نعيش اليوم عصر المعلومات الذي يعتمد على الحاسوب كأداة رئيسية في تخزين وجمع المعلومات وتداولها ،وقد ساهم الحاسوب في زيادة الثورة المعرفية،وبما أن المؤسسات التربوية في أي بلد هي المسؤول الأول عن إعداد المواطنين وتهيئتهم ليتكيفوا مع مستجدات العصر فلا بد أن تكون هذه المؤسسات هي إحدى جوانب الحياة التي يشملها التغيير والتطور لتؤدي دورها على أكمل وجه، فخلال العقد الماضي كان هنالك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسب التعليمي ولا يزال استخدام الحاسوب في مجال التربية والتعليم في بداياته التي تزداد يوما بعد يوم، بل أخذ أشكالا عدة ، من خلال الحاسوب في التعليم وأخيرا ظهر مصطلح التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة ، فالحاسبُ يُساعد على إتـمامِ العملية التعليمية التعلُّمية وإنجازها، من خلال المُساعدة في شرح الدروس، من هنا جاءت فكرة استخدام الحاسوب كوسيلة تعلمية لتلاميذ الصف الاول الابتدائي فكانت المديرية العامة لتربية البصرة السبّاقة في هذا المجال وتعتبر اول مديرية على مستوى القطر تفذ هذة التجربة بأستخدام الحاسوب وشاشة العرض بلازما ( LCD قياس 42بوصه) داخل الصف وبالذات لتلاميذ الصفوف الاولية ( الصف الاول الابتدائي ) لما لهذا الصف من أهمية بأعتباره القاعدة الاساس . حيث يتم عرض الدروس على شكل شرائح مصورة الى التلاميذ من خلال برنامج (word وpowerpoint) من اجل لفت انتباههم فتلاميذ اليوم من الصعب جذب انتباههم الى الدرس بالطرق التقليدية . بدات التجربة عام 2008 ـــ 2009 في مدرسة النبوغ الابتدائية قام باعداد البرامج للمشروع الاستاذ خلف عبد الوهاب الوائلي ومعلمة الصف الاول رجاء عبد الحسين كاظم . اوعز السيد المدير العام لتربية البصرة الاستاذ مكي محسن وهو المشرف العام والمسؤول المباشر على المشروع الى المشرفة التربوية الست وفاء محمد علي بركات باعداد دراسة وبحث تجريبي على التجربة لتقديم التقرير النهائي في نهائية السنة الدراسية لبيان الجدوى من التجربة ونتائجها على العينتين التي اجرت عليهم التجربة .في نهائية العام قدمت المشرفة التربوية البحث وكانت النتائج ايجابية مما دعا المدير العام لتربية البصرة الى ارسال فريق المشروع الى بغداد ومقابلة المسؤولين وعرض المشروع والنتائج وحصلت الموافقة على ادخال مجموعة من المعلمين والمعلمات في محافظة البصرة في دورة تدريبة على كيفية استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية . تم اشراك 20 من المعلمين والمعلمات بعد الانتهاء من الدورة قدمت المديرية العامة لتربية البصرة بكتاب الى مجلس محافظة البصرة / لجنة التربية والتعليم والى لجنة دعم اعمار وخدمات البصرة طلب تجهيز هذه المدارس . وحصلت الموافقة على تجهيز 10 مدارس من قبل لجنة التربية والتعليم و10 اخرى على لجنة الدعم . باشرفريق المشروع وبتوجية وتنسيق مع الاشراف التربوي وقسم التخطيط التربوي في المديرية في اعداد صف من كل مدرسة مشمولة بالمشروع. باشرت المعلمات بالتعليم بمساعدة الحاسوب كوسيلة تعليمة داخل الصف كما موضح في الصور المرفقة. بعد النجاح الكبير الذي حققه المشروع خلال عام 2009\2010باشرت المديرية العامه لتربية البصرة بتدريب وجبة اخرى بواقع 20 معلم ومعلمة خلال العطلة الصيفية,حصلت موافقة السيد المدير العام لتربية البصرة على تجهيز 10 مدارس اخرى خلال العام الدراسي الجديد 2010\ 2011ليكون العدد الكلي 31 مدرسة. ان هذا المشروع هو الاول على مستوى القطر ونسعى الى تطويرة في المستقبل ليكون بمستوى متقدم ليحصل كل تلميذ على حاسوب شخصي داخل الصف وهذا هو طموح الوزارة حاليا ويسمى هذا بالتعليم الالكتروني التفاعلي . ان تجربتنا تعتبر خطوة اولى على اعادة تفعيل وتحديث طرائق واساليب التعليم الحديثة لكي نواكب التقدم الحاصل في جميع دول العالم وخصوصا دول الجوار بعد سنوات من التخلف والتردي في مستوى التعليم بسبب سياسات النظام السابق والعداء الذي يكنة للتعليم والمعلمين فكانت سياستة تعتمد على عسكرة المدرسة وحب القائد الاوحد فقط دون الاهتمام بالجوانب التعليمية الاخرى . ان محافظة البصرة متمثلة في المديرية العامة لتربية البصرة ولجنة التربية والتعليم عازمة على تطوير وشمول اكبر عدد من المدارس في المحافظة لتعم الفائدة على الجميع . علما ان المدارس المشمولة بالمشروع توزعت غالبيتها على المناطق الشعبية لتاخذ حصتها من التطور والتغير وان يتمتع ابنائها بالوسائل الحديثة في التعليم والقادم ان شاء الله خيرا للجميع .
ساحة النقاش