يتساءل الجميع لماذا اغتيال بن لادن الآن ؟ وهو سؤال لاشك ملغز عن علاقة بين فزاعة طالما استخدمها الغرب لابتزاز الحكام العرب واستلاب الأموال و إجبارهم علي تقديم تنازلات سياسية و اقتصادية تصب في جيب الدول الأغنى و الأقوى ، وبالنسبة للغرب كان مفزعا ومدهشا قيام ثورات شعبية في كل الدول العربية تقريبا ونجاحها في إزاحة أسوأ أنظمة الحكم وأشدها استبدادا في مصر وتونس و البقية .. وهي أنظمة سهلت كثيرا من مهام الولايات المتحدة و أوروبا في السيطرة علي منابع النفط و التسويف و المماطلة في حل القضية الفلسطينية حتى اليوم التي تنهي إسرائيل وبالضربة القاضية المشكلة الفلسطينية معتمدة علي ولاء حكامنا و عجزهم علي فعل شيء سوي حماية عروشهم .
الأنظمة السلطوية الاستبدادية التي تقمع شعوبها وتزيف إرادته انتهت و ما تبقي منها في صراع مع شعبه من أجل البقاء وقد زالت عنها ورقة التوت وانكشفت عوراتها ولم يعد يجدي خطابها المزيف في إقناع أحد ولا حججها الواهية قادرة علي إنقاذها ، انتقلت السلطة من يد الحكام ولائهم لأنفسهم للشعوب العربية القوية و علت نبرة الوحدة بين العرب و ارتفعت الأصوات بتحرير القدس ، بجانب اتفاق المصالحة بين فتح وحماس وهنا كلمة السر في مقتل بن لادن كما أعتقد وهو انه يجب علي الغرب نفض أيديهم من
بن لادن والتفرغ للتغيير في السياسات العربية المترتبة علي حكم الشعوب العربية لأنفسها لأول مرة في التاريخ العربي ، قرروا إنهاء المسرحية السخيفة المسماة خطر بن لادن و قرروا قتله وإلقاء جثته في البحر حتى لا يبقي له أثر في العقل العربي المعاصر .
نعم قتل بن لادن و ألقي في البحر ولكن دفعت الشعوب العربية و الإسلامية ثمنا باهظا من اجل مسرحية بن لان التي أنتجها و نفذها الفكر الاستعماري في الغرب ، وكما أنهوا من قبل مسرحية صدام حسين بعد أن تمت المهمة وهو تدمير دولة عظيمة مثل العراق ودفعنا الثمن أيضا ، بالطبع لم تنتهي المسرحيات الغربية المليئة بالإثارة وعليكم أن تنظروا مقتل القذافي بعد أن أنهك شعبه ودمره تقريبا ، و من بعد إيران وحزب الله وسوريا ثم البدء في إزالة الأنظمة الملكية العربية والبقية تأتي ..
ساحة النقاش