الحلقة الاولى
كان لقاء حار بين الشيخ (عبد الموالى)إمام مسجد الزاوية القديمة بأحد شوارع السبتية . والأسطى(ابوعمرو) سائق
السيارة الملاكي الخاصة بالحجة أو الست أو الهانم كما يلقبونها أحيانا .وحيث أن الشيخ من هؤلاء الذين كانت لهم المعزة الخاصة في قلوب الكثير من التجار وأصحاب المحلات والاهالى بالمنطقة .وهو رجل ازهرى دائما يظهر فى ملابسة الأزهرية حيث العمامة والملابس المميزة لرجال الأزهر الشريف .وهو رجل من الصعيد وعاش فى القاهرة مع الدراسة والعمل واستقر به الحال فى احد الشوارع المتفرعة من شارع السبتية الرئيسي والعمل فى عدة مساجد حتى استقرا بمسجد الزواية الذى أصبح تحت وزارة الأوقاف والأزهر.وكان دائما يسعى فى تقريب واجهات النظر وربط المودة بين تجار واهالى المنطقة. والكل يسعى ان يقوم بعمل الخيرحتي تكون المساواة كم أحس عليها الدين .وهذا ماهو عليه من الدروس فى المسجد وخطبة الجمعة
وحينما ذهب للقاء الأسطى (ابو عمرو)على (مقهى السهل) القريب من وكالة الخردة التى تملكها الست فى الشارع الجانبي حيث يجلس التجار والباعة( السريحة) والكومسينجية .وحين رأى (ابوعمرو)الشيخ (عبد الموالى) وهو يدخل الى الشارع والجميع يقدم له التحية
ذهب إليه مسرعا وهو يرحب به
_يااهلا يااهلا ياعم الشيخ .إييه النور ده
_السلام عليكم يا(ابو عمرو)
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يامولانا .طب ليه تعبت نفسك إنا كان ممكن اجاى لحد عندك فى المسجد
_ياسيدى لا تعب ولحاجه إنا كده ولكده كنت رايح مشوار الناحية دى واهو قولت اجاى اقعد معك شوي
_تشرب اييه شاى ولحاجة سقاعة
_شكرا يابو عمرو جزأك الله كل خير
_ودي تجائ يامولانا
وهنا كان قد ذهب الى مكان جانبي فى احد أركان القهوة بعد ان تقدم الجميع وهم يرحبوا بالشيخ ويتمنوا ان يجلس معهم ولو دقائق لتحل بهم البركة .
وبعد ان تم اختيار مكان بعيد بعض الشئ حتى يتثنى للشيخ الحديث مع (ابو عمرو) ذلك السائق الذى فى أواخر الخمسينيات من العمر والذى يعمل منذ زمن ليس طويلا عند تلك السيدة التي ظهرت مره واحدة فى المنطقة حيث تم تريشحه للعمل عندها سائق وبعض الأعمال الأخرى التي مع الوقت جعلته قريب منها فى بعض أسراها الخاصة بالعمل وبعض الأشياء التي تأذن له بالتدخل فيها لكى يكون وسيط فيها عند المساعدات والحاجات لااهل المنطقة والعمال وغيره من الأشياء بحدود . فهو ذلك الرجل حتى الان.. لبعض الاواقت . التي تصرح له فيها هي بدخول في تلك الأمور والكلام
.فقال أبو عمرو
_لم اتصلت بي وقلت لي عاوز تقبلني قولت أكيد في حاجة مهمة بس مريضاتيش ابلغ الحجة إل ما اعرف في أييه .هو في حد تعبان ولحاجة جامدة .عملية يعانى ولااى شي لقدر الله
_لاياسيدى الموضوع بسيط .أنت والحجة ربنا يبارك فيكم ويزدكم من فضله .هي الحجة بتفوت أي حاجة في الخير ربنا يفرح قلبها قدريكريم ويوسع عليها
وهنا جاء الواد (عنتر) القهوجى وهو يرحب بالشيخ
_والله القهوة منورة ياعم (عبد المولى)نهارا أنشاء الله زى العسل ..يأهلا يامولانا انا لو اعرف ان حضرتك جاى كنت فرشت الأرض رمل ورد
_الله يسترك ياود (يعنتر )عمل أييه وازاى حالك
_بخير يامولانا لم شوفتك حضرتك ياعم الشيخ
ثم قال ابو عمرو
_يولااه بطل كلام كتيرواجرى هات حاجة سقاعة بسرعة لعمك الشيخ
_احلي حاجة سقاعة عندك يا(فرغلى ) عشن عم الشيخ... والله منور يامولانا
والجميع يقول له (ياود (يعنتر) الحاجة السقاعة عندنا )من الجالسين على المقهى .. و(ابو عمرو ) يشكرهم ويعود لموصلات
الحديث مع الشيخ
_ها خير يامولانا
_والله خير أنشاء الله هو الموضوع باختصار أنا عندي شخص عزيز على وعوز تشوف له أي شغله عندكم
_ياشيخ آنت تأمر وأحنا عيننا عشانك
_هودا العشم يا (أبو عمرو) وأنا اعلم جيدا أن موضوع العمل الأيام دى صعب .وعشن كده أتعشم في الله خيرا فيك أنت وست الحجة الله يكرمها . وممكن تكون في فرصة موجودة عندكم أنشاء الموالى عز وجل
_أنا راح اكلام الحجة واطلب منها هي كفاية تعرف ان الموضوع عن طريقك وانت عارف هي بتعزك ازاى ولو تحب تكلامها انت مباشرتنا مفيش اى مانع أنت تأمر ياحج
_الله يعزها ويعزك ويبارك فيكم. انا عاوز الموضوع يكون عن طريقك .عشن ال عوزه يشتغل دا يكون تحت رعايتك .لانى انا بحبة جدا
_هوعندة كم سنة وكان بيشتغل فين قبل كده
_والله هوشاب في أواخر العشرينات وأبن حلال من عندي في المسجد وزى ماقولت لك انا بحبه وراح يكون كويس بفضل الله معك انت والجميع وراح يثبت وجوده عندكم دا إحساسي معرفش ليه وعشن كده مكلمتش حد غيرك
_والله يامولانا بما انك انت بتحبة أحنا أكيد راح نحبه دا لو مفيش شغل راح نخترع لي أحنا شغل
_الله يسترك ويبارك فيك يا (ابوعمرو) ها تحب أبعت أجيبه أمت. عشن تشوفه
_انا راح اكلام الحجة واتصل بيك على طول وهي على العموم كلها ساعة وراح تكون هنا. انا نزل عشن أجابها من وسط البلد بالعربية
_بسلامة انشاء الله.ها لما أقوم باء عشن صلاة العصر .أشوفك على خير
_بسرعة كده.إحنا لسه الواحد مشبعش من القعدة معك وعوز احكي معك في حاجات كنير اواى
_تعال يخوى المسجد واجلس معي على راحتك حتي تكسب ثواب المسجد .
وهنا دخل عليهم الحج(عبده مفاتيح)مسرعا وهو يحضن فى الشيخ
_دا أيه النور دا . والله الحارة وشارع السبتية كلها منورة يعم الشيخ يامولانا
_دا نورك يسي مفاتيح أيه يخوى خلاص الشغل وخدك لحد ما نساك الصلاة في المسجد ولأييه يا حج
_دا كلام يامولانا حد ينسى بيت ربنا
_طب يخوي خلينا نشوفك فى بيت ربنا
_أكيد يامولانا بس والنبي تجئ شوي تقعد عندنا فى المحل. ياواد يا(عنتر ) هات حاجة سقاعة. ياواد. لمولانا بسرعة فى المحل
_شكرا يسى عبدة لسه شرب حالا و عشن صلاة العصر وأجبت . ياله أشوفكم على خير فى المسجد . السلام عليكم
وغادر الشيخ المقهى والجميع يسلم عليه وهو يذكرهم بالصلاة والتجمع في المسجد..وبعد ان أكد( ابو عمرو) على الشيخ بالاتصال به فور مقابلة الحجة وعرض الأمر عليها وبالطبع العمل كثير فى ذلك الشارع حيث محلات البيع والشراء وتجارة الخردة وما يلزم الصناعات المختلفة فى شت المجالات الصناعية فى شارع السبتية الرئيسي وتلك الشوارع الجانبية ولكن ! أمر العمل فى وكالة تلك الحجة يختلف وليعلم لماذا؟ اختار ان يعمل هذا الذى احب فى هذا المكان حيث انه بالفعل اذا طلب ان يتوفر له أي شئ فى الدائرة كلها وليس الشارع سيحدث هذا ولكن !كان الطلب للعمل فى ذلك المكان أولا وبعدها يفعل الله مايشاء لأنه ليس في رأسه غير حب هذا الذى قد عرفه من فتر ة قصيرة وهو يدخل قلبه ولم يكن الشيخ لايطلب طلب من اهالى المنطقة والتجار . ولايحب ذلك الأمر الالضرورة التي يعلم احتايج أهلها لذلك مع معرفة الحالة لدى الجميع وبالأخص العمل . وعند تلك الحجة التى هى من تلقاء نفسها دائما ترسل الخير ولكن ! هنا الأمرله الأهمية الخاصة .