تعتبر تربية الأحياء المائية من أسرع القطاعات المنتجة للغذاء نموا في العالم، حيث اجتذبت شهرة واسعة كمساهم فعال في القضاء على الفقر وتحقيق الأمن الغذائي وإدرار الدخل. وقد جاء القرار بإنشاء اللجنة الفرعية المعنية بتربية الأحياء المائية تحت مظلة لجنة مصايد الأسماك في منظمة الأغذية والزراعة ليعكس الأهمية التي توليها الحكومات الأعضاء في منظمة الأغذية والزراعة لتنمية الاستزراع المائي. ومع ذلك فقد حدد، لأسباب مسوغة تماما، أن بعض ممارسات الإنتاج غير مستدامة، وأنها مصدر آثار بيئية واجتماعية واقتصادية سلبية. وقد أوضح هذا التباين مدى الحاجة إلى مواصلة مناقشة الموضوعات ذات العلاقة باستدامة القطاعات للتأكد من أن قطاع الاستزراع المائي يساهم بشكل منصف ومعقول في توفير الغذاء للجنس البشري. ويبحث هذا الجزء القضايا الرئيسية للإستدامة، ويناقش التوقعات والتحديات من أجل تحسين مساهمة تربية الأحياء المائية في الحد من الفقر، وتحسين الأمن الغذائي، والمساعدة في توفير سبل العيش للمجتمعات الريفية، وتعزيز إدرار الدخل القومي.

      وتمثل تربية الأحياء المائية مزودا داخليا هاما في توفير البروتين الحيوانى عالي الجودة التي تمس الحاجة إليه وبأسعار في المتناول للشرائح الفقيرة من المجتمع. كما أنها توفر للمجتمع الوظائف والأموال والعملات الأجنبية، حيث تساهم البلدان النامية بأكثر من 90 في المائة من الإنتاج العالمي من تربية الأحياء المائية. وعندما يدمج قطاع تربية الأحياء المائية بشكل متكامل ومدروس فإنه يمد المجتمعات الريفية بمدخلات أقل مخاطرة، كما تصبح تطبيقاته متنوعة في المناطق الداخلية والساحلية. وبينما تؤدي ممارسة تربية الأحياء المائية لأغراض تصديرية، وصناعية وتجارية إلى جذب المزيد من العملات الأجنبية والدخول والوظائف، فهناك صور أخرى من تربية الأحياء المائية تفيد فى جلب الرزق للفقراء، وذلك من خلال تحسين التموين الغذائي، وتقليل التعرض للإنهيارات الطبيعية غير المتوقعة فى إنتاج الموارد المائية، والتوظيف، وزيادة الدخل. كما أن تطوير المصايد السمكية عن طريق استخدام الوسائل والتقنيات الملائمة في تربية الأحياء المائية يتيح فرصا هامة لشعوب فقيرة الموارد للإستفادة من تحسين استخدام الموارد الأقل استخداما الجديدة أو المتدهورة. ومتل هذه المصايد القائمة على الاستزراع المائي تتمتع بقدرة هائلة لزيادة إنتاج الأسماك من مصايد المياه العذبة والمياه المالحة مع إدرار الدخل للمجتمعات الريفية الداخلية والساحلية بشكل متزامن.

       إن التحدي الحقيقى هو خلق بيئة مواتية لتعظيم الفوائد والمساهمات التي يمكن أن تؤديها تربية الأحياء المائية، والمصايد السمكية القائمة على التربية، فى سبيل التنمية الريفية والأمن الغذائى وتخفيف حدة الفقر. كما أن الممارسات المتطورة التشاركية للتربية والإنتاج في إطار استدامة الموارد الطبيعية وتكاملها وإدارتها بشكل مشترك سوف تحسن من استغلال هذه الموارد. كما أن التنمية الموجهة نحو البشر ونهج الإدارة الإرشادية لبناء الكفاءة التي تركز على نظم لتربية أنواع من الكائنات المائية تتغذى على مستويات متدنية في السلسلة الغدائية، تؤدي أيضا إلى منتجات قليلة التكاليف تفضلها المجتمعات الريفية الفقيرة. 

م. جمال حافظ

 

 

المصدر: الفاو

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

139,511