أن تكوني أماً لطفل في مرحلة المراهقة فهو ولا شك أمر صعب ومحير للغاية، خاصة في ظل إصرار المراهقين الدائم على الاستقلال والاحتفاظ بأمورهم الخاصة لأنفسهم دون أن يخبروا الوالدين بها.
وبالتالي عندما تكتشفين في نهاية الشهر أن تحصيل طفلك الدراسي ليس مرضيا من واقع شهادة درجاته، قد تندهشين لأنك لم تكوني على علم في الأصل بأنه يواجه صعوبات في المدرسة!
عند هذه النقطة لا تغضبي أو تثوري في وجه طفلك، بل كوني متفهمة للأمر، واعلمي أن تعاملك معه كصديقة هو الأهم والأفضل في هذه المرحلة، وحاولي مساعدته في تجاوز الفشل وتحسين أدائه الدراسي في الشهور القادمة.
تحدثي مع المراهق بهدوء واستعلمي منه عن أسباب انخفاض درجاته بهذا الشكل، فربما يجد صعوبة في فهم إحدى المواد أو قد تكون مشكلته هي عدم التركيز بشكل كاف عند الاستماع لشرح المدرس، أو كثرة غيابه عن المدرسة. وأيا ما كانت المشكلة تقبلي الأمر بصدر رحب، وأكدي له أنك ستظلين بجواره لتشجيعه ومساعدته على التغلب على هذه العقبة.
احرصي على متابعة طفلك أثناء مذاكرته، وحاولي مساعدته بشرح دروس المادة التي يستعصي عليه فهمها مرة أخرى في المنزل له بمفرده، فربما يكون ازدحام الفصل مشكلة تعوقه عن التركيز وفهم شرح المدرس. ولا تبخلي على طفلك بأي وسائل إضافية قد تساعده على الفهم كالكتب الخارجية أو الاسطوانات المدمجة التي تشرح المناهج.
شجعي طفلك المراهق على إحراز تقدم في دراسته من خلال تحديد مكافآت له في حالة تحسن أدائه. واتركي له حرية اختيار المكافأة من بين خيارات متعددة كتناول العشاء معك في مطعمه المفضل، أو نزهة مميزة في نهاية الأسبوع أو حتى مبلغ مناسب من المال.
لا تهملي أيضا البحث في المدرسة عن أسباب انخفاض درجات طفلك. تحدثي إلى مدرسي طفلك، فقد يمكنهم مساعدتك بتقديم معلومات مفيدة لا تعلمينها حول نشاطاته والمشاكل التي تواجهه في المدرسة، أو قد يعرض أحدهم مساعدة طفلك بإعادة شرح ما يستعصي عليه فهمه.
ساحة النقاش