ظهرت في الآونة الأخيرة نزعة شوفينية بين المصريين تدعو للانسلاخ عن المحيط العربي باعتبار العرب قوة محتلة لمصر ، و التحصن بجذورنا الفرعونية و هو اتجاه خطير و متطرف روج له اقباط المهجر و علي رأسهم موريس صادق الذي لم يكتف بذلك بل يطالب بطرد العرب من مصر و المقصود طبعا هم المسلمون ، و انتشرت تلك الدعوة وتبناها مجموعة من المثقفين المصريين مسلمين ومسيحيين .
وتقوم الدعوة علي كره متزايد لكل ما هو عربي أو مسلم و التخويف من الوهابية بل وتزييف تاريخ الاسلام في مصر و الاعتماد علي مصادر مزيفة لترويج الاكاذيب و لنقرأ ما يقوله في موقع الحوار المتمدن شنودة هلال : إن معاناة الأقباط من الإضطهاد والتعذيب والقتل والسلب والنهب وأغتصاب النساء قبل الإحتلال العربى الإسلامى وأثناء حقبات الحكم الإسلامى لمصر إنما يظهر ويعلن بكل وضوح أن قوة الشر الكامنة فى الشيطان ظلت تكيل الضربات تلو الضربات للمسيحى القبطى وأمة المسيح حتى كاد يلفظ أنفاسه إلا أنه لولاً الوعد الإلهى الصادق ببركة الشعب القبطى لما بقى مسيحياً واحداً على ضفاف النيل .
وهذا مناف للحقيقة فكانت مصر أثناء الحكم البيزنطي خاضعة مباشرةً للامبراطور البيزنطي في القسطنطينية، وذلك لأهميتها الاقتصادية للدولة الرومانية في الشرق والغرب، حيث كانت مصر تعتبر مخزن غلال الامبراطورية وذلك خلافاً لبقية مقاطعات الدولة الرومانية والتي كانت خاضعة لحكم مجلس الشيوخ. وكان اختلاف عقيدة المصريين عن حكامهم سببا في اضطهادهم من قبل البيزنطيين وذلك لاختلاف عقيدة المصريين الذين رفضوا قرارات مجمع خلقيدونية عن عقيدة البيزنطيين الذين قبلوا بقرارات هذا المجمع. (ويكبديا )
كيف ونص الصلح بين مقوقس مصر وعمرو بن العاص يقول : «بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الامان على أنفسهم ودمهم وأموالهم وكافتهم وصاعهم ومدهم وعددهم لا يزيد شيء في ذلك ولا ينقص ولا يساكنهم النوب وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصلح وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف وعليه ممن جنى نصرتهم فان أبى أحد منهم أن يجيب رفع عنهم من الجزى بقدرهم وذمتنا ممن أبى برية وان نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رفع عنهم بقدر ذلك ومن دخل في صلحهم من الروم والنوب فله ما لهم وعليه ما عليهم ومن أبى واختار الذهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه ويخرج من سلطاننا وعليهم ما عليهم اثلاثا في كل ثلث جباية ثلث ما عليهم على ما في هذا الكتاب عهد الله وذمته وذمة رسوله وذمة الخليفة أمير المؤمنين وذمم المؤمنين وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأسا وكذا وكذا فرسا على ان لا يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة»
ثم يكمل شنودة هلال كذبه وافتراءه و يقول :
(وقال الخليفة العادل عمر بن الخطاب عن أقباط مصر : " يأكلهم المسلمون ما داموا أحياء فإذا هلكنا وهلكوا أكل أبناؤنا أبناؤهم ما بقوا " راجع ما كتبه أبو يوسف المؤرخ وهذه العبارة لم تقال عبثاً لأن خالد بن الوليد سيف الله المسلول قتل إنساناً وقطع رأسه وطبخه وأكله ولهذا فلينشد الأقباط مع داود النبى قائلين :" لولا أن الرب كان معنا لأبتلعونا ونحن أحياء فى وسطهم ")
تخيلوا هذا المأفون يتحدث عن خالد بن الوليد من أعظم القادة في الإسلام كلام لا يصدقه عقل طفل صغير ولكنه كلام مقبول لديهم للترويج لأكاذيبهم و محاولة للترويج لمذهبهم الجديد (الفرعونية )
بل ويزيد في غيه وتضلليله ويطالبنا بالرحيل فيقول : (والسؤال الآن لماذا لم يرحلون بعد أن نشروا الإسلام بالسيف وتحريرهم مصر كما يتشدقون باقوالهم الحمقاء ؟ !!!!! )
ويروج أقباط المهجر لكلمة قبطي بمعني مصري و قصر هذا المصطلح علي المسيحي ، مما يخدم أفكارهم المتطرفة بطلب الحماية الدولية من المحتل المسلم الذي يشكل أكثر 94% من تعداد مصر ولم يسألوا نفسهم : الفتح الإسلامي لمصر كان علي يد عمرو بن العاص و 4 آلاف جندي فقط ، والهجرات العربية لمصر كانت قليلة فكيف تصل نسبة المسلمين الي 94% دون ان يتحول المسيحيون إلي الإسلام ؟!!
ان تزايد الدعوة للانسلاخ من عروبتنا هو بداية و الترويج للفكر المتطرف (الفرعونية) ليس حنينا للماضي بقدر ما هو بداية لتفكيك الوطن و طمس هويته و محو 1400 سنة هي تاريخ الاسلام في مصر .
الشوفينية هي التعصب المغالى فيه للمجموعة التي ينتمي إليها الفرد، سواء كانت مجموعة دينية أو عرقية أو وطنية. وتطلق الصفة في العادة على الأشخاص المغالين في حب أوطانهم والذين يتعاملون باستعلاء إزاء الأمم والشعوب الأخرى من أمثال موسوليني وهتلر وتشرشل وغيرهم. اشتقت كلمة الشوفينية من اسم الجندي "نيكولاس شوفين" الذي حارب تحت إمرة الإمبراطور "نابليون بونابرت" وجرح سبع عشرة مرة في الحروب النابليونية، ومع ذلك استمر في خوض الحروب من أجل فرنسا التي كان متعصبا لها جدا. بدأ انتشار المصطلح بعد عرض مسرحية فرنسية عن حياة "شوفين" بعنوان La Cocarde Tricolore.
ساحة النقاش