مشروع حاضنات التعلّم السريع
حققت البشرية مع ثورة المعلومات ثورتها الثالثة، وانتقلت نتيجة هذه الثورة من حال سياسي واقتصادي واجتماعي وإنساني إلى حال آخر شديدة الاختلاف، فقد تطورت معارف الأفراد ووعيهم مرات عديدة في سنوات قليلة، وأدت ثورة المعلومات ووسائلها التقنية إلى وضع النتاج المعلوماتي والعلمي والثقافي والاقتصادي والإنساني بين يدي كل فرد يرغب في الاطلاع عليه
ويُشكل التحدي العلمي والتقني أبرز التحديات التي تواجه برامج المنظومة التربوية والتعليمية فالتعليم والتعلم يتحرك بسرعة غير مكافأة لسرعة التطور العالمي في كل مجالات الحياة، وهو في مسيرته يمر بمحطات عديدة، ساعدت على توجيه الأنظار إلى خلق ثورة رابعة، فيها يتم تسريع التعلّم في جميع بيئاته التربوية والتدريبية والاقتصادية والصناعية.
وبدأت تزهر الثمار في مجال التعلّم السريع، وتعددت البرامج التدريبية التطبيقية التي ساعدت على حصول مشاركيها على شهادات تمنحهم لقب " ممارس متقدم / معتمد في التعلّم السريع، مما أدى إلى إعداد كوادر للعمل بامتياز في هذا المجال التعلّمي / التدريبي الرائد، ومهد إلى التفكير في اقتراح المشروع ريادي " حاضنات التعلّم السريع ".
طبيعة مفهوم الحاضنة:
أن مفردة " حاضنة " تعني ذلك المكان الذي يكون بمثابة بيئة لشيئ معين بغض النظر عن نوعه " إذ تقوم الحاضنة باحتضانه ورعايته وتوفير الخدمات له من جميع الجوانب التي يحتاج إليها في واقعه العملي، وإمداده بالطاقة المستمرة لغرض تحقيق التنمية المستدامة.
أن الحاضنة عبارة عن مؤسسة تقدم مجموعة متكاملة من الخدمات التعليمية / التدريبية للمؤسسات التربوية والاقتصادية والصناعية والتجارية من خلال بيئة تدريب مناسبة، مصحوبا بخدمات الدعم الفنية والاستشارية والإدارية، مع المتابعة اليومية والمستمرة للمؤسسات قيد الاحتضان بهدف توفير أقصى فرص النجاح لها ومساندتها في تحقيق هذا الهدف خلال فترة محددة مع تعزيز هذه الخدمات عبر شراكة وتعاون الحاضنة مع الجهات ذات العلاقة.
التعلّم السريع... هل هو حاضنة تربوية متميزة!
أن أهمية وجود حاضنات التعلّم السريع ومدى الحاجة إليها، تكمن في زيادة فرص تحقيق اهداف المؤسسة، وتوفير بيئة ملائمة للتعليم والتدريب، والتي تشكل أساس نجاحها أو فشلها.
كما تعمل الحاضنات على دعم وتحفيز مهارات وإبداعات الموظفين من أصحاب هذه المؤسسات، إضافة إلى إعداد كوادر قوية قادرة على الاستمرار والنمو في المستقبل، مع المساهمة بشكل كبير في حل مشكلة تدني مستويات الأداء المهني من خلال توفير مزيد من فرص التدريب للعاملين وفق مبادئ واستراتيجيات وأدوات وتقنيات التعلّم السريع.
وتبعا للنجاح الذي حققته المراكز التدريبية في التعلّم السريع أننا ندعوا إلى تفعيل وتطوير مفهوم احتضان المدارس والمؤسسات والمنظمات المتعلمة من خلال تطوير الحاضنات للتعلّم السريع، وذلك لما تلعبه الحاضنات من دور بارز في تنميتها والتي بدورها تسهم بفاعلية في عملية التنمية التربوية والاقتصادية والاجتماعية على حدٍ سواء
ساحة النقاش