· فقه الخلاف
·
·
فضيلة الشيخ هل هناك خلاف أو فرق ما بين الخلاف والاختلاف؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد فالخلاف قد يكون خلافا لما أمر الله عز وجل أو لرسوله أو لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في القرآن {..فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور:63] وكما قال سيدنا شعيب {..وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ..}[هود:88] وقد يكون الخلاف يعني بين الناس بعضهم ببعض كأن يخالف الإنسان إنسانا آخر في اعتقاده أو في رأيه الفقهي أو في موقفه السياسي أو في غير ذلك من أنواع الخلافات وهذا الخلاف يعني قد يترتب عليه الاختلاف وإن كان بعض العلماء قال "نخالف ولا نختلف" يعني يخالفون بعضهم ولا يؤدي هذا إلى الاختلاف أو ما يسمى في القرآن التفرق المذموم، يعني قد يختلف الناس في آرائهم ولا يتفرقون، ولكن الخطر في أن يؤدي الخلاف إلى اختلاف وإلى تفرق وعداوة بين بعضهم وبعض وهذا ما حذر القرآن منه حينما قال {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ..}، {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[آل عمران:105] فهذا هو الخطر أن يؤدي الخلاف في الرأي أو في الاعتقاد أو في المواقف إلى تفرق وإلى عداوة وصراع بين الناس بعضهم وبعض.
العلامة: يوسف القرضاوي
ساحة النقاش