الدراسة السادسة قدمت إلى : دراسات تربوية واجتماعية ، مجلة دورية تصدرها كلية التربية كلية التربية بجامعة حلوان، المجلد الثاني عشر، العدد الثالث، يوليو 2006، بجمهورية مصر العربية.
فعالية مستوى العمق اللوني والصوتي للوسائط المتـعـددة داخل برامج الكـمبيوتر التعليمية في تحصيل طلاب كلية التربية الأساسية
للمفاهيم العلمية في مجال "الكمبيوترجرافيك" Computer graphic
تحددت أهداف الدراسة في التوصل لأنسـب مســــتوى للعمق اللوني(100% - 60% - 10%)، وأنسـب مســــتوى للعمق الــصـوتي (أحاديMono – ثنائيStereo – ثلاثي3D )، وكذلك أثــر التـفـاعل بين كلا المتغيرين داخل برامج الكمبيوتر في تحصيل طلاب وطالبات قسم تكنولوجيا التعليم بكلية التربية الأساسية بدولة الكويت لبعض المفاهيم العلمية في مجال "الكمبيوترجرافيك" وبالتحديد على النظامين اللونيين RGB و CMYK.
وقــد جــاء الجــانب النــظـري في أربـعـة محــاور على النحـو التالي:
المحور الأول: اهتم بإنتاج برامج الكمبيوتر وفق المتغيرات التقنية، وفيه اقترح الباحث إضافة مبدأ للمبادئ النظرية التي اقترحها " مـاير"(Mayer, 2001) وهو مبدأ مرتبط بالجوانب التقنية، ويعني"بالعمق المناسب للصورة والصوت داخل الوسائط المتعددة Multimedia Depth"، خاصة أن أكثر الانتقادات التي وجهت لمقطوعات الفيديو الرقمية داخل هذه البرامج ترجع لاستهلاكها أجزاء كبيرة من القرص الصلب، وكذلك الوقت الطويل في تحميلها.
المحور الثاني: ارتبط بالأثـر المعرفي للمتغيرات التقنية لموضوع الدراسة، مثل نظرية تعدد قنوات الاتصال Theory of multiple –channel communication، و نظرية التلميحات البصرية "لسيفرين" Severin's Cue summation Theory ،و نظرية الترميز الثنائي "لبافيو Pavio" و نظرية التداخل " لبرودبيند " " Broadbend .
المحور الثالث: تناول المفاهيم العلمية واكتسابها خاصة في مجال "الكمبيوترجرافيك"؛ حيث استعرض في البداية، أنواع المفاهيم ومستوياتها، وتبنى أحد التقسيمات ذات الصلة بالمتغيرات التجريبية للبحث، كما تناول بالشرح والتفسير مفاهيم "الكمبيوترجرافيك" مثل الأنظمة اللونية في الكمبيوتر Color styles، كنظام Gray Scale ونظام Duotone و نظام Bitmap و نظام RGB و نظام CMYK، مع التركيز على مفهوم العمق اللوني والصـوتي باعتباريهما متغيري الدراسة، كما تناول تفســـيراً لإنتاج العمق اللوني والصوتي رقميا Digital Color Depth .
المحور الرابع: جاء لعرض أهــم الدراسات المرتبطة بمتغيرات الدراسة مع التركيز على الجوانب ذات الصلة بالدراسة الحالية.
كـمـا جـاء الجانب التـجـريـبـي على النحو التالي:
اســتعراض لكيفية إعــداد البــرنـامـج التجريبي؛ وذلك من خلال تحديد الأهداف التعليمية و صفات المستفيدين، وإعداد المحتوى العلمي، والموصفات التربوية والفنية والتقنية, و مراحل إنتاج البرنامج، ثم تـجـريـبه، ثم استعراض لكيفية إنتاج المـعـالجات التســـع للمجموعات التجريبية، ثم توضيح لكيفية بناء الاختبار التحصيلي و صدقه وثباته، ثم شرح مفســر للتجربة الاستطلاعية والهدف منها، واســــتعراض للتجربة الأساسية وإجراءاتها.
انتقل الباحث بعد ذلك إلى توضيح مفســـر لكيفية تحـليـل البـيـانـات واســتخلاص النـتـائـج استنادا إلى نـتـائـج الاخــتبار التحصيلي عند تطبيقه فوريا وبعد 15 يوم؛ لقــياس أنســب مسـتوى لـلــعـمـق الـلــونـي Color Depth .
وقــد أســــفرت النـتـائـج عن تـفـوق المجموعات التي درست برنامج "الأنظمة اللونية RGB & CMYK " في جانبه المرئي بـعـمـق لـــــوني 60%، بينما جاءت المجموعات الأخرى التي درست بنفس هذه الوسائط ولكن بعمق لوني كامل 100% في المرتبة الثانية، ثم المجموعات التي درست بعمق لوني ضئيل مقداره 10% في المرتبة الأخيرة، وهذه النتيجة ربما تتفق مع ما أشارت إليه نظرية التلميحات البصرية "لسيفرين"، بأن التعلم سوف يزداد عندما يكون المثير موجوداً بطريقة صحيحة، وهذا يؤكد أهمية تقنين زيادة العمق اللوني للصورة بدرجة مناسبة دون زيادة أو نقصان بحيث يمكن للمتعلم إدراك المحتوى التعليمي، خاصة أن موضــوع التعلم مـــرتبط بأنظمة الألـوان، و على الرغم من أن زيادة عمق اللون يعني عند "دواير Dwyer " زيادة الاستيعاب، فإن نتائج الدراسة أثبتت أن المتعلم يحتاج في ذلك لزيادة أكثر في الإنفاق العقلي المعرفي بسبب كثرة متابعته لتفاصيل الدرجات اللونية و أعماقها المتعددة بالمقارنة بالأعماق القليلة، ولكن لحد معين ، حتى لا يفقد المثير دوره وأهميته في تحقيق الهدف التعليمي، وقد يكون هذا سبباً وجيها يفسر عدم تفوق المجموعات التي درست البرنامج وفق أعماق لونية قليلة جدا (10%)، وخاصة أن موضوع التعلم مرتبط في أهدافه بــالألـوان وأنـظـمـتـها.
كما تبين من خلال عرض النتائج الخاصة بمسـتوى العمق الصوتي( أحادي Mono – ثنائي Stereo- ثلاثي 3D) أن هناك اتفاقاً بين بعض نتائج الاختبار التحصيلي عند تطبيقه فورياً أو بعد 15 يوم لقياس بقاء اثر التعلم، حيث أســـفرت هذه النتائج عن وجود فروق ذات دلالة بين المجموعات التي درست وفق الصوت الثنائي Stereo والتي درست وفق الصوت الأحادي Mono، وذلك لصالح المجموعات التي درست بالصوت الثنائي Stereo إلا أنها لم تصل لمستوى الدلالة المطلوبة في اختبار " شيفه Sheffe". كما أن نتائج الاختبارين صنفت أيضا المجموعات التي درست وفق الصوت الأحادي Mono مع المجموعات التي درست بصوت ثلاثي 3D في مرتبة واحدة، رغم وجود فروق لصالح المجموعات التي درست وفق الصوت الأحادي Mono، إلا أنها أيضا لم تصل لمستوى الدلالة المطلوبة في اختبار " شيفه Sheffe"، بينما كانت الفروق بين المجموعات في التطبيق الفوري للاختبار أو بعد 15 يوم لقياس بقاء اثر التعلم؛ واضحة لصالح المجموعات التي درست بالصوت الثنائي بالمقارنة بالمجموعات التي درست بصوت ثلاثي 3D Stereo .
هـذه النـتـائـج تـؤكـد أن الاختلاف بين سماع المتعلم للصوت الأحادي أو الثنائي لم يـؤثر بدرجة كبيرة على التحصيل عند التطبيق الفوري للاختبار أو عند إعادة تطبيقه بعد 15 يوم لقياس بقاء اثر التعلم؛ أي يمكن استخدام كلا النظامين، ولكن لا يجب استخدام مســتوى الصوت الثلاثي الابعاد 3D ومن ثم يجب عدم استخدام السماعات التي تبحث الأصوات 3D، وهذا يتفق كثيرا مع مشكلات الأصداء الصوتية، وأن زيادة المسـافة بين الصوت الأصلي والصوت التابع يجعل المعلم ينتبه بعض الوقت للصوت الأصلي، ثم الصوت التابع مما يزيد من حمله العقلي المعرفي، ويجعله يفقد كثيرا من المحتوى التعليمي.
أما فيما يتعلق بالاختلاف بين نتائج التطبيق الفوري للاختبار أو عند إعادة تطبيقه بعد 15 يوم لقياس بقاء اثر التعلم - لمتغير الصوت أيضا - فقد لوحظ أن المجموعات التي درست بدون عمق Mono تفوقت في عند تطبيق الاختبار بعد 15 يوم على المجموعات التي درست بصوت ثلاثي 3D بمتوسط اختلاف مقداره 3.48 درجة وهو دال إحصائيا؛ وهذا ما لم يحدث عند التطبيق الفوري للاختبار؛ مما يؤكد انه بزيادة فترة تخزين المعلومات في الذاكرة لمدة أسبوعين، ظــهر الفـــرق بين تأثير مســـتويات العمق الصوتي خاصة لصالح مستوى الصوت الثنائي و الأحادي من جهة، في مقابل مسـتوى الصوت الثلاثي3D من جهة أخرى؛وهذا يؤكد الابتعاد عن استخدام الأصداء الصوتية المرتفعة، واستخدام الأصوات الثنائية ثم الأحادية.
كما تبين - من خلال عرض النتائج الخاصة بالتفاعل بين المتغيرين - عن وجود تفاعل بين كل من مســـــتوى العــمـق الـلـونـي ومســــتوى العـمـق الصـوتي في التطبيق الفوري للاختبار وبعد 15 يوم لقياس بقاء اثر التعلم، وإن كان هذا التفاعل أقوى عند التطبيق الفوري للاختبار مقارنةً بإعادة تطبيقه بعد 15 يوم، ومع ذلك يمكن القول استنادا على النظريات والدراسات السالفة الذكر عند تفسير كلا المتغيرين على حدة، إن التوسـط في الأعماق اللونية (60%) وكذلك التوسط في العمق الصوتي Stereo يحقق أفضل تصميم للتفاعل بين المتغيرين في برامج الكمبيوتر القائمة على استخدام الوسائط المتعددة، من منطلق أن المتعلم رغم انه بحاجة إلى التلميح اللوني المرتبط بالأهداف التعليمية الخاصة بمتابعة الأنظمة اللونية RGB & CMYK وكذلك بحاجة لوجود صوت المعلق بدرجة مشوقه ومنبهه، ولكن في حدود عدم المبالغة لحد التشويش والحمل الزائد، كما يحدث عند زيادة العمق الصوتي لحد الصوت الثلاثي 3D أو لدرجة عالية في الجانب اللوني تجعل المتعلم يزيد من الفترة الزمنية للتمعن في المحتوى البصري؛ بســـبب شــــدة ألوانه وزيادة أعــدادها كما يحدث في الأعماق اللونية الزائــدة ( 100%).