"القلاع والحصون في قطر" كتاب جديد ضمن سلسلة دراسات العمارة الإسلامية في قطر، للمؤلف الدكتور محمود رمضان خبير الآثار والعمارة الإسلامية د.محمود رمضان: عمارة القلاع والحصون في قطر جزء لا يتجزأ من طرز العمارة الإسلامية بشكل عام، والعمارة في شبه الجزيرة العربية والخليج في العصر الإسلامي بشكل خاص. تزخر شبه جزيرة قطر بالعديد من المنشآت المعمارية الدفاعية، والتي يمكن حصرها في أربعة وخمسين أثراً قائماً ومندثراً ، تشتمل تلك العمائر على المدن المحصنة، القصور المحصنة، الحصون ، القلاع، الأبراج الإسلامية، والمرابط الخاصة بتربية الخيول، وقد احتفظت المنشآت المشار إليها بكثير من السمات المعمارية العامة التي تنفرد بها العمارة الدفاعية الإسلامية في قطر والخليج العربي، حيث أنها جزء لا يتجزأ من طرز العمارة الإسلامية بشكل عام، والعمارة في شبه الجزيرة العربية والخليج في العصر الإسلامي بشكل خاص. فقد استفاد المعماري المسلم من استراتيجية موقع وامتداد الساحل الغربي للخليج وتعرجاته الساحلية، ووجود بعض التلال الطبيعية المرتفعة علي طول الساحل العربي، بالإضافة إلى انتشار السبخات والأخوار على مقربة من تلك السواحل ، فألهمته هذه العوامل الطبيعية أساليب تحصينية ساعدت فى تحصين السواحل الطبيعية لشبه الجزيرة العربية والخليج العربي . واقيمت مع نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري / التاسع عشر الميلادي في شبه جزيرة قطر أولى العمائر الدفاعية الإسلامية في الجزء الشمالي الغربي منها، وبالتحديد في منطقة مروب، حيث أنشئت مدينة مروب التاريخية في نهاية العصـر الأموي وبداية العصر العباسي على غرار المدن الإسلامية المبكرة ، وإن كانت تتشابه مع المنشآت المدنية والعسكرية وقصور الصحراء الأموية في بادية الشام. ضم الساحل القطري عدة تحصينات دفاعية بداية من القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي حيث بني حصن الحويلة (968 –971هـ /1560 – 1563م) على الساحل الشمالي الشرقي لشبه جزيرة قطر، وتوالى إنشاء كثير من المدن المحصنة والحصون والقلاع والأبراج ومرابط الخيل (الإسطبلات) في الأراضي القطرية خلال القرون من الحادي عشر إلى الرابع عشر للهجرة (17-20م). سلطان بن حمد آل ثاني: اشتمل الكتاب على دراسة لثمانية وخمسين معلماً أثرياً وحضارياً مندثراً وقائماً في قطر، وذلك للمرة الأولى من حيث التأريخ والوصف والتحليل والربط والمقارنة قدم للكتاب الشيخ سلطان بن حمد بن مبارك بن عبدالرحمن آل ثاني، قائلاً: القلاع والحصون في قطر، هذه إضاءة جديد في مضمونها يقدمها الباحث والخبير الدكتور محمود رمضان، الذي قدم في دراسته للدكتوراة بعنوان" السمات المعمارية العامة للعمارة الدفاعية الإسلامية في دولة قطر" دراسة آثارية حضارية، معلومات في غاية الأهمية التاريخية والآثارية والحضارية عن تراث قطر عبر العصور، ووثقت تلك الدراسة فيما تناولته من موضوعات هامة لتاريخ العمارة الإسلامية في قطر، وبخاصة عمارة المدن المحصنة مثل مدينة الزبارة التاريخية بشمال غرب شبه جزيرة قطر، بالإضافة إلى دراسة وتأريخ جميع القلاع والحصون المندثرة والباقية في قطر، وهندسة بناء الأبراج والتحصينات الدفاعية المختلفة بشبه جزيرة قطر، كما بيّنت الدراسة أيضاً المظاهر الحضارية والمعمارية –المدرسة المعمارية المحلية- في عهد الشيخ جاسم بن آل ثاني 1878-1913م مؤسس دولة قطر الحديثة. وفي هذا الكتاب يسلط الدكتور محمود رمضان الضوء مرة ثانية على أهم نماذج من العمارة التاريخية والتقليدية في قطر، وهي القلاع والحصون، حيث درس ووصف وأرخ جميع تلك النماذج في دراسة آثارية موثقة، وقدم لنا مشهداً معمارياً في غاية الدقة، وأتبع في دراسته المنهج التاريخي والحضاري للعرض العام، كما قام بعمل دراسات تحليلية ومقارنة بين القلاع والحصون في قطر والتحصينات الدفاعية في منطقة الخليج، وهو بذلك يسر للباحثين في علم التاريخ والآثار والعمارة والحضارة وغيرها من العلوم الطريق إلى إجراء مزيد من الدراسات المختلفة. اشتمل الكتاب على دراسة لثمانية وخمسين معلماً أثرياً وحضارياً مندثراً وقائماً، وذلك للمرة الأولى من حيث التأريخ والوصف والتحليل والربط والمقارنة، وهي محاولة جادة من أجل أبراز الأهمية التاريخية والمعمارية للقلاع والحصون في قطر، فبعد أن كانت تلك الآثار تؤرخ بالقرون دون تحديد لسنوات إنشائها أو تشيدها، سيجد القارئ لهذا الكتاب أن جميع تلك القلاع والحصون في قطر قد حاول الباحث الدكتور محمود رمضان وضع تأريخ دقيق بالسنوات لها، معتمداً في ذلك على الدراسات الوثائقية والتاريخية والتحليل للوثائق والمخطوطات والدراسات السابقة التي تناولت الإشارة إلى العمارة المحلية في قطر، بالإضافة إلى وضع دليل عام للعمارة الدفاعية في قطر للمرة الأولى، ولم يغفل الباحث حق الباحثين العلمي بل وثق وأحال إليهم في دراساته المختلفة، ويأتي الباحث القطري الأستاذ محمد جاسم الخليفي في مقدمة هؤلاء الباحثين بما قدمه من دراسات في هذا المجال. يسعدني أن أقدم لهذا الكتاب الهام والجديد في طرحه، أملاً كل التوفيق والنجاح للباحث الدكتور محمود رمضان فيما يقدمه من دراسات في مجال تخصصه.
ساحة النقاش