) [ الحج ] .
هذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل من ناحية الشكل و البنيان الخارجي ، و هي خصائص يمكن إدراكها بالفطرة المتأمل الذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق . و نواصل الآن عرض جهود الباحثين من علماء الأحياء ( البيولوجيا ) في الكشف عن الكثير من خصائص الإبل الوظيفية لإظهار ما فيها من غوامض و أسرار أودعها الحق ـ سبحانه و تعالى .
و نبدأ بإيضاح ما نعرف عن الإبل من صبر و العطش ، ففي بيئة الإبل التي يقل فيها الزرع و الماء لا يكتب العيش إلا لحيوان فطر الله جسمه على حسن تدبير أمور استخدام ما عنده من ماء و غذاء غاية الاقتصاد ، و له في ذلك أساليب معجزة تدعو للعجب و تسبيح الخالق ( .. الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى ) [ طه ] .
من هذه الأساليب أن الجمل لا يتنفس من فمه و لا يلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد به العطش ، وهو بذلك يتجنب تبخر الماء من هذا السبيل ن كذلك يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقدار ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل و النهار . و يستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر ، أي بين 34م و 41 م ، و لا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م و يكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء . و هذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة ألتار كاملة من الماء . و لا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجل و بين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م ، و إذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع ، و ربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و 41 م ) .و هناك أم آخر يستحق الذكر ، وهو أن الجسم يكتسب الحرارة من الوسط المحيط به بقدر الفرق بين درجة حرارته و درجة ذلك الوسط . و لو لم يكن جهاز ضبط حرارة جسم الجمل ذكياً و مرنا بقدرة الخالق اللطيف لكان الفرق بين درجة حرارة الجمل و درجة حرارة هجير الظهيرة فرقاً كبيراً يجعل الجمل إلى 41م في نهار الصحراء الحارق يصبح هذا الفرق ضئيلاً و تقل تبعاً لذلك كمية الحرارة التي يمتصها الجسم . و هذا يعني ان الجمل الظمآن يكون أقدر على تحمل القيظ من الجمل الريان ، فسبحان الله العليم بخلقه .
قال الله تعالى في سورة الغاشية
أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت صدق الله العظيم
جاء في تفسير ابن كثير
فإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب
لبنها وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت
الإبل في الحديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم
عن أبي سعيد الخدري قال
تفاخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول الكريم السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل
عن أسيد بن حضير عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل فقال
توضئوا من ألبانها
قال الرسول الكريم
لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة
لأنها كانت تقدم في الديات فتحقن الدماء ويسود بها وئام الأمة
كانت الإبل عند اجدادنا مطاياهم التي يرتحلون عليها ويأنسون بها في قطع الطرق البعيدة فينشدون لها ويحدون بأنغام تذهب عنها بأس الطريق وتجدد نشاطها لتطوي المسافات أمامها فمع خطواتها نشأت موسيقى الشعر العربي ومع الحداء لها ولدت البحور الشعرية
وكانت الإبل المملوكة للفرد تعد مظهرا من مظاهر الغنى والسؤدد والجاه وكان النعمان بن المنذر يعلو فخرا واعتزازا بما يملكه من انواع الإبل ومنها نوق العصافير التي كانت مضربا لللا مثال
يقول ابن خلدون في مقدمته في الإبل
إن المتغذين بألبان الإبل ولحومها يؤثر ذلك في أخلاقهم من الصبر والاحتمال ةالقدرة على حمل الأثقال
قالوا في الإبل :
الإبل سفن البر جلودها قرب ولحومها نشب وبعرها حطب وأثمانها ذهب
قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل
لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقو الدم بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير
وقيل عن الجمل بأنه غيور أنف لا يلقح أمه ولا ينزو على أخته
=======
ذكر الإبل في القرآن الكريم
قال تعالى : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) [ الغاشية ] .
في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً ، يقع عند المؤمنين موقع الأمر ، على التفكير و التأمل في خلف الإبل ( أو الجمال ) ، باعتباره خالقا دالا على عظمة الخالق ـ سبحانه و تعالى ـ و كمال قدرته و حسن تدبيره . و سوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يفسر لنا بعض السر في أن الله ـ جل و علا ـ قد خص هذا المخلوق العجيب ، من بين ما لا يحصى من مخلوقاته ، بالذكر في دراساته المتدبرون ، يستوي في ذلك البدوي بفطرته السليمة في صدر الإسلام و علماء الأحياء بأجهزتهم المستحدثة في أواخر القرن العشرين .
و المشهور أن الإبل نوعان : الأول ذوات السنام الواحد و هي الإبل العربية التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية و في مناط
ق تمتد إلى الهند و غرباً إلى البلاد المتاخمة للصحراء الكبرى في إفريقيا . أما النوع الثاني فهو الإبل " الفوالج " أو العوامل ذات السنامين التي تستوطن أواسط آسيا . و تفيد إحصاءات تقديرية للهيئات نشرت حديثاً أنه يوجد في العالم نحو 190 مليون رأس من الإبل ، تسعون بالمائة منها عربية من ذوات السنام الواحد و أكثر من ثمانين بالمائة من هذه في أفريقيا
و اول ما يلفت الأنظار في الإبل خصائصها البنيات و الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من لطائف تأخذ بالألباب . فالعينان محاطتان بطبقتين من الأهداب الطوال تقيانهما القذى و الرمال .
أما الأذنان فصغيرتان قليلتا البروز ، فضلاً عن أن الشعر يكتنفها من كل جانب ليقيها الرمال التي تذروها الرياح ، و لهما القدرة عن الانثناء خلفاً و الالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية، كذلك المنخران يتخذات شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر و حافتهما لحمية فيستطيع الجمل أن يغلقهما دون ما قد تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال . . وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح السافيات كأنها وابل من طبقات الرصاص .
أما قوائم الجمل فيه طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار ، كما أنها تساعده على اتساع الخطو و خفة الحركة ، و تتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض ، و من ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة ، وهو ما يصعب على أية دابة سواه و يجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .
فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى ن و قد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحوا من خمسين أو ستين كيلومترا في اليوم الواحد ، و لم تستطع السيارات بعد منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة . و من الإبل أيضاً ما هو أصلح للركوب و سرعة الانتقال ، مثل الرواحل المضمرة الأجسام التي تقطع في اليوم الواحد مسيرة مائة و خمسين كيلومترا .
و مما يناسب ارتفاع قوائم الجمل طول عنقه ن حتى أن يتناول طعامه من نبات الأرض ، كما أنه يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين يصادفها ، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال .
و حين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله ، و يرتكز بمعظم ثقله على كلكله ، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً .
و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب ، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها و لا يصيبه منها أذى . و الجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة ، فهي شيء ثابت موروث و ليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .
و للناس في الإبل منافع أخرى غير الانتقال و حمل الأثقال ، فهم ينالون من ألبانها و لحومها و ينسجون الكساء من أوبارها ، و يبنى البدوي خباءه من جلودها .
و في الحديث الشريف : " لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم و مهر الكريمة " ( و رقوء الدم لأنه كانت تدفع بها الديات في حوادث القتل . و لنتأمل الأدب الراقي في النهي حتى عن سب الحيوان ) .
و حسب الإبل فضلاً أن الله جعلها خير ما يهدى إلى بيته المحرك و جعلها من شعائره : ( و البدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فذا وجبت جنوبها فكلوا منها و أطعموا القانع و المعتر كذلك سخرها لكم لعلكم تشكرون ) [ الحج ] .
هذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل من ناحية الشكل و البنيان الخارجي ، و هي خصائص يمكن إدراكها بالفطرة المتأمل الذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق . و نواصل الآن عرض جهود الباحثين من علماء الأحياء ( البيولوجيا ) في الكشف عن الكثير من خصائص الإبل الوظيفية لإظهار ما فيها من غوامض و أسرار أودعها الحق ـ سبحانه و تعالى .
و نبدأ بإيضاح ما نعرف عن الإبل من صبر و العطش ، ففي بيئة الإبل التي يقل فيها الزرع و الماء لا يكتب العيش إلا لحيوان فطر الله جسمه على حسن تدبير أمور استخدام ما عنده من ماء و غذاء غاية الاقتصاد ، و له في ذلك أساليب معجزة تدعو للعجب و تسبيح الخالق ( .. الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى ) [ طه ] .
من هذه الأساليب أن الجمل لا يتنفس من فمه و لا يلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد به العطش ، وهو بذلك يتجنب تبخر الماء من هذا السبيل ن كذلك يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقدار ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل و النهار . و يستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر ، أي بين 34م و 41 م ، و لا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م و يكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء . و هذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة ألتار كاملة من الماء . و لا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجل و بين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م ، و إذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع ، و ربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و 41 م ) .و هناك أم آخر يستحق الذكر ، وهو أن الجسم يكتسب الحرارة من الوسط المحيط به بقدر الفرق بين درجة حرارته و درجة ذلك الوسط . و لو لم يكن جهاز ضبط حرارة جسم الجمل ذكياً و مرنا بقدرة الخالق اللطيف لكان الفرق بين درجة حرارة الجمل و درجة حرارة هجير الظهيرة فرقاً كبيراً يجعل الجمل إلى 41م في نهار الصحراء الحارق يصبح هذا الفرق ضئيلاً و تقل تبعاً لذلك كمية الحرارة التي يمتصها الجسم . و هذا يعني ان الجمل الظمآن يكون أقدر على تحمل القيظ من الجمل الريان ، فسبحان الله العليم بخلقه .
قال الله تعالى في سورة الغاشية
أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت صدق الله العظيم
جاء في تفسير ابن كثير
فإن خلقها عجيب وتركيبها غريب وهي في غاية القوة والشدة ومع ذلك تنقاد للضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب
لبنها وكان شريح القاضي يقول اخرجوا بنا حتى ننظر الإبل كيف خلقت
الإبل في الحديث :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم
عن أبي سعيد الخدري قال
تفاخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرسول الكريم السكينة والوقار في أهل الغنم والفخر والخيلاء في أهل الإبل
عن أسيد بن حضير عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ألبان الإبل فقال
توضئوا من ألبانها
قال الرسول الكريم
لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة
لأنها كانت تقدم في الديات فتحقن الدماء ويسود بها وئام الأمة
كانت الإبل عند اجدادنا مطاياهم التي يرتحلون عليها ويأنسون بها في قطع الطرق البعيدة فينشدون لها ويحدون بأنغام تذهب عنها بأس الطريق وتجدد نشاطها لتطوي المسافات أمامها فمع خطواتها نشأت موسيقى الشعر العربي ومع الحداء لها ولدت البحور الشعرية
وكانت الإبل المملوكة للفرد تعد مظهرا من مظاهر الغنى والسؤدد والجاه وكان النعمان بن المنذر يعلو فخرا واعتزازا بما يملكه من انواع الإبل ومنها نوق العصافير التي كانت مضربا لللا مثال
يقول ابن خلدون في مقدمته في الإبل
إن المتغذين بألبان الإبل ولحومها يؤثر ذلك في أخلاقهم من الصبر والاحتمال ةالقدرة على حمل الأثقال
قالوا في الإبل :
الإبل سفن البر جلودها قرب ولحومها نشب وبعرها حطب وأثمانها ذهب
قال حكيم العرب الجاهلي اكثم بن صيفي يوصي العرب بالإبل
لاتضعوا رقاب الإبل في غير حقها فإنها مهر الكريمة ورقو الدم بألبانها يتحف الكبير ويغذي الصغير
وقيل عن الجمل بأنه غيور أنف لا يلقح أمه ولا ينزو على أخته
=======
ذكر الإبل في القرآن الكريم
قال تعالى : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) [ الغاشية ] .
في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً ، يقع عند المؤمنين موقع الأمر ، على التفكير و التأمل في خلف الإبل ( أو الجمال ) ، باعتباره خالقا دالا على عظمة الخالق ـ سبحانه و تعالى ـ و كمال قدرته و حسن تدبيره . و سوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يفسر لنا بعض السر في أن الله ـ جل و علا ـ قد خص هذا المخلوق العجيب ، من بين ما لا يحصى من مخلوقاته ، بالذكر في دراساته المتدبرون ، يستوي في ذلك البدوي بفطرته السليمة في صدر الإسلام و علماء الأحياء بأجهزتهم المستحدثة في أواخر القرن العشرين .
و المشهور أن الإبل نوعان : الأول ذوات السنام الواحد و هي الإبل العربية التي تنتشر في شبه الجزيرة العربية و في مناط
ق تمتد إلى الهند و غرباً إلى البلاد المتاخمة للصحراء الكبرى في إفريقيا . أما النوع الثاني فهو الإبل " الفوالج " أو العوامل ذات السنامين التي تستوطن أواسط آسيا . و تفيد إحصاءات تقديرية للهيئات نشرت حديثاً أنه يوجد في العالم نحو 190 مليون رأس من الإبل ، تسعون بالمائة منها عربية من ذوات السنام الواحد و أكثر من ثمانين بالمائة من هذه في أفريقيا
و اول ما يلفت الأنظار في الإبل خصائصها البنيات و الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من لطائف تأخذ بالألباب . فالعينان محاطتان بطبقتين من الأهداب الطوال تقيانهما القذى و الرمال .
أما الأذنان فصغيرتان قليلتا البروز ، فضلاً عن أن الشعر يكتنفها من كل جانب ليقيها الرمال التي تذروها الرياح ، و لهما القدرة عن الانثناء خلفاً و الالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية، كذلك المنخران يتخذات شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر و حافتهما لحمية فيستطيع الجمل أن يغلقهما دون ما قد تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال . . وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح السافيات كأنها وابل من طبقات الرصاص .
أما قوائم الجمل فيه طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار ، كما أنها تساعده على اتساع الخطو و خفة الحركة ، و تتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض ، و من ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة ، وهو ما يصعب على أية دابة سواه و يجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .
فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلى لارتياد الصحارى ن و قد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحوا من خمسين أو ستين كيلومترا في اليوم الواحد ، و لم تستطع السيارات بعد منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة . و من الإبل أيضاً ما هو أصلح للركوب و سرعة الانتقال ، مثل الرواحل المضمرة الأجسام التي تقطع في اليوم الواحد مسيرة مائة و خمسين كيلومترا .
و مما يناسب ارتفاع قوائم الجمل طول عنقه ن حتى أن يتناول طعامه من نبات الأرض ، كما أنه يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين يصادفها ، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال .
و حين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله ، و يرتكز بمعظم ثقله على كلكله ، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً .
و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب ، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها و لا يصيبه منها أذى . و الجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة ، فهي شيء ثابت موروث و ليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .
و للناس في الإبل منافع أخرى غير الانتقال و حمل الأثقال ، فهم ينالون من ألبانها و لحومها و ينسجون الكساء من أوبارها ، و يبنى البدوي خباءه من جلودها .
و في الحديث الشريف : " لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم و مهر الكريمة " ( و رقوء الدم لأنه كانت تدفع بها الديات في حوادث القتل . و لنتأمل الأدب الراقي في النهي حتى عن سب الحيوان ) .
و حسب الإبل فضلاً أن الله جعلها خير ما يهدى إلى بيته المحرك و جعلها من شعائره : ( و البدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فذا وجبت جنوبها فكلوا منها و أطعموا القانع و المعتر كذلك سخرها لكم لعلكم تشكرون ) [ الحج ] .
هذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل من ناحية الشكل و البنيان الخارجي ، و هي خصائص يمكن إدراكها بالفطرة المتأمل الذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق . و نواصل الآن عرض جهود الباحثين من علماء الأحياء ( البيولوجيا ) في الكشف عن الكثير من خصائص الإبل الوظيفية لإظهار ما فيها من غوامض و أسرار أودعها الحق ـ سبحانه و تعالى .
و نبدأ بإيضاح ما نعرف عن الإبل من صبر و العطش ، ففي بيئة الإبل التي يقل فيها الزرع و الماء لا يكتب العيش إلا لحيوان فطر الله جسمه على حسن تدبير أمور استخدام ما عنده من ماء و غذاء غاية الاقتصاد ، و له في ذلك أساليب معجزة تدعو للعجب و تسبيح الخالق ( .. الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى ) [ طه ] .
من هذه الأساليب أن الجمل لا يتنفس من فمه و لا يلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد به العطش ، وهو بذلك يتجنب تبخر الماء من هذا السبيل ن كذلك يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقدار ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل و النهار . و يستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر ، أي بين 34م و 41 م ، و لا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م و يكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء . و هذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة ألتار كاملة من الماء . و لا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجل و بين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م ، و إذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع ، و ربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و 41 م ) .و هناك أم آخر يستحق الذكر ، وهو أن الجسم يكتسب الحرارة من الوسط المحيط به بقدر الفرق بين درجة حرارته و درجة ذلك الوسط . و لو لم يكن جهاز ضبط حرارة جسم الجمل ذكياً و مرنا بقدرة الخالق اللطيف لكان الفرق بين درجة حرارة الجمل و درجة حرارة هجير الظهيرة فرقاً كبيراً يجعل الجمل إلى 41م في نهار الصحراء الحارق يصبح هذا الفرق ضئيلاً و تقل تبعاً لذلك كمية الحرارة التي يمتصها الجسم . و هذا يعني ان الجمل الظمآن يكون أقدر على تحمل القيظ من الجمل الريان ، فسبحان الله العليم بخلقه .
المصدر: الفقير إلى فتح ربه
ساحة النقاش