<!--[endif]--><!--<!--
عقود عاشها المعلم مهمشا من وزارته ومن المجتمع كان يسمي قديما الخوجة و من ينسي ثلاثية نجيب محفوظ وسي السيد يعاير ابنه و يقوله : عاوز تطلع خوجة علي آخر الزمن . لم تختلف الصورة كثيرا فمن منا لم يشاهد فيلم مطب صناعي و مدرس العربي غريب الأطوار يقف مرتعشا أما الكلب و أحمد حلمي يشير للمعلم ويقول : معقولة بقي ده معلم ثم يشير للكلب ويقول : و ده كلب . إعلام معيب و موجه لم ير شماعة أفضل من المعلم ليعلق عليها أخطاءه . الإدمان و السرقة و القتل و العنف المسئول عنهم مربي الأجيال ، كذلك التأخر الدراسي والتخلف العقلي ورداءة الطقس و انعدام الضمير و الزلازل والبراكين و السحابة السوداء و حوادث الطرق التي تلتهم المئات من فلذات أكبادنا نتيجة سؤ الطرق و انعدام ثقافة السير الآمن علي الطرق سبب كل ذلك المعلم لأنه مربي أجيال ، الإصلاح كما يراه المتشدقون يبدأ من المدرسة و المدرسة قلبها النابض هو المعلم ، إذن علي هذا السوبرمان مسئولية تاريخية أمام الوطن بإصلاحه! في حين أنهم يتناسون أن المعلم يعمل في أسوأ الظروف الاقتصادية و النفسية التي من الممكن أن يعمل في أجوائها إنسان ، المعلم مطلوب منه الآتي :
1 – أن يعمل في ظل مناهج تدعي وزارة التربية والتعليم أن من يضعها خبراء والحقيقة أنهم أشخاص مسيسون يضعون مناهج لا يهضمها الطالب ولا تفيده و بها من الشوائب ما يجعلنا نتساءل ماذا لو استشاروا المعلم و خبراء التربية في تلك المناهج بغض النظر عن انتمائهم الحزبي الذي كان أساس كل البلاء في مصر
2 – سياسات التعليم كانت تضعها لجنة الكوارث المسماة بلجنة التعليم داخل الحزب الوطني والتي بالطبع تستعين بأهل الثقة لا بأهل الخبرة في وضع المناهج وسياساتها خطوط سياسية متخلفة لا يستطيع أن يتجاوزها واضع المناهج .
3 - غياب المسائلة والرقابة علي وزارة التعليم التي اكتظت بأبناء الحزب الوطني في كل لجانها و في موظفيها ، إذن الوزارة المنوط بها التطوير مكبلة بالمحسوبية والواسطة و بموظفين لا خبراء يتقاضون ولا يعملون و من المعروف إذا تعطل المخ مات الجسد فكيف ننتظر مدارس جميلة نظيفة متطورة تقودها وزارة شابها الفساد و المحسوبية.
4 – غياب الرؤية و الإستراتيجية في وضع خطط التعليم لان كل المؤتمرات كانت تقام من أجل صرف فائض الميزانية الضخمة التي تقتطع من جيب دافعي الضرائب علي عملاء الوزارة .. بجانب إغداق الوزراء الأموال علي محاسيب الوزارة من موظفين ومستشارين .
5 – غياب الرؤية عن لجان الوزارة التي تزور المدارس وفي ذهنها أن كل عملها التفتيش عن الأخطاء لا مساعدة المدارس علي إصلاح هذه الأخطاء فتجدهم يأتون ومعهم أوراق بها مئات البنود التي لا تنطبق حتى علي الوزارة و بأسلوب فظ يضعون علامات كاملة علي الأخطاء بجانب الاستعلاء علي المعلم وكأنه خادم أو اقل .
6 – التعامل مع المدارس و كأنها بلا صاحب والمدرس علي أنه عبد نافر يجب تربيته فتجد أن مديريات التربية والتعليم تقع تحت سلطة المحليات وبالطبع المحافظ وعضو مجلس الشعب و عضو الشورى و مجلس الآباء الكل يحكم ويتحكم في المدرسة ومع ذلك تأخر التعليم و لم يتقدم خطوة ، ولا ادري لماذا لا تتبع المدارس الإدارات و الإدارات المديريات و المديريات الوزارة مباشرة بدون وسيط آخر ، المدرسة يجب أن تكون لها هيبة لا يتجاوزها إنسان .
7 – المرتبات الضئيلة التي يتقاضاها المعلم ومطلوب منه أن يعطي و يكون ولائه للعلم والمدرسة وكأن المعلم لا بيت له مسئول عن رعايته و إطعامه ، وتعاملت الوزارة والدولة مع زيادة مرتبات المعلمين علي أنها نكتة و كيف لهذا المخلوق الضعيف أن يطلب رغد العيش مثله مثل محاسيب الحزب الوطني الذين يحكمون الوزارة حتى في ظل انهيار الحزب نفسه وموته إكلينيكيا.
8 – نقابة المعلمين التي فشلت في تقديم رعاية طبية وحية ا في المطالبة بأي حقوق للمعلم طوال تاريخها وكيف تفعل ذلك وهي كانت أحد أذرع الحزب الوطني و كانت تقف علي الحياد من موقف الإعلام من المعلم و لا تهتم بأي شكل من الأشكال بمسألة شكوى المعلم من قبل ولي الأمر في النيابة وما يترتب عنه من إذلال المعلم في الأقسام مثل المجرمين.
هذه نقاط قليلة من كثير وهي تضعنا أمام صورة كانت مظلمة ونتمنها أكثر بهجة وهذا لن يتأتي سوي بالعمل الجاد من أجل أن ينال المعلم حقه المادي والأدبي كاملا.
ساحة النقاش