كرم أهل البيت *********سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما فى معنى قوله تعالى ﴿يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا﴾: 

أن الحسن والحسين رضى الله عنهما قد مرضا وهما صبيان فعادهما ومعه أبو بكر وعمر،

فقال عمر لعلى: يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذراً؟ قال على: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله وقالت فاطمة: وأنا أيضاً أصوم ثلاثة أيام شكراً لله، وقال الصبيان الحسن والحسين: ونحن نصوم ثلاثة أيام، وقالت جارتاهما كذلك، فألبسهما الله العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق علىّ إلى جار لهما يعالج الصوف، فقال له: هل لك أن تعطينى قطعة من الصوف تغزلها لك بنت محمد بثلاث مكايل من الشعير، فأعطاها له، فأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت، ثم غزلت ثلث الصوف وأخذت مكيال شعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص، وصلى الإمام علىّ كرم الله وجهه مع النبى المغرب ثم أتى منزله وجلسوا أمام الطعام وعند تناول أول لقمة كسرها علىّ إذا بمسكين واقف على الباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة، فوضع الإمـام علىّ اللقمة من يده ثم قال:

ما ترى ذا البائس المسكين جاء إلى الباب له حنيــن

فقالت فاطمة:

أمرك سمع يا ابن العم وطاعةٌ مالى لوم ولا ضــراعــة

باللب غذيت وبالبـراعــة أرجو إذا أنفقت من مجاعـة

أن ألحق الأبرار والجماعـة وأدخل الجنة فـى الشفاعـة

فأعطوا المسكين وباتوا جياعا وأصبحوا صياما لم يذوقوا إلا الماء، وأعادت الكرة فى اليوم التالى وعندما جلسوا أمام الطعام إذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة، فوضع الإمام على اللقمة من يده وقال:

فاطمة بنت السيد الكــريـم قد جاءنا الله بذا الـيـتـيـم

من يطلب اليوم رضا الرحيـم موعده فى جنـة النـعـيـم

فقالت فاطمة:

فسوف أعطيه ولا أبــالى وأوثر الله على عيـالــى

أمسوا جياعاً وهموا أمثالى أصغرهم يقتل فـى القتال

فأعطوا اليتيم وباتوا جياعا وجاء اليوم الثالث، وعند أول لقمة فإذا بأسير من أسارى المسلمين بالباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد، أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا، فوضع الإمام على اللقمة من يده وقال:

فاطمة ابنة النبى أحمــــد بنت نبى سيــد مســـود

هذا أسير جــاء ليس يهتدى مكبل فى قيــده المقيـــد

يشكو إلينا الجـوع والتشـدد من يطعم اليوم يجده فـى غد

عند العلى الواحد الموحــد ما يزرع الزارع يوماً يحصد

فأقبلت فاطمة تقول:

لم يبق مما جـاء غير صاع قد دبرت كفى مــع الذراع

وابناى والله ثلاثا جاعـــا يا رب لا تهلكهما ضياعــا

وأعطت الأسير فأصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ فأقبل علي والحسن والحسين نحو رسول الله وهما يرتعشان من شدة الجوع فلما أبصرهما رسول الله قال: يا أبا الحسن، أشد ما يسوءنى ما أدرككم، انطلقوا بنا إلى ابنتى فاطمة، 

فانطلقوا إليها، فلما رآها رسول الله قد غارت عيناها ضمها إلى صدره وقال: واغوثاه، فهبط جبريل وقال: يا محمد خذ ضيافة أهل بيتك، قال: وما آخذ يا جبريـل.

قال ﴿ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا﴾ إلى قوله ﴿إن سعيكم كان مشكورا﴾.

فهؤلاء أهل بيت المصطفى أهل الحمى الذين اصطفاهم المولى تبارك وتعالى وذرياتهم إلى يوم الدين.

المصدر: كنزنور
  • Currently 27/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 233 مشاهدة
نشرت فى 19 يناير 2011 بواسطة kanznour

ساحة النقاش

كنزنور

kanznour
إذا أردت أن تحافظ على صديقك فكن أنت أولا صديقا له »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

52,166