قصة تهجير أهالي وادي حلفا
ﻛﺘﺎﺏ ﻗﺼﺔ »ﻫﺠﺮﺓ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺣﻠﻔﺎ« ﻳﻤﺜﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺫﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻣﺘﺪ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﺑﺎﺧﻼﺋﻬﺎ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺣﻴﺚ ﺃﻏﺮﻗﺘﻬﺎ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﺎﻡ . 1964 ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺣﺴﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﻔﺎ، ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻪ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺐﺀ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺣﻠﻔﺎ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺧﺸﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻛﺘﺒﻪ ﺑﺎﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺗﺮﺟﻤﻪ ﻟﻠﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﻴﺪﺓ. ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ 25 ﻓﺼﻼ، ﻭﺣﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﻔﺎ، ﻭﺻﻒ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﻔﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ، ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺳﻜﺎﻧﻬﺎ، ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ، ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ، ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺍﻻﺣﺼﺎﺀ ﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ، ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻮﻗﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﻃﻴﻦ، ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺍﻋﺪﺍﺩ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺒﺎﺧﺮﺓ )ﺍﻟﺜﺮﻳﺎ( ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﻼﻻﺕ، ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ، ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺣﻠﻔﺎ ﻭﺧﺸﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ، ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻭﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﻃﻴﻦ ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻠﺤﻖ ﻟﻠﻤﺴﺢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻟﻮﺍﺩﻱ ﺣﻠﻔﺎ. ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ )ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ( ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ )ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ(، ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻠﻔﺎ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻭﺭﺕ ﺍﻫﻠﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻭﻃﻦ ﻭﻟﺪﻭﺍ ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﺎً ﻋﻦ ﺟﺪ ﻭﺃﻟﻔﻮﻩ ﻭﺍﺣﺒﻮﻩ ﺍﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻬﻢ ﻷﻱ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻻﻟﺤﺎﺡ ﻋﻠﻴﻬﻢ. ﻭﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎﺗﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﻟﻠﻤﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺧﺸﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻣﻀﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺃﺷﺮﺡ ﻟﻠﻤﻬﺠﺮﻳﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻘﻄﺎﺭ »ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ.« ﻭﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ. ﻓﻲ ﻓﺠﺮ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1964 ﺗﻢ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻭﺍﻋﺪﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻤﺤﻄﺔ، ﻛﻤﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻴﻦ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﻈﻔﻮﻥ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﻳﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺃﻱ ﻣﺮﻳﺾ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻭﺍﺩﺧﻞ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻮﻥ ﻭﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺗﺤﺖ ﺍﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻟﻸﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﻢ، ﺛﻢ ﺣﻠﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ، ﺣﻴﺚ ﺩﺧﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﺭﺑﺎﺏ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻷﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺰﻋﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺗﺬﻛﺎﺭﺍ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺎ ﻋﺰﻳﺰﺍً، ﻭﺍﺗﺠﻬﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮﻛﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﺭ ﺍﺳﻼﻓﻬﻢ ﻭﻣﻮﺗﺎﻫﻢ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺬﺭﻓﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻳﺒﻜﻲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻭﻋﻮﻳﻞ، ﻭﻇﻠﻮﺍ ﻳﺪﻳﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺻﻔﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺩﻣﻮﻉ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﻤﺖ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻓﻲ ﺍﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﻴﻦ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﺗﺴﻤﻊ ﺑﺎﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻳﻠﻮﺣﻮﻥ ﺑﻌﻤﺎﺋﻤﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ )ﺃﻓﻴﺎﻟﻮﻗﻮ.. ﻫﻴﺮﻭﻗﻮ( ﺃﻱ )ﺭﺍﻓﻘﺘﻜﻢ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ.. ﻭﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ( ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﻭﻳﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﻄﻮﺍ ﻓﻌﻼ ﺃﻭﻟﻰ ﺧﻄﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻐﻤﺮﻫﺎ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ، ﻭﻇﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻭﻥ ﻳﺤﺪﻗﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻀﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﺍﻧﻈﺎﺭﻫﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻭﻏﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻭﺍﺧﺘﻔﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻈﺎﺭ. ﻭﺣﺮﺹ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﺆﺛﺮﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻞ ﺃﻭﻝ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺣﻠﻔﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺧﺸﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻭﺻﻒ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﺎﺷﺪﺓ ﻟﻠﻘﻄﺎﺭ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺪﻧﻬﻢ. ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺣﺴﻦ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺠﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ »ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ« ﻋﺎﻡ 1974 ﻭﻇﻬﺮ ﺑﺎﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﻨﺤﻮ ﻋﺎﻡ، ﻭﺗﺮﺟﻢ ﻭﻃﺒﻊ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﻭﺍﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﺍﻫﺎﻟﻲ ﺣﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺧﺸﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ. ﻭﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻬﺠﺮﺓ ﺷﻌﺐ ﻧﻮﺑﻲ ﻋﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺧﻬﺎ ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﻟﻔﻮﻩ ﻭﻋﺎﺷﻮﻩ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺑﻔﻀﻞ ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﻢ ﻭﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﺘﻌﺎﻳﺸﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﻀﻴﻔﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﻳﻨﻤﻮﺍ ﻗﺪﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ . منقووول . . . . . . أور ساتي و دا رابط تحميل الكتاب