تحرر الإنسان من العبودية بعد سنوات مريرة من الكفاح و استرد حريته التي وهبها الله له ، ولم يعد علي كوكبنا من يعاني من العبودية إلا في دول الخليج و علي رأسها السعودية ، التي تصر علي أبشع أنواع الانتهاك لحقوق الإنسان ، ابتدعوا نظام الكفيل وهو لمن لا يعرف المالك لحريتك والمتحكم في أمرك ، و هو مواطن سعودي يأتي لدولتك يستلمك بحجة وجود عقد في عمل ما في دولته ، وبمجرد أن تمضي العقد وتدخل أراضي السعودية فأنت ملك له ، يفعل بك ما يشاء ، و يسير أمرك كيفما شاء .. يسحق كرامتك بحذائه .. و ينتهك آدميتك .. و عليك السمع والطاعة . فأنت في السعودية بالنسبة للسلطات هناك فاقد الأهلية ، شخص نكرة ، لا وجود لك ! قد تذهب بعقد للعمل في مصنع مثلا فتجد نفسك عامل في مزرعة أو خادم لعلية القوم ، وكم من مصري مات و هو يحاول الهرب من جحيم الكفيل . ونظام العبودية هذا لا يسري بالطبع علي الأجانب فهم السادة في تلك البلاد ، و إنما تقتصر فقط علي الأسيوي الفقير و العرب سواء من مصر ، سوريا ، المغرب ، ...الخ
وعلي الأخص المصري لان الكفيل يدرك أن المصري بلا ثمن - قبل الثورة - في ظل وجود سفارة رمزية في السعودية ، و حاكم مستبد يتسول من أمراء الخليج المال ليكنزه في خزائنه دون أي اعتبار لآدمية المواطن المصري ، أما بعد الثورة فقد انشغل رئيس الوزراء عصام شرف بارسال رسائل مودة ومحبة علي امراء الخليج بل و يضع خطا أحمر ضدم من يحاول الاعتداء علي أمن الخلج ، ونسي أن يضع نفس الخط ضد من يعتدي علي ابناء مصر في الخليج !!
لم يسلم مواطنو الدول العربية الأخرى من تلك الجرائم ويكفي قصة الفتاة المغربية الهام التي تعرضت للعنف في محاولة لإجبارها علي ممارسة الجنس بعد أن تسلم وكيل الكفيل جواز الضحية إلهام بصفتها عاملةً عند قدومها إلى المملكة ، و هو من سلمها لشبكة منحرفة لولا أنها هربت منهم وغيرها الكثير .
أعتقد أن علي السعودية ودول الخليج أن تنهي الأزمات والكوارث الإنسانية التي يتسبب فيها نظام العبودية ( الكفيل ) ، وعلي الحكومة المصرية أن تكون هي كفيل المواطن المصري و أن تتأكد من سلامة التعاقدات التي تأتي بها الشركات الخاصة في مصر والتي تتواطأ مع الكفيل و تزين الحياة للمسافر و تقنعه أنه مسافر للجنة وتنسي أن تخبره أن الجحيم ينتظره هناك.
أخيرا ، أقرءوا هذه الرسالة بعناية تامة فهي من مواطن مصري - دكتور أسامة أنور محمد يعمل بمستشفي الايمان العام بالرياض – مكلوم آخر يطلق صرخة من أرض خادم الحرمين يقول :
(أكثر من ثمانية ملايين إنسان من أكثر من 50 دولة حول العالم يتعرضون لأبشع اضطهاد عرفه التاريخ أكثر من
جرائم الصهيونية والنازية والفاشية باسم الإسلام ، والإسلام برئ منهم ومما يفعلونه !! ويتحدث بلسانهم طبيب مصرى بسيط تعرض هو وزوجته الطبيبة وأطفاله الصغار لأبشع جريمة يمكن أن يتخيلها عقل حيث منعوا من العمل والسفر لأكثر من ثلاثة سنوات وتم قطع الكهرباء عنهم قرابة عام كامل في ظروف مناخية شديدة القسوة وكان من الممكن أن يلقوا حتفهم جميعاً في أي لحظة ورغم الشكاوى والنداءات و الاستغاثات إلى كافة المسئولين بالمملكة فلم يستمع إليهم احد ولم يأبه بهم أحد !!)
ويستنجد في رسالته بالأمين العام للامم المتحدة و مجلس الأمن و لم يذكر بلده مصر لانه يعرف أن الدبلوماسية المصرية ضعيفة جدا ازاء القوة المفرطة للسعودية !!!
ساحة النقاش