أيها الشهداء .. عام 2011.. عامكم .. عام الشهداء ،عام العزة والإباء .. أنتم يا من تسكنون قلبي وعقلي
.. يا من تسكنون في ملابسي الميدانية يوم غضب الثامن والعشرين.. يا من تسكنون في أجمل الجمل ( الشعب يريد إسقاط النظام ) في التحرير وفي كل الميادين .. تحية إجلال لكل شهيد ضحي بحياته من أجل التغيير .. تحية إجلال لشباب مصر الحقيقي الذي قام وعبر .. الذي عزم وغير .. الذي أطاح وطهر .. تحية إجلال لمن رأيتهم بعيني يقفون أمام المدرعات والرصاص في حين كان هناك من ينادي بأن الخروج علي الحاكم حرام ، أو يجلس أمام التلفزيون مفاخرًا بسلبيته ، أو يتحدث عن الأجندات الخارجية متباهيًا بعجزه وجهله ، تحية حب واعتزاز وتبجيل .. فأنتم الرمز والقدوة .. وليذهب كل من ينساكم أو ينكر حقكم إلي الجحيم ..
الكل يشهد لكم .. يشهد لكم يناير ويوم الجمعة والغضب والإنسانية .. تشهد لكم الآهات ومقصات الأطباء ولفات القطن والشاش وطفل ينظرفي أمل من إحدي الشرفات ... تشهد لكم الهتافات والكمامات ورشاشات المياه وزجاجات الخل والمياه
الغازية ..تشهد لكم أشجار الميدان وأرصفته وأسواره الحديدية .. يشهد لكم الجوع والخوف والبرد والصبر.. تشهد لكم بنادق القناصة ورصاصات الغدر ودماء سالت علي الأسفلت وشاشات البث الفضاتئية .. تشهد لكم الكاميرات وآلاف من مقاطع الفيديو والخطوات المهرولة نحو الميدان وسلالم المترو .. تشهد لكم صيحات الغضب وابتسامات الأمل .. تشهد لكم الخيام وعلب الكشري وحفلات السمر الليلية .. تشهد لكم الخيول والجمال والبلطجية ..تشهد لكم خطابات المخلوع الوهمية تشهد لكم الأرض والسماء وعبارات الثناء ونظرات الإعجاب وأحلام البسطاء .. تشهد لكم الحرية .. أيها الشهداء ، أنتم في القلب.
