التكامل الرأسي عبارة عن امتلاك الشركة لمجموعة من النشاطات التي ترتبط ببعضها البعض على نحو رأسي، و يمكن لهذا التكامل أن يحدث بشكلين هما:
* التكامل على مستوى مستلزمات الإنتاج:
يشير هذا النوع من التكامل إلى امتلاك الشركة و تحكمها في عملية الإنتاج للمستلزمات الخاصة بتصنيع المنتج، فعلى سبيل المثال تقوم بيوت التجميل بإنتاج ما تحتاج إليه من أدوات التجميل و أدوات الزينة دون اللجوء إلى الموردين الخارجيين.
* التكامل على مستوى شبكة العملاء و الموزعين:
و يشير ذلك إلى سيطرة الشركة على عملائها، و مثال ذلك شركة كوكاكولا التي تتمتع بعدد كبير من الموزعين المحليين الذين يتولون القيام بعمليات التعبئة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
و قد ينقسم التكامل الرأسي أيضا إلى تكامل تام و آخر متناقص:
1- التكامل التام: يتم هذا النوع من التكامل بين مرحلتين من مراحل الإنتاج، حيث يتم توفير جميع متطلبات الإنتاج أي بشكل كامل دون اللجوء إلى شرائها من الخارج في المرحلة الأولى، و أيضا يتم بيع المنتج بالكامل داخليا في المرحلة الأخرى، و هذا ما نجده في مصانع الصلب ذات النشاطات المتكاملة بشكل كبير، حيث أن كل إنتاج الصلب الخام يتم تخصيصه لعملية تصنيع الصلب، و من ثم لا تقوم الشركات بشراء المواد الخام من الخارج.
2- التكامل غير التام: يوجد هذا النوع من التكامل عندما لا تحقق مراحل الإنتاج الإكتفاء الذاتي الداخلي، و لهذا نجد أن مصنعي السيارات يعتمدون على أنفسهم و إمكتنياتهم الخاصة في إنتاج ما يحتاجون إليه من مكونات أساسية لعملية التصنيع و ذلك بصورة جزئية.
هذا، و نجد في بعض الصناعات أن هناك بعض الشركات تتكامل مع بعضها البعض بشكل رأسي، مثل شركات البترول العملاقة التي تمتلك و تتحد في جميع عمليات الإنتاج بداية من الكشف عن حقول البترول الجديدة و انتهاء بتوزيعالبترول التي تنتجه الشركة في محطات الإمداد و التوزيع الخاصة بها، بينما في بعض الصناعات الأخرى لا نجد هذا التكامل بالشكل الكافي، ففي عمليات التشييد و البناء نجد أن هناك الكثير من الشركات المنفصلة التي تقوم بأنشطة مختلفة و منها من يقوم بوضع التصميمات و توفير المواد الخام و غيرها من عمليات المقاولات الأخرى، و حتى في داخل الصناعة الواحدة قد نجد أن الشركات تتنوع و تختلف بشكل كبير فيما يتعلق بالتكامل الرأسي.
ساحة النقاش