يقصد بتقييم الأثر البيئي الفحص المنظم للآثار الغير متعمدة التي تنجم عن مشروع أو برنامج تنموي، وذلك بهدف تقليل أو تقليص حدة الآثار السيئة وتعزيز الآثار الإيجابية للمشروع، أي بمعنى آخر تقييم الأثر البيئي يعني دراسة وتحليل الجدوى البيئية للمشاريع السياحية المقترحة، والتي قد تؤثر على سلامة البيئة، وصحة الإنسان وعلى الموارد الطبيعية داخل مواقع السياحة البيئية.
وبمعنى عام يمثل تقييم الأثر البيئي في السياحة إنذار مبكراً بالمشاكل البيئية المحتملة نتيجة إقامة المشاريع السياحية في منطقة معينة، والتقييم البيئي يتناول بشكل مفصل دراسة الآثار المحتملة أو الناجمة عن المشروع والإجراءات والوسائل المناسبة لمنع الآثار السلبية أو تخفيضها، وتحقيق أو زيادة المردودات الايجابية للمشروع على البيئة بما يتوافق مع المقاييس البيئية المعمول بها.
إن إجراء دراسة الأثر البيئي في المواقع السياحية، يهدف إلى منع أو تقليل التأثيرات البيئية السلبية المحتملة لمثل هذه المشروعات السياحية، ويمكن استخدام تلك العملية كأداة تخطيط سياحي عن طريق إدخال الاعتبارات البيئية في جميع المشروعات السياحية، بمعنى أنه أداة لإدخال الاعتبارات البيئية في عملية اتخاذ القرار.
وتأمين إطار قانوني وأساس معلوماتي لاتخاذ القرار بخصوص النشاطات المؤثرة على البيئة في المواقع السياحية. كانت الدراسات الأولى في المراحل المبكرة لتقييم التأثير البيئي الاهتمام يتمحور فقط بتأثيرات المشاريع السياحية على البيئة الطبيعية (التأثيرات على نوعية الماء والغطاء النباتي والحيواني والضوضاء والمناخ والأنظمة الهيدرولوجية داخل الموقع السياحي) ومع زيادة استخدام تقييم التأثير البيئي تم تضمين التأثيرات الصحية والاجتماعية والاقتصادية المتوقعة للمشروع ضمن عملية التقييم.
كانت البداية (1970_1975) في الولايات المتحدة الأميركية حيث وضعت أسس تقييم للأثر البيئي ثم توالى الانتشار إلى استراليا وكندا عندما تبنت هذه الدول طريقة منهجية لعملية تقييم التأثير البيئي، ثم أصبح المجال أكثر تقدماً (في زيادة المحتويات) حيث تم إدخال تقييم للمخاطر ،ووضع خطوط إرشادية في عمليات التنفيذ (عملية فحص- ودراسة النطاق) وقد أخذت التأثيرات الاجتماعية في الاعتبار، وفي الدول الرائدة،الأمر الذي يؤدي إلى الإبداع، والتجديد في الممارسة .
برزت أهمية تقييم الأثر البيئي في السياحة وحتميته ،مع زيادة الوعي والحس البيئي لدى صانعي القرار في المواقع السياحية؛ بسبب الإشكاليات المتزايدة التي ظهرت في العديد من المواقع السياحية في معظم أرجاء العالم، إذ أصبح سكان المجتمعات المحلية في العديد من الدول المتقدمة أكثر حساسية واهتماماً بالبيئة، وصاروا يبدون مقاومة شديدة ضد كل مشروع سياحي غير مقّوم بيئياً ينفذ في بيئتهم.