قرأت مشاركة علي (الفيس بوك ) بعنوان  (لا لتشويه

 الإسلاميين) .. وتساءلت .. ألم يشوه الإسلاميون غيرهم ممن يخالفهم الرأي ؟!

خطير جدًا ما يحدث الآن علي الساحة السياسية .. لقد طفت علي السطح كل الآثار السلبية لسنوات التخلف والقهر التي عشناها في عهد النظام السابق ؛ من تخلف وجهل وفقر ومرض في معظم المجالات .

إن المتأمل لما يحدث الآن يستطيع أن يقرأ عنوانًا كبيرًا ألا وهو ( التشويــه ) فلا أحد يريد أن يري صورة الآخر أو يسمعه أو يقرأه ؛ نجد الليبراليين يشوهون الإسلاميين  ، والإسلاميين يشوهون العلمانيين ، والمجلس العسكري يشوه بعض الحركات الشبابية ، ولعض الحركات الشبابية تشوه المجلس العسكري ، ووزير التربية والتعليم يشوه المعلمين ، والمعلمون يشوهون  وزيرهم  وأولياء الأمور يشوهون المعلمين والوزير معًا ، والمرضي وذويهم يشوهون الأطباء ، والأطباء يشوهون الأمن والداخلية ، والداخلية تشوه الشعب  ، والشعب يشوه الداخلية ... وهكذا  .. لتصل في النهاية لنتيجة مهمة ، وهي  أننا  أغمضنا عيوننا وأغلقنا آذاننا  ولم يعد لصوت العقل مكان بيننا ، فكل منا لا يريد أن يسمع إلا نفسه أو نسخة مكررة منه .. النظرة الفردية للأمور هي الطاغية حتى الآن ؛ لا أحد ينظر إلي المصلحة العامة .. الغالبية تنظر إلي المصلحة الخاصة أو الفردية .

إن مرد ذلك إلي السنوات السابقة من حياتنا في ظل النظام السابق  وما خلفته في إذهاننا وقلوبنا من حقد وكراهية وتعصب وكبت وإحباط .. وعندما انطلقت الثورة بدأها الشباب المثقف المتفتح رافعًا شعار " تنمية حرية عدالة اجتماعية " لم يكن هدفهم مصلحة شخصية أو لتطبيق

فكر ما  ، ولكن سرعان ما تلقفت الثورة فئات أخري .. تريد تطبيق فكرها (فكرها فقط) .. ومن هنا بدأت مرحلة التشويه ، فكل من يعارض فكر الآخر يشوهه حتي أصبحت حياتنا مشوهة .. فبعد الصورة الجميلة التي أعقبت خلع الرئيس السابق وحالة التفاؤل التي كانت تملأ قلوب معظم المصريين ، حلت الآن صورة مشوشة قاتمة غير واضحة .. وكل ذلك بفضل التشويه ؛ الذي نمارسة بوعي وبدون وعي .

العلاج :

علاج هذا الأمر الخطير – فيما أعتقد – يكمن في اكتساب خلق جميل ألا وهو ( التسامح )  انظروا إلي الدول المتقدمة وكيف استطاعت أن تنشر هذا الخلق بين مواطنيها  ، ونحن أولي به منها .. ولكي نوضح  معني التسامح بشكل دقيق .. تعالوا نقرأ هذه القصة  التي يعرفها معظمنا ..

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جار يهودي يحرص على وضع القاذورات على بابه ، فلما غاب اليهودي عن الرسول ثلاثة أيام ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى داره ليزوره ، فقال اليهودي : لما هذه الزيارة يا محمد ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لم تضع ما كنت تضعه فحسبتك مريضا ، فجئت أزورك "
فقال اليهودي للرسول صلى الله عليه وسلم : أدينك يأمرك بهذا يا محمد ؟!! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " بل أكثر من هذا " فقال اليهودي : أشهد ألا أله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"

والآن أيهما أصح أن نقول : " لا لتشويه الإسلاميين " أم  " لا للتشويه " ؟

وأخيرًا .. هل ستشارك في التشويه ؟!

khaledonline

خالد وطلابه اون لاين

  • Currently 117/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 444 مشاهدة
نشرت فى 24 سبتمبر 2011 بواسطة khaledonline

خالد إسماعيل محمد

khaledonline
موقع موجه لطلابي بمدرسة برديس التجريبية للغات وأولياء أمورهم والمجتمع المحيط »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

201,577