الذهاب الى المدرسة يجب أن يملأ حياتك بالذكريات: عن ما تعلمته، ما أضحكك، أيام مليئة بالإبداع، و التحليل، تنمية الاستقلالية، و الاستمتاع بيومك و انت تخطط لغدك.
لكن 300000 طالب في أكثر من خمسمائة مدرسة في الأردن لا يتمتعون بتلك البيئة التعليمية الممتعة، الملهمة، و المحفزة.
ملاعب فارغة، محابس مياه لا تعمل، لا ملاذ من الشمس الحارقة في ساحاتها، غرف معتمة، نقص في الكتب، و اسلاك تتدلى من السقف و الحائط..
المستقبل المشرق لا يبدأ هكذا.
مدرستي تجمع القطاع الخاص، و العام، والمنظمات غير الحكومية بالمجتمعات المحلية، لإعادة تأهيل المدارس. رجال الأعمال، الاباء و الأمهات، الجيران، و الطلاب يتكاتفون لذات الهدف: تعليم نوعي لأبناء الأردن.
فالتعليم مسؤولية مشتركة، مجتمعية، مسؤولية اجتماعية.
وهي تتخذ أشكالا متعددة.. لأن مدرستي ليست هبة فورية تموت بعد حين. الأهم من إصلاح النوافذ، و ترميم الجدران، و تزويد الصفوف بأدراج جديدة، و تأمين ملاعب أمنة و ممتعة للطلاب، الأهم من هذا كله تطوير برامج و مناهج طويلة الأمد تثري التجربة التعليمية لكل طفل.
نجاح مدرستي شكل شبكة من الشركاء.. المنظمات غير الحكومية دخلت المدارس لتشارك خبرتها في منع العنف و الترهيب، متحف الاطفال زودهم بحصص تمثيل و رسم و فرصة التعلم في بيئة تفاعلية. الكمبيوتر دخل المدارس، و معه خبرة خريجين تقنية المعلومات الذين دربوا المعلمين على دمج أدوات العصر في حصصهم، و مدراء أكبر الشركات الأردنية شاركوا الطلبة خبرتهم ليحصلوا على وظائف تواكب طموحهم. و حصص الصحة و التغذية السليمة تعود الطلاب و أهلهم على الطرق الأمثل لحياة صحية يعيشونها معا.
عندما أزور أيا من مدارسة مدرستي، ألمس الأثار النفسية و العاطفية لهذه المبادرة، و يدفعني ذلك دوما على الابتسام. ربما كانت الرؤوس المرتفعة، أو الضحكات المتعالية من ساحة اللعب، أو وجه طفلة تبتسم للوحة جدارية تزين مدرستها، أو ربما أبتسم لرؤية المعلمين منتصبي القامة و هم يدخلون صفوفا نظيفة أمنة، أو الأعين البراقة و الأيدي الممتدة حين تطلب معلمة متطوعين لمشروع مدرسي جديد.
تعددت الدلالات على التأثير الايجابي لمدرستي، المعلمون و الطلبة سعداء، الجميع أكثر انتاجية و اقبالا على التحصيل. مدرستي مدعاة لفخرنا جميعا.
لكن الطريق ما زال طويلا، يجب أن تستمر المبادرة، و ان تنمو.. قرابة 40 بالمائة من سكان الأردن ما دون الخامسة عشر، و ثلاثون بالمائة من شبابنا عاطلون عن العمل، و التعليم هو مفتاح الازدهار المستقبلي.
هدفنا خمسمائة مدرسة في خمس سنوات ، لكننا لا نستطيع تحقيق ذلك دون مساعدة.
الرعاية السخية من شركات، و منظمات غير حكومية، و دوائر حكومية جعل خمسة و خمسين ألف طالب و طالبة يقبلون على الدراسة، إلا أن ألافاً آخرين ينتظرون أن تحتضنهم مدرستي. نحتاج دعما و مشاركة أكثر من القطاع الخاص و المجتمعات المحلية.
كن جزءا من "مدرستي"، و ساهم في إحداث تغيير في حياة ألاف الأطفال في الأردن.
www.madrasati.jo
ساحة النقاش