عَاصِفَةٌ مِنْ المَرِّ المَقْطُورِ .. قصيدة جديدة للدكتور محمود رمضان
السبت 2017/09/09-
20.20م
د.محمود رمضان
هِبَتُ عَاصِفَةٌ مِنْ المَرِّ المَقْطُورِ بِغُبَارِ الغَدْرِ المَغْدُور
تُنْذِرُ بِالرِّيَاحِ إِنْ نَحْنُ قَادِمُونَ نُغَيِّرُ الوَضْعَ المَذْكُور
قَرَّرْنَا أن نَمْحُو تاريخ أَرْض سُجْل بِالنَّقْشِ المَحْفُور
نَخْتَزِلُ أَرْضَكَ مِنْ الأَطْرَافِ نَلْضِمُهَا بِالمِنْشَارِ المَنْشُور
تَشْرَبُ أَرَاضِينَا عُيُونِ الشَّمَالِ فِي لَمْحِ البَصَرِ وَالمُرُور
نَحْتَفِلُ بِالعِيدِ قَبْلَ العِيد بِأَيَّامٍ وَأَشْهُر وَالشَّهْرِ المَشْهُور
تَغَطْرَسَ التَّلُّ وَالعَقْرَبُ وَالرُّبْعُ وَتَنَاقُلُ الخَبَرِ المخبور
صَاحَتْ الديوك وَصَوَّبَتْ النشاب نَحْوَ الفَضَاءِ وَالبُحُور
صَهِيلُ الجَوَاد مُرْهُونْ بِالفَارِسِ وَيَبْتُرُ البتار المَبْتُور
تَحَطَّمَ الشِّرَاعُ وَاِنْعَكَسَتْ الرِّيَاحُ فِي الهُبُوبِ وَالعُبُور
أَصَابَ الجِلْدُ قُلُوبَ الجَمع فَصَارَ الطِّفْلُ رَجُلٌ جَسُور
تَوَسَّطَتْ النِّسَاءُ كَالرِّجَالِ بالجنابي كَتِبْن تَأْرِيخ وَسُطُور
مَلَامِحُ البُطُولَاتِ يَصْنَعُهَا صَاحِبٌ ذو هِمَّة وَالحَرِّ غَيُور
الرُّوحُ تَفْدِي كُلَّ أَرْضٍ وَالشَّرَفِ تَاجٌ عَلَى الجُبَّيْنِ وَنُور
قَدَر عَلَيْك أَنْ تَكُونَ حَلَقَةَ قُطْرِهَا يُقَطِّرُ قَطَّارَاتٍ وقطور
هَذِهِ عَاصِفَةٌ مِنْ المَرِّ المَقْطُورِ هِبَتِ بَعْدَ عَاصِفَةٍ مِنْ المَزَحِ المَقْهُور
كُتِبَتْ بِحُرُوفٍ مِنْ الحِبْرِ وَصَبْرِهَا أَمَرُّ مِنْ المَرِّ المَقْطُور
لَا عَاصِفَةً بَعْدَ اليَوْمَ تَصَارَعَ الصُّمُود وَدَوْرَةُ الأَيَّامِ تَدُور
تَمِيلُ جُذُوعُ النَّخِيلِ بِثَمَرِهَا لِتُطْعِمَ وَلَا تَنْحُنِي الجُذُور
الحَرُّ كَالجَبَلِ الراْسخ فِي قِمَّتِهِ حِكْمَةٌ وَجَوَانِبَهُ صُخُور
كُبَرٌ ذَاكَ الَّذِي كَانَ بِالمَهْدِ صَارَ شَابّا وَشَيْبِكَ دُهُور
الرِّمَالُ هِيَ وَالبَحَّارُ عَمِيقَةٌ لَمْ يَكْشِفُ سِرُّهَا عُصُور
دَعْ سَمَائِي
دَعْ أَرْضِي
دَعْ العُيُونَ تَرَوَّي ظَمَأُ الخلائق وَتُنَبِّتُ الأَشْجَارُ وَالزُّهُور
يَعُمُّ السَّلَامُ وَتَمْرُ السَّحب آمِنَةَ لَا يَعْتَرِيهَا الهَرٍمُ وَالفُتُور
نُصَلِّي لِلرَّحْمَن صَلَاةٌ وَيَهْطِلُ مَطَرَ الجَنُوبُ بِالخَيْرِ المَقْدُور
شَرَايِينُ القَلب تَنْبِضُ مُعْلِنَةٌ إِنَّ اللَّحن غَابٌ وَمَعَهِ السُّرُور
مَتَى يُفَرِّحُ الفُؤَادَ وَيَسِرْ الكُلُّ وَتَفْتَحُ الأَبْوَابَ وَتَمُدُّ الجُسُور؟!
غَدًا يَعُمُّ الوِئَامُ حَدٍيقَتُنَا وَتُشَرِّقُ الشَمْسٌ بِالخَيْرِ وَالحُبِّ وَالنُّور
http://kenanaonline.com/users/katara/posts/944284
ساحة النقاش