استراتيجيات النجاح - أين الجبن
قصة لإدارة التغيير في حياتنا وعملنا
هذه القصة تدور حول التغيير الذي يحدث في حياتنا والواقع من حولنا وهي عبارة عن متاهة تبحث فيها أربع شخصيات خيالية ورمزية عن الجبن، يرمز الجبن إلى ماتصبو إليه سواء كان وظيفة أو نقودا أومنزلا أو أفكارا، لكل منا جبنه الخاص به ونحن نسعى لهذا الهدف إعتقادا منا إنه سيجلب لنا السعادة والمتاهة في القصة تمثل المكان الذي نوجد فيه قد يكون المدرسة أو الشركة أو المنزل
وتجري أحداث القصة من خلال أربع شخصيات خيالية وهي الفاران شمام وسريع والقزمان متوكل ومتواكل وتجسد الجوانب البسيطة والمعقدة فينا بغض النظر عن أعمارنا أو أنواعنا أو ألواننا في بعض الأحيان نتصرف مثل شمام الذي يستشعر التغيير عن طريق حاسة الشم أو مثل سريع الذي يندفع مسرعا نحو العمل بدون تخطيط وربما مثل متوكل الذي يتكيف في الوقت المناسب عندما يستشعر التغيير ونعيش أحيانا مثل متواكل الذي ينكر التغيير ويقاومه خشية أن يقوده إلى ماهو أسوأ وسوف نلاحظ عند قراءة القصة إن الفأرين يتصرفان بصورة أفضل عندما يواجهان التغيير لأنهما يتعاملان ببساطة في حين القزمين يعقدان الأمور من خلال المنطق العقلي البحت والإنفعالات والعواطف الإنسانية والمتشابكة وهذا لايعني بالضرورة إن الفاران أذكى من الإنسان ولكنه يعني أنه من مصلحتنا أن نتصرف ببساطة عندما تتغير الأمور من حولنا وأن نوظف عقولنا وقلوبنا وحاستنا السادسة وكل طاقاتنا الداخلية
والآن أترككم مع القصة نقلتها لكم من كتاب السبب قبل الذهب:
كان ياماكان في قديم الزمان فأران وقزمان يعيشون في متاهة مليئة بالجبن وكانوا سعداء بهذه الحياة لأن الجبن كان غذاء لهم دائما وكان يجلب لهم السعادة .الفارأن أسمهما شمام وسريع أما القزمان فكانا ضئيلين في حجم الفئران وأسمهما متوكل ومتواكل / كان الأربعة يمضون الوقت في المتاهة باحثين عن جبنهم المفضل فكان الفاران يبحثان عن الجبن ويأكلان النوع الي يجدانه أما القزمان فقد إستخدما عقليهما في البحث عن نوع جبن متميز اعتقدا إنه يجلب لهما السعادة وكان الأربعة يرتدون الملابس الرياضية وأحذية الجي ثم يعادرون منازلهم وينطلقون في المتاهة وكانت عبارة عن ممرات ودهاليز وزوايا مظلمة من السهل على المرء أن يتوه فيها، استخدم الفأران إسلوب التجربة والخطأ للعثور على الجبن فكانا يركضان في الممرات وإذا لم يجدا به جبنا كانا يدوران على عقبيهما وينتقلان إلى غيره وسرعان ما أصبحا يتذكران الممرات الخالية من الجبن ويدخلان في مناطق جديدة،
وكان شمام يستكشف افتجاه العام للجبن مستخدما أنفه الكبير ويندفع سريع منطلقا إلى الأمام وكانا يضلان الطريق ويذهبان في الإتجاه الخاطيء ويصطدمان بالجدران ولكنهما كانا يجدان طريقهما بعد حين أما القزمان متوكل ومتواكل فقد إستخدما قدرتهما على التفكير والتعلم من خبراتهما السابقة وحاولا إبتكار أساليب أكثر تعقيدا للعثور على الجبن فأصابا نجاحا في بعض حين وفي أحيان أخرى كانت أفكارهما وعواطفهما تشوش نظرتهما للأمور فتزيد من صعوبة وتعقيد الحياة في المتاهة ومع ذلك أكتشف الجميع ماكانوا يبحثون عنه كل بطريقته الخاصة فقد وجد كل منهم نوع الجبن المفضل عند نهاية أحد الممرات في محطة الجبن (ج )ومنذ ذلك الحين يتجه الجميع إلى محطة الجبن (ج)ولم يمض وقت طويل حتى صار لكل منهم نظامه الروتيني فداوم الفاران على الإستيقاظ مبكرا ثم الإسراع إلى المتاهة سالكين نفس الطريق وفي بادي الأمر كان القزمان يسرعان أيضا ولكن بعد فترة إتبع القزمان روتينا آخر فصارا يستيقظان من نومهما متأخرين فقد كانا يعلمان مكان الجبن ولكن لم يكونا يعلمان مصدره، أحس القزمان بالسعادة والنجاح وظنا إنهما في امان وكانت المحطة عبارة عن مخزن كبير للجبن بنى القزمان بيتهما بالقرب من المحطة وعلقا الشعارات والأقوال المأثورة على الجدران وكانت إحدى العبارات تقول "الجبن يجعلنا سعداء"
قال متواكل إننا نستحق هذا الجبن فقد تعبنا حتى عثرنا عليه واستمر الإثنان على هذا الحال ومع الوقت تحولت ثقة متوكل ومتواكل إلى غرور وأمسى الشعور بالإطمئنان طاغيا لدرجة لم يلحظا ماكان يجري. أما الفاران فقد واصلا روتينهما فكانا يصلان مبكرين ويتفقدان المكان للتأكد من عدم وجود أي تغيير ويطمئنان على دوام الحالويجلسان لتناول الجبن، وفي صباح يوم إكتشفا أن الجبن بدأ ينفد من المحطة ( ج) . أيقن الفاران بأن الوضع قد تغير فلابد عليهما هما أيضا أن يتغيراولم يبالغا في تحليل الموقف فقد كانت المشكلة بسيطة وكذلك الحل فلابد ان تبدا رحلة بحث جديدة عن جبن جديد، وكالعادة وصل متوكل ومتواكل الى المحطة متأخرين ولم يكونا قد لاحظا التغيرات الصغيرة التي طرات على مر الأيام وكانا واثقين بأن الجبن سيكون بانتظارهما صاح متواكل في جزع: يالإلهي لايوجد جبن، مستحيل مستحيل ثم صرخ بأعلى صوته" من حرك جبني " وضع يديه حول خصره واحمر من الإنفعال وصرخ بأعلى صوته هذا ظلم وهز متوكل رأسه غير مصدق ماحدث واستمر في مكانه برهه مشدوها من هول الصدمة.
كان سلوك القزمين مفهوما فلم يكن العثور على الجبن بالأمر اليسير وكان هو مصدر سعادتهما الوحيد بالنسبة للآخرين قد يعني الجبن تبوؤ منصب رفيع أو الشعور بالأمان أو إمتلاك منزل جميل ونظرا لفداحة الموقف فقد قضى القزمان وقتا طويلا وهما يحاولان تقرير ما ينبغي عمله . بادر الفأران بالتحرك سريعا بينما ظل القزمان حائرين يلعنان الظروف ولم يستطيعا تصديق ماحدث وقبل أن يعودا إلى المنزل كتب متوكل العبارة التالية على الجدار " كلما إزدادت اهمية الجبن بالنسبة لك كلما إزداد تشبثك به.
في اليوم التالي عاد القزمان غلى محطة الجبن (ج) لكن الموقف كما هو فالجبن لم يعد موجودا فلبثا جامدين مكانهما أغلق متوكل عينيه بدأ يفكر أم متواكل فقد حلل الموقف أكثر من مرة وبدا يصرخ شاكيا: لم فعلوا هذا بي؟ لن أسكت على هذا وساعلن رفضي التام لكل المتغيرات هذا غير مقبول.
فتح متوكل عينية وقال: أين سريع وشمام ؟ هل تعتقد أنهما يعلمان شيئا لانعرفه؟ فأجاب متواكل في تهكم: مالذي يمكن أن يعرفاه إنهما مجرد فأران نحن أذكى من الفئران.
قال متوكل: أعلم أننا أذكى ولكننا نتصرف بذكاء في هذه اللحظة بالذات فالأمور تتغير هنا وربما من الأفضل أن نتغير. تساءل متواكل: ولم ينبغي أن نتغير؟ إننا بشر ومتميزون ولاينبغي أن نتعرض لمثل هذه المواقف أو ينبغي على الأقل تعويضنا
سأله متوكل باستغراب: ولم ينبغي تعويضنا ومن الذي سيعوضنا؟ أجاب متواكب بكل ثقة: نحن اصحاب حقولابد من تعويضنا أو إخطارنا بالتغيير قبل حدوثه
سأل متوكل: لنا حق في ماذا؟
أجاب متواكل: لنا الحق في جبننا ليس من العدل أن ينفد فجاة
تساءل متوكل:لماذا؟
أجاب متواكل: لأننا لم نتسبب في هذه المشكلةبل إن شخصا آخر مسئولا لابد أن نستفيد من هذا الموقف
قال متوكل: علينا أن نكف عن تحليل الموقف ونشرع في البحث عن جبن جديد
أجاب متواكل معترضا: لاوألف لا لابد أن أعرف السر وأرفض أن أكون ضحية .
بينما كانا القزمان يتجادلان كان شمام وسريع قد قطعا شوطا بعيدا فتوغلا اكثر في المتاهة وكان تركيزهما منصبا في إكتشاف الجبن وأخيرا وصلا إللا المحطة (هـ ) لقد عثرا على مخزون هائل من الجبن الجديد، وكان القزمان مازالا في المحطة (ج) يقيمان الموقف.
كان متوكل يتخيل شمام وسريع وهما يعثران على الجبن الجديد ويتمتعان بتناوله ويرى نفسه ينطلق في المتاهة فيعثر على جبن جديد طازج صاح متوكل فجاة: فلنغادر هذا المكان .
أجابه متواكل: لاأنا أحب هذا المكان فهو مريح ومألوف كما أن المتاهة مجهولة ومحفوفة بالمخاطر .
قال متوكل: هذا ليس صحيحا لقد جبنا اجزاء كثيرة من المتاهة ولم نواجه أي مخاطر وبوسعنا نفعل نفس الشيء
قال متواكل: لقد كبرنا يااخي ولاأريد أن أضل طريقي وأصبح أضحوكة امام العالم
حينما سمع متوكل هذه العبارة عاوده الخوف من الفشل وخاب امله في العثور على جبن جديد، وواصل القزمان الذهاب إلى المحطة (ج) كل يوم ثم يعودان ادراجهما بخطى ثقيلة اولا إنكار مايحدث وبدأت الكوابيس تهاجمهما
قال متواكل: ربما أحدهما قد خبا الجبن خلف الجدار وفي الوم التالي عادا يحملان عدة الحفر وأمسك متواكل إزميلا بينما غنها متوكل على الجدار بمطرقة حتى أحدثا فجوة ولم يجدا شيئا خلف الجدار
فبدأ متوكل يدرك الفرق بين النشاط والإنتاجية
قال متواكل: ربما علينا أن نقعد هنا فلابد أن يعيدوا لنا جبننا عاجلا أم آجلا، لكن الجبن لم يظهر مرة اخرى، أيقن متوكل أن زمام الموقف بدأ يفلت من أيديهما ثم بدأ يسخر من نفسه ويقول: ألاترى يامتواكل أننا نفعل نفس الشيء أليس هذا مضحكا؟ لبس متوكل حذائه قائلا: ليس هناك من يعيد لنا جبننا فنحن مسئولون عن أنفسنا لقد حان الوقت للبحث عن جبن جديد.
قال متواكل: وماذا لو لم نعثر على جبن جديد، اطرق متوكل: لاأعلم لقد سألت نفسي كل هذه الأسئلة وفي كل مرة كنت أقعد في مكاني مكبلا بالخوف وقال في نفسه: أضعف الإيمان إنني ساحاول التقط حجرا صغيرا وخط على الجدار " إذا لم تتغير فسوف تدًمر" ثم خطا أولى خطواته في المتاهة وقال لنفسه "الحزن شيء رائع فهو يوقظ الإنسان النائم داخلنا وكذلك الخوف رائع، فلم أكن لتحرك لو لم اخف على مستقبلي"
وفي الأيام التالية لقي متوكل القليل من الجبن هنا وهناك ولكنه كان يامل في العثور على جبن كاف ليأخذ بعضه إلى متواكل ويشجعه على مرافقته وتساءل إذا كان متواكل تحرك إلى مكان آخر وكتب على الجدار " التحرك في اتجاه جديد يساعدك في العثور على جبن جديد" ضحك من نفسه وأدرك أن المخاوف لاتزيد المور إلا سوءا واندفع يركض في الممر المظلم لقد بدأ في إكتشاف ما يغذي روحه وكتب على الجدار مرة أخرى "عندما تتجاوز الخوف الكامن بداخلك تشعر بأنك حر"
لم تراوده هذه الأحاسيس منذ زمن حتى كاد ينسى الإثارة وبدأ يفكر فيما يمكن أن يكسبه وفيما يمكن أن يخسره وشعر بالقوة والحيوية تدب في جسمه مرة أخرى وقبل أن يمضي وقت طويل أبصر محطة جبن وبدا شهيا وعندما تذوقه وجده لذيذا تناول بعضه ووضع العض الآخر في جيبه ليتاقسمه مع متواكل دلف متوكل إلى محطة الجبن ووجدها خاوية وقال: "لابد إن أحدا سبقني وخلف وراءه تلك القطع الصغيرة " أدرك إنه لو كان تحرك مبكرا لوجد كمية كبيرة من الجبن الطازج ثم كتب على الجدار " كلما أسرعت وتخليت عن الجبن القديم كلما وجدت الجبن الطازج بسرعة.
عاد إلى محطة الجبن (ج ) فوجد متواكل جالسا مكانه وناوله بعض قطع الجبن الجديد ولكنه رفض تناولها وقال: "لا أعتقد أنني أحب الجبن الجديد فلم أتعود أكله أريد جبني القديم ولابد أن أحصل على ماأريد"
هز متوكل رأسه ولم يجد منصا من العودة لوحده وقرر أن يمضي في المناطق المجهولة
صافحت عيناه في الطريق قطعا من الجبن صغيرة وبدأ يستعيد قوته وثقته وأحس بسعادة لأنه كتب كثيرا من الأفكار على الجدران وايقن إن ماكتبه سوف يساعده ولهذا اخرج قلمه وعاد يكتب على الجدار " الإنتباه للمتغيرات الصغيرة مبكرا يساعدك على التكيف مع المتغيرات الكبيرة لاحقا"
وفي هذه اللحظة اندفع في ممر جديد وما إن أنعطف حول زاوية الممر حتى وجد نفسه أمام مخزن جبن كبير وعندما دلف إلى الداخل وهل وهو يرى اكداسا من الجبن لقد رأى أكبر مخزن للجبن ولم يستطيع أن يعرف جميع أنواعها لكثرتها، ثم حانت منه إلتفاته فوقع بصره على صديقيه شمام وسريع، أدرك متوكل عندما راى بطنيهما منتفخين بأنهما وصلا مبكرين، ادرك إنه بدأ يتغير منذ أن تعلم كيف يسخر من نفسه وتصرفاته الخاطئة وادرك أسرع طريقة للتغيير هي أن تسخر من غبائك عندئذ فقط يمكنك أن تتحرر من مخاوفك وتنطلق نحو أهدافك بسرعة.
فكر في أخيه متواكل أن يرجع إلية وإذا مازال جالسا في مكانه ولكنه تذكر إنه حاول أن يقنعه بالتغير ولكنه رفض وكتب على الجدار " عليك أن تطلب من الاخرين أن يتغيروا ولكن لاتحاول إجبارهم على ذلك فمن لايتغير في الداخل لايتغير أبدا"
واقتنع بأن متواكل لابد أن يشق طريقة بنفسة بعد أن وضع له العلامات على الجدران يمكنه الإهتداء بها وفي هذه اللحظة تناهى إلى مسامه متوكل ماخيل إليه إنه صوت يقترب من أطراف المتاهةوكان الأمل يملؤه في أن يكون متواكل قد تمكن في النهايه من ادراك أهمية التغيير وإنه قرر التحرك مع الجبن والإستمناع بالحياة.
هذه نهاية القصة وربما تكون بداية جديدة
الكلمات المفتاحية:التغيير- اتخاذ القرار- التغيير من الداخل- وضع الخطط-البحث عن المشكلة وحلها.
/www.almotmaiz.net
ساحة النقاش