مدرسة خديجة يوسف الثانوية بنات باسيوط

نحن الأن في العقد الأول من القرن‏(21)‏ ويهمنا في عالمنا العربي أن نلحق بركب الحضارة عبر بوابة العلم والتعليم وذلك لكي نستوعب أسس التقدم في عالم عربي مترامي الأطراف يمتلك ثروات طبيعية وبشرية هائلة ومناخا معتدلا صالحا لكافة أنواع النبات والحيوان‏.‏ ومما لايخفي علي أحد أن جوهر الصراع العالمي هو سباق في تطوير التعليم الذي يؤدي إلي تعظيم قيمة البشر في مفهومها العام اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا‏.‏ ويعتبر الصراع العالمي بين المجتمعات صراع سلامة التعليم ذكرها المؤرخ الشهير أرنولد توينبي والأستاذ الأمريكي بول كيندي وهما في هذا السياق يرددان مقولات فلاسفة العرب منذ قرون‏(‏ ابن خلدون‏/‏ الفارابي وغيرهما‏)‏

ويعتبر تنافس الدول الكبري في القرن‏(20)‏ مثالا حققته اليابان بعد هزيمتها بالقنابل الذرية وما واجهها من تدمير جعلت من التعليم أساسا لتقدمها إذ خلال‏(40)‏ عاما أصبحت ثاني قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة وواجهتها أمريكا بعد نجاح الأتحاد السوفييتي عام‏(1957)‏ في إطلاق أول قمر صناعي‏(‏ سبوتينك‏)‏

وأعادته سالما إلي الأرض ثم إعادته للفضاء حاملا أول رائد فضاء يوري جاجارين دفع أمريكا إلي تنمية الدراسة العلمية التي بواسطتها تمكنت من إرسال رائدي فضاء إلي سطح القمر وإعادتهما سالمين بعد الانجاز السوفيتي‏(10‏ سنوات‏)‏ وإذا اعتمدنا الأرقام دليلا علي التقدم فسنجد أن نسبة الحاصلين علي درجات عليا من موظفي الإدارة يبلغ في انجلترا‏24%‏ وفي ألمانيا‏62%‏ وفي أمريكا واليابان‏85%‏ وإذا اعتبرنا نسبة الشباب المنتظم في التعليم العالي مؤشرا لدرجة تقدم المجتمع فهذه النسب تبلغ‏64%‏ في أمريكا و‏63%‏ في كندا و‏62%‏ في فنلندا و‏50%‏ في اليابان‏(30‏ ـ‏40%)‏

في دول أوروبا و‏35.5%‏ في إسرائيل و‏16%‏ في مصر‏.‏ هذه الأرقام دليل ومؤشر لتقدم المجتمعات البشرية التي حققت عبر بوابة التعليم العالي ثروة تكنولوجية وتقدما حضاريا وحكما ديمقراطيا رشيدا بينما نجد مجتمعاتنا تواجه تيارات متناقضة بعضها يدعو للتقدم والآخر يدعو للتطرف والعودة إلي ماض لايهمه رفاهية الشعوب وتقدمها‏.‏ إن العالم اليوم يتجه إلي عصر الكيانات الكبيرة حيث تتكامل الإمكانات في السوق الأوروبية وفي جنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية‏(‏ نافتا‏)‏ وعلي عالمنا العربي أن يأخذ طريق العلم ليلحق بركب الحضارة عبر إمكاناته المادية والبشرية الكبيرة ومساهمته الشاسعة وموقعة الإستراتيجي الفريد بين قارات العالم‏.

ورغم الحاجة الماسة إلي التعليم لتقدم الشعوب إلا أنه يواجه أزمات تختلف من دولة لأخري ولنأخذ مثالا من التعليم الحضري الذي بدأ منذ عهد الفراعنه في مجالات الطب والكيمياء والفلك والعلوم التطبيقية‏.‏ ومع دخول المسيحية مصر كان للأديرة والكنائس دور في نشر الديانة‏.‏ ومنذ انتشار الإسلام‏(‏ سنة‏20‏ هجرية ـ‏640)‏ بدأ دور الأزهر الشريف مركزا لعلوم الدين ثم بدأ ظهور الكتاتيب‏.‏

وفي بداية العصر الحديث أرسل محمد علي والي مصر البعثات إلي أوروبا وظهرت مدرسة الهندسة‏(1816)‏ ومدرسة الطب‏(1827)‏ والمدارس‏(1825)‏ ورافق البعثات رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك وقد تولي علي مبارك نظارة التعليم‏(1868)‏ مع افتتاح العديد من المدارس‏..‏ وأحدث الاحتلال الأنجليزي لمصر عام‏(1882)‏ نكسة في التعليم لاغلاقه الكثير من المدارس‏.‏ وفي عام‏(1908)‏ قامت الجامعة المصرية ثم أصبحت جامعة فؤاد الأول‏(1925)‏ برعاية سعد زغلول ولطفي السيد وبدأت مدارس البنات عام‏(1923).‏ وفي عام‏(1952)‏ قرر مجلس الثورة مجانية التعليم وازداد عدد التلاميذ بسرعة مما أدي إلي تكدس فصول الدراسة مماأضعف قدرة المباني علي خدمات التعليم مما أدي إلي تدهور العملية التعليمية‏.‏

كان أثر ذلك عدم صلاحية خريجي الجامعات لشغل وظائف هامة يحتاجها المجتمع وأدي ذلك إلي انتشار الدروس الخصوصية والتي أصبحت الأسلوب الغالب لتحصيل الطلبة دروسهم دون علاج حاسم حتي الآن‏.‏

المصدر: مدرسة خديجة يوسف الثانوية بنات بقلم: د‏.‏ سعد واصف
kh-school

مدرسة خديجة يوسف الثانوية بنات

ساحة النقاش

مدرسة خديجة يوسف الثانوية بنات

kh-school
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

107,500