مجلس التعاون
لدول الخليج العربية والهند
الأمن القومي والعمق الاستراتيجي
د.محمود رمضان
المؤلفون:
اللواء الركن عبد الله سليمان العديلي وزارة الدفاع-المملكة العربية السعودية ، و د.محمود رمضان مدير مركز الخليج للبحوث والدراسات التاريخية خبير الآثار والعمارة الإسلامية، و د. سعد بن ثامر الحميدي مستشار ثقافي وزارة الثقافة والفنون والتراث الدوحة – قطر، و الشيخة د. إيمان بنت محمد بن علي بن عبدالله آل ثاني وزارة الثقافة والفنون والتراث الدوحة – قطر، مراجعة وتحقيق أ.د. رأفت غنيمي الشيخ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر عميد كلية الآداب الأسبق جامعة الزقازيق مؤسس معهد الدراسات الأسيوية جامعة الزقازيق، مؤسس كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس- مستشار رابطة الجامعات الإسلامية.
ضمن سلسلة دراسات التاريخ والحضارة للدكتور محمود رمضان مدير مركز الخليج للبحوث والدراسات التاريخية خبير الآثار والعمارة الإسلامية.
كتاب جديد بعنوان:
مجلس التعاون
لدول الخليج العربية والهند
الأمن القومي والعمق الاستراتيجي
وجاء بمقدمة الكتاب ما يلي:
كان العامل الهندي Indian Factor محركا للسياسة الاستعمارية البريطانية منذ الثورة الصناعية فى انجلترا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومن ثم اتجهت أنظار الإنجليز نحو شبه القارة الهندية فأسست شركة الهند الشرقية البريطانية فى أوائل القرن السابع عشر، كأداة لاستغلال إمكانات شبه القارة الهندية التي تتمثل فى المواد الخام وفى الأسواق الواسعة لتصريف منتجات المصانع البريطانية، وكان لشركة الهند الشرقية البريطانية حكومة مشمولة بالرعاية والحماية من الحكومة البريطانية حتى حدثت ثورة الهنود عام 1857م ، فألغت الحكومة البريطانية حكم الشركة للهند وجعلت شبه القارة الهندية تابعة للتاج البريطاني مباشرة من خلال وزارة المستعمرات ووزارة الخارجية ووزارة الحربية والبحرية البريطانية.
وكان الطريق المفضل للبريطانيين للوصول إلى « درة التاج البريطاني » أي الهند يمر عبر مصر والبحر الأحمر إلى المحيط الهندي، ويمر عبر مياه الخليج العربي، وإذا جاءت أهمية البحر الأحمر على لسان أحد قادة الاستعمار البريطاني « جوزيف شمبرلين» Joseph Champerlain فى مقولته المشهورة إن البحر الأحمر يمثل لبريطانيا الوتر الحساس « Sensitive Nerve . الذي تحرص على حمايته والانفراد بالنفوذ فيه، فإن الخليج العربي كان الشريان الثاني للتجارة والمواصلات الإمبراطورية البريطانية بين بريطانيا وممتلكاتها فى شبه القارة الهندية بل وفى المحيط الهندي، ومن ثم حرصت على فرض نفوذها على مشيخات الخليج العربية منذ أوائل القرن التاسع عشر بفرض ما عرف بالمعاهدات المانعة بينها وبين المشيخات العربية، ثم بفرض معاهدات الحماية البريطانية على هذه المشيخات وظل الأمر عن هذا النحو، حتى إذا خرجت بريطانيا من حرب السويس عام 1956م، منهزمة إرادتها أمام الشعب المصري والشعوب العربية، أعلنت أنها سوف تنسحب من مواقعها شرق السويس وتعني نفوذها فى منطقة الخليج العربي بحلول عام 1971م، وهو ما تحقق بإعلان المشيخات العربية إنها معاهدات الحماية بينها وبين بريطانيا ومن ثم إعلان استقلالها، وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة بزعامة إمارة أبو ظبي، وتضم سبع مشيخات هي أبو ظبي ودبي ورأس الخيمة والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القوين، وأعلنت إمارة قطر استقلالها وكذلك إمارة البحرين. وسبق للكويت عام 1961م أن تحقق لها الاستقلال بإلغاء معاهدة الحماية البريطانية على الكويت. وهذه الدول المستقلة إلى جانب المملكة العربية السعودية كونت ما عرف باسم مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981م.
انتهي النفوذ البريطاني فى شبه القارة الهندية عام 1947م باستقلال الهند وقيام جمهورية الباكستان الإسلامية، مع بقاء الدولتين ضمن مجموعة دول الكومنولث البريطانية، وحلت الولايات المتحدة الأمريكية محل بريطانيا العظمي « المملكة المتحدة» فى الوجود القوي اقتصادياً وعسكرياً فى أقطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وبحكم العلاقات التاريخية جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً بين شبه القارة الهندية وأقطار دول مجلس التعاون الخليجي، كان علينا مناقشة التأثيرات المتبادلة بين الطرفين فى مختلف النواحي، وتأثير تلك العلاقات على الأمن الوطني للأقطار الخليجية العربية، والأمن القومي العربي بصفة عامة.
هذا ويمثل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التجربة الوحدوية الناجحة، والثابتة بعد جامعة الدول العربية، وحيث أن لكل شيء أصل وسبب فإن تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المكون من ستة أقطار خليجية تتزعمها المملكة العربية السعودية، جاء هذا التأسيس بعد أحداث هامة فى منطقة الخليج العربي أولها حدوث الثورة الإسلامية الخومينية فى إيران عام 1979م والتي أعلن زعيمها مخططاً لتصدر الثورة إلى الأقطار المجاورة لإيران وفى مقدمتها أقطار الخليج العربية.
ومن بين أسباب تشكيل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اشتعال الحرب بين إيران والعراق عام 1980م والتي استمرت طيلة ثماني سنوات طالت نيرانها العسكرية والسياسية والإعلامية أقطار الخليج العربية، كما أن من أسباب قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الصراع الدولي حول منطقة الخليج وإمكاناتها الاقتصادية والإستراتيجية.
وتأسيساً على كل ذلك يلزم استعراض ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية لبيان الأسباب الكامنة عند الدول الأعضاء للاتفاق على هذا الميثاق، والأهداف المتوخاة من تأسيسه، ثم يأتي استعراض إمكانات الدول الأعضاء الست بداية بالجغرافيا والتاريخ والإمكانات الاقتصادية، والنظم السياسية والاجتماعية.
يحتوي هذا الكتاب على مقدمة وبابين وستة فصول وخاتمة وقائمة بالمصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات وملحق وثائقي وذلك على النحو التالي:-
- مقدمة
- الباب الأول: مجلس التعاون لدول الخليج العربية
* مقدمة .
* الفصل الأول: ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
- مقدمة
- النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية
- مجالات عمل المجلس
* الفصل الثاني: جغرافية وتاريخ أقطار المجلس
- أولاً: جغرافية دول مجلس تعاون دول الخليج العربية
- ثانياً: تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي
- الباب الثاني: شبه القارة الهندية
* مقدمة
* الفصل الثالث: جغرافية شبه القارة الهندية
* الفصل الرابع: تاريخ شبه القارة الهندية
- الباب الثالث: الأمن القومي العربي والعمق الاستراتيجي
* مقدمة
* الفصل الخامس: الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الخليج العربي
- أولاً: الموقع
- ثانياً: موقف إيران وتطلعاتها نحو الأقطار العربية الخليجية
- ثالثاً: البترول
- رابعاً: السكان والعمالة الوافدة
- خامساً: أنظمة الحكم
- سادساً: الأمن والقدرة العسكرية
* الفصل السادس: الأهمية الإستراتيجية لدول شبه القارة الهندية
- مقدمة
- أولاً: موقع شبه القارة الهندية بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي
- ثانياً: السكان والثروة البشرية
- ثالثاً: أنظمة الحكم والمشكلات السياسية
- رابعاً: التسلح النووي في شبه القارة الهندية
- خامساً: الإمكانات الاقتصادية في شبه القارة الهندية
- سادساً: الخلاصة
* خاتمة الكتاب
* مصادر الكتاب
* محتويات الكتاب
* الملاحق
خاتمة الكتاب
إنطلاقاً من أن الأهمية الإستراتيجية لأي دولة فى العالم أو مجموعة دول مرتبطة، تتكون من عناصر أساسية تمثل ثقلها المؤثر فى السياسة الدولية، ومن ثم فى الاستراتيجيات العليا، وهذه العناصر الأساسية تتمثل فى الموقع الجغرافي، والسكان، والتضاريس، والمناخ، والموارد الاقتصادية، والنظام السياسي، والعقيدة، وتأثير هذه العناصر على الدولة أو مجموعة الدول – دول شبه القارة الهندية، ودول مجلس التعاون الخليجي – وهذا يوضح الأهمية لكلا المجموعتين.
كما تتمثل الأهمية الإستراتيجية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية فى أنها تدخل ضمن منطقة المحيط الهندي والأقطار المطلة عليه أو القريبة منه، وكذا الأقطار الأسيوية المجاورة له من الشمال والشرق مثل إيران وأفغانستان وباكستان والهند بسبب الاتصال الجغرافي مع هذه الأقطار أو بسبب الروابط المتنوعة من حيث المواصلات وشبكة الاتصالات بكافة أنواعها وانتشار الوجود العسكري والتي تؤثر بالضرورة على الوضعية الإستراتيجية الدولية لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، كما تدخل فى حسابات القوي الكبرى وأثرها على منطقة الخليج العربي كاملة.
ومن أهم العناصر الأساسية للأهمية الإستراتيجية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أنه يمثل أحد أهم المناطق فى العالم لأسباب اقتصادية إستراتيجية مرتبطة أساساً بالنفط الذى تعتمد عليه دول أوروبا الغربية وإلىابان والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن أي تهديد لهذا المصدر الحيوي يشكل كارثة على الحضارة الأوروبية حيث تستورد المجموعة الأوربية أكثر من 16 مليون برميل من البترول يوميا، وتستورد إلىابان حوإلى عشرة ملايين برميل يوميا، وتستورد الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 20 مليون برميل بترول يوميا. وهذا يعني أن الأهمية الإستراتيجية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية استدعت وجوداً لقوى كبري فى المنطقة بالقرب من دول شبه القارة الهندية.
كما أن من أهم العناصر الأساسية للأهمية الإستراتيجية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتبارها أحد أهم المناطق فى العالم لأسباب سياسية وإستراتيجية، لذلك فإن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية معناه أمنياً الوقوف ضد عوامل التجزئة التي تعني أن عدم وجود هذا المبدأ يعني سقوطها.
إن طبيعة دول مجلس التعاون الخليجي وأهميتها قد فرض عليها صبغة قدرة فى السلوك السياسي الدولي يتلخص فى ضرورة المحافظة علي الاستقرار السياسي والاقتصادي فضلاً عن ضرورة الاهتمام بالمستجدات الإقليمية والدولية المتلاحقة، ودراسة أبعاد التحالفات الثنائية الخليجية وهي فى جوهرها أمنية وتكنيكية.
كما أن الأهمية الإستراتيجية لدول شبه القارة الهندية تتمثل فى عناصر أساسية من النواحي الاقتصادية والسياسية، فدول شبه القارة الهندية تمتلك إمكانات اقتصادية كبيرة زراعية وصناعية وتكنولوجية وتجارية، كما تمتلك ثورة بشرية تعمل فى مجالات الإنتاج والخدمات، إلى جانب مجالات التدريب والعمل فى التطورات التكنولوجية الحديثة.
ولكي ندرس العلاقات التاريخية بين شبه القارة الهندية ودول مجلس التعاون الخليجي، كان علينا دراسة الجغرافيا السياسية لشبه القارة الهندية من حيث الموقع والمساحة والسطح والسكان والإمكانيات الاقتصادية من زراعة وصناعة وتجارة وطرق ومواني، فضلاً عن عرقيات السكان ولغاتهم ودياناتهم، وخاصة الهندوسية، والإسلام الذين كان له تأثير كبير على الشعب الهندي، والذي جعل المسلمين الهنود يتطلعون إلى دول العالم الإسلامي للتعاون لتحقيق المصلحة المشتركة، وأول هذه الدول دول مجلس التعاون الخليجي.
وكان علينا دراسة جغرافية مجلس التعاون الخليجي، من حيث الموقع والمساحة والإمكانات الاقتصادية وخاصة الثروة البترولية والمواني والمطارات العالمية، إلى جانب السكان الذين رغم قلة أعدادهم فى كل إمارة إلا أنهم نشطوا فى مشروعات حضارية واقتصادية كبيرة استوعبت أعداداً كبيرة من العمال من شبه القارة الهندية باعتبارهم الأقرب لأقطار الخليج، واستوعبت سلعاً ومنتجات من دول شبه القارة الهندية، مما عد تحقيقاً لمصلحة مشتركة.
كما كان علينا أيضاً دراسة تاريخ شبه القارة الهندية منذ أن سيطرت شركة الهند الشرقية البريطانية ثم الحكومة البريطانية على إمكانات شبه القارة الهندية الاقتصادية والبشرية، حتي شعر المواطنون الهنود بالاستغلال البريطاني، فطالبوا بالاستقلال فى وقت الذي سعي فيه المسلمون إلى تكوين دولة إسلامية إلى جانب الدولة الهندوسية فأصحبت هناك عام 1947م دولتان جمهورية الهند، وجمهورية باكستان الإسلامية ذات شقين شق غربي به العاصمة والحكم، وشق شرقي يقع على خليج البنغال ما لبث زعماؤه أن انفصلوا عن الدولة وكونوا جمهورية بنجلاديش عام 1971م.
وكان علينا أيضاً دراسة تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي، منذ أن كان عبارة عن مشثيخات خليجية إلى جانب الدولة السعودية فى مراحلها الثلاث، وسلطنة مسقط وعمان، وحتي تكوين مجلس التعاون لدول الخليج العربية من ست دول عام 1981م، مروراً بمرحلة الاستقلال لكل إمارة (مشيخة): الكويت، البحرين، قطر، دولة الإمارات العربية المتحدة. والنهضة العمرانية والإنجازات الحضارية التي شهدتها دول مجلس التعاون الخليجي والعلاقات التي تربط دول المجلس مجتمعين ومع الأقطار العربية والدولية، والأهمية الإستراتيجية لمجلس التعاون الخليجي.
وهناك بعض عوامل وضعت نهاية لحقبة قديمة وبداية لحقبة جديدة فى تاريخ الخليج يمكن أن نبرزها على الوجه التإلى:
أولاً: ظهور الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت تحت غطاء الحرب أن تؤكد نفوذها فى السعودية، وتحت غطاء مواجهة الاتحاد السوفيتي أن تتغلغل فى إيران وفى منطقة الخليج اقتصادياً واستراتيجياً.
ثانياً: منافسة الاتحاد السوفيتي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واتجاهه للوصول إلى موارد النفط والمياه الدافئة فى الخليج.
ثالثاً: فقدت بريطانيا لإمبراطوريتها فى الهند على أثر استقلال الهند والباكستان فى عام 1947م، ولما كانت إمارات الخليج تدار كملحقات للإمبراطورية البريطانية فى الهند فقد استتبع ذلك إيجاد تنظيمات جديدة، وبالتإلى تأكيد ربط المنطقة بوزارة الخارجية البريطانية حتي انسحاب الإنجليز منها فى عام 1971م.
وعلى الرغم من أن الخليج العربي استمر يشكل بالنسبة لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أهمية إستراتيجية واقتصادية بعيدة المدى، إلا أن النفوذ الغربي فى الخليج شهد فى السنوات الأخيرة تحديات كثيرة، كان أبرزها رغبة الاتحاد السوفيتي فى منع موارد النفط عن أوروبا، هذا بالإضافة إلى الطموح العربي لاستخدام النفط بمثابة سلاح ضد التسلط الغربي، ولا شك أن نمو القومية العربية وزحف تيارها على الخليج وتسليم بريطانيا بالانسحاب من المنطقة، وتخلي إيران عن ادعاءاتها التقليدية فى البحرين، وظهور دويلات الخليج فى المنظمات العربية والعالمية، كل هذه الأمور أحدثت تطورات جديدة وسريعة فى المنطقة.
ولكي ندرس الأهمية الإستراتيجية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من منظور دول شبه القارة الهندية، كان علينا دراسة مواقع دول المجلس الخليجي بالنسبة للهند، باعتبار هذا الموقع له أهميته لتحقيق مصالح لشبه القارة الهندية سواء بالنسبة للهجرة الهندية أو انتقال العمالة الهندية، أو السلع والبضائع الهندية.
وكما كان للموقع أهميته فى نظر دول شبه القارة الهندية، كان للموقع أهميته بالنسبة لإيران سواء فى عهد الأسرة البهلوية (1926-1979م) أو فى عهد الجمهورية الإسلامية، وتطلعات إيران نحو دول مجلس التعاون الخليجي سواء فى الكويت أو البحرين أو قطر أو دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يجعل دول شبه القارة الهندية تضع هذه التطلعات الإيرانية فى حسابها.
وكان البترول الذى تدفق بكميات تجارية كبيرة فى دول مجلس التعاون الخليجي والمشروعات التي قامت فى هذه الدول مما لفت نظر دول شبه القارة الهندية إلى الأهمية الإستراتيجية اقتصاديا واجتماعيا لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم جاءت دراستنا لهذا العامل المهم.
كان للسكان فى دول مجلس التعاون الخليجي والمشروعات التي قامت فى هذه الدول مما لفت نظر دول شبه القارة الهندية إلى الأهمية الإستراتيجية اقتصاديا واجتماعيا لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم جاءت دراستنا لهذا العامل المهم.
كما كان للسكان فى دول مجلس التعاون الخليجي أهمية فى دراستنا، حيث أن قلة عدد السكان فى دول المجلس تتطلب استخدام الثروة البشرية المتوفرة فى دول شبه القارة الهندية بأعداد كبيرة، وبأجور رخيصة.
وأيضاً جاءت دراستنا عن أنظمة الحكم فى دول مجلس التعاون الخليجي لتؤكد الاستقرار وتشابك الأسر الحاكمة وتفاهمها، وانصرافها إلى تحقيق طموحات شعوبها فى البناء الحضاري، وهذا ما يثير انتباه دول شبه القارة الهندية المتقدمة فى النواحي التكنولوجية والتعليمية.
وأخيراً جاءت دراستنا عن الرغبة فى تحقيق الأمن فى دول مجلس التعاون الخليجي والسعي لإعداد قدرة عسكرية وأمنية تحقق الاستقرار الأمني، وكل هذا أيضاً لفت انتباه دول شبه القارة الهندية لكي تساهم فى تحقيق مساعي دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق الأمن الجماعي وبناء القدرة العسكرية. انطلاقاً من أن عدم الاستقرار فى منطقة الخليج يؤثر على دول شبه القارة الهندية.
ويمكن القول أن الخلفية الجغرافية التي تجعل من منطقة الخليج العربية والإيرانية ميدانا للمنافسة تكمن فى أهميته الإستراتيجية، فالخليج العربي أهمية إستراتيجية تجعله مطمع الدول، وهو يستمد هذه الأهمية من مجموعة من العوامل الجغرافية هي:
1- الطبيعية الجغرافية لحوض الخليج، حيث يتشكل حوض الخليج من المنطقة الساحلية التي تطل على مياهه، وهي جبهة بحرية طويلة تحجب وراءها ظهيراً داخليا شاسع المساحة، والخليج بناء على ذلك يعتبر النافذة التي تنفتح منها على العالم الخارجي المناطق الساحلية والمناطق الداخلية من ورائها، وهو سبيل المواصلات البحرية التي تربطها به.
2- الموقع الجغرافي للخليج، فالخليج كذراع بحري للمحيط الهندي يتوغل فى الأرض إلىابسة، قرب المسافة البرية عبر منطقة الهلال الخصيب بين المحيط الهندي والدول المطلة عليه من ناحية، وبين البحر المتوسط، أو بعبارة أخري بين الشرق والغرب، وهو بفضل هذه الميزة لعب دوراً هاما فى تاريخ التجارة العالمية.
3- الخليج العربي مركز الثقل فى إنتاج البترول فى العالم، بعد اكتشاف الموارد البترولية فى أراضيه، والتأكد من وجود احتياطي ضخم فيها، ثم إنتاجه من بلاده المختلفة بمقادير هائلة سيطرت على التجارة العالمية فى موارد الوقود، بل وعلي الصناعة الحديثة فى شتي أنحاء العالم.
ونتيجة لتلك العوامل حدث صراع طويل بين القوى الكبرى حول منطقة الخليج ذلك الصراع الذي ترك آثاره على الأوضاع السياسية فى دول الخليج، وطبع هذه الدول بطابع خاص، وإكسابها صفات تميزت بها عن غيرها من دول العالم، حيث أن:
أ- أن دول الخليج العربية دول حديثة النشأة ككيانات سياسية.
ب- أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية دول نامية.
ج- أن بعض دول مجلس التعاون الخليجي ليست دولا كبيرة مساحة وسكاناً.
د- أن دول مجلس التعاون الخليجي يسودها النظام القبلي.
هـ- أن دول مجلس التعاون الخليجي ارتبطت ببريطانيا باتفاقيات ومعاهدات وحلت الولايات المتحدة الأمريكية محل بريطانيا حإلىاً.
وخاتمة القول أن الإرساليات – البعثات التبشيرية وهي بمفهوم واحد – كانت من طلائع فرض النفوذ السياسي في الأقطار التي عملت بها ، وحيث كانت الولايات المتحدة آنذالك – أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين – لا تسعى لاحتلال بلاد في آسيا وأفريقيا ، فقد أعتمدت الأساليب الناعمة كالإرساليات والتجارة وتقديم الخدمات الفنية قبل ظهور البترول.
المؤلفون:
اللواء الركن عبد الله سليمان العديلي وزارة الدفاع-المملكة العربية السعودية ، و د.محمود رمضان مدير مركز الخليج للبحوث والدراسات التاريخية خبير الآثار والعمارة الإسلامية، و د. سعد بن ثامر الحميدي مستشار ثقافي وزارة الثقافة والفنون والتراث الدوحة – قطر، و الشيخة د. إيمان بنت محمد بن علي بن عبدالله آل ثاني وزارة الثقافة والفنون والتراث الدوحة – قطر، مراجعة وتحقيق أ.د. رأفت غنيمي الشيخ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر عميد كلية الآداب الأسبق جامعة الزقازيق مؤسس معهد الدراسات الأسيوية جامعة الزقازيق، مؤسس كلية الآداب والعلوم الإن جامعة قناة السويس- مستشار رابطة الجامعات الإسلامية.
ساحة النقاش