أكدت دراسة أعدها باحثون بريطانيون أن الرضاعة الطبيعية تحد من احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية في فترات متقدمة من العمر.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها دورية لانست البريطانية على موقعها الإلكتروني السبت 15-5- 2004 أن الأطفال الذين كانت رضاعتهم طبيعية "يتمتعون بمعدلات كولسترول أقل بكثير من غيرهم الذين اعتمدوا على الألبان الصناعية في الرضاعة، وبالتالي تقل احتمالات إصابتهم بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية".
وقال الدكتور أتول سينجال الذي قاد الدراسة: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الرضاعة الطبيعية لها تأثير كبير ومفيد على صحة القلب على المدى الطويل".
وأوضحت الدراسة أن الرضاعة الطبيعية تزود جسم الإنسان بكمية من البروتينات، تعادل النقص في مستواها (في الجسم)، حيث إن هناك علاقة بين انخفاض مستوى هذه البروتينات وبين الإصابة بالسمنة المفرطة والنوع الثاني من مرض السكري ومقاومة الأنسولين وأمراض الشرايين التاجية.
واستنجت الدراسة -انطلاقا من ذلك- أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تساهم في منع وقوع مئات الآلاف من حالات الوفاة كل عام.
يؤكد هذا ما اكتشفته الدكتورة ليزا مارتين وزملاؤها في دراسة سابقة عرضت نتائجها في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في سان فرانسيسكو، وهي احتواء حليب الأم على مستويات عالية من البروتينات التي تنتجها الخلايا الدهنية، المسئولة عن تنظيم عمليات الأيض في الجسم والمعروفة باسم "أديبونيكتين".
وأوضح الباحثون في دراستهم أن نسبة الكولسترول الضار لدى المراهقين الذين اعتمدوا على الرضاعة الطبيعية أقل من الذين اعتمدوا في تغذيتهم أثناء الطفولة على الألبان الصناعية، وهو ما يقلل احتمالات إصابة أولئك بأمراض القلب.
ورغم ما توصل إليه الباحثون البريطانيون بشأن فوائد الرضاعة الطبيعية؛ تضم بريطانيا أحد أقل معدلات الرضاعة الطبيعية في أوربا.
وأوضحت دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية ونشرت نتائجها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم 10-5-2004 أن "نحو ثلث النساء في إنجلترا وويلز لم يحاولن أبدا إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، مقابل 2% فقط في السويد".
وتأتي هذه النتائج في الوقت الذي حذرت فيه الشبكة الدولية لتغذية الطفل من أن جهود زيادة معدلات الرضاعة الطبيعية تواجه صعوبات بسبب شركات الألبان الصناعية التي تروج لمزاعم "مضللة".
وقالت الشبكة: إن شركات كثيرة تروج لاستخدام الألبان الصناعية بقولها إنها تجعل الطفل أكثر ذكاءً، أو إنها مماثلة للبن الأم.
ساحة النقاش