تـكـنـولوجـيا التـعـلـيم والـمـعـلومـات

الـدكـتـور/ خــالــد فــرجــون

الدراسة الثانية

edit

الدراسة الثانية قدمت إلى : المؤتمر العلمي السنوي الثامن للجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم 29-31 أكتوبر 2001م بجمهورية مصر العربية.

أثـر أســاليب الربــط  والخـلفـيـة الموســيقية داخـل الـمقـطـوعات الفـيـديـويـة علي تـعـليــم الأطفـــــال الـلـغـة الألـمانـيـة

 

     شهدت السنوات الماضية تطورات علمية سريعة وزيادة هائلة في حجم المعلومات، مما ساعد على الاهتمام بتعليم اللغات. ونظرا لزيادة المتعلمين، زاد الاهتمام بفتح العديد من القنوات المتخصصة للتعليم من بعد، لذلك يعمل مصممو المواد التعليمية وخصوصا في مجال الإنتاج التلفزيوني في دأب ومثابرة علي تحديد أنسب السبل لتحقيق ذلك.

     ورغم تعدد أنماط الإنتاج التلفزيوني إلا أن " المقطوعة الفيديوية " والتي يطلق عليها مجازا " فيديوكليب"  Video Clip لاقت في السنوات الأخيرة اهتماما بالغا تمثل في استخدامها بكثرة في أغلب البرامج الترفيهية في التلفزيون والبرامج المبثوثة عبر شبكة الإنترنت، لما تحتويه من مؤثرات حركية وبصرية تجعل توظيفها في العملية التعليمية طريقا يسراً لتحقيق العديد من الأهداف من جهة، وما تحمله من حركة يتميز بها هؤلاء الأطفال فتكون منـهم وإليـهم.

    ولم يكن غريبا على مجال تكنولوجيا التعليم من خلال سيكولوجية الوسائل المتعددة كأحد روافده أن يستقطب كل ما هو مثـير لاهتمام المتعلم ويصهره في بوتقته التي تحمل بداخلها الفكر التكنولوجي وتستند علي النظريات النفسية والتربوية بهدف إثــراء التعليم وجعله مشوقـاً.

     وفي هذا الاتجاه وجد الباحث ضرورة لتناول المتغيرات البنائية للبرامج القائمة على استخدام المقطوعات الفيديوية خصوصا فيما يتعلق بأساليب الربط بين المشَاهد والخلفية الموسيقية داخل هذه البرامج مستندا في ذلك إلى بعض النظريات والفروض في مجال سيكولوجية الوسائل المتعددة والتي منها  فـرض التـشــفـيـر الـفــاصـــل  Boundary Encoding Hypothesis( BEH) .

     ومن ثم تحددت مشكلة الدراسة في معرفة انـســـب أسلوب لـلربــط (الإذابة - الاختفاء - القطع المباشر) داخل البرامج القائمة على استخدام المقطوعات الفيديوية، وأيضا اثر وجود الخلفية الموسيقية أو عدم وجودها عــلي الكسـب في التحصــيل الفوري لعيـنـة من الصف الثاني الابتدائي بلغ عددهم 69 تلميذ وتلميذة من بعض المدارس الألمانية بالقاهرة. وكان موضوع التـعـلم عن بعض صفـات الحيــوانـات.  وقد استخدم الباحث التصميم العاملي 2× 3 .

      وأسفرت النـتـائــج عن تفوق أسلوب الإذابــة Dissolve بالمقارنة بأسلوب الاختفاء التدريجي وأسلوب القطع المباشر، إلا أن الفرق لم يكن كبيرا بين أسلوب الاختفاء التدريجي وأسلوب الإذابـة. وهذه النتائج على وجه العموم تتفق مع ما أشار إليه فرض الترميز الفاصل BEH بأن سبب هذا التفوق يرجع لزيادة فتـرة الربـط بين مشـهد وأخـر داخل البرنامج، حيث كانت هذه الفترة بمـثـابــة إعـداد للمتعلم لوضع حــدود بنـائـيـة لاسـتقبـال معـلومـات جـديـدة قـادمة في المشـــهد التالي مما أتاح له الفرصة لزيادة التنظيم العقلي المعرفي نحو ما سيأتي من محتوي لاحق ومن ثم يساعده علي التجهيز للمعلومات وتنشيط عمليات الترميز داخل الذاكرة.

      كما اتفقت النـتــائــج مع ما أشار إليه "أندرسون" (Anderson , John R. 1996 )  بأنه قد تحدث عرقـلـة لعمـلية المســــح العـقـلي الصوري عندما تطول فتــرة تـدفـق المـعـلومات أثناء عرض الوسائل المتعددة ولا يتضمنها فتـــرات منـاســبة للـقـطـع بين المشًــاهد.  ولذا يعـتـقـد الباحث أن التفوق الواضح لأسلوب الإذابة بين المشاهد ربما يرجع لوجود آثـار ضوئية لونية وشكلية موجودة في نهاية المشًهد الســابق وبـدايـة المشـــهد اللاحــق جعلت الربط  طبيعي، بعكس ما يـحـدث من مـفــاجـئــة في الـقـطـع المبـــاشر، وهذا يتفق مع رأي "جيجر" و"ريفر"( Geiger & Reeves, 1993 )  أن التغييرات الضوئية التي تحدث داخل أسلوب ربط المشاهد قد تنشــط ذهــن المتعـلم للإقبال على المشـًـاهد اللاحـقــة.

     كما تتفق النـتــائـج مع نظـريـة "بـروبـيـنـد"  (Broadbend,1958) التي أوضحت أنه أثناء نقل المعلومات من خلال حواس مختلفة في آن واحد قد يحدث تشــوش لها داخـل الذاكرة،  وذلك بسبب اختـلاف سـرعة اسـتقبال المعـلومات ، ولذا يٌعتقد أن الوقـت الذي يستـغرقـه أسلوب الربط بين المشًــهد السابق والمشــهد اللاحق أتـــاح الفرصة للمتعلم لتخزين المشهد السابق ثم التـأهب للمًشـهد اللاحق بطريقة افضل وبدون أي تشـــويــش.

    وفيما يتعلق بالمتغير الثاني أشارت النتائج عن أهمية وجود الخلفية الموسيقية أثناء عرض البرامج القائمة على المقطوعات الفيديوية وهذا يتفق مع بعض الدراسات أهمها ما أشار إليه "أولار" (Ohler, 1994)  أن وجود الخلفية الموسيقية في الأعمال المصورة يساعد علي زيادة الأداء المعرفي ويزيد من رد فعل المشاهد نحو المحتوي ، كما أن الخلفية الموسيقية تساعد أساليب الربط كثيرا في إذابة الفجوة عند عرض المشَاهد داخل الفيلم ، علاوة على أنها تحد من التأهب الزائد عند الانتقال المفاجئ من مشهد لآخر

            وفيما يتعلق بالتفاعل بين المتغيرين أسفرت النتائج عن عدم وجود اثـر للتفاعل بينهم مما يعني أن لأسلوب الإذابة أو لأسلوب الاختفاء اثر على الكسب في التحصيل بالمقارنة بأسلوب القطع المباشر، ومع ذلك فان هذا التأثير جاء بغض النظر عن وجود الخلفية الموسيقية ، وفي المقابل  فان التأثير الإيجابي لوجود الخلفية الموسيقية على الكسب في التحصيل الفوري جاء بغض النظر عن أسلوب الربط بين المشاهد ، مما يعني أنه ليس لأحدهما أثر على الآخر  بوصفهما متغيرين مستقلين على الكسب في التحصيل الفوري  باعتباره متغير تابع  .

لا يوجد

أ.د.خـالـد محـمد فـرجـون

khaledfargoun
اســتاذ تـكنولوجيا التعليم والمعلومات المتفرغ (حاليا) - رئيس قسم تكنولوجيا التعليم ووكيل كلية التربية لشئون التعليم والطلاب وقائم بعمادة كلية التربية بجامعة حلوان (سابقا) »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

173,646