ملخص لورقة عمل مقدمة لوزارة التربية بدولة الكويت – مارس 2005
لمـاذا تكنولوجيا التعليم والمعلومات معا ؟!
د. خالد محمد فرجون
أستاذ تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة حلوان
كلية التربية الأساسية بدولة الكويت
تمثل تكنولوجيا التعليم بمفهومها المعروف في الوسط التربوي ؛ البوتقة التي ينصهر فيها وسائط الاتصال التعليمي المختلفة بداية من الوسائط السمعية والبصرية حتى وسائط الاتصال المتعددة Multimedia والقائمة على النظريات التربوية والنفسية وذلك بهد الإفادة منهم في تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة سواء من خلال التعليم التقليدي داخل المدارس والجامعات أو من خلال شبكة الاتصال العالمية internet ، أو ربما من خلال الاثنين معا Blended Learning.
ولما كانت تكنولوجيا التعليم نوع من المعرفة التقنية أو التطبيقية، وأن جاز التعبير أن دورها يتحدد في ربط التطبيق التربوي بالعلوم السلوكية من جهة وبين العلوم الأساسية ذات العلاقة كالتكنولوجيا من جهة أخرى . وأنها علم صناعة الإنسان إذ تهتم بتصميم البيئات أو الظروف وفق المعرفة العلمية عن السلوك الإنساني بهدف بناء الشخصية في ظل مفهوم الجودة الشاملة Total Quality .
ولما كانت أيضا طريقة منهجية في التفكير وأسلوب منظم في العمل يتناول جميع العناصر التي تكون العملية التعليمية " المنهج ، المعلم ، المباني ، الطلاب ، المواد التعليمية "، وإنها معنية بجميع مراحل النشاط أو العمل " مراحل التصميم ثم التنفيذ والتقويم " آخذه بعين الاعتبار مبدأ الدمج الفعال بين جميع العناصر التي تتفاعل فيما بينها، لتؤدي إلي إكساب التربية مزيدا ً من الفعالية ، كان من الضروري أن تواكب هذه الطريقة أحدث التطورات في مجال الاتصالات ، وبالتحديد مع ظهور التعلم الالكتروني ، خاصة وأن هذا النمط من التعليم وأساليبه المختلفة قد غيرت كثيرا من طبيعة التعليم ونظم التدريس التقليدية .
ولذا كان هناك ضرورة لدمج تكنولوجيا المعلومات مع تكنولوجيا التعليم ، على الرغم من اعتقاد البعض أن مفهوم تكنولوجيا المعلومات أكثر شمولاً واتساعاً من مفهوم تكنولوجيا التعليم، إذ يتناول مجال المعلومات كافة التخصصات بما فيها التعليم ، إلا أن الحقيقة تؤكد انه لا يمكن المقارنة بين كلا المجالين ، خاصة وان مفهوم تكنولوجيا المعلومات يرتبط كثيرا بالتقنيات الحديثة كالحاسوب والانترنت ، في حين يؤكد مفهوم تكنولوجيا التعليم على المنظومة الشبكية داخل العملية التعليمية التي قد لا تشمل الكمبيوتر أو الانترنت ، مما يعني أن المقارنة غير مجدية ، ولكن ربط بينهما يعد ضرورة في الآونة الحالية ، إلا انه محل بحث في المتغيرات البنائية لهذا الدمج ، خاصة وأن استخدام الأجهزة والمستحدثات والانترنت لا يعني بالضرورة التطبيق المباشر والمنهجي والمنظم لنتائج البحوث كما يشير إليه مفهوم تكنولوجيا التعليم .
من هذا المنطلق كان من الضروري على أقسام تكنولوجيا التعليم بكليات التربية أن تدمج مجال المعلومات وما يحمله من مستحدثات ، من خلال إضافة العديد من البرامج والمقررات الدراسية ، لكي يتاح الفرصة للدارسين لاستخدام أحدث الوسائط التعليمية الرقمية، مما يعود على الخريج باليسر للاندماج في سوق العمل ، وحتى يمكن تدعيم دور تكنولوجيا التعليم ومن ثم دور خريج كليات التربية لتحقيق متطلبات العصر الحالي.