تـكـنـولوجـيا التـعـلـيم والـمـعـلومـات

الـدكـتـور/ خــالــد فــرجــون

المستحدثات وتاثيرها على التصوير الاعلامي

edit

ورقة مقدمة لشركة كويت اكسبو لتنظيم المعارض والمؤتمرات

بدولة الكويت

 بعنوان

 

 

المســـتحدثات وتأثيرها على التـصوير الإعلامي

د. خــالــد مـحـمـد فــرجــون

أســتاذ تـكـنـولـوجـيا التـعـلـيـم (م) بكلية التـربـيـة الأسـاسـية

2009

مـقدمـة:

قبل أن نتناول إنتاج الصور الرقمية كأحد نواتج المستحدثات والثورة الرقمية يجب الإشارة أنه رغم ما يقال من قبل المتخصصون في مجال التصوير بأنه لا مجال لبطلان الفيلم الفوتوغرافي وانه لا يزال وسيظل لسنوات قادمة يستخدمه ألاف المصورين والمحترفين في العالم، فأن قولهم حق ولكن عليهم أن يحذروا، فما كان يتحقق مع معالجة للصورة في ساعات، أصبح يحدث في ثوان، علاوة على ازدياد استخدام الكاميرا الرقمية يوم بعد يوم باعتبارها الأفضل من الناحية الاقتصادية والأسهل لدى العديد من غير محترفي التصوير في كافة مجالات الحياة.

وعموما فبين مفهوم الحداثة والتصويرالضوئي علاقة قوية، فهو مفهوم يختلف اليوم عن امس في كافة العلوم التكنولوجية والتي من ضمنها التصوير الضوئي باعتباره من الفنون البصرية من جهة وكأحد نواتج العلوم الطبيعية المختلفة.

 فقصة التطور التكنولوجي لم تظهر منذ وقت قصير، بل هي وليدة سنوات وأفكار متعاقبة، ومن ثم لا يمكن أن نحدد طريق واحد للحداثة. ومع ذلك فان هذه الحداثة في أي مجال ومنه التصوير الضوئي Photography لم يخرج في الوقت الحالي عن المثلث المعروف بمفهوم الرقمية والشبكات والوسائط المتعددة، ولذا فلنتفق أن الشاشة العارضة (المونيتور) للصور الضوئية وغيرها من البيانات، هي النقطة الوسيطة لكل وقائع الاتصالات الجديدة بمختلف أنواعها.

ومن منطلق أن السمة المميزة للإمكانيات الهائلة لثورة المعلومات هي التغير المستمر لكافة التقنيات، فما من شك أن الثورة الرقمية Digital Revolution التي لم تظهر فجأة والتي ترجع جذورها للعقود الأخيرة من القرن العشرين، أهم ما يميزها هو التحول في أسلوب تخزين المعلومات للصور والبيانات من الهيئة التماثلية Binary Analogy إلى الهيئة الرقمية Binary Digital.

من هذا المنطلق فإن هذه التحول جعل كثير من المتخصصين في التصوير الضوئي (التقليدي) التماثلي  Analogy في حيرة عند اختيارهم لكل هذه التغيرات الجديدة، وخاصة التغيرات في زيادة إحجام أوعية التخزين وزيادة سرعة ترددات المعالجات التي تقاس الان بالجيجاهرتز ، وان هذه التغيرات أصبحت سندا لتسجيل واقع الشعوب في ظل انتشار الشبكات المعلوماتية، بل وقال البعض أننا ألان في خيمة رقمية تستظل تحتها جميع دول العالم، من خلالها تعطي الصورة الحضارية والمصدر الأساسي لكل دولة بتقدمها وارتقائها، ومن ثم وجب أن تسجل كل ما يحدث بالصوت والصورة ومن هنا جاءت أيضا أهمية الحفظ باستخدام الأوعية الرقمية.

 

التصوير الضوئي والإعلام

ما زال التصوير الفوتوغرافي بنمطيه الثابت والمتحرك يحتل النصيب الأكبر في مجال الاعلام؛ بل ونالت الكاميرا الرقمية والأجهزة الرقمية الأخرى النصيب الأعظم في مجال الإفادة من الأجهزة في مجال الإعلام، وقد أثبتت جدارتها وتواجدها بقوة لتعلن عن بداية النهاية للجيل السابق من آلات والأجهزة التقليدية وكاميرات التصوير التقليدية التي تعتمد على الأفلام ومعامل التحميض والأدوات التي أصبحت بدائية إلى حد ما قياساً بمميزات وأحجام الكاميرات الرقمية التي تختصر جميع متطلبات المصور في حجم مناسب وخفيف، خاصة مع استخدام بطاريات الليثيوم ... إلى جانب أهم خصائصها وهي التوافق مع أجهزة الحاسوب لتحميل الصور التي يتم التقاطها ثم إرسالها إلى جهاز الحاسوب مباشرة حيث يمكن طباعتها على أوراق الصور بأنواعها المختلفة أو إرسالها عبر البريد الإلكتروني مع إمكانية إظهار التفاصيل بنسب عالية من التكبير قد لا تصل إليه الصور بالعرض العادي.  

ومن ثم علينا أن نوظف هذه المستحدثات في مجال الإعلام بوعي، ولا نعتبرها موجة مستحدثة وستمر ويعود المتخصصون إلى عهودهم السابقة حتى لو ظل وعاء التخزين مستبدل من فيلم الفوتوغرافي تقليدي تسـجل عليه الصورة بطريقة كامنة يمكن إظهارها ببعض العمليات الكيميائية إلى التسجيل الرقمي على الحساس الالكتروني Electronic Sensor ٍ الذي يتحدد دوره في تحويل ما سجل عليه من ضوء إلا شحنات كهربائية تتحول فيما بعد من خلال محول Digital / Analog Converter إلي هيئة الصورة التي نرها بأعيننا. ولكن الأمر زاد عن ذلك مع زيادة طفرات ثورة المعلومات والتكنولوجيا وما تحزوه أمس واليوم من خطا متسارعة في التطور والانتشار بحيث أصبحت فيه التقنية الرقمية هي القاعدة الأساسية التي تنطلق منها كل المستحدثات في دول العالم في تعاملاتها وتقدمها وتطورها لمواكبة التتابع الزمني الذي أنهى مرحلة البيروقراطية والمسافات ويسرت الحصول على المعلومة، واعدت حلقة متقاربة وللتواصل بين دول العالم وأعطت الحرية بالمقارنة والتحليل من خلالها وأصبحت متطلبات التنمية متخصصة أكثر من خلالها وتجاوزت التكنولوجيا العصرية كل المسافات وحدود المكان، وأصبحت هذه الثورة الرقمية اللغة الأكثر استخداما في كافة المجالات وخاصة مجال الإعلام والتربية على وجه العموم.

الصــورة التقليدية و الرقـمية 

الصورة الرقمية لا يختلف عليها احد بأنها مستحدث ترجع أصوله إلى التصوير الفوتوغرافي التماثلي كفن في البداية وعلم حديث لم يتطور حتى الخمسينات من القرن السابق، إلا في قليل عندما قـدم " أدوين لاند " الصورة الفورية المعروفة باسم "البولارويد" ووقتها كان ميلاد خطوة نحو تطور التصوير الفوتوغرافي بفضل الطموحات المقرونة بالتقدم التكنولوجي ففي "البولارويد" الأولى وضعت مواد الإظهار في باطن الفيلم وبعد التقاط الصورة كان الفيلم يسحب عبر بكرة على مادة الإظهار فتوزع على مساحة الفيلم المعرضة للضوء، وبعد دقيقة كان يتم تقشير الصورة ثم نطليها بمادة تثبيت أو ربما تثبت ثم تقشر أو تتبلور أمام أعيننا، وهذا ربما يتشابه مع التصوير الرقمي باعتباره يظهر في نفس الوقت أي تصوير آني، إلا أن التحويل إلى النمط الرقمي جاء ومعه الكثير من الاختلافات، وجاء ليحل مشكلة الهواة قبل المحترفين، جاء ليوفر ثمن أفلام وتكاليف إظهارها، جاء ليوفر الوقت، فالمصور ليس بحاجة الآن للذهاب لوضع أفلام في معمل التصوير ثم الذهاب لإحضار الصور، كما أن الكاميرات الرقمية تظهر لك الصور مباشرة مع إمكانية رؤيتها قبل طباعتها, بل من الممكن تعديلها وحل مشكلة الإضاءة القليلة أو الزائدة أو حتىمحيها وإعادة تصويرها وأنت في نفس اللحظة والمكان، بل بإمكان المصور أن يضيف للصورة الصوت وحتى الحركة, أي كل ما يخص الوسائط بأنماطها المتعددة, كما يمكن أن تحصل من خلال هذه الصور وما صاحبها من حركة ، تحصل على برنامج متكامل يخدم مجال التعليم أو الإعلام أو حتى التسلية وذلك من خلال تحرير هذه الصور من خلال بعض برامج تحرير الصور الضوئية مثل الفوتوشوب  PhotoShop CS3 دون استخدام مواد كيميائية، وكذلك من خلال برامج معالجة الصور المتحركة لعمل المونتاج وإضافة المؤثرات مثل   Adobe Premiere Pro 3.0.

ومن هذا المنطلق ومع هذه التتابعات بدأت الثورة الرقمية في الانتشار في كافة المجالات ومنها مجال تكنولوجيا الإعلام، ولكن قبل التوغل في هذا المستحدث، علينا أن نتعرف على ماهية الصورة الرقمية ؟ والصلة بينها وبين الصورة التقليدية؟  ....
     الصورة الرقمية مكونة من مئات الآلاف أو ملايين المربعات الصغيرة وتدعى النقاط الضوئية في الصورة Pixels. و كلمة Pixel هي اختصار لعبارة  Picture Element، ومن ثم نلاحظ أنه عندما يبدأ الحاسوب في رسم الصورة فإنه يقوم بتقسيم الشاشة أو الصفحة المطبوعة الى شبكة من النقاط Pixels ثم يقوم باستخدام القيم المخزنة للصورة الرقمية ليعطي لكل بيكسل لونه وسطوعه, وتسمى هذه الطريقة بتسكين الخانات bit mapping وتسمى الصور الناتجة باسم bit-maps ، ولذا عندما نقول إن درجة الوضوح للكاميرا تساوى 12 ميجا بيكسل مثلا فمعنى ذلك أن الصورة تحتوى على 12 مليون بيكسل.
كما نلاحظ أيضا أن جودة الصورة الرقمية تعتمد بدرجة كبيرة على عدد البيكسلات المكونة لها فكلما ازدادت عدد البيكسلات كلما حصلنا على نوعية أفضل. إذا ما تم تكبير الصورة الرقمية إلى حد معين ( يختلف من صورة لأخرى ) نلاحظ ظهور تشوه معين ناتج عن كون الصورة مركبة من بيكسلات , ويدعى هذا التشوه Pixelization وكلما كان عدد البيكسلات كبيراً كلما تأخر ظهور هذا التشوه عند التكبير أي كلما استطعنا تكبير الصورة أكثر ، ولذا يحدد حجم الصورة بطريقتين إما بأبعادها بالبيكسلات أو بعدد البيكسلات المكونة لها . مثلاً الصورة نفسها يمكن أن يقال أن حجمها 1800 × 1600 بيكسل أو أن حجمها 2.88 مليون بيكسل (1800 × 1600 ) .

ونعود للصلة بين التصوير التقليدي والرقمي فنلاحظ أن عناصر بناء التصوير الرقمي لم تختلف كثيرا عن التصوير الفوتوغرافي التقليدي فأنه مازال بحاجة إلى ضوء وعدسة لأخذ الصورة إلى مساحة حساسة تتشكل عليها الصورة وكذلك إلى غالق لضبط المدة التي يدخل فيه الضوء ولكن الاختلاف في أن التصوير الرقمي كما سبق الإشارة لا يستخدم المواد الكيميائية لعملية الإظهار أي أن عملية إظهار الصورة تغيرت، فبعد أن كانت تخضع إلى الخمس خطوات المعروفة اختصرها التصوير الرقمي إلى خطوة واحدة فمعالجة الصورة تحدث داخل الحاسوب بواسطة توصيل الكاميرا بعد التقاط الصورة بالحاسوب وعن طريق برامج معالجة الصور مثل برنامج  Photo Deluxe – Photo Shop وبرنامج Digital Darkroom  وغيرها من البرامج.

واختلاف التصوير الرقمي عن التصوير الفوتوغرافي العادي يكمن في استخدام شريحة CCD أو CMOS البديلة عن الأفلام الحساسة، وهذه الشرائح تحول الصورة من نقاط مضيئة مستمرة ومتدرجة إلى نظام رقمي يستطيع الحاسوب أن يقرأه ويسجله على قرص إليكتروني.

 

كيف نلتقط صورة إعلامية ناجحة ؟

     قد يعتقد البعض أن عملية التقاط الصورة الناجحة عملية معقدة أو صعبة أمام المصور الإعلامي المستجد، كون أن الكاميرا التي يستخدمها في التصوير تحتوي على كم هائل من الأزرار للتشغيل أو التصوير وهذه الأزرار قابلة للتغيير وبشكل مستمر فهذه الأزرار إنما هي متغيرات وبحاجة تامة لمعرفتها، وبما أنها تكلف فشل للصورة في حال عدم تضبطها فهي تكون محط قلق وإرباك أمام المستخدم الذي لا يدرك أو يفهم استخداماتها.

     إن عملية التقاط صورة لا يمكن أن تتم ما لم تكون هناك حاجة لهذه الصورة فليس هناك من يلتقط صورة فوتوغرافية دون سبب ولعل الأسباب التي تقف وراء التقاط أي صورة تكمن في مسألتين أساس وهي الوظيفة والجمالية.

     أن أي صورة إعلامية ملتقطة لابد وان يكون ورائها دافع وظيفي  من جهة وجمالي من جهة أخرى، حيث أن الصور تلتقط لأسباب عديدة جداً فهي تحمل من المنافع أو الفوائد التي تمنح المستخدم للصورة جملة من المزايا التي لا يمكن لأي بديل أي يمنحها بهذه المواصفات والدقة والسرعة فهي تختزل الكثير من الجهود والوقت للعديد من المستخدمين.

     واستخدامات الكاميرا المتغيرة في عملياتها وأزرارها المتعددة ليس هي الحائل الوحيد في عدم نجاح التقاط الصورة بل هناك أمر أهم من ذلك بكثير وهو الجمالية التي لابد وان تتوفر في الصورة، حيث أن الصورة تفقد قيمتها المعنوية بابتعادها عن القيم الجمالية، فلا بد لأي صورة أن تتمتع بقيمة جمالية تمنحها التشويق والمتعة والراحة في المشاهدة، فهناك كثير من الصور الملتقطة ركنت بعيدا عن المتلقين كونها لا تحمل من الجمالية التي يبحث عنها المتلقي أو إنها لا تجذب المتلقين إليها لعدم توافر المرتكزات الجمالية، فهناك مرتكزات جمالية عديدة في الصورة تساهم بشكل واسع وكبير لتحقيق النجاح للصورة وكنا قد تطرقنا إلى موضوع الجمالية أو الحس التشكيلي الذي يسلط الضوء على العناصر الأساس في الجمال.

الحــاســـوب والصــورة الضــوئـيـة

قبل قدوم الكاميرات الرقمية يوقتا كبير، كانت تكنولوجيا الإظهار الرقمي موجودة في برنامج PhotoShop  سالف الذكر من أدوبي، وبرنامج Color Studio ، وقبلهما ظهرت برنامج لمعالجة الصور السوداء والبيضاء، يدعى Digital Darkroom من شركة "بيتش سوفت وير"، وكان هذا البرنامج الأخير يتيح تعديل سطوع الصورة الممسوحة وتباينها، بالإضافة إلى الاقتطاع منها وتزويدها بالظلال أو تسطيحها ( بمعنى اختزال التدرجات الرمادية فيها ) وكان من الممكن أيضا استخدام الفرشاة لإذابة وإزالة البقع عند الضرورة، بل وأكثر من ذلك بكثير.

وتعتبر شركة أبــل لإنتاج أجهزة الحاسوب أول من أعلنت عن ابتكار الكاميرات الرقمية منذ فترة بعيدة ففي عام 1994 طرحت الشركة كاميراتهاQuick Take100  في الأسواق وبسعر مناسب، سبقها بعامين ظهور كاميرات وكانت غالية الثمن.

وعند تناول أهم التطورات التي أُدخلت على الكاميرا التقليدية بالمقارنة بالكاميرا الرقمية، نجدها في اختلاف وعاء التخزين، والذي يعود إلى توابع أجهزة الحاسوب وهو الحساس الالكتروني الضوئي Electronic Photo sensor الموجود بنمطه الخطي في الماسح الضوئي Scanner، الذي طور فيما بعد بالنمط الشبكي عندما استخدم في الكاميرات الرقمية CCD Nets ومن ثم حل محل الفيلم الحساس، ويتوفر حتى ألان نوعان من الحساسات الضوئية، الأول هو المنتشر والمعروف، بل وكان الوحيد حتى وقت قريب وهو حساس( CCD (Chare Couple Device والنوع الثاني وهو CMOS (Semiconductor Complementary Metel-Oxide) ورغم إن كلاهما منافس للأخر إلا أن فكرة عمل كل منهما تختلف جذريا عن الآخر. ومع ذلك فالنوع الثاني هو النوع الأقل في الكفاءة و جودة الصور إلا أنه أقل تكلفة و أصغر حجما وغالبا ما يتواجد في الكاميرات الصغيرة الحجم و المنخفضة الجودة.

وعموما فالـ(CCD)  Devices Charge Couple  ، أي محول الضوء إلى شحنات كهربائية، يتكون من شريحة الـ CCD وهي عبارة عن بلورة حساسة للضوء, تقوم بدور الفيلم جزئياً, حيث تستقبل الصورة وتحولها إلى إشارات كهربائية ترسلها إلى المعالج الذي يحولها لوعاء التخزين المؤقت, والمعروف أن درجات الظلال والإضاءة والدرجات اللونية تتغير باختلاف قوة هذه الشحنات الذي يختزنها المعالج تماثليا ويحولها رقميا إلى بيانات تخزن على الوسائط الرقمية المتوفرة  Storage

 

الـكـامـيـرا الـرقـمـيـة

برزت الكاميرات الرقمية للأسواق الاستهلاكية منذ أكثر من عدت سنوات، غير أن سنة 2003 شهدت تطورا كبيرا في الكاميرات الرقمية، فقد فاق عددها التي بيعت في تلك السنة في الأسواق الأميركية عدد الكاميرات التقليدية. كما أن السباق المحموم بين العدد الكبير من الشركات التي توفرها جعلها أخف وزنا وأصغر حجما وأقل سعرا وأكثر فاعلية وقدرة، والمدى الواسع من أنواعها ومستوياتها جعلتها متوفرة للجميع. وقد أصبحت أيسر استخداما وأصبحت عملية نقلها إلى الحاسوب أبسط. وبالطبع فإن تطوّر التقنية الرقمية جعل الكاميرات الرقمية داخل غيرها من الأجهزة مثل الهواتف المحمولة، وإن كانت جودة الصور في هذه الأجهزة متدنية، إلا إنها مقبولة في وقتها.

ولا شك أن هذه النوعية من الكاميرات ارتبطت بتوفر أجهزة الحاسوب التي تتيح مرونة كبيرة للتعامل مع الصور الرقمية، فالصور أصبحت أكثر من مجرد أوراق، حيث يمكن بعد تفريغ الصور إلى الحاسوب الاحتفاظ بآلاف منها أو تفريغها إلى الأقراص الضوئية، وإرسال عدد لا نهائي منها عبر البريد الإلكتروني أو وضعها على صفحة الانترنت،  كما يمكن التقاط عدد لانهائي من الصور بفضل الذاكرة الرقمية التي يمكن إعادة استخدامها بعد تفريغ الصور منها، مما يجعل التجربة وعملية التدريب على فن التقاط الصور بالمجان.

علاوة على ما سبق فيمكن استخدام برامج معالجة الصور بالحاسوب في تعديل الصور مثل التخلص من احمرار العين الناتج عن سقوط الفلاش المفاجئ في بؤبؤ العين، وقص الصور وإضافة بعض المؤثرات الخارجية، ويمكن تصغير حجم ملفات الصور لتكون صالحة للإرسال عبر البريد الإلكتروني والمحافظة على النسخ الكبيرة منها لتكون صالحة للطباعة بجودة عالية.

وفي ذلك فالسائد في مجال الكاميرات الرقمية اهتمام الكثيرين بازدياد أرقام الميجابكسل، بهدف الحصول على أفضل الصور، وهذا صحيح، ولكن ضمن متطلبات أخرى، فالمعروف أن التردد المقاس بعدد البكسل ما هو إلا أحد عوامل المعادلة، حيث لا يمكننا الحكم على جودة الكاميرا الرقمية من خلال عدد البكسلات فقط، فإذا كانت عدد النقاط Pixels  تشكل أحد عوامل الاختيار، فهناك عدة أمور منها: شريحة  CCD، وأدوات التحكم، وجودة العدسات، وكلها أمور تتوقف على نظام الصورة المطلوبة وطريقة حفظها، خاصة وأن طريقة الحفظ وسهولة الارسال لها دورا كبير في اختيار عدد الميجابيكسل في الصورة..

وتُعتبر شريحة CCD هي قلب الكاميرا الرقمية، وأن حجمها وكثافتها يحددان عدد الميجابكسل في الكاميرا. وكلما زاد عدد الميجابكسل في الكاميرا، أمكن الحصول على صور بدقة أعلى، وأصبح بإمكاننا طباعة الصور على مساحات أكبر بدون تشويه.

تصنيف الكاميرات الرقمية

إن الكاميرات سواء كانت عاديه Normal أو رقميةDigital  هي عبارة عن صندوق أسود لا ينفذ منه الضوء إلا من مكان واحد وهو العدسة التي تستقبل الأشعة الضوئية المنعكسة من الجسم المراد تصويره وتسمح بنفاذه إلى وعاء التخزين سواء كان الفيلم الحساس في الكاميرا التقليدية أو شريحة الـ CCD  في الكاميرات الرقمية. ومع ذلك يمكن تصنيف الكاميرات الرقمية  وفقاً لمتطلبات المصور ودرجة احترافه كالتالي :

البسيطة: وهي مناسبة للمبتدئين لالتقاط الصور الفردية والعائلية واستخدامها لشبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني،  وهنا يمكن الاكتفاء بدقة 6 ميجا بيكسل لهذا الغرض بينما لن تكون مناسبة لطباعة الصور من حيث وضوحها .

المتوسطة : تمنحك صور واضحة ومناسبة لشبكة الإنترنت وكذلك للطباعة على أوراق التصوير المخصصة لهذا الغرض ... وتبدأ هذه المرتبة بالكاميرات التي تتمتع بدقة 8 ميجا بيكسل فأعلى.

المتقدمة : وهي خيار المحترفين لالتقاط صور ذات جودة عالية تضاهي جودتها صور الكاميرات المتقدمة التقليدية وتحتوي على خصائص إضافية منها تغيير العدسات ... وتناسب الصور التي يتم إعدادها لدور النشر والإعلانات... حيث تتمتع كاميرات هذه المرتبة بدقة تبدأ من 12 ميجابيكسل.

كيف تـختار الكـاميرا الرقمية المناسـبة ؟

نظرا لتوفر العديد من الماركات والموديلات في الأسواق فأن هناك بعض النصائح التي يجب أن تعلمها قبل الخوض في عملية الشراء، واضعا في الاعتبار أن السير وراء ركب المستحدثات لا ينتهي، وفيما يلي بعض لهذه النصائح:

1-       اقرأ من مصادر علمية موثوق بها عن مبادئ الكاميرات الرقمية، وأوجه الفرق بينها وبين الكاميرات التقليدية قبل الشروع في الشراء، ولا تنسى أن تطلع على أهم المصطلحات المتعلقة بها مثل النقاط الضوئية Pixels والتقريب الضوئي Optical zoom والذاكرة Memory وكذلك نوعية البطارية.

  

 

شكل (1) تركيب الكاميرا الرقمية

2-  حدد ميزانيتك، واعلم أن أسعار الكاميرات الرقمية تختلف حسب إمكانياتها. ولا تتعجل الشراء ولا تدفع في إمكانيات إن لم تكن تحتاج إليها، واحذر شراء الكاميرات منخفضة السعر حيث أنها في الغالب ينقصها المميزات التي تحتاجها كمصور تعليمي، يرغب في تصوير التفاصيل.

3-    حدد ما هي احتياجاتك من الكاميرا الرقمية. لأي الاستخدامات تريدها ؟ هل ستستخدمها بشكل أساسي عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني؟ أم تريد أن تطبع منها أيضاً صورا ورقية عالية الجودة؟ ما عدد الصور التي تود أن تستطيع التقاطها في المناسبة الواحدة، وما حجم الصورة التي تريدها على الشاشة وعلى الورق عند الرغبة في طباعتها؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد المميزات التي تحتاجها، وستجعلك تختار دون الخوض في أثمان لا مبرر لها.

4-    راجع تقييمات المستهلكين على الإنترنت للكاميرا التي تريد أن تشتريها. فهناك كثير من المواقع على الإنترنت التي تصنف الكاميرات حسب شعبيتها ودرجات رضا المستهلكين عنها، وتقدم عروضا يكتبها المستهلكون أنفسهم عن إيجابياتها وسلبياتها. مثل Epinions.com وAmazon.com.

5-          حدد عدد الصور التي تريد أن تتسع لها ذاكرة الكاميرا. تقاس ذاكرة الكاميرات الرقمية بالميجابايت  MBوهي تحدّد عدد الصور التي يمكن أن تلتقطها قبل أن تحذفها أو تفرغها. وإن كنت تريد المرونة في ذلك، اختر كاميرا ذات بطاقات الذاكرة Memory cards القابلة للتغيير. فإن كانت لديك كاميرا ذات 6 ميجابكسل و 512 ميجابايت من الذاكرة، فإنها تستطيع استيعاب 280 صورة عالية الجودة، أما إذا غيرت الذاكرة إلى واحد جيجابايت فإن عدد الصور سيتضاعف إلى 8 أضعاف، وهكذا عند زيادة سعة الذاكرة.

6-          حدد الميجابكسل Mega pixels اللازم لاحتياجاتك. أهم ما يميز آلات التصوير الرقمية بعضها عن بعض هو درجة الدقة المعبّر عنها بالميجابكسل وهي تحدد عدد النقاط التي تشكل الصورة. فإن كنت تريد إرسال الصور عبر الإنترنت فحسب، ستكون الكاميرا ذات الـ 6 ميجابكسل وافية بالغرض، وهي تطبع أيضاً الصور الورقية ذات القياسات الصغيرة. أما إن كنت تريد أن تنتج صوراً ورقية بجميع القياسات فسوف تحتاج كاميرا ذات 8 أو 12 ميجابكسل. جدير بالذكر أنك تستطيع تغيير إعدادات الكاميرات ذات الميجابكسل العالية لكي تصوّر بدقة أقل، وبالتالي تتسع إلى عدد أكبر من الصور.

7-    اختر التقريب الضوئي Optical zoom. عدسة التقريب تمكنك من التقاط الصورعن بعد. والتقريب الرقمي Digital zoom الذي توفره بعض الكاميرات الرقمية تكبر الصورة على حساب جودتها. أما التقريب الضوئي فهو يقرب الصورة دون أن يؤثر على جودتها.

8-إن لم يكن لديك برنامج لتعديل الصور على جهازك فاختر الكاميرا التي توفر أيضاً برنامجا سهل الاستخدام للتلاعب بالصور. فبالإضافة إلى إزالة احمرار العين، قد تحتاج إلى تصغير حجم الصور لتكون صالحة للإرسال عبر البريد الإلكتروني أو للعرض على صفحات الإنترنت.

9-    ابحث عن الكاميرا التي توفر فترات أطول للبطاريات. فالكاميرات الرقمية عالية الاستهلاك للبطاريات. وثمن البطاريات الجافة التي تُستخدم لمرة واحدة قد يتراكم على المدى الطويل. اختر الكاميرا التي توفر بطاريات قابلة للشحن.

10-     تأكد من صيغة الملفات File format التي تنتجها الكاميرا الرقمية. فبعضها يستخدم صيغها الخاصة التي لا يمكن التعرف عليها إلا ببرامجها الخاصة. اختر الكاميرات التي تستخدم الصيغ المألوفة التي يمكن فتحها بأي برنامج، مثل JPEG وTIFF.

11-      تأكد من الحساسية الضوئية ISO ( Light sensitivity) ترتبط هذه الصفة بمقدار ما تحتاجه الكاميرا من مقدار شدة الإضاءة حتى تتمكن من أخذ صور معروضة للضوء بشكل كامل، ويعتبر مقياس ISO هو المماثل للمعنى ASA & DIN وتجدر الإشارة إلى أن ضبط هذا المعار إلى قمة منخفضة مثل 100 أو 50 غالبا ما يعطي صورا أفضل وأنظف مع مراعاة انه ربما تكون الصور الناتجة قاتمة إلى حد إلا إذا يتم تصويرها في ضوء الشمس العالي أو في وجود إضاءة صناعية عالية أيضا، إلا انه في حالة ضبط معيار ISO على قيمة مرتفعة تزيد عن 200 وقد تعدى 1600 فأن المصور في هذه الحالة ليس بحاجة لنفس مقدار الإضاءة العالية مع المعيار ISO 100 . وغالبا ما تحتوي الكاميرات على هذا المعيار ولكن يعمل بطريقة آلية.

12-    تأكد من توفر تزامن الستارة الخلفية Rear-curtain-sync حيث تتوفر في الكاميرات الرقمية الجيدة صفة التوقيت البطيء Slow sync حيث تقوم هذه الإمكانية بإطلاق الفلاش المدمج مع الكاميرا عند التقاط الصورة مما تجعل الفلاش يضيف بعض الإضاءة إلى موضوع التصوير وخاصة في حالات الإضاءة القليلة، وتحدث هذه الإمكانية من خلال ترك الغالق Shatter مفتوحا لفترة اكبر بحيث يمكن تسجيل تفاصيل خلفية المشهد من خلال زيادة سطوع خلفية المشهد بدرجة واضحة بعكس لو لم تستخدم هذه الإمكانية.

  

المــراجــع:

 

1-       خالد محمد فرجون (2001): التصوير الضوئي في التعليم والإعلام، دار الحديث للطباعة والنشر، القاهرة.

2-       خالد محمد فرجون (2008): الصورة الضوئية التعليمية بين التماثلية والرقمية، دار اقرأ للنشر والتوزيع، حوالي، دولة الكويت.

 

 

 

 

مـــع تــحــيـاتـي...

لا يوجد

أ.د.خـالـد محـمد فـرجـون

khaledfargoun
اســتاذ تـكنولوجيا التعليم والمعلومات المتفرغ (حاليا) - رئيس قسم تكنولوجيا التعليم ووكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب وقائم بعمادة كلية التربية بجامعة حلوان (سابقا) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

173,642