نداء استغاثة من العجزة والمحتاجين ضحايا التحرير الي كل المصريين.. من مصابي ثورة الانقاذ الأبرياء الي كل الرحماء. أين العلاج لمن فقدوا أبصارهم وأطرافهم وأيديهم .
وباتوا يعيشون بعاهات مستديمة مدي الحياة لا تمكنهم من السعي في طلب الرزق لاعالة ذويهم, وخرج بعضهم بعد أن أغلقت المستشفيات ابوابها في وجوههم ليعانوا الامرين, نار التجاهل ونارالمعيشة وتكلفة العلاج, بينما يرقد آخرون في حالة حرجة بين الحياة والموت.
من المعين بعد الله لعمال اليومية والأرزقية والغلابة والمساكين: هذا سائق فقد عينه, وعامل يوميه فقد طرفه, وأجير فقد قدمه, وعامل بناء فقد يده.
أين حق النبلاء الذين تقدموا الصفوف وتلقوا رصاص الغدر ليحرورا بدمائهم الطاهرة إرادة شعب واستعذبوا الموت والألم, وهان عليهم العمر والحلم والأمل.. هم لا يستجدون ولا يتسولون حقا مشروعا في الرعاية والدواء.
أين نحن المصريين من صرخات استغاثة الأمهات والزوجات المقيمات بجوار أطفالهن وأزواجهن ضحايا الغدر, طريحي الفراش, عاهات المستشفيات.
أين حق الحياة لهؤلاء المعدمين المهمشين المحتاجين الذين فضلوا الصمت علي الغوغائية والثرثرة ليتجرعوا مرارة العجز واليأس والألم ويدفعوا ضريبة الاستبسال والتضحية, الشهداء في مقعد صدق عند مليك مقتدر يتبوؤن منزلتهم في الجنة, وهم احياء يرزقون, أما المصابون فيقسم ذووهم أن من مات اراح واستراح, لكن هؤلاء أصبحت الحياة لهم موتا فلم نتجاهلهم؟!
هل نقف عاجزين أمام ما يتردد في الأروقة والكواليس عن أرقام مرعبة لمصابي الثورة ولا نملك سوي تقديم النصيحة بالصبر لأم فجعت في عزيزها أو أب جريح أو زوجة مكلومة, أم أنه بامكاننا عمل شئ وان تمتد قلوب المصريين لتخفف ألم مريض وتمسح دمعة محتاج وتجير من استجار, فالجود والعطاء من شيم الكرام. نحن لا نطلب لهم شفقة ولكن حق حياة يكون أساسها التضامن الاجتماعي وقوامها الحب والتكاتف, حتي لو اقتضي الأمر منا المصريين اكتتابا عاما من الشعب بأكمله تحت رعاية قواتنا المسلحة الباسلة خط الدفاع الاخير لرعاية هؤلاء, الذين دفعوا الغالي من أجل84 مليون مصري وحرروا بلادهم من الظلم والفساد. الأمل معقود علي الجيش,الأولي برعايتهم من اي طرف آخر, وسفرهم للخارج في حالة الضرورة فهم الأحق من الذين تلقوا علاجا لا يستحقوه علي نفقة الدولة.. ويكفي أن تعلن القوات المسلحة حالة التأهب القصوي وبدء اشارة الانطلاق ليبدأ بعدها الاكتتاب؟!!
غرفة14:
الموت التام لا الشلل الذئام, بمستشفي الوفاء والامل غرفة14 يرقد عادل زكريا ـ23 عاما, بائع خضار ـ طريح الفراش نتيجة شلل بعد اصابته أمام نقطة شرطة المثلث بالسويس في يوم28 يناير.عبثا حاولنا التحدث مع المريض لسوء حالته النفسية, ولكن حلت زوجته منار سيد عبد السلام ـ التي تبلغ من العمر23 عاما ولديها طفليين هما احمد وشهد ـ محله وقالت تلقيت تليفونا هاتفيا من أصدقاء زوجي ينقل الي خبر اصابته برصاصة نفذت من كتفه الي الرئتين مرورا بالقلب لتأخذ في طريقها الفقرتين الثالثة والرابعة من العمود الفقري, مما دعا الأطباء في مستشفي السويس يطلبون الينا نقله الي مستشفي الاسماعلية, حيث اجريت له عمليات جراحية علي صدره وقلبه ولكن وبمرور20 يوما بالعناية المركزة لم تتحسن حالته, نصحنا الاطباء بنقله الي مكان آخر لأنه ليس بالمستشفي جهاز للعمود الفقري, فانتقلنا الي مستشفي حلمية الزيتون الذي لم نمكث به سوي14 يوما وانتقلنا الي قصر العيني حيث اجريت له عملية لتركيب فقرات عمود فقري بعد أن استعان الأطباء في ذلك بعظام ساق زوجي.. ورغم الجهود الطبية الا أن زوجي ظل مشلولا, كما ساءت حالته النفسية حزنا علي نفسه ولا يكاد يصحو حتي نضطر لاعطائه مهدئا, وانتهي بنا الحال في مسشفي الوفاء والأمل بكفالة أحد المتبرعين بتكاليف الغرفة ولكن طلب القائمون علي علاجه أن اشتري بامبرز وقطن وحقنه يومية ثمنها30 جنيها والا اصيب بجلطة.
وبصوت مكتوم لا يكاد يخلو من الأسي تقول الزوجة الصغيرة: انني اتألم عندما أجد زوجي في هذه الحالة النفسية السيئة, وقد طلب الي أن يري احمد ذا السنوات الست فاحضره جده من السويس, ثم طلب مني رؤية شهد وعمرها سنتان فقط, فلبيت طلبه... عادل كان يعمل بائعا للخضار ولا يملك عملا دائما, ما فجر مخاوف الزوجة الصغيرة علي مصير ابنائها ومن يعولهم, فاستأذنتها أن أعلن رقم تليفونها وهو0129594732
الرصاصة لا تزال في رأسه
في مستشفي أطفال مصر بالسيدة زينب, يرقد كريم أحمد فيصل ـ الطالب بالمدرسة الثانوية الصناعية والبالغ من العمر17 عاما ـ بعد اصابته في الجمعة28 يناير ب12 طلقة رش معدني في رأسه وكتفه وجسده بالاسكندرية.
تقول والدة كريم لم تفلح جهود الأطباء في علاج ابني بمستشفي الطلبة بالاسكندرية مسقط رأسي, فتم نقله بمعرفة أهل الخير الي مستشفي الشبراويشي بالقاهرة, واضطررت الي ترك زوجي الأرزقي واتنين من أولادي وجئت لأرافق كريم في رحلة علاجه. خطورة حالة كريم تتلخص في كونه مريض هيموفيليا وكلما حاول الأطباء استخراج الطلق المعدني من رأسه يتعرض كريم للنزيف.. والكارثة الأخري أن كريم وقع أثناء المظاهرات مرتين, ما أدي الي ورم شديد في رقبته.
وتضيف اضطررنا الي ترك المستشفي بناء علي رغبة الأطباء وانتهي بنا الحال كما ترين في مستشفي أطفال مصر التابعة للتأمين الصحي.. وعبثا حاولت التقاط صورة لكريم الغائب عن وعيه نتيجة مسكنات الألم كما تقول والدته..بالطبع أدهشني شعره الطويل فقالت والدته إنه لا يمكن حلاقته لأن رصاص الخرطوش لا يزال في رأسه, أما رجله فقد تورمت بشكل لا يمكن تصوره. لم تطلب الأم لنفسها أو لأسرتها شيئا, ولكنها فضلت أن تطلب لكريم أن يتكفل فاعل خير بتوفير حقن منع النزيف وهي باهظة الثمن وفوق طاقتها وكذلك كرسي متحرك ليسهل لها عمليه العودة به الي الاسكندرية. تحمل الأم تليفونا محمولا رقمه:0165378740
محمود شعبان ابو علي
يقول والده, اصيب ابني برصاصة أحد أمناء الشرطة بالاسكندرية اثناء عودته من العمل فنقله اصحابه الي المستشفي الميري بمحطة الرمل بالاسكندرية ولم نعلم عنه شيئا الا بعد ثلاثة ايام عندما عاد اليه وعيه, ولأن الاصابة كانت في أسفل بطنه وأدت الي تهتك أمعائه, فتم عمل تحويل لمجري الاخراج ونقوم نحن بعلاجه علي نفقتنا الخاصة بعد أن أكد المستشفي أنه لا يمكن اجراء عملية جراحية له الا بعد ثلاثة شهور. ولأن تكاليف العلاج عالية, فنسعي لاعادته الي المستشفي الميري.
يروي اسامة المغازي من مصابي الثورة في محافظة الاسكندرية كيف اشتعلت يده أمام عينه برصاص الشرطة في الجمعة28 قائلا: يبدو أنهم قرروا ان يجعلوني عبرة من يعتبر عندما كنت انظم صفوف الثوار الذين خرجوا الي الكورنيش لعدم تحملهم رائحة القنابل المسيلة للدموع وهم يؤدون صلاة الجمعة في جامع القائد ابرهيم بؤرة الحدث, ما استفز عناصر الشرطة التي وقفت خلف ساتر من قوات الأمن المركزي, فبدأوا بي, وأطلقوا الرصاص علي أجزاء متفرقة من جسدي ولكن أصعبها تلك التي افقدتني يدي وتم بترها, ولهذا اطالب بتفعيل قرار تثبيت العمالة المؤقته كي اتمكن من اعالة أطفالي أحمد ومحمد وحنين, وان كان أمر تثبيت العمالة صعبا, فلم لا نعامل معاملة الشهيد ويحصل كل مصاب علي معاش شهري قدره1500 جنيه. وأتمني أن تجري لي عملية تركيب طرف تعويضي ليدي اليمني كي أمارس حياتي بشكل طبيعي, خاصة وأن هناك من أكد لي أنها تجري بنجاح في الخارج بتكلفة16 ألف يورو.
عين عبدالرحمن بالخارج
ومن دمياط تقول والدة عبد الرحمن الذي يبلغ من العمر13 عاما: في يوم الجمعة28 كان عبد الرحمن يشارك كغيره في المظاهرات وكنت أنا في بيتي حيث تلقيت مكالمة هاتفية تبلغني أن عبد الرحمن اصيب في عينه اليمني.. وقد اجريت له عملية جسم زجاجي وحقن زيت سليكون مع استئصال عدسة العين اليمني ولا يزال تحت العلاج وأجمع الأطباء علي أن علاج عين أحمد لا بد أن يكون بالخارج.. ولا اخفيك سرا أن زوجي يعمل منجدا للشلت وكان أحمد يساعد والده في الخياطة, والأن وقد اصبح أحمد غير قادر, فماذا نفعل؟!
جبل عز
في منطقة جبل عز بالسيدة زينب التقينا أسرة أحمد محمد وشهرته أحمد الشيخ الذي فقد عينيه لاصابته بالرصاص في الجمعة28 يناير بميدان التحرير والذي يتلقي علاجه الآن في المانيا.
يقول الحاج محمد: بعد صلاة الجمعة28 توجهت ومعي زوجتي واحمد وأخوه الصغير ذو الاثني عشر ربيعا الي مبدان التحرير, ثم قررنا العودة بعد أن أتعبنا السير, لكنه قرر مواصلة السير حتي وصل الي مجلس الشعب, حيث طاله رصاص الغدر في عينيه وأجزاء من جسده. حمله ثلاثة من اصحابه الينا فذهبنا به الي قصر العيني مساء الجمعة ولم يتلق احمد اي رعاية الا بعد الثانية ظهرا في اليوم التالي. ثم تلقيت اتصالا هاتفيا من د. محمد شرف يطلب مني أن اتقدم ببلاغ للنائب العام, وفعلت ما نصحني به, وبمساعدة د. شرف سافر ابني للعلاج في ألمانيا وهو دائم الاتصال بي.
أعلم أن الكلمات لا يمكن أن تصف بدقة حالة حزن أسرة أحمد الذي كان يعمل ببناء الطوب الفرعوني, فالاب مصابه كبير لكن ايمانه بالله أكبر, والأم تقول ليتني أنا التي فقدت عيني, وأخوه حداد خراطه يتساءل كيف سيزاول اخي الفنان مهنته مرة أخري, والأخ الصغير بالمدرسة الابتدائي وكله اصرار علي العلم حتي لا يعيش في جلباب أسرته, أما أخته فتنتظر بفارغ صبر مولودها عساها تنقل خبرا سارا للاسرة فمن الرحم المظلم يخرج النور.
لكن حديث الصور قد يجيب لماذا خرج أحمد وغيره ـ من شباب السيدة دائرة الدكتور فتحي سرور الي ميدان التحرير.فالأسرة الكبيرة تعيش في حجرة داخل أخري ومطبخ جزء من الحمام, وقنبلة موقوته لانبوبة بوتاجاز صغير اصرت الحاجة أم أحمد أن تقوم بواجب الضيافة واعداد الشاي علي هذه الأنبوبة. ورغم ضيق الحال الا أن الايمان والصبر والرضا هي لسان حال الأسرة كلها.
وبمحاولة معرفة اخبار أحمد في المانيا تعذر الاتصال به بسبب عدم السماح له بوجود تليفون محمول حتي لا يضر بالأجهزة والتقنيات الطبية المعقدة الموجودة في المستشفي.. وقد علمنا من مصادر طبية أنه اجريت له عملية في مستشفي فيفاتس ثم انتقل للعلاج في أكبر مستشفي متخصص للعيون في فرانكفورت بألمانيا, وأكدت المصادر أن حالته الصحية ستكون أفضل في المستقبل وسنروي لاحقا كيف سافر أحمد للعلاج بألمانيا.
شاهد علي الأحداث
بمنتهي الدقة يقدم الدكتور سيد عقل استاذ جراحة القلب في القصر العيني شهادته علي أحداث جمعة الغضب: في مساء الجمعة28 يناير عاصرت الأحداث في القصر العيني الفرنساوي ومستشفيات المنيل الجامعي.. وخلال ساعات قليلة استقبلنا في الدقيقة الواحدة افواجا من المصابين وفي خلال24 ساعة دخل مستشفي القصر العيني الفرنساوي290 حالة, بينما دخل مستشفيات المنيل الجامعي400 حالة..شملت كل انواع الاصابات بكل أنواع الأسلحة فدخلت اصابات كثيرة جدا في قسم العيون لمصابين برش في مقلة العين ومصابين برصاص حي وخرطوش كبير الحجم في البطن والصدر والعظام والعمود الفقري وفيما يتعلق بتخصصي في جراحة القلب دخل41 مصابا في مستشفيات المنيل الجامعي منهم5 حالات وفاة نتيجة اصابة برصاصات مباشرة في القلب, كما دخل36 حالة قسم الطوارئ وتم تركيب انبوية صدرية ل33 مصابا اما بنزيف دموي في تجويف الصدر, أو استرواح هوائي نتيجة تهتك في نسيج الرئة من هذه المجموعة19 مصابا في جهة واحدة يمني او يسري,14 مصابا علي الجانبين, الجهتين, وتم اجراء عمليات كبري لاستكشاف سبب النزيف أو استمرار الاسترواح الهوائي في مريض وآخر لوجود نزيف بالقلب وكللت مجهودات الأطباء بالنجاح, وخرج كل المرضي من المستشفي.. وهناك حالات غريبة تستحق الذكر, منها حالة ايهاب ثابت الذي حوي جسمه14 رصاصة أثناء مشاركته في المظاهرات في ميدان الجيزة, ما أسفر باصابته بنزيف في الطحال الذي تم استئصاله وجرح في جدار المعدة الذي تم رتقه ونزيف دموي صدري في الجانبين وتم تركيب انبوبة صديرية علي الجهة اليمني وأخري علي اليسري, ونظرا لتدهور حالته الصحية تم توصيله علي جهاز تنفس صناعي لمدة عشرة ايام في حالة حرجة وفيما يشبه المعجزة, تماثل تدريجيا للشفاء وخرج من المستشفي بعد حوالي شهر من اصابته وما زال الرصاص في جسده ويأتي للمتابعة المستمرة تحت اشراف أطباء القصر العيني.
أما عن انطباعاتي عن الأحداث فلابد أن أؤكد أن ما شهدناه من اصابات يدل دلالة قاطعة علي وحشية منقطعة النظير من البعض من جهاز الشرطة في هذه الآونة بحيث كانت الاصابات عن عمد وقصد أو احداث عاهات مستديمة فيهم, اما برصاص حي قاتل او طلقات بنادق رش من مسافة قريبة وموجهة الي صدور وأوجه وعيون المتظاهرين.. وعندما خرجت وزارة الصحة ببيانات عن المصابين, لم تكن تتضمن المستشفيات الجامعية ولكنها اكتفت بما سجلته عن المستشفيات التابعة لها.. ولهذا اعتقد أن عدد الشهداء تجاوز الف شهيد, أما الجرحي فقاربوا العشرة آلاف مصاب.
وفي اتصال مع ايهاب ثابت صاحب ال14 طلقة, فأكد أن مورد رزقه قد توقف حيث كان يعمل مغنيا في فرقة كونها وأصدقاؤه للتحايل علي المعايش واعالة والدته المسنة.
تلقي ايهاب وغيره علاجه بالقصر, ولكن يبقي السؤال كيف سافر أحمد للعلاج في المانيا وحالتين عيون غيره واصابة عمود فقري.
يقول د. ممدوح حمزة استجبت لفكرة نبيلة عبر رسالة اليكترونية جاءتني من د. محمد شرف والدكتورة ناهلة حتة والدكتورة مني قداح يطلبون مني ضرورة التحرك ومحاولة مساعدة مصابي وشهداء الثورة..وعلي الفور انضم لي فريق عمل تفاني وانكر ذاته من أجل مد يد للعون للضحايا, وتوليت أنا مهمة التنسيق لعلاج بعض الحالات الحرجة في الخارج من بينها حالة أحمد الذي فقد بصره.. وتولت الدكتورة ناهلة حتة علاجهم داخل مصر.. وهناك حالات سافرت بالفعل الي ألمانيا وتحملت مستشفيات ألمانيا نفقات العلاج, وقام د. حمزة بتوفير نفقات السفر لاعانة هذه الحالات.ومن بين الحالات التي سافرت بالفعل ثلاث حالات اصابة عيون..واصابة عمود فقري.واصابة ذراع يمني
تقول اسمهان أبو الأسعاد صحفية حرة ومسئولة لجنة الحصر في فريق عمل د. حمزة, منذ الثورة وأنا أجوب المستشفيات وحتي الآن ورغم معوقات الحصول علي المعلومات, معي بيانات عن أكثر من2500 مصاب أغلبيتهم في حالات حرجة..بالطبع حصلت الأهرام علي نسخة منها. وعن حديث الأرقام طلبت مني اسمهان أن اكتب علي لسانها ومسئوليتها الخاصة أؤكد لك أن الدكتور شريف زامر بوزارة الصحة اعلن اثناء اجتماع جمعها به ومعها أطباء آخرون, أن عدد المصابين تجاوز9500 مصاب.
مع صاحب الفكرة كان اللقاء بالدكتور.محمد شرف استاذ زائر بالجامعة الأمريكية: فوجئنا في خضام الثورة أن هناك مصابين وتنبهنا الي ما حدث لهم, منهم من خرج من المستشفي نتيجة للاهمال أو مطالبته بتوفير المستلزمات الطبية التي يحتاجها علي حسابه الخاص.. ونسينا أنهم النبلاء, ذوو العزة والكرامة من ابناء مصر غير القادرين.. وأرجو الا يتحدث باسمهم ويقفز عليهم الانتهازيون.. فهم من تقدموا الصفوف, وكانوا الاشجع, اما نحن فلم نتلق مثلهم الرصاص.. هم صمدوا وصمموا وتحملوا سوء الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية وراح بعضهم ضحية قرح الفراش والتلوث..
وبكل مرارة وأسف يقول د. شرف إنه لابد من إعادة تأهيل مصابي الثورة, فقد اثبتت الأحداث أن الدولة غائبة بمجهودها وليست مستعدة لمواجهة أزمات أو كوارث. واتساءل كيف يكون لدينا علاج للغلابة والفقراء والمهمشين.. ان الرعاية الطبية في مصر اصبحت للأغنياء, فقط أما غير القادرين فعليهم أن يتعرضوا للموت والاهمال في ممرات المستشفيات الميري..ولم لا يتم سحب رخصة المستشفي أوالطبيب التي تثبت سوء رعايتهم الطبية للمرضي..
عن الأرقام يقول د. شرف لا اثق في الأرقام التي خرجت من وزارة الصحة عن عدد مصابي العيون مثلا في مستشفي عيون روض الفرج أعلنت الأرقام الرسمية أن عددهم70 حالة ولكن الحقيقة أنهم1700 حالة.. اذا كان هذا في مستشفي واحد فما بالنا بمستشفيات القاهرة والحسين والجيزة ومستشفي الرمد التذكاري للعيون بالجيزة ومستتشفي ناريمان بالاسكندرية وكذلك مستشفي فاروق وباقي المحافظات الأخري. طبعا لا يخفي علي أحد أن كثيرا ممن اصيبوا لم يذهبوا الي المستشفيات حتي لا تتم ملاحقتهم. وأراهن أن حالات مصابي العيون لا تقل عن3500 حالة علي الاقل..كما أن التقارير غير حقيقية.. ولا يفوتني هنا التأكيد أنه لا بد من القصاص ممن اطلق الرصاص, خاصة مع ما يتواتر من انباء حول الضغوط التي تمارس علي اسر الشهداء والمصابين للتراجع عن الملاحقة الجنائية.
تقول والدة اسماء من بني سويف: لا ادري لماذا استهدفت الشرطة ابنتي البالغة من العمر12 عاما لتفقد عينيها الاثتين وقد أجريت لها جراحات لكن طريق العلاج لا يزال طويلا.. الغريب حقا أن هناك محاولات من قبل الامن للضغط علي كي أتنازل عن حق ابنتي في الملاحقة القضائية.
يقول والد معاوية طه محمد عبد الكريم عامل معمار: اصيب ابني بطلق ناري في كتفه وتجري مساومات له ولي للتنازل عن الملاحقة القضائية مني مقابل عشرة آلاف جنيه. ولا أخفيك سرا عن مدي احتياجي للمال, ولكن لن نتنازل عن كرامتنا وعزة نفسنا والقصاص ممن تسسببوا في احداث عاهة مستديمة لابني مدي الحياة.
حجرة46 بمجمع التحرير
اذا كان للمجتمع المدني جهد ملموس في التصدي لقضية مصابي الثورة, فماذا عن لجنة خدمة الجمهور التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي, تقول امينة الباشا وكيل الادارة المركزية للحماية الاجتماعية إن هناك قرارا وزاريا يقضي بصرف5 آلاف جنيه لكل حالة وفاة وألف جنيه لكل حالة اصابة استدعت مدة علاجها7 أيام فاكثر. وبالنسبة للأوراق المطلوبة فهي تقرير طبي معتمد من مستشفي ميري.. وبيان من النيابة العامة في حالة الوفاة وتقدم أسرة الشهيد أو المصاب هذه الأوراق الي الوحدة الاجتماعية التي تتبعها بطاقته التي تقوم بدورها بعمل بحث اجتماعي.وعن التباطؤ في صرف التعويضات تقول أن هتاك من يتحايلون علي الموقف ويتقدمون للاستفادة من التعويض لهذا هناك بحث اجتماعي تقوم به الادارات الاجتماعية في المحافظات المختلفة لاثبات أحقية المتضرر أما الفرع الرئيسي فيقع في مجمع التحرير الدور السادس حجرة.46
وتقدم د.سهير عبد المنعم بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية شهادتها للتاريخ بصفتها مشاركا في لجنة تقصي الحقائق التي يرأسها المستشار عادل قورة, منذ تأسيس اللجنة ونحن نقوم بزيارة المستشفيات واكتشفنا أنهم يعانوا الأمرين مصاريف العلاج من جهة, واعالة اسرهم من الجهة الأخري.. وتبين أن هناك بعض المستشفيات التي تقول لهم عالجوا أنفسكم في البيت.. اقول والله خير شاهد أن من مات أراح واستراح, أما المعذبون في الأرض فهولاء المرضي الذين لا يملكون تكاليف العلاج لدرجة ان احد الآباء الذي اصيب ابنه في احداث الثورة اتصل بي هاتفيا وقال لي إن الاطباء طلبوا مني الخروج اخرج بابني الي أين وبطنة عاملة زي البطيخة ويعاني من تغيير مجري الاخراج ويحتاج الي عملية قال لي الاطباء إنها لن تكون الا بعد أربعة شهور وعلي أنا أن اشتري العلاج وعن شكل الاصابات بصفة عامة أن الاصابات بصفة عامة كانت في الرأس, الرقبة الصدر, الظهر البطن.. واحيانا رصاصة واحدة تدمر الأحشاء والطحال والكلي.
وتتساءل د. سهير عبد المنعم: الغلابة والعجزة والمحتاجون مسئولية من في مصر الآن؟!والي متي تتجاهل الدولة جرحي الثورة الذين يمرون بظروف حرجة وأوضاع صحية مؤلمة, جعلتهم يدفعون وذووهم تكالبف علاج عالية..كان لا بد من تشكيل لجنة من مجلس الوزراء لرعايتهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية حتي لا يضطر اهاليهم الي التسول أمام كل وزارة.. واذا كانت الدولة لا تستطيع أن تفي فلا مانع أن تعلن سواء في مصر او الخارج.. كما أنه لا بد أن تعامل حالات العجز الكلي معاملة الشهيد.. والحالات التي تعجز عن طلب الرزق, كسائق تاكسي فقد عينيه.. وعامل يومية أو أرزقي فقد يده أو أحد أطرافه.
وتنتهي الي أنه من الممكن اذا كانت الدولة لا تستطيع علاجهم ورعايتهم, فمن الممكن عمل اكتتاب عام لكل من يستطيع.. وان يقرن اسم عجزة الثورة بشهدائها,
بشري سارة
كي ننقل الي المصابين بصيصا من أمل,اجرت الاهرام اتصالا هاتفيا مع الدكتور سامي سالم الرئيس الثاني لرابطة الأطباء الالمان المصريين المقيمين في ألمانيا الذي أكد لنا أنه يجري الآن التنسيق مع الجهات المسئولة لارسال فريق من الأطباء المتخصصين في جراحة العظام والعيون والمخ والأعصاب والعمود الفقري, حيث ستجري عمليات جراحية دون مقابل للحالات الحرجة لعلاجها بأحد المستشفيات الطبية في مصر ولم يتحدد بعد تاريخ قدوم البعثة.لهذا مطلوب من المستشفيات المصرية التي لديها المصابون ارسال الحالات الحرجة للغاية علي البريد الالكتروني المرفق حتي يتسني عرضها مباشرة علي الفريق الطبي دون تضييع وقت فور وصوله.. مع رجاء أن تكون الحالات الحرجة للغاية التي لا يمكن علاجها بالمستشفيات المصرية.
ساحة النقاش