مع أن إصابة الأطفال بنزلات البرد و الأنفلونزا من مسلمات الحياة، لكن يمكنك اتخاذ خطوات ذكية من شأنها المساعدة في تقليل عدد الأيام التي يقضيها الأطفال في فراش المرض.
أولا، قدمي المزيد من الفواكه و الخضراوات، يذكر ويليام سيرز" دكتور في الطب، و مؤلف كتاب التغذية العائلي" بأن الجزر والفاصوليا الخضراء والبرتقال والفراولة جميعها تحتوي على عناصر غذائية نباتية مقوية للمناعة كفيتامين "ج" ومركبات الكاروتيني.
ثانيا، زيدي من أوقات نوم طفلك، فالدراسات تشير إلى أن الحرمان من النوم قد يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض و ذلك بتقليل الخلايا القاتلة الطبيعية، وهي أسلحة جهاز المناعة التي تهاجم المكروبات و الخلايا السرطانية.
ثالثا، عليكِ بالرضاعة الطبيعية، فحليب الأم يحتوي على الأجسام المضادة و خلايا الدم البيضاء الفائقة التي تعزز المناعة بصورة دينامية، كما تحمي الرضاعة الطبيعية من التهابات الأذن و الأرجية و الإسهال و ذات الرئة، و تحمي أيضاً من التهاب السحايا و التهابات المسالك البولية و متلازمة موت الرضيع الفجائي.
و تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تعزز أيضاً قوة دماغ طفلتك و تساعد على حمايتها من السكري المعتمد على الأنسولين و داء كرون و التهاب القولون و أنواع معينة من السرطان في حياتها لاحقاً.
رابعا، اجعلي ممارسة التمارين نشاطاً عائلياً، فممارسة التمارين تزيد عدد الخلايا القاتلة الطبيعية، و تذكر رانجيت تشاندرا" دكتورة في الطب، واختصاصية مناعيات أطفال في جامعة ميموريال في نيوفاوندلاند" إنه يمكن للنشاط المنتظم أن يفيد الأطفال.
و لتجعلي من اللياقة عادة دائمة عند أطفالك كوني خير مثال يحتذى به، يقول ريني ستوكي"الحاصل على درجة الدكتوراه، و أستاذ مساعد إكلينيكي للطب الفيزيائي و إعادة التأهيل في جامعة ميسوري - كلية الطب "مارسي الرياضة معهم عوضاً عن الإلحاح عليهم بالذهاب خارجاً للعب فحسب".
خامسا، حاذري من انتشار الجراثيم، إن محاربة الجراثيم بحد ذاتها لا تقوي المناعة لكنها وسيلة فعالة لتخفيف الإجهاد على جهاز طفلك المناعي.
تأكدي من أن أطفالك يغسلون أيديهم دوماً بالصابون، وعليك أن تولي اهتماماً خاصاً بنظافة أطفالك قبل كل وجبة و بعدها، و بعد الانتهاء من اللعب خارجاً، و بعد لمس حيواناتهم الأليفة.
كما يجدر بك أيضاً الاهتمام بنظافتهم بعد أن يتمخطوا، و بعد الفراغ من استخدام الحمام، و بعد عودتهم من مراكز الرعاية النهارية.
وتخلصي من فرشاة أسنان طفلتك سريعاً حالما يمرض، لا يمكن أن يصاب الطفل مرتين بنفس الفيروس المسبب لأنفلونزا أو نزلة البرد، لكن من الممكن أن ينتقل الفيروس من فرشاة أسنان إلى أخرى ناشراً العدوى إلى فرد آخر من أفراد العائلة.
سادسا، امنعي التدخين غير المباشر، إذا كنت تدخنين أو كان زوجك من المدخنين فاتركا هذه العادة، إن دخان سيجارة واحدة يحتوي على أكثر من 4000 مادة سامة يمكن لأكثرها تهييج خلايا الجسم أو قتلها، و الأطفال هم أكثر عرضة لتأثيرات التدخين غير المباشر الضارة من البالغين، لأنهم يتنفسون بمعدل أسرع، كما أن أجهزة إزالة السموم الطبيعية لديهم أقل تطوراً أيضاً.
كما أن التدخين غير المباشر يزيد من خطر إصابة الطفل بمتلازمة موت الرضيع الفجائي، و التهاب الشعب الهوائية، و التهابات الأذن، و الإصابة بالربو.
سابعا، لا تضغطي على طبيبة أطفالك، إن الإلحاح على طبيبة أطفالك لكتابة وصفة مضاد حيوي كلما أصيب طفلك بنزلة برد، أو أنفلونزا، أو التهاب في الحلق، لهي فكرة سيئة، إذ تعالج المضادات الحيوية الأمراض التي تسببها البكتيريا فقط، لكن الفيروسات هي المسبب لغالبية أمراض الطفولة.
و من ناحية ثانية، تشير الدراسات إلى أن العديد من أطباء الأطفال يصفون المضادات الحيوية بشيء من التردد تحت إلحاح الوالدين الذين يعتقدون خطأ بأنها لا تضر، بينما هي ضارة في حقيقة الأمر، فتنمو سلالات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية نتيجة لذلك و يصبح الشفاء من التهاب أذن بسيط أكثر صعوبة حين يكون المسبب بكتيريا عنيدة لا تستجيب للعلاج المتعارف عليه لدى الأطباء
ساحة النقاش