تـكـنـولوجـيا التـعـلـيم والـمـعـلومـات

الـدكـتـور/ خــالــد فــرجــون

المحتوى العلمي

edit

 

المحاضرة السابعة

الوسائط المتعددة

    في اللغة نجد أن كلمة " Multi – Media "  تتكون من مقطعين " Multi "  وتعني متعددة وكلمة " Media " وتعني وسائط أو وسائل ، ومعناها استخدام جملة من وسائط الاتصال ، مثل الصوت والصورة  والحركة أو فيلم فيديو، أو برنامج كمبيوتر بصورة مندمجة ومتكاملة من أجل زيادة فاعلية التعليم . أي أن كلمة "الوسائط المتعددة" تشير إلي استخدام أكثر من وسيطين من الوسائط السمعية والبصرية معا، قد لا يكون من ضمنها استخدام الكمبيوتر أو يكون باستخدامه من خلال عرض و دمج النصوص والرسومات ، والصوت ، والصورة بروابط وأدوات تسمح للمستخدم بالاستقصاء ، والتفاعل ، والابتكار ، والاتصال ، أوغيره.

     كما تشير "الوسائط المتعددة" إلي وجود حوامل لَكم من المعلومات تستخدم لغرض محدد، تتميز فيه بأنها مندمجة في سياق واحد، ومن هذه الحوامل مثلا الكومبيوتر، الفيديو، الفيلم، اللغة، الكتاب، المطبوعات.    

    وتدخل الوسائل المتعددة مجالات عديدة منها المحاضرة، مجال النشر والطباعة ومجالات الفن المعاصر بأنواعه، ونشر الصفحات عبر شبكة الإنترنت. 

      كما تعُرف علي أنها منظومة تعليمية تتكون من مجموعة من المواد التي تتكامل مع بعضها وتتفاعل تفاعلا وظيفيا ً في برنامج تعليمي لتحقيق أهدافه، وتنظم هذه الوسائط في ترتيب متتابع محكم يسمح لكل طالب أن يسير في البرنامج التعليمي وفق إمكانياته الخاصة ، بشكل نشط وإيجابي وأن يختار ما يناسبه من مواد تعليمية ، يمكن استخدامها في زمن معين ومكان محدد ، ومن ثم فالوسائط المتعددة ليست مجرد مجموعة من المواد التعليمية التي يمكن أن يستخدمها المعلم لمساعدته في الشرح أو إضافة لما يقدمه في الدرس، بل هي نظام متكامل يحمل رؤى تربوية جديدة تمتد إلي كل من المعلم والمتعلم ، فتعمل علي تغيير النماذج التقليدية في أدوارهم وتلغي مصطلحي " ملقن ومستمع "  وتحمل المتعلم مسئولية تعلمه كاملة ، كما توسع دور المدرس إلي مصمم ومشرف وموجه تربوي .

     وقد تناولها البعض على أنها وسائط تقع تحت مظلة الكمبيوتربل أصبح مصطلح   Multimedia يعني Computer Multimedia  أي أنها برنامج كمبيوتر يحمل بداخله النصوص المكتوبة والرسومات الثابتة والمتحركة والصور ومقطوعات الفيديو والمؤثرات الصوتية والحركية والموسيقية، بحيث تتيح للمتعلم التفاعل والتحكم في معلومات البرنامج، مما ينتج عنه عمليات تفكير جديدة لمساعدة الطالب علي التفكير التحليلي ، ومن هذه التعريفات الشبيهة ما أشار إليه كل من "ديرلي وكينامان" (Kinnaman & Dyrli, 1995) : بأنها تكوين بنائي رقمي يتكون من النص المكتوب والرسومات والصور والمرئيات المتحركة  والمؤثرات السمعية لتزويد المستخدم بدرجة عالية من التحكم والتفاعل معها . وأيضا تعريف "ريفز"  (Reeves, 1992) على أنها برنامج كمبيوتر يقدم محتوى المادة التعليمية إلي المتعلم ، من خلال المزج بين النصوص المكتوبة والرسومات الثابتة والمتحركة ، والأصوات والموسيقي بحيث يسمح تصميم البرنامج للمتعلمين بالتعامل مع المادة التعليمية بشكل تفاعلي وطبقا ً لاحتياجاتهم وقدراتهم وخطوهم الذاتي .

     نخرج من كل ما سبق أن الوسائط المتعددة مجموعة من الوسائط دمجت معا لإنتاج وسيط متكامل يتميز عند مقارنته بالوسيط المنفرد بزيادة تأثيره الإيجابي الذي لا يمكن أن يقدم من خلال وسيط واحد، إذ يصعب عليها أن تخاطب مجموعة من القنوات الحسية بالإمكانيات المعروفة لكل قناة، علي اعتبار أن القيمة التعليمية لهذا الوسيط مبنية علي سيكولوجية الاتصال لما يمثله كل وسيط موجود ضمن حزمة الوسائط المتعددة مما يجعله يلبي احتياجات المتعلم وقت التعلم

الوسائط المتعددة :

      قبل ظهور المستحدثات وقبل تطوير أجهزة الكمبيوتر ودخولها المجال التعليمي، قبل تحديث مفهوم الوسائط المتعددة Multimedia بالتحول من النظام التناظري Analog Systems إلى النظام الرقميDigital Systems ، عرف التربويون الموقف التعليمي الجيد بأنه الذي يحمل بداخله العديد من لغات الاتصال اللفظية وغير اللفظية ،  ومن هذا المنطلق فان مبدأ تعدد الوسائط التعليمية داخل الموقف التعليمي لم يكن بجديد، ولم يكن بعيد عن أذهان التربويين ، ولكن الجديد هو الأخذ بهذه المستحدثات وفق النظريات التربوية  لتحقيق أفضل الطرق للوصول لتحقيق أهداف تعليمية تتواءم مع عصر الرقمية ومع متعلم أصبح يختلف كثيرا عن مثيله في أعوام سابقة ، ومن هنا أصبح لزامنا على التربويين وخاصا العاملين في مجال تكنولوجيا التعليم الأخذ بالوسائط المتعددة وفق التقنيات الحديثة بشرط أن يكون لكل وسيط مستحدث في مجال التعليم دور مكمل مع غيره في الموقف التعليمي وليس مجرد تعدد فقط ، حتى يمكن القول أن المعلومة إذا قدمت عن طريق أكثر من وسيلة تخاطب أكثر من حاسة من حواس الفرد المختلفة وبالتالي تكون أكثر فاعلية وأفضل مما لو قدمت بوسيط واحد فقط.

     ولا شك إن الظهور السريع للوسائط المتعددة بالنظام الرقمي ساعد علي نشر المعلومات لعديد من البشر الذين لم يتمكنوا بعد من استخدام الكمبيوتر.  كما أن طبيعة هذه الوسائط غير من طبيعة القراءة نفسها فبدلا ً من تقيد المتعلم بالعرض الخطي للنصوص المطبوعة في الكتب، أصبحت عملية قراءته ديناميكية ، عن طريق إعطاء الكلمات بعدا جديدا ، فبالإضافة إلي تغطية المعني فإن الكلمات في برامج الوسائط المتعددة تعمل كالزناد الذي يستخدمه القارئ لكي يطيل من النص من أجل أن يتعلم أكثر عن الموضوع أو النقطة التي يتناولها. ولا شك إن برامج الوسائط المتعددة يمكن أن يتم تصفحها أوتوماتيكيا ً لكي نصل إلي موضوع معين أو إلي عدة موضوعات، وهذاً ما لا تحقق في حالة الكتب المطبوعة. كما أن الوسائط المتعددة تمكن القارئ من استخدام الروابط المختلفة، لكي يبحر في عالم المعلومات المترابطة ومن ثم توفر له الوقت والجهد،  وقد أثبتت ذلك الدراسات والأبحاث وتوصلت إلى أن برامج الوسائط المتعددة تجعل تصميم التعليم أفضل تنظيما ً، وتركيبيا، مقارنة بالتعليم من خلال وسيط واحد، ومن ثم فيسعى مصممي برامج الوسائط المتعددة لان تكون برامجهم أكثر تفاعلية وذات تأثير إيجابي على التعلم

     ولا شك أن التطورات الأخيرة المتمثلة في دمج أجهزة الكمبيوتر مع أجهزة الصوت وعرض الوسائط بأنواعها المختلفة وتخليق التوجهات بالتفاعل للمستخدم مع المادة التعليمية داخل هذه الوسائط ، كانت خير معين في تصميم الوسائط المتعددة ، خصوصا وأن التطور الذي حدث لتكنولوجيا المعلومات الإلكترونية جعل من السهل التعامل معها ومن ثم تحولت ً الوسائط المتعددة من وسائط مختلفة في موقف واحد إلى وسائط متنوعة تمثل في جملتها  جزءا ً نمطيا ً متكاملا من بيئات التعلم . وأهم ما نتج عن هذه التطور التكنولوجي أيضا هو الانتقال من المفهوم التقليدي للتعلم إلى تعليم يركز على التفكير الناقد والعمل، والإبداع، والتعاون، واستخدام الكمبيوتر للفهم والاتصال وهذا الانتقال يعتبر هو الأكثر ملاءمة للتعليم في عصر التطور التكنولوجي والمعلوماتي الذي ينظر فيه للفرد علي أنه كائن حي متفاعل، وليس مستقبلا ً سلبيا ً.

     وبناء على ذلك فإن الاهتمام بمفهوم " الوسائط المتعددة " انعكاس طبيعي نتيجة التحول الملموس في الفكر التربوي من نمط المواقف التعليمية الجماعية إلي تلك المواقف الفردية ، ومن التركيز في تقويم المتعلم علي حفظ محتوى المادة الدراسية إلي تقويم يقيس بمقدار ما يؤديه المتعلم من مهارات وما يحققه من أهداف تعليمية. وقد وجاء هذا الاهتمام أيضا ً نتيجة تغير دور المعلم، من ناقل للتراث العلمي والتربوي لطلابه، إلى مصمما ومهتما بتوظيف الأجهزة والأدوات، والمواد الحديثة في العملية التعليمية، للحصول على أفضل سبل الإفادة بهدف زيادة فاعليته في المواقف التعليمية.

 

الوسائط المتعددة والعملية التعليمية :     

     مع انتشار المستحدثات التكنولوجية تسعى التربية ضمن ما تسعى إلي أن إكساب المتعلمين المهارات والخبرات بهدف توصيل المعلومات إلي أذهان التلاميذ إلي الحد الذي يثبت هذه المهارات في النفوس والعقول وينميها بل وتحقق بها الإنتاج المرجوة منها. ومن هذا المنطلق تعتبر الوسائط المتعددة من أهم الأركان التي تبنى عليها عمليات التربية والتعليم ومن أهم العناصر التي تساعد علي تحقيق أهداف تلك العمليات.

     ولا شك في أن التربية الحديثة قد بنيت فكرتها هذه التي تتفق مع الاعتقاد السائد اليوم بأن أجدى أسلوب في التعليم هو الأسلوب الذي يوجه التلميذ نحو الممارسة الفعلية الناشطه لأنواع السلوك الذي يهدف إليها ذلك التعلم وتلك التربية فإذا كان القصد تعليم مهارة يدوية كانت أو عقلية فالوسيط التعليمي الجيد هنا هو الذي يتيح للمتعلم أن يمارس بنفسه تلك المهارة حتى درجة الإتقان المطلوب وهكذا بات واضحا ً أن من شروط الصدق في الوسيط التعليمي هو ملاءمته للقوانين التي تراعي ظهور ذلك السلوك المعني أي أن الوسيط ينبغي أن يتنوع بحسب أنواع السلوك الذي يرمى إليه .

     ولا شك أن الوظيفة الأساسية للوسيط التعليمي هي تنمية الثروة العقلية للفرد في ظل العصر الحالي للمعلومات علاوة على تنمية للياقة اليدوية لديه ، بحيث يصبح لكل معني أو حقيقة مفهوم واضح في الذهن وكيف يستطيع اليد أن تستجيب للتفكير والابتكار استجابة مرنة شاملة ؟  .

     وقد يبدو أن أحد الأشخاص يعرف معاني كثيرة لإحدى الكلمات لمجرد أن يقرأ بعض التعريفات أو مر بقدر يسير من الخبرة والحقيقة أن مفاهيم هذا الشخص لتلك المعاني ربما كانت غامضة وناقصة وإلا فهل يمكنه مثلا ً أن يعرف " ماهية كلمة إنترنت ؟ " إلا إذا قرأ عنها أو شاهد عرضا يوضح هذا المفهوم المجرد وكيف يحدث الاتصال بين الشبكات بعضها مع بعض، وكيف تنتقل الرسائل، وكيف يدخل الشخص على مكتبة الكونجرس مثلا وكيف يحصل على المعلومات. وهنا تظهر مقدرة الوسائط المتعددة في أن تجعل هذه المعاني محسوسة وأكثر دقة وصحة، فالوسائط عديدة والحياة مليئة بالخبرات ولا تستطيع الكلمات وحدها أن تصف ما تصفه الصور، فهل أحدا ينسى صورة الصبي الفلسطيني " محمد الدرة " الذي قتله الصهاينة وهو في أحضان أبيه ، أو صورة "معمر ألقذافي" حين قبض عليه ومثُل بجسده ، إن هذه المشاعر والمعاني ينطوي علي خبرات عاطفية معقدة لا يمكن نقلها جزئيا ً من شخص لآخر بواسطة الكلمات إلا إذا توافر لدى المتحدث شرطان هما الخبرة السابقة الغنية والمقدرة اللغوية الفائقة وهذا مالا يتوفر في كثير.

     وقبل أن نتناول أهمية استخدام الوسائط المتعددة في عملية التعليم والتعلم نشير إلى أن هناك وظائف للوسائط في عملية التعلم أهمها أنها تساعد المعلم في توصيل المعلومات والحقائق للتلاميذ بطريقة يسرة، كما أنها تعمل علي تعزيز الخبرة الإنسانية ، وتقديم حقائق هادفة ذات معنى . علاوة على أنها تقلل من جهود المعلم المبذولة في شرح ما يصعب شرحه من الحقائق والمفاهيم والتعميمات ، كما أنها تثير الاهتمام ويساعد ذلك علي توجيه استجابة الطالب نحو الهدف المنشود . إضافة إلى ذلك أيضا إنها تعمل علي تقبل السلوك حيث أن أثرها كبير في عملية التدريس حيث تساعد المعلمين علي رفع كفاءاتهم التدريسية وتحول آراء المعلم من شارح للدرس وملقن إلي مشرف وموجه وميسر لتلاميذه . كما أنها تتغلب علي الحدود الطبيعية وتتعداها إلي الأفاق البعيدة وإلي الأزمنة الغابرة ويساعد ذلك علي حل المشكلات ، وأخيرا فأنها تقدم الأدوات التشخيصية والعلاجية .

ويمكننا الآن أن نتعرض لكيفية تحقيق بعض هذه الوظائف:

( 1 ) إثارة التفكير وحل المشكلات :      

     تسهم الوسائط المتعددة في عمليات التفكير وحل المشكلات وسوف بجانبنا الصواب حينما نظن أن الوسائط السمعية والبصرية وخاصة " الأفلام " توهم بالسلبية في التعليم ذلك لأن التلميذ لا يجلس في حجرة الدراسة ليشهد أحد الأفلام كما لو كان هذا التلميذ كوبا ً فارغا ً يتجمع فيه نقاط الحقائق التي تتساقط من القيام، بل أن الأمر علي العكس من هذا فالتلميذ قادر علي استخدام الحقائق التي يحصل عليها من الفيلم في سبيل تكوين المعاني واستخلاص التعميمات القائمة علي هذه الحقائق .

     ولقد بذل جهد كبير في إحدى التجارب لتحديد ما إذا كان في مقدور الأطفال أن يستخدموا الحقائق التي يحصلون عليها من أحد الأفلام في التفكير وحل المشكلات فأنشئ لهذا الغرض اختبار خاص لا يتطلب الإجابة عنه مجرد تذكر الحقائق فحسب وإنما استخدام هذه الحقائق أيضا ً وأعطيت هذه الحقائق في وقت تأخذ بالنصوص اللغوية أو العرض السينمائي معا ً لفصول التجريب وبالنصوص اللغوية فقط للفصول العادية ولقد أوضحت الاختبارات الخاصة باستخدام الحقائق في التفكير لحل إحدى المشكلات أن الفصول التي تعلمت بالأفلام  التعليمية تفوقت كثيرا ً علي الفصول الأخرى التي تعلمت بالنصوص اللغوية وحدها.

( 2 ) إكساب المهارات للمتعلمين:

     لقد كان لنظام التدريب في " القوات المسلحة " خلال الحروب أثره الكبير في توضيح أهمية الوسائط المتعددة السمعية والبصرية في تهيئة التدريب علي المهارات وإكسابها للمتدربين والمتعلمين وقد وجد أن الأفلام الخاصة بالتدريب علي المهارات قد بلغت أقصي درجات نجاحها وفاعليتها حينما كانت قصيرة وحينما منحت فرصة فورية للممارسة العملية .

    ولا شك أن أول الأمور الهامة في تعلم المهارات هي أن يرى التلميذ بكل وضوح ما هو مطالب به ، فالصورة الفوتوغرافية أو فيلم عن السباحة يساعد المتعلم علي فهم الحركات والاداءات المطلوبة فيه فإذا قام المدرب أمام المتعلمين بإجراء كل حركة من الحركات التي شاهدوها في الفيلم فإن ذلك يساعد علي تعلمهم مهارات السباحة ويمكن تدرس الحركات مرارا ً وتكرارا ً وأن تقارن كل حركة بالتي يليها إلي أن يكتسب المتعلم مهارة هذه الحركة ثم بعد قدر معين المشاهدة والتفكير في هذه الحالة قد اكتسب مهاراتها، وقد أجريت عدة بحوث عديدة للكشف عن فاعليه الأفلام في تعلم المهارات الرياضية وقد أدى استخدام الأفلام في جميع هذه الجوانب تقريبا ً إلي الإسراع بتعليم المهارة المطلوبة .

( 3 ) شد الانتباه :   

     تجدر الإشارة هنا إلي أن شد الانتباه يختلف عن الجذب والتشويق والتثبيت فقد ينهر التلميذ بعناصر الجذب والتشويق التي تغلق المادة التعليمية ولا يهتم بالمادة التعليمية ذاتها والتي هي هدف الدرس ويتضح ذلك إذا كانت عملية لمرح لم تتم بمهارة بين المادة التعليمية والوسيلة و" مثال " ذلك بعض البرامج التعليمية الإذاعة التليفزيونية " والمقصود " بالتثبيت "  هنا هو بقاء المعلومات في ذهن التلميذ لأطول فترة ممكنة. أما شد الانتباه فيتحقق بأن التلميذ منتبها طوال عملية الاتصال التعليمي ونستطيع أن نقول هنا أن الوسائط المتعددة تقضي علي النسيان لدى التلاميذ وتظل متذكرا ً لما يتعلمه لفترة طويلة إذا المقصود " بشدة الانتباه "هو القضاء علي ظاهرة التسرب الذهني والمعنوي للمتعلم.

 ( 4 ) إكساب الخبرات الحية :

     تمثل إكساب الخبرات الحية دورا كبيرا لدى المتعلم ومع ذلك فأن لكل إنسان تصورات داخلية تتمثل فيما يتصوره من دلالات للرموز التي يتعرض لها فإذا تطابق التصور الداخلي من التصور الخارجي تمت العملية التعليمية بنجاح أي أن الوسائط تجب عيوب الألفاظ الموجودة التي لا تعبر عن الواقع إلا تعبيرا ً تجريديا ً رمزيا ً خاليا ً من الحسية والحركة والحياة . " فمثلا ً " لو قام المعلم بشرح لمشروع " توشكي " ولم يكن التلاميذ قد سبقت لهم أية معرفة عن هذا المشروع ، فانه من الأفضل ذهابهم طريق رحلة إلي المكان أو رؤية نموذج مجسم أو صورة له وبذلك يتم التطابق بين الدلالة اللفظية والمدرك الحسي ويتحقق الهدف من العملية التعليمية .

( 5 ) تخطي حدود المسافة ، المكان ، الزمان :   

-   أن قدرة الوسائط المتعددة علي تخطي حدود المسافة تتضح عندما يكون لدينا معلم علي درجة كبيرة من الخبرة والكفاءة ونود أن نفيد منه جموع التلاميذ في منطقة معينة تشمل " ريف ، مدن " " مثلا ً " فأننا نعمل علي بث برنامجا ً تعليميا ً عن طريق " التليفزيون " ليستقبله كل هؤلاء التلاميذ في المناطق التي تعطيها شبكة الإرسال التليفزيوني وبذلك تكون قد تخطينا حدود المسافة والمكان باستخدام التليفزيون كوسيط تعليمي .

-   تتضح قدرة الوسائط المتعددة علي تخطي حدود المكان فكما سبق وأن أشرنا أن الخبرة المباشرة هي أعلي مراحل الخبرة ولكن قد يتعذر تحقيق ذلك لسبب أو لآخر فنلجأ إلي الخبرة غير المباشرة " العوضية أو البديلة " عن الخبرة المباشرة . فإذا كان موضوع الدرس عن بلاد " الإسكيمو " ً  ولم يتوافر المال اللازم لنقل التلاميذ إلي هناك بل قد يكون مستحيلا ً في بعض الأحيان أو لم يتوافر نقل بلاد " الإسكيمو " " مثلا ً " إلي التلاميذ في فصولهم ففي هذه الحالة يمكن عرض فيلم سينمائي تعليمي عن الإسكيمو أمام التلاميذ أو عرض نموذج عن الإسكيمو أمامهم فتكون بذلك قد تخطينا حدود المكان .

-   أساس قدرة الوسائط علي تخطي حدود الزمن فأن ذلك يعني القدرة علي استدعاء الماضي فعندما تكون بصدد موضوع " تاريخي ، حدث وقع في الماضي البعيد " وتتطلب العملية التعليمية شرحه أو تدريسه للتلاميذ فلن يستطيع إلقاء المعلم وشرحه لهذا الموضوع تثبته لدى التلاميذ وفهمهم له . غير أن استخدام الوسائط المتعددة في عرض هذه الأحداث التاريخية وتجسيمها والأزياء والديكور والأشياء المتعلقة بهذه الفترة رؤية التلاميذ لهذه الأحداث عن طريق فيلم تاريخي لهذه الأحداث تثبت المعلومات والحقائق لدى التلاميذ لأنهم استخدموا أكثر من حاسة في مشاهدة الفيلم . وبذلك يكتسب التلاميذ خبرات عوضية تؤدي إلي تكوين تصور لدي التلاميذ " تصورات داخلية " تلتقي مع شرح المعلم فتحدث عملية اتصال جيدة يظهر أثرها علي فهم واستيعاب التلاميذ لموضوع الدرس وتكون بذلك قد تخطينا حدود الزمن أي استدعينا الماضي .

 ( 6 ) تقليل آثار ظاهرة الفروق بين المتعلمين :

     لعلنا نعرف جميعا ً أن الدارسين يختلفون فيما بينهم من حيث القدرة علي الفهم والاستيعاب فتتيح الوسائط المتعددة للتلاميذ ذوى المستوى دون المتوسط فرصة الاستعانة ببعض هذه الوسائط التي تشد انتباه جميع التلاميذ وتجذبهم لمشاهدتها والتعلم من خلالها تحت إشراف وتوجيه المعلم وهذا الأمر يحقق التحصيل العلمي الذي يحقق التلاميذ الأقوياء في المادة التعليمية وهذا الأمر وباستخدام الوسائط المتعددة هنا يقل أثر ظاهرة الفروق الفردية بين التلاميذ .

( 7 ) تعلم الحقائق :

     مما لا شك فيه أن ما يتم تعلمه باستخدام الوسائط المتعددة يبقى في الذاكرة لدى المتعلم لمدة أطول بكثير من مدة بقاء المعلومات والحقائق التي يتم تعليمها عن طريق استخدام التدريس اللفظي . فأما أن الوسائط المتعددة تستطيع أن تعلم الحقائق فذلك الأمر لا يشير الدهشة وأما أن هذه الحقائق تظل في الذاكرة وقتا ً أطول مما لو كان تحصيلها قد تم من الكتاب المدرسي وحده فأن ذلك في الواقع أمر عظيم الشأن . ومن البحوث المتعلقة بهذا تجربة أجريت في " أمريكا " علي تدريس العلوم بأحد الصفوف المناظرة للصف الثالث الإعدادي عندئذ وكانت النتيجة أن الفصول التي استعانت " بالأفلام التعليمية السينمائية ، إلي جانب الكتاب المدرسي والطرق المعتادة " قد زاد تحصيلها من الحقائق بنحو 20 % عن تحصيل الفصول الأخرى التي استخدمت نفس الكتاب وطرق التدريس ولكنها لم تستعين بشيء من الأفلام والوسائط . والحقيقة الهامة الأخرى هنا هي أنه بعد مضي ستة أسابيع زادت المعلومات التي تذكرتها الفصول التي استخدمت الأفلام السينمائية بمقدار 38 % عن نظائرها في الفصول المقابلة التي لم تتعلم بالأفلام . والنتيجة التي نستخدمها هنا هي أن ما يتم تحصيله من المعلومات عن طريق الوسائط المتعددة يميل إلي البقاء الذاكرة وقتا ً أطول .

     وقد أجريت كثيرا ً من البحوث لبيان فاعلية الوسائط المتعددة وكانت هذه البحوث ترتبط بالسؤال التالي :

     هل في استطاعه الوسائط المتعددة أن تعلم الحقائق التي يصعب فهمها للتلاميذ باستخدام اللغة والكلمات اللفظية؟ لقد أظهرت هذه البحوث أنه بإمكان الوسائط أن تنقل الحقائق كما أوضحت التجارب أيضا ً أن الوسائط المتعددة تعلم أنواعا ً عديدة من الحقائق في كل المستويات وفي أنواع الحقائق بها ، كما أن نتائج تعلم الحقائق كانت أفضل في معظم الحالات التي استخدمت فيها الوسائط السمعية والبصرية عنها في الحالات الأخرى التي أقتصر منها علي طرق التدريس التقليدية التي تستخدم الألفاظ والكلمات كوسائل اتصال تعليمي ومن ذلك " مثلا ً " نرى أن تعليم التلاميذ بمعرفة الوسائط السمعية والبصرية قد تطلب وقتا ً أقل مما كان يلزم لو أنهم تعلموا بدون هذه الوسائط وبلغ هذا الوفر الزمني في بعض الأحيان قدرا ً كبيرا ً .

     ويتضح ذلك من أن بعض الوسائط " كالميكروسكوب " يفوق دوره دور غيره من الأدوار في عملية التعلم " فالمجهر أو الميكروسكوب " كوسيلة تعليمية يكشف الجراثيم والخلايا التي لا تراها العين المجردة وما يترتب علي ذلك من تقدم علمي وهنا يفوق دور " الميكروسكوب " دور المعلم في شرح وتوضيح هذه المعلومة بالذات والخاصة بالجراثيم ولكن " الميكروسكوب " هنا مكمل لعمل المعلم .

 ( 8 ) نمو حصيلة الكلمات لدى المتعلمين :    

     علي الرغم من كثرة الوسائط المتعددة التي تخاطب الحواس مباشرة فإن قدرة هذه الوسائط علي تنمية حصيلة الكلمات عند التلميذ قد ثبتت بدقة فالخبرات الخصبة أساس متين للحصيلة الطيبة من الكلمات:" الخبرة "  : هي ما تهيؤه الوسائط السمعية والبصرية. فمن إحدى التجارب التي استخدمت فيها أفلام قصد بها المساعدة علي تحسين القراءة في برنامج أساسي لتقديمها تبين بوضوح أن القدرة علي القراءة قد زادت

وفي استطاعه أمناء المكتبات المدرسية والمكتبات العامة معا ً أن يتذكروا حالات يستند الطالب فيها كل ما لدى تلك المكتبات من مطبوعات في موضوع معين ، عقب فيلم هناك في أمريكا عن نفس الموضوع وتتكرر هذه الظاهرة ذاتها مع البرامج التليفزيونية الإخبارية الشائعة لأنه في إمكان البرامج التليفزيونية الجيدة أن تستحث الناس علي القراءة وأن تدفعهم إلي طلب لدى المكتبات من موضوعات في الموضوع المذاع .

     ويشهد المعلمون الذين يستخدمون الوسائط الصالحة بأن التلاميذ يميلون إلي هذه الوسائط وقد أظهرت البحوث غير الرسمية أن عوامل معينة هي التي تحدد استجاباتهم للأفلام " مثل " عوامل " السن، الجنس ، الحالة الاقتصادية والثقافية ، الخبرات السابقة ".

 ( 9 ) تثير اهتمام التلاميذ وإيجابيتهم وميولهم نحو بإطارهم التعليمي :          

     ويتضح ذلك من اشتراك التلاميذ في إنتاج الوسائط واستخدامها ومتابعتها وهذا هدف تربوي ينبغي تحقيقه وحتى يشعر التلاميذ بقيمتهم ودورهم البناء في هذه العملية، ومن جهة أخرى فأن الوسائط المتعددة تثير اهتمام التلاميذ بالمادة التعليمية التي يتعلمونها باستخدام هذه الوسائط لما تتسم به هذه الوسائط من تنوع وقيم جمالية وهذا الأمر يساعد علي ترسيخ فهمهم وإدراكهم للمادة التعليمية التي يتعلمونها .

     كما تعتبر الوسائط المتعددة عاملا ً هاما ً في إثارة ميول التلاميذ وتقوى هذه الميول في نفوسهم " فالتسجيلات الصوتية من خلال برامج الكمبيوتر الرقمية " " مثلا ً " تولد الاهتمام لدى التلاميذ في عمل فقرات  يمكن دمجها ضمن برنامج متكامل عن مقطوعات فيديوية   Video Clips لموقف تاريخي. كما إنها تنمي ميول التلاميذ في اتجاه معين ذلك لأن الوسائط المتعددة تخلق الميل بندائها المباشر لحاسة البصر من غير وساطة اللغة بينهما، وتمتاز الوسائط المتعددة التي تعرض بجهاز العرض الجماعي LCD Projector بسمة إضافية مبعثها للصورة المضاءة علي الشاشة إذا أنه من الصعب حقا ً أن تحول نظرك عن الصورة الضوئية التي تعرض أمامك علي الشاشة في حجرة مظلمة .

( 10 ) تنمي التذوق الفني لدى التلاميذ وتساعدهم على زيادة تشويقهم لموضوع الدرس: 

     لقد حققت الألعاب الكمبيوترية كوسيط متعدد ما لا تحققه الكثير و ذلك لما تتميز به عن طريق عرض وسائل عديدة من الصوت والحركة والألوان، ولعلنا ندرك أن في ذلك أيضا تحقيق لعنصر جذب التلاميذ وتشويقهم لموضوع الدرس لو استخدمت نفس التقنية في مجال التعليم، وذلك لما تحويه من تكوينات فنية بالإضافة إلي جانب الحركة والتي تتطلب من جانب المعلم روية جيدة لتوظيفها ‘ كما أن هذاه التقنية تساعد علي تثبيت المعلومات والحقائق والمفاهيم في أذهان التلاميذ لأنها تزيد من درجة الوضوح والشرح أي أنها إلي جانب المعلم تزيد وتحقق الفائدة التعليمية التي تعجز عن تحقيقها وسيط منفرد .

( 11 ) تساعد الوسائط المتعددة علي حل بعض مشكلات العملية التعليمية: 

     أثبتت العديد من الدراسات دوره الوسائط تساعد في عملية إعداد المعلم وتدريبه علي عملية التدريس المصغر وغيره من الأساليب ، كما إنها توفر وقت المعلم وجهده في شرح المنهج بدلاً من استخدام الاتصال اللفظي الرديء المفعول ، كما يمكن أن تعلم أعداد كبيرة باستخدام " الإذاعة والتليفزيون، وشبكة الانترنت " للتخفيف من مشكلة عدم وجود أماكن للدراسة وتعلم أعداد كبيرة منهم بشرط أن يتم اختيار المعلم الكفء لهذا العمل .

        ومما سبق تتضح أهمية استخدام الوسائط المتعددة في عملية التعليم والتعلم والتي يمكن تلخيصها في أنها توفر خبرات حقيقية أو بديلة تحاول نقل الواقع إلي أذهان التلاميذ وتخاطب أكثر من حاسة لديهم وتساهم في تعليم أعداد متزايدة من التلاميذ في فصول مزدحمة وتؤدى إلي صدق الانطباعات مع بقاء أثر التعلم وتعمل علي سرعة نقل المعلومات وتوفر الوقت وتساعد علي فهم ما يصعب شرحه أو تصوره وتؤدى إلي خلق الاهتمام وإثارة الانتباه .

وعلاوة على ما سبق فالوسائط المتعددة:

-    تساعد الطلاب علي الربط بين المعلومات من حيث عرضها في أشكال متنوعة من بينها النص الكتابي والرسومات والصور ولقطات الفيديو والمؤثرات الصوتية . 

-        تيسر الطلاب عملية التعلم والعمليات التفكيرية المشتركة .

-        تهتم بالتعليم التعاوني بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس .

-        تساعد الطلاب علي التفكير فيما وراء التفكير .

-        استخدام الوسائط المتعددة يؤدي إلي متعة وجاذبية التعلم للطالب .

-        تؤدي بالطالب إلي الاندفاع نحو التعلم .

-        توزيع العمل التعليمي بين الطلاب والمعلم كأعضاء في المستقبل .

-        إعطاء الفرصة للمعلومات بأن تقدم نفسها للطلاب في أشكال مدمجة ومنظمة وبناء تفاعلي متلازم .

-        تقدم أساليب تعلم ذاتي متنوعة الأشكال للطلاب .

-        تحل مشكلة المفاهيم المجردة وطرق تعلمها فتقدمها كمعلومات واقعية .

-        تسمح للطلاب باستخدام المعلومات في ضوء أهداف تعليمية محددة .

-    التدريب والإعلان والتسلية واللعب : وهذا يتفق مع دور الوسائط المتعددة وخصائصها فيما يتعلق بوجود بناء أو هيكل تدريجي للمعلومات خاصة للصغار ، وهو ما يعرف بأسلوب " Hyper Media " أي وجود عناوين رئيسية وبداخلها فرعيات . .  وهكذا حتى تصل إلي أقل تدرج فيها .

-        تحويل المعلومة من خلال صورة ثابتة أو متحركة ( فيديو ) .

-    إعادة ترتيب المنهج أو إعادة ترتيب محتوى معين يحتاج إلي جهود عديدة ، كما يمكننا أن نقدم أنواعا ً جديدة من الأسئلة تلعب دورا ً في عملية التقويم ، ويستخدم لإيجاد طريقة جديدة ومختلفة للتعلم دون تعقيدات .

-    تحقق الوسائط المتعددة عنصر التفاعل " Interaction " أي تسمح للطالب بالتحكم في عناصره وخاصة أن استخدم الوسائط المتعددة يعتمد علي دمج أكثر من وسيلة ، كما تحقق عنصر التغذية الراجعة " Feed back "

-    التقويم عن طريق الدور الفعال في توليد مجموعات من الأسئلة المختلفة وعمل الامتحانات وتؤدي إلي ارتباط الطالب بالبيئة التعليمية والأدوات وشعوره بالإنجاز والفاعلية كما يراعي تعلم الطالب تبعا ً لسرعته وقدراته الذاتية وهذا يؤدي إلي إعطاء سهولة وإمكانية أكثر للطالب في تشغيل البرنامج وهذا يرجع إلي كتابة Script بطريقة غير خطية ، وبذلك نترك للطالب التنقل من موضع لآخر ، لأن هناك فروقا ً فردية بين الطلاب ، وتصنيف سرعة ومرونة تعلم الطلاب ، وتجعل التحكم في يد الطلاب، وتنتج فرصة التعلم الذاتي . هذا بالإضافة إلي الاستخدام في الإدارة المدرسية التي ترفع كفاءة العملية التعليمية .

-    ساعدت الوسائط التعليمية أن تخرج السياسة التعليمية عن مفهوم الفصل الدراسي وأضافت معاني أخرى مثل التعلم عن بعد Distance Learning   وساعدت علي أن يوجه الفرد تعليمه إلي ما يلائم قدراته واحتياجاته ورغباته. هذا إلي جانب أهمية دور الوسائط التعليمية في تنمية القدرة علي الاستقصاء لدى الطلاب، أي القدرة علي التفكير وربط المعلومات بما يتفق مع مفهوم المنهج الحديث فهي تلعب دورا ً كبيرا ً في إعادة بناء المعرفة وإيجاد ممارسات إبتكارية ولهذا يؤكد التربويون علي أهمية استمرارية عملية التقويم ، وأن تقوم الطالب ليس مجرد درجات تدل علي تحصيله ، بل التقويم الأساسي يكون في ضوء إدراك الطالب ، ومحاولة إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات .

-    آلية الفصل الدراسي " Automated Classroom ": بمعني إحلال الآلية محل العمالة البشرية غير المتوفرة أو المكلفة أو غير المؤهلة أو غير الموثوق منها للقيام بالمهام التعليمية المختلفة والمتعددة. وهذا يساعد علي تحسين جودة العملية التعليمية من خلال أداء المهام بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية والغرض من الوسائط المتعددة في التعليم توفير الأدوات اللازمة لمعالجة المواد الدراسية وعرضها في الفصل أو قاعدة الدراسة التي يشار إليها هذا بالفصل الدراسي الآلي وهي :

-    جهاز كمبيوتر يتحكم فيه المعلم ( Instructor ) . وهو مجهز بوسائل رقابية لعرض البرمجيات التعليمية المختلفة الموجهة للمتعلم ، والهدف منها تسهيل عرض الدرس ، وتحرير المعلم من الكتابة علي السبورة ، مما يجعل التدريس أكثر تشويقا ً للطلاب مع توفير قدرات الطباعة لمذكرات الدرس . . مع دعم ذلك بأسلوب المنافسة غير رسمي الذي يدعم خلق وبناء المعرفة .

-    التدريس بمساعدة الكمبيوتر " Computer – Assisted Instruction  " وهو يرتبط بالبرنامج التفاعلية التي تقدم المعلومات في أنماط تتابعيه أو غير خطية لكي تزيد من معرفة الطالب وفهمه لموضوع الدرس المقدم ، وكما تهدف إلي تمكين الدارس نفسه من الرقابة علي عملية تعلمه ، وهو مصدر إمداد للمعلومات المتواقفة مع معرفة المعلم ، و أكثر تفاعلا ً مع المتعلمين ويعطي رقابة أكبر علي تتابع عرض المعلومات المقدمة للمتعلم ، وتعتبر التغذية العكسية جزءا ً أساسيا ً في كفاءة  التعلم ، فهي ترتبط بالدوافع وردود الفعل التي يؤكدوها هذا النموذج التعليمي / التعليمي وتساعد هذه الطريقة في زيادة التفاعل إلا أنه لا يمكن أن يكون هذا التفاعل الآلي بديلا ً عن التفاعل البشري . وعليه فإن التدريس بمساعدة الكمبيوتر ييسر تحميل وتخزين المعرفة المستمدة من مصادر التعلم المتعددة " Multimedia " ويساعد المتعلمين في معالجة المعلومات المتضمنة في النظام أثناء استخدامهم له النظر إلي طريقة التدريس بمساعدة الكمبيوتر علي أنها تسحن معالجة المعلومات المعرفية للطلاب، حيث إنها تجعل عملية التعلم مفصلة وموجهة أكبر نحو الطالب المستقل في طريقة تعليمه .

-    شبكات التعلم " Learning Network  : تسهل هذه التكنولوجيا وصول الطالب للمعلومات ، وتسهم في تحسين توفير مواد التعلم ، فهي تهدف إلي خلق معلومات جديد أحسن جودة وأكثر توافرا ً، ومن هنا تظهر خواص جديدة محددة للفصول الدراسية ، كالوصول المباشر إلي قواعد البيانات والمعارف بالإضافة إلي التنوع للمعلومات التعليمية وتحليلها ، وهنا ينشئ الطلاب معرفة جديدة نابعة منهم باستخدام مصادر التعلم ، ولا يوجد تفسير واحد أو إجابة محددة يمكن أن يوفرها المعلم من خلال هذه الشبكات .

معوقات استخدام الوسائط المتعددة .

-    معوقات مادية : كالصعوبات في توفير الاعتمادات المادية لتحويل التقنية من فكرة إلي إنتاج وإمتاع الأفراد الذين يشرفون علي العمل بأن يتفهموا أهمية هذا العمل وأن يكون لديهم استعداد للإنفاق عليه .

-    معوقات زمنية : تقل قيمة التقنية أو لا تفيد الموقف الفعلي إذا لم تكن مستخدمة في الوقت المناسب .

-    عوامل إجرائية : إذا أن اختبار المادة أو المشكلة المراد حلها والإمكانات المطلوبة لهذا الحل تتطلب جهدا ً علميا ً وعمليا ً .

-    معوقات بشرية : يقصد بها المدرسون والطلاب حيث لكل منهم حاجات مختلفة ، وهما الطرفان المتكاملان مع التقنية الجديدة والطالب يتعامل بسهولة مع الكمبيوتر ، أما المدرسون فعليهم إعداد الأجهزة ووجود مشكلة فنية . 

-    معوقات عملية : الاطمئنان علي سلامة الأجهزة وصيانة الأجهزة ووجود أكثر من جهة يعتمد عليها في توفير هذه المتطلبات .

ويمكن أن يضاف إلي ما سبق :

-        عدم توفر خبرة ودارية من المعلم مما قد يفتقر إليه الإعداد الحالي في بعض كليات التربية.

-        وجود الرهبة والتخوف من استخدام الكمبيوتر و برامج الوسائط المتعددة.

-    قد تعجز بعض أنظمة الوسائط المتعددة في تعميق التعلم من أجل التوسع الأفقي في المعلومات، مما قد يسبب عدم توافق الطلاب ذوي القدرات المتوسطة أو المنخفضة على التكيف مع تلك الأنظمة .

 

 

 

 

لا يوجد

أ.د.خـالـد محـمد فـرجـون

khaledfargoun
اســتاذ تـكنولوجيا التعليم والمعلومات المتفرغ (حاليا) - رئيس قسم تكنولوجيا التعليم ووكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب وقائم بعمادة كلية التربية بجامعة حلوان (سابقا) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

173,684