إصلاح التعليم في عصر المعلومات
بقلم/ خالد مطهر العدواني
قسم علماء الاجتماع العصور التاريخية بحسب متطلبات كل عصر، فكان هناك العصر الزراعي الذي أمتد لألاف السنين والذي تراجع بحلول العصر الصناعي الذي سيطرت فيه الصناعة على مصادر الثراء والقوة والنفوذ، واليوم نعيش في عصر المعلومات، حيث تحول ثقل التحديث والتقدم من المصنع إلى الأنظمة الإلكترونية التي تتحكم بكل مجالات الحياة.
فصاحب السيطرة والنفوذ الأكبر اليوم هو صاحب العلم والذكاء ومن يمتلك أدوات التقنية، هو من يُبدع اليوم المفاهيم الجديدة في الإدارة والاقتصاد والفكر والسياسة والاجتماع...
وكما جاء عصر الصناعة وانتهى دون أن ندخله؛ فإنه من الممكن – مع أشد الأسف – أن ينتهي عصر المعلومات ويبدأ عصراً أخر دون أن يكون لنا فيه دور أو مكان.
ومن هنا؛ فإن من المهم أن نبادر بأقصى سرعة ممكنة – رغم ما نعانيه من معوقات وصعوبات – من استغلال كل قوانا المالية والاقتصادية والبشرية – بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية – وتحويلها إلى قوى معرفية حديثة، وهذا يتطلب الكثير من القرارات والكثير من القيم والأفكار والاتجاهات، واقترح هنا بعض الأمور التي قد تساعد على ذلك.
فنحن بحاجة إلى إدخال نظام رياض الأطفال، تأخذ على عاتقها تأسيس عقلية الطفل على نحو يدفعه في اتجاه حب العلم واحترامه والصبر على تحصيله والتضحية من أجله.
ومن المهم أن تدرك الأسرة أن توفير تعليم جيد لأبنائها يُعد من المهمات الأساسية في هذا الزمن، والتعليم الجيد مكلف، وعلينا الاستعداد له.
ولا بد لأهل المال وأهل المبادرات الخيرة أن يكون لهم دور مؤثر في هذا، من خلال إنشاء صناديق للقرض الحسن لابتعاث الطلاب، والانفاق على طلاب الدراسات العليا، ويمكن للدولة سن القوانين لإلزام المؤسسات المالية الكبيرة بذلك؛ لدعم المتفوقين والمبدعين.
إضافة إلى إيجاد مشروع وطني للقراءة، تطلق شرارته الأولى الحكومة، وتنخرط فيه الجهات الأخرى والفئات وطالبي المعرفة، فنحن أمة اقرأ.
وفي الختام يمكن القول إن ازدهار بلادنا ومدافعة الأعداء وحل المشكلات الآسنة اليوم تحتاج إلى ثلاثة أمور أساسية: العلم، ثم العلم، ثم العلم، فحضارة الإسلام قامت أساساً على العلم والإيمان، وهذا ما نحتاج إلى استعادته من جديد.
