فن اداره الازمات الصعبه
كونى كالقلم الرصاص، عندما نبريه يكتب بخط أفضل، ومن منا لا تبريه الحياة بأزماتها ومشكلاتها، ولكن ما يفرق إنساناً عن آخر هو أن بعضنا يتجاوز هذه الأزمات فيخرج منها أقوى، وبعضنا تطحنه فيخرج منها وقد خارت قواه النفسية.
فكيف تخرجين من الأزمات أقوى؟
• أولاً يجب أن يكون لديكِ خطة مسبقة للتعامل مع الأزمة قبل حدوثها، فتعملى على منعها إذا كان ذلك ممكناً، أو تستطيعين التعامل معها بشكل أفضل عندما تحدث.
مثال: تقرأين عن خصائص الطفل فى كل مرحلة عمرية يمر بها، حتى تستطيعى أن تميزى ما هو الطبيعى وغير الطبيعى من سلوكياته، وتتعرفى على المشكلات التى يمكن أن تواجهيها معه فى كل سن.
• اقرأى مقدمات الأزمة وتعاملى مع هذه البوادر قبل أن تتفاقم، أمثلة:
· إذا كانوا فى عملك أو عمل زوجك يقومون بتسريح بعض الموظفين، فربما تكونان بحاجة إلى الادخار والبحث عن عمل آخر، قبل أن يقومون بالاستغناء عنكِ أو عن زوجكِ بشكل فعلى.
· لو وجدتِ أن المشادات بينك وبين زوجك أصبحت متكررة، فلا يجب أن تتركى المشاعر السلبية تتراكم، أو تنتظرى حتى يحدث شجار كبير تتخاصمان على إثره، أو يترك زوجكِ المنزل، أو تطلبان من الآخرين التدخل بينكما.. إلخ، لكن تحدثا معاً عن أسباب العصبية التى أصبحتما فيها، وعن المشاكل التى تعانيان منها فى علاقتكما.
• تحسين مهارات التواصل مع الآخرين فى إطار الأسرة أو العائلة أو العمل، لتقليل احتمالات حدوث الأزمة، لأن التواصل يعالج سوء التفاهم.
• عندما تحدث أزمة.. فكرى جيداً قبل أن تتصرفى، حتى لا تضيفى إلى الأزمة أزمة ثانية!
• بعض الأزمات تحدث فجأة كحادثة أو وفاة أو مرض، وفى هذه الحالة نكون فى أشد الحاجة إلى علاقتنا بالله، التى نحتاج أن نقويها طول الوقت وفى أوقات الرخاء حتى يساندنا الله فى الشدة، كما نكون فى أمس الاحتياج إلى الدعم من الأصدقاء والمحبين، وهذا معناه أن علينا العمل على تكوين شبكة من العلاقات الصادقة الداعمة التى تقوم على الحب ولا تهدف إلى المصلحة، حسنى علاقتك بالناس، وديهم وقفى إلى جوارهم فى أزماتهم، وكما يقول المثل «قدمى السبت عشان تلاقى الحد».
• اهدأى واصمتى: إننا مشغولون طوال الوقت، فنحن نتكلم أو نعمل شيئاً حتى نخلد إلى فراشنا فى نهاية اليوم ونحن فى إرهاق شديد، ننام لنستيقظ فى الصباح التالى لنواصل الدوامة، لن نستطيع أن نلمح بوادر الأزمات قبل حدوثها أو حتى التعامل معها عندما تحدث، إلا عندما نهدأ ونجلس وحدنا نستمع إلى أنفسنا، نتلامس مع مشاعرنا، نتفكر فى حياتنا.
• عبرى عن مشاعرك وتشاركى فى أفكارك مع صديقة تثقين بآرائها وترتاحين إليها، فتعاطف الآخرين معنا يخفف عنا كثيراً، ومشاركة أفكارنا مع الآخرين يجعلنا نرى أفكارنا المغلوطة التى تسبب لنا مشاعر سلبية وتدفعنا إلى تصرفات خاطئة.
• الجئى إلى المشورة المتخصصة عند الحاجة: تشعرين أحياناً أن ما يحدث أكبر منكِ، وأنكِ لا تستطيعين مواجهته وحدك، وأن دعم الأصدقاء والمحبين غير كافٍ، فى هذه الحالة لا تخجلى من اللجوء إلى أحد المكاتب التى تقدم الاستشارات النفسية من قبل متخصصين، لتساعدى نفسك على عبور هذه الأزمة بسلام.
ساحة النقاش