هذا الكتاب صدر عام 2002 واستمر في الصدور لطبعات مختلفة حتى الطبعة الرابعة عام 2008 ويناقش هذا الكتاب العديد من الموضوعات الهامة حول التصوير الضوئي ومدى الإفادة منه في عصر المعلومات داخل مجالي التعليم والإعلام، حيث اهتم في البداية بالتصوير وماهيته ودوره كخبرة بديلة، ومميزاته وأبعاده وأنواعه وأسس اختياره كوسيلة تعليمية وإعلامية.
وقد بدأت المقدمة بالحديث عن الخبرة المباشرة وإنها أم الخبرات جميعها .. ولكن إذا لم تتاح هذه الخبرة لأي سبب ..فلا بد من الالتجاء لخبرة عوضيه أو بديلة تستخدم كوسيلة .. لتوضيح ونقل غوامض الحدث لمن لم يتواجد في المكان سواء كان قارئ لجريدة أو كتاب أو ربما في مجال التعليم بهدف إثراء الكتاب التعليمي وتدعيم الدرس ومساعدة المدرس والدارس علي السواء.
كما تناول اهمية التصوير (الضوئي) الفوتوغرافي Photography بكافة أنواعه وانه على قمة الوسائل التعليمية والإعلامية المستخدمة في التعليم والإعلام بما فيها من كتب دراسية وغير دراسية وصحف ومجلات سواء مطبوعة أو إلكترونية عن قرب أو مبثوثة عبر شبكة الإنترنت، وهذا لسبب بسيط بأن هذه الوسيلة تسجل الواقع بدقة بالغة يصعب تحقيقها بوسيلة أخرى .. وقد قدمت لنا الثورة العلمية والصناعية أبعادا جديدة أمكن استخدامها في توسيع نطاق هذه الوسائل .. فأتاح لنا التصوير إمكانية تسجيل الأحداث بسهولة ويسر وإرسالها عبر الأقمار الصناعية في نفس اللحظة .. وأصبح من السهل علي أي إنسان أخذ صور لما حوله حتى بألوانها الطبيعية دون أن يكون علي معرفة حتى بأصول الرسم والتلوين، بل دون أن يذهب لمحل الأحداث ..بل دون أن يحتاج إلى كاميرا تقليدية بداخلها فيلم يحتاج لتحميض وإظهار بالطرق التقليدية. كما أتاح التصوير المتحرك إمكانية تسجيل الصور وعرضها في حالة حركة علي شاشة عرض كبيرة يشاهدها الكثيرون .. وتقدمت الأساليب الفنية في الصور المتحركة وقدمت لنا أفلاما ناجحة بدرجة تطابق كبيرة يشاهدها الكثيرون .. وتقدمت الأساليب الفنية في الصور بعد دخول الرقمية عالم التصوير وقدمت لنا أفلاما تعليمية وإعلامية ناجحة بدرجة تطابق الواقع وأصبحت لا تتطلب تخصصاً دقيقا ومهارة فنية عالية .. أو ينتجها عدد كبير من الفنيين كالمخرجين والمصورين وفني المعامل والمونتاج والرسامين وأخصائي الحيل السينمائية الخ .. ومن ثم لا يقوي علي اقتحامه سوى هؤلاء المتخصصين القادرين علي الإنتاج الجيد المميز والتسويق العالمي بكافة اللغات لتغطية مصاريف الإنتاج .. إلى أن تغير الأمر وجاء الكمبيوتر الذي يعتمد أساسا علي التصوير فأضُيف إلي مجموعة أجهزة الوسائل التعليمية جهازا يتميز بعدة خصائص جعلته أمل التربويون والإعلاميون في تفسير الرسالة داخل مختلف المؤسسات بما فيها من مدارس وجامعات وأيضا في مكافحة الأمية ورفع مستوي ثقافة الشعب أجمع ..
وأهتم المتخصصون في العصر الحديث بالوسائل المختلفة ( وخاصة التصوير)، كما انتشر في الآونة الأخيرة العديد من أجهزة عرض الصور الفوتوغرافية الثابتة والمتحركة الشفافة والمعتمة ومنها على سبيل المثال ما طرحته إحدى الشركات عن جهاز عرض الصور والشرائح تحت مسمى "لايت وير V- 807 " وهو يقارب في شكله كتاب الجيب حيث يبلغ طوله حوالي 18 سم وعرضه 15 سم ويبلغ وزنه حوالي كيلو ونصف فقط ويستخدم الجهاز تقنية الشريحة الواحدة التي تتعامل مع الضوء بطريقة رقمية مما تولد صورا اكثر دقة على أنظمة Liquid Crystal Display ، وقد أجريت عدة بحوث تفسر دور هذه الوسائل والإفادة منها في التعليم والإعلام للجماهير على وجه العموم والدارسين على وجه الخصوص بهدف توضيح الحقائق والمهارات وتعديل وتكوين اتجاهات المتلقين .. وقد اهتمت الجامعات بمثل هذه التجارب وأجريت غيرها في مراكز أبحاث أخرى تشرح أسس وكيفية تعلم الدارسين عن طريق هذه الوسائل وخاصة بعد أن أقتحم الفيديو والدوائر التلفزيونية المغلقة والكمبيوتر والإنترنت الميدان من أوسع أبوابه .. وبعد أن أصبحت الحاجة ملحة في استخدام التصوير في عملية التعليم .. حيث وجدوا إنها تتيح خبرات من الصعب الحصول عليها بدونها .. فبتقدم العلم وتطور الحضارة الإنسانية بخطي سريعة يتعرض الطالب أثناء دراسته إلي خبرات بعيدة عن مدي خبراته اليومية ومن أسباب هذا البعد هو ( العامل الزمني ) كأن تكون الخبرة شيء حدث في الماضي كدراسة عادات وتقاليد سابقة أو شيء سيحدث في المستقبل كالتنبؤ عن استخدام الطاقة الذرية في خدمة السلام أو اكتشاف كواكب جديدة ، والسبب الآخر هو (عامل المكان) كأن تكون الخبرة من الصعب الوصول إليها نظرا لبعدها كدراسة حياة الإسكيمو أو الحياة فوق القمر .. وأيضا عدم تمكن الحواس المجردة ( حدود الأبصار ) من إدراك الخبرة لصغرها المتناهي كدراسة الحياة داخل خلية حيوانية أو ذرات العناصر .. أو السرعة الفائقة للموضوع مثل انطلاق صاروخ أو تدفق المعلومات عبر شبكات الاتصالات .. الخ .
ومن الأسباب التي أهتم بها رجال التعليم والإعلام والتي جعلتهم يتجهون إلي استخدام التصوير الفوتوغرافي هو وجود العديد من مشكلات وجدوا فيها الحل الوحيد علي سبيل المثال مشكلة صعوبة التفسير اللفظي – إي من خلال الكلمات المكتوبة أو المنطوقة - وخلق الثقة بين القارئ والكاتب لما يكتبه وأيضا كثرة عدد الدارسين وتفاوت قدراتهم العقلية في تفهم المحتوى اللفظي وقلة عدد الأساتذة.. وأيضا مشكلة الفروق بين الدارسين ـ وأيضا ساعدت الصور في التغلب علي مشكله التخصص الدقيق حيث ينبغي ربط المواد الدراسية ببعضها البعض بالحياة الإنسانية وما بها من محسوسات حيث أن الكثير من المدرسين يهمل هذه الناحية الهامة مما ينتج عنه عدم فهم الطالب للمحتوى المكتوب .
ولذا فالوسائل التعليمية والإعلامية المصممة والمنتجة من قبل أخصائيين في ميادين الإعلام والتربية تساعد كثيرا في معالجة الضعف في افتقار تفسير المعلومة بطريقة لفظية مما يسهل علي القارئ عملية الفهم ، وهكذا يبرز دور الصورة .. ويصبح هاما .. ولذا لابد أن يكون المعلم والكاتب نفسه علي إلمام مقبول بإنتاج الصورة .. أي عليه أن يعرف ما المقصود بالتصوير والتحميض والطبع والنسخ واستخدام الأجهزة وعمل الأفلام الثابتة والفيديو والتصوير الرقمي ومعظم العمليات المتعلقة بذلك .. وهذا دور كليات الإعلام وأقسام الإعلام بكليات الآداب وأيضا أقسام تكنولوجيا التعليم بكليات التربية التي تعد معلمي وإعلامي المستقبل إعدادا طيبا ..
هذا وإن كانت كثير من دول العالم ومنها الولايات المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية قد تناولت هذا الأمر بعين الاعتبار واعتبرت إدخال المستحدثات في مقررات التصوير الفوتوغرافي وغبره في تعليم الطلاب داخل هذه الكليات آمرا ضروريا، فلم تكن أبعاد ما هو جديد في التكنولوجيا التعليميةInstructional Technology واضحة في الأذهان لدي بعض المتخصصين في التعليم والإعلام في بلادنا إلا منذ فترة وجيزة . إذ اعتُقد أن المستحدثات هي استيراد الأجهزة والمواد والسعي لإدخالها في المدارس والجامعات ودور النشر بهدف المشي في ركب التقدم واعتقدوا أن هذا تحقيق لمفهوم الحداثة ومن ثم التكنولوجيا التعليمية وتطوير التخصصات العلمية، وتناسوا المستفيد الحقيقي من ذلك ، فضلا عن أن بعضاً أخر من المسئولين حتى وقتا قريب ينظرون إلى هذه التكنولوجيا على أنها نوع من الرفاهية ! في حين انه في دول أخرى كثيرة تنظر للتكنولوجيا على أنها جزء من نسيج العملية التعليمية بل والمجتمع وليس مجرد ترف.، بل ويعتبرون في الدول المتقدمة المعلم أو الإعلامي غير الملم بهذه المستحدثات كالتصوير الفوتوغرافي وتحديثه في ظل الرقمية وباقي التطورات الأخرى مازال في أحضان الفقر العلمي.
ومن هذا المنطلق يسعى هذا الكتاب في فصله الأول تناول التصوير الضوئي (الفوتوغرافي) ومدى الإفادة منه في عصر المعلومات في مجالي التعليم والإعلام من خلال توضيح لأهمية التصوير ودوره كخبرة بديلة، ومميزاته وأبعاده وأنواعه وأسس اختياره كوسيلة تعليمية وإعلامية. ثم يناقش في الفصل الثاني التصوير الفوتوغرافي في التعليم من خلال مميزاته وأبعاده وأنواعه وأسس اختياره واستخدامه.
كما يتناول الفصل الثالث التصوير الفوتوغرافي في الإعلام من خلال توضح لأنواع الصور الصحفية والأسس الفنية للصورة الصحفية والتصوير والإعلان وأنواع التصوير في مجال الدعاية والإعلان وأنواع الصور الإعلانية.
كما اهتم الفصل الرابع بالجانب التطبيقي للتصوير من حيث أنواع الكاميرات والأفلام ودور الإضاءة والمرشحات وإنتاج الصور داخل المعمل، ثم اشتمل الفصل الخامس على طباعة الصور الملونة وغير الملونة في الكتب سواء التقليدية أو الطباعة الحديثة مثل طباعة الليزر والطباعة الرقمية.
كما تطرق الكتاب في فصله السادس لأجهزة عرض الصور موضحا نظام العرض الضوئي والإعداد له وأسس التشغيل مع استعراض لبعض من هذه الأجهزة التقليدية والحديثة.
كما ناقش الفصل السابع التصوير الرقمي ومميزاته وأنواع الـ CCD وكيفية تعاملها مع الألوان وما هي مواصفات الصورة الرقمية، ثم استعراض لبعض الكاميرات الرقمية وخصائصها .
واختتم الكتاب بالفصل الثامن بخطة مقترحة لإنشاء معمل للتصوير الرقمي داخل الكليات المعنية من خلال بناء خطة مقترحه اشتملت على أسس إنشاء معمل التصوير الرقمي وفلسفة وإنشاءه وأهدافه وأهمية وشعبه المقترحة والمتطلبات الخاصة بتصميمه ومراحل الإنتاج وأخيرا مرحلة التنفيذ.