{ عاصم الدسوقي .. العالم الذي أستوعب التاريخ وأحداثه واجياله بإثراء العقول بمنهج البحث التاريخي العلمي السليم والموضوعي }..

 

في مواجهة 

 

{ ثورة اللفظ وثقل مضمونه الشكلي وعنجهية محتواه }..الصدمة والدرس والعبرة

 

الجمعة ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧-

١٥.٣٠م

 

د.محمود رمضان

 

إنه اللفظ الصادم غير المتوقع في الطرح العلمي والتاريخي والفلسفي والإعلامي بصفة عامة، وإليك ذلك النص الصادم "إن كنت لم تستوعب ما أقوله فهذه مشكلتك وليست مشكلتي"، أفصح هذا الرد عن مشكلة مجتمع بأثره فحين يثور اللفظ ويثقل مضمونه الشكلي بحمل عنجهية المحتوى، يأخذ المحاور إلى آفاق خيالية يعلو فيها كعب المحاور على من يحاوره فيمتطي صهوة الجواد الحرون الجموح المتمرد على واقع المجتمع الكلاسيكي من وجهة نظره، الذي يفقد الجميع الإمساك بعنانه فيزداد صهيله وضباحه وإهذابه وإمهاجه وتمايله ووثبه جهة اليمين تارة حينا وجهة اليسار احيانا اخرى ويشرأب عنقه بكريرًا صادم وكأن الألفاظ ليس لها لجام وقاعدة يمكن من خلالها التحكم في ضبط المفردة ومضمونها وتوقيت اطلاقها مما يجعلها مثل الرصاصة الطائشة التي تصيب أي مجتمع في المقتل الحضاري والثقافي والقيمي له، فتحدث الصدمة تلو الآخرى وبذلك يتفتت الجسد القوي لمنظومة القيم والسلوك المجتمعي تدريجيا.

 

إن الذي لا يملك اللغة وهي أم العلوم عند الحوار العلمي الهادئ لابد أن يكون مهزوزا وغير مستقر الذهن واليقين، فاللغة السليمة وفصاحة اللسان وحسن اختيار الألفاظ الحية ودقة الكلمات وأناقتها والحرص على الارتقاء بمستوى الحوار والتمكن من استخدام ذخيرة لغوية معبرة هي أدوات مهمة في نقل أفكارنا للآخرين ومخاطبتهم بطريقة سليمة ومتزنة لأن الكلمات أدوات نصنع بها أفكارنا وتعبيراتنا، كما إن الكفاءة واللباقة والكياسة واتقان اللغة والذوق الراقي والدبلوماسية والعقل السليم والثقة بالنفس والنزاهة وحسن الخلق وتقدير الجميع وإحترام الذات هي أسس مهمة في نجاح أي إنسان مسؤول في الحياة ومقياس تقييم أي شخصية عامة.

 

ولما كان ذلك كذلك، ثمة صدمة عصرية آنية في عالمنا المعاصر فعندما ينزع من المتحاور  مساحة الكلام لإيضاح المفهوم الذي يتشكل من واقع يطرحه المحاور بحداثة عصر الميديا ومبادئها التي نصبته قاضيا ومحاورا والشهود والحراس والمشاهدين والأوراق والتاريخ والقلم والحكم ومن يحاوره أيضا، فقد يتلاشى ذلك الحيّز المفتعل الذي يشغله طرف الحوار الشكلي في بؤرة الصورة الجمعية ومجمل بثها لحظات ويرتبك المشهد بشكل عام، لكن في واقع الأمر أن هذا التلاشي اللحظي واهتزاز الصورة التي لقن بها المحاور ينبيء عن صدام تحاوري تدرب عليه السواد الأعظم من المحاورين الجدد في دنيا الإعلام والمجتمع المحلي والإقليمي والدولي أيضا، وأما اللحظة قبل الاخيرة يسترد المشاهد والمتحاور الوعي الذي فقده من واقع صدمة اللفظ وتستقيم الصورة وتثبت جوانبها في الشكل والمضمون، لإن القدرة على معاملة الناس هي أساس القيادة في أي وجه من أوجه النشاط الإنساني؛ والفكرة الأساسية في الموضوع هي (( أن القدرة على معاملة الناس )) لا تعدو أن تكون لونا من ألوان فن الكلام وخبرة المؤرخ وعظة التاريخ وأحداثه المختلفة، بالإضافة إلى براعة المؤرخ في الكشف عن المفرادات التاريخية وبلاغة لغة الحدث فالبلاغة يا أهل البلاغة والنقد والنقاش والحوار الهادف لتصحيح مسار اعوجاج عقل ما أو نظرية ما .. لابد أن يكون المحاور أكثر ادراكا بأصول البلاغة والإقناع وفق القواعد العلمية والمنهجية السليمة تماما، فأن العالم الجليل والمؤرخ الكبير سعادة الأستاذ الدكتور/ عاصم الدسوقي .. العالم الذي أستوعب التاريخ وأحداثه واجياله بإثراء العقول بمنهج البحث التاريخي والعلمي السليم والموضوعي أيضا، يمتلك تلك القدرة والحكمة والعلم الزاخر وكنوز المعرفة التي تحدث صدمات معرفية لإجلاء عقول آجيال من الشباب لم تستوعب القيمة والقامة العلمية والهمة والهامة العالية من كنوز مجتمعنا العلمية ومؤرخينا ورموز الوطن في شتى المعارف، إن ما حدث بالأمس القريب لم يحدث مع مؤرخ واحد فقط بل يتكرر مع لفيف كبير من العلماء والمحاضرين وقد عانيت منه يوميا كما يعاني منه كثير من الزملاء عند التحاور في شتى بقاع الأرض وفِي أي موضوع علمي وبخاصة في المجتمع العربي،  وفي كافة المجتمعات الإنسانية أيضا.

 

على أن الصدمة النهاية التي مارسها المحاور هي إنهاء الحوار من جانبه ليعلن فوزه بإحداث جلطة تصادمية في قلب اللفظ والإجهاز عليه في مشهد مأسوي تنتحر فيه اللغة وتحتضر المضامين القيمية لها ليقام مآتم مجتمعي وليدرك الحضور من كل الفئات أننا جميعا في مشكلة صدامة تتلخص في ثورة اللفظ وثقل مضمونه الشكلي وعنجهية محتواه، والدروس المستفادة من التحديث الفكري والعصري للشباب في المجتمع المعاصر وعقله وثقافته في عصر الحداثة والمعاصرة والحداثة الجديدة وما بعد الحداثة أيضا.

هذا والضرورة الحتمية لمعالجة هذا التصادم الحواري هي بإذكاء روح البحث العلمي المنهجي وإقرار تدريس التاريخ لجميع المراحل التعلمية بطرق مبتكرة ترقى بالمجتمع ورموزه، ووضع معايير جادة للحوار العام كثقافة مجتمعية بحيث يكون للمحاور نطاق محدد لا يتخطاه فالوضوح والاتقان والعلم والخبرة والصدق والطريق المستقيم واللغة تجعل مسار التحاور ليس به غموض أو يتم شخصنة محتواه وطرحه، مع التأكيد على عدم هضم حق الطرف الآخر للحوار وبلا أدنى سلطاوية أو عنجهية مدروسة أو مفتعلة لإفقاد الضيف لاعصابه وإحداث الحفرة الملائمة له للإيقاع به وبجزء مهم من ثقافة المجتمع دون أن يدرك المحاور أنه بهذا الفعل يوَأْد المسؤولية الإعلامية ورسالتها الهادفة المنشودة ومعها جميع حقوق الضيف والمشاهدين وكافة المواثيق المنظمة لهذا الجانب المهم في حياتنا أيضا.

 

خاتمة :

إذا كان تقويم الشباب ضرورة حتمية وتصحيح مسار الاعوجاج والتحاور فضل يحمد لصاحبه، فإن الرجوع للحق والإعتراف بالخطأ وشجاعة المكاشفة وثقافة الموضوعية وأسس الاعتذار وقبوله إذا سعى إليه وتم استعدال الطرح وتيقن المجتمع من ذلك ونجاح التجربة تقع ضمن مناهج ذلك التقويم والأهداف المنشودة والثقافات الفاضلة أيضا.

 

http://kenanaonline.com/users/katara/posts/951554

 

{ عاصم الدسوقي .. العالم الذي أستوعب التاريخ وأحداثه واجياله بإثراء العقول بمنهج البحث التاريخي العلمي السليم والموضوعي }..

 

في مواجهة 

 

{ ثورة اللفظ وثقل مضمونه الشكلي وعنجهية محتواه }..الصدمة والدرس والعبرة

 

د.محمود رمضان

 

المصدر: { عاصم الدسوقي .. العالم الذي أستوعب التاريخ وأحداثه واجياله بإثراء العقول بمنهج البحث التاريخي العلمي السليم والموضوعي }.. في مواجهة { ثورة اللفظ وثقل مضمونه الشكلي وعنجهية محتواه }..الصدمة والدرس والعبرة الجمعة ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧- ١٥.٣٠م د.محمود رمضان إنه اللفظ الصادم غير المتوقع في الطرح العلمي والتاريخي والفلسفي والإعلامي بصفة عامة، وإليك ذلك النص الصادم "إن كنت لم تستوعب ما أقوله فهذه مشكلتك وليست مشكلتي"، أفصح هذا الرد عن مشكلة مجتمع بأثره فحين يثور اللفظ ويثقل مضمونه الشكلي بحمل عنجهية المحتوى، يأخذ المحاور إلى آفاق خيالية يعلو فيها كعب المحاور على من يحاوره فيمتطي صهوة الجواد الحرون الجموح المتمرد على واقع المجتمع الكلاسيكي من وجهة نظره، الذي يفقد الجميع الإمساك بعنانه فيزداد صهيله وضباحه وإهذابه وإمهاجه وتمايله ووثبه جهة اليمين تارة حينا وجهة اليسار احيانا اخرى ويشرأب عنقه بكريرًا صادم وكأن الألفاظ ليس لها لجام وقاعدة يمكن من خلالها التحكم في ضبط المفردة ومضمونها وتوقيت اطلاقها مما يجعلها مثل الرصاصة الطائشة التي تصيب أي مجتمع في المقتل الحضاري والثقافي والقيمي له، فتحدث الصدمة تلو الآخرى وبذلك يتفتت الجسد القوي لمنظومة القيم والسلوك المجتمعي تدريجيا. إن الذي لا يملك اللغة وهي أم العلوم عند الحوار العلمي الهادئ لابد أن يكون مهزوزا وغير مستقر الذهن واليقين، فاللغة السليمة وفصاحة اللسان وحسن اختيار الألفاظ الحية ودقة الكلمات وأناقتها والحرص على الارتقاء بمستوى الحوار والتمكن من استخدام ذخيرة لغوية معبرة هي أدوات مهمة في نقل أفكارنا للآخرين ومخاطبتهم بطريقة سليمة ومتزنة لأن الكلمات أدوات نصنع بها أفكارنا وتعبيراتنا، كما إن الكفاءة واللباقة والكياسة واتقان اللغة والذوق الراقي والدبلوماسية والعقل السليم والثقة بالنفس والنزاهة وحسن الخلق وتقدير الجميع وإحترام الذات هي أسس مهمة في نجاح أي إنسان مسؤول في الحياة ومقياس تقييم أي شخصية عامة. ولما كان ذلك كذلك، ثمة صدمة عصرية آنية في عالمنا المعاصر فعندما ينزع من المتحاور مساحة الكلام لإيضاح المفهوم الذي يتشكل من واقع يطرحه المحاور بحداثة عصر الميديا ومبادئها التي نصبته قاضيا ومحاورا والشهود والحراس والمشاهدين والأوراق والتاريخ والقلم والحكم ومن يحاوره أيضا، فقد يتلاشى ذلك الحيّز المفتعل الذي يشغله طرف الحوار الشكلي في بؤرة الصورة الجمعية ومجمل بثها لحظات ويرتبك المشهد بشكل عام، لكن في واقع الأمر أن هذا التلاشي اللحظي واهتزاز الصورة التي لقن بها المحاور ينبيء عن صدام تحاوري تدرب عليه السواد الأعظم من المحاورين الجدد في دنيا الإعلام والمجتمع المحلي والإقليمي والدولي أيضا، وأما اللحظة قبل الاخيرة يسترد المشاهد والمتحاور الوعي الذي فقده من واقع صدمة اللفظ وتستقيم الصورة وتثبت جوانبها في الشكل والمضمون، لإن القدرة على معاملة الناس هي أساس القيادة في أي وجه من أوجه النشاط الإنساني؛ والفكرة الأساسية في الموضوع هي (( أن القدرة على معاملة الناس )) لا تعدو أن تكون لونا من ألوان فن الكلام وخبرة المؤرخ وعظة التاريخ وأحداثه المختلفة، بالإضافة إلى براعة المؤرخ في الكشف عن المفرادات التاريخية وبلاغة لغة الحدث فالبلاغة يا أهل البلاغة والنقد والنقاش والحوار الهادف لتصحيح مسار اعوجاج عقل ما أو نظرية ما .. لابد أن يكون المحاور أكثر ادراكا بأصول البلاغة والإقناع وفق القواعد العلمية والمنهجية السليمة تماما، فأن العالم الجليل والمؤرخ الكبير سعادة الأستاذ الدكتور/ عاصم الدسوقي .. العالم الذي أستوعب التاريخ وأحداثه واجياله بإثراء العقول بمنهج البحث التاريخي والعلمي السليم والموضوعي أيضا، يمتلك تلك القدرة والحكمة والعلم الزاخر وكنوز المعرفة التي تحدث صدمات معرفية لإجلاء عقول آجيال من الشباب لم تستوعب القيمة والقامة العلمية والهمة والهامة العالية من كنوز مجتمعنا العلمية ومؤرخينا ورموز الوطن في شتى المعارف، إن ما حدث بالأمس القريب لم يحدث مع مؤرخ واحد فقط بل يتكرر مع لفيف كبير من العلماء والمحاضرين وقد عانيت منه يوميا كما يعاني منه كثير من الزملاء عند التحاور في شتى بقاع الأرض وفِي أي موضوع علمي وبخاصة في المجتمع العربي، وفي كافة المجتمعات الإنسانية أيضا. على أن الصدمة النهاية التي مارسها المحاور هي إنهاء الحوار من جانبه ليعلن فوزه بإحداث جلطة تصادمية في قلب اللفظ والإجهاز عليه في مشهد مأسوي تنتحر فيه اللغة وتحتضر المضامين القيمية لها ليقام مآتم مجتمعي وليدرك الحضور من كل الفئات أننا جميعا في مشكلة صدامة تتلخص في ثورة اللفظ وثقل مضمونه الشكلي وعنجهية محتواه، والدروس المستفادة من التحديث الفكري والعصري للشباب في المجتمع المعاصر وعقله وثقافته في عصر الحداثة والمعاصرة والحداثة الجديدة وما بعد الحداثة أيضا. هذا والضرورة الحتمية لمعالجة هذا التصادم الحواري هي بإذكاء روح البحث العلمي المنهجي وإقرار تدريس التاريخ لجميع المراحل التعلمية بطرق مبتكرة ترقى بالمجتمع ورموزه، ووضع معايير جادة للحوار العام كثقافة مجتمعية بحيث يكون للمحاور نطاق محدد لا يتخطاه فالوضوح والاتقان والعلم والخبرة والصدق والطريق المستقيم واللغة تجعل مسار التحاور ليس به غموض أو يتم شخصنة محتواه وطرحه، مع التأكيد على عدم هضم حق الطرف الآخر للحوار وبلا أدنى سلطاوية أو عنجهية مدروسة أو مفتعلة لإفقاد الضيف لاعصابه وإحداث الحفرة الملائمة له للإيقاع به وبجزء مهم من ثقافة المجتمع دون أن يدرك المحاور أنه بهذا الفعل يوَأْد المسؤولية الإعلامية ورسالتها الهادفة المنشودة ومعها جميع حقوق الضيف والمشاهدين وكافة المواثيق المنظمة لهذا الجانب المهم في حياتنا أيضا. خاتمة : إذا كان تقويم الشباب ضرورة حتمية وتصحيح مسار الاعوجاج والتحاور فضل يحمد لصاحبه، فإن الرجوع للحق والإعتراف بالخطأ وشجاعة المكاشفة وثقافة الموضوعية وأسس الاعتذار وقبوله إذا سعى إليه وتم استعدال الطرح وتيقن المجتمع من ذلك ونجاح التجربة تقع ضمن مناهج ذلك التقويم والأهداف المنشودة والثقافات الفاضلة أيضا. http://kenanaonline.com/users/katara/posts/951554 { عاصم الدسوقي .. العالم الذي أستوعب التاريخ وأحداثه واجياله بإثراء العقول بمنهج البحث التاريخي العلمي السليم والموضوعي }.. في مواجهة { ثورة اللفظ وثقل مضمونه الشكلي وعنجهية محتواه }..الصدمة والدرس والعبرة د.محمود رمضان

ساحة النقاش

د.محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي Dr. Mahmoud Ramadan Abdel-Aziz Khadrawi

katara
د.محمود رمضان عبدالعزيز خضراوي Dr. Mahmoud Ramadan Abdel-Aziz Khadrawi »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

162,528