حماه السورية

كل ما يختص بولاية حماه من أجل بناء دولة سورية ديمقراطية

الجزء الثاني

أ- ثورة حماه قبل النظام الإرهابي البعثي المتطرف :

1- ثورة حماه الأولى الدامية [ ثورة جامع السلطان  ]  في 7 - 4 -1964 : [ سلمية ] ضد سياسية النظام الإرهابي البعثي المتطرف وعلاقته مع الإرهاب العالمي :

تعريفها : ثورة شعبية شبه مسلحة إندلعت في حماه بسبب سياسية الحزب البعثي الإرهابي المتطرف العنصري بالتعرض للنظام الإسلامي للدولة السورية الذي جاء في المادة 3 من دستور الجمهورية السورية من أن دين رئيس الجمهورية الإسلام والفقه الإسلامي هو المصدرالرئيسي للتشريع وانفجرت الأحداث الدامية في حماه بسبب تعرض الإسلام لأقوى الهجمات الشرسة من قبل النظام الإرهابي البعثي المتطرف كان ذلك سببا رئيسيا ومباشرا للإحتقان الديني والمذهبي وقيام ثورة حماه الأولى الدامية حيث أشار الباحثون ما يحدث في سوريا من دعوى النظام وجود فتنة طائفية الآن بالتاريخ العنصري للنظام الإرهابي البعثي المتطرف والتي إتخذت من مدينة حماه مسرحا للعمليات الإستفزازية متناسيا التنوع الديني والمذهبي من سُّنة و إسماعيلية وشيعية ونصيرية ومرشدية ومسيحية  في حماه  التي كانت وحدة حماه وأبرز ممييزاتها مشاركة الأخوة المسيحية في ثورة حماه .

 

●أسبابها الكاملة :

1- السبب الأبرز : هو الإحتقان الطائفي الديني في حماه منذ ثورة 8آذار 1963 بقيادة الحزب البعثي الأرهابي المتطرف وسياسته في إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية منذ ذلك التاريخ وألغو الحياة المدنية والإنتخابات البرلمانية ومنعوا الأحزاب وبدؤوا بإثارة وإستفزاز حفيظة الشعب المؤمن المحافظ بأفكارهم الإلحادية المعادية للأديان والمذاهب التي فرضوها على المجتمع السوري ورفعوا شعارات :

// يا أخي قد أصبح الشعب إلها //

// لا تسأل عني ولا عن مذهبي أنا بعثي إشتراكي عربي //

// آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ماله ثاني // وغيرها من الشعارات المعادية للإسلام والأديان مستمدين فكرهم من الماركسية واللينينية الشيوعية الإلحادية في روسيا .

2- السبب المباشر : حدث طلابي يقع مثله غالباً في أي مدرسة ولكن السلطات البعثية عالجته بصورة استفزازية لامبرر لها

3- إلغاء كلمة [ مسلم ] من البطاقة الشخصية .

4- تحويل مالية وزارة الأوقاف (ذات الموارد الضخمة) إلى الموازنة العامة، وبيع ممتلكاتها بأسعارٍ زهيدة، استغلها أعضاء السلطة المتنفذة، وأصبحوا من كبار الأثرياء .

5- إلغاء علامة مادة التربية الإسلامية من مجموع علامات الشهادتين الإعدادية والثانوية .

6- تعديل مادتي التربية الإسلامية والتاريخ بشكلٍ ضارٍ سافر .

7- التحرك نحو إلغاء المدارس الشرعية .

8- الاعتداء على القرآن الكريم في مدينة حماه و بعض المحافظات كمدينة دمشق .

9- السخرية من الإسلام والمسلمين في مجلة (الفجر)، بنشر صورة حمارٍ على رأسه عمامة .

10- اعتقال مجموعةٍ كبيرةٍ من رموز الحركة الإسلامية وقادتها .

11- تدخل الجيش البعثي العقائدي المتطرف هاتفا بعد قمع المظاهرات المنطلقة من المساجد:[هات سلاح وخذ سلاح دين محمد ولى وراح ] و بعد فشل الحرس القومي [عصابات البعث] في قمعها والقضاء عليها .

12- التحريض الإسرائيلي من خلال الإسرائيلي إلياهو بن شاؤول كوهين السوري الأصل للإنتقام من حماه من خلال زرع بذور الإستفزازات الدينية بين الضباط الطائفيون وذلك بسبب حقد إسرائيل على مدينة حماه السورية لما كان لها دور في إنطلاق كتائب الفداء الأولى إلى فلسطين عام 1948 ومعاداة مدينة حماه لإسرائيل على خلاف المدن الأخرى والتي تمثلت في شخصية الشهيد الرئيس الراحل أديب الشيشكلي الذي كان من حماه وممثلا لها ضد إسرائيل وعدو إسرائيل الأول .

13- قيام الفريق البعثي أمين الحافظ ممثلا عن البعثيين الإرهابيين بإجهاض محاولة إنقلابية دموية  في 18 تموز 1963 قامت بها مجموعة الناصريين بقيادة العقيد جاسم علوان لقد مثلت هذه الضربة للناصريون الوحدويون سببا في ثورة حماه للثأر من نظام البعث الإرهابي المتطرف .

14- إبعاد وإضطهاد الرئيس الراحل أكرم الحوراني وجماعته الذي كان من مدينة حماه .

15- طعن أحد مؤسّسي حزب البعث الإرهابي و هو (زكي الأرسوزي).. طعنه الإسلام في صحف السلطة الإرهابية التي بدأت تتكلم كلاما مثيرا فقد نشر زكي الارسوزي في مجلة الجيش والشعب كلاما تحدث فيه عن قصة آدم في القرآن فسماها أسطورة، وتحدث عن الجاهلية على أنها أرفع مظهر للنفسية العربية و أن العهد الجاهلي هو العهد الذهبي للعرب وأن الإنحطاط بدأ مع ظهور الإسلام .

16- وتلويح وزراء النظام البعثي الإرهابي حول إلغاء الأوقاف وإلغاء مادة التربية الإسلامية .

17- وقام طلاب النظام البعثي المتطرف بالتحرش بمدرسي مادة التربية الإسلامية ويتحدثون عن القرآن أنه شعوبي والاعتداء على أكثر من مدرس.

18- الإعتداء على الشيخ عبد الكريم الرفاعي من قبل رئيس[مخفر] شرطة غير مسلم في دمشق.

19-  نقل مدرسا مادة تربية إسلامية من مدينة حماة نقلا تعسفيا .

20- الحكم بالسجن لمدة سنة على طالب كتب على جدار عبارات ضد رجالات الحزب الإرهابي الحاكم.

21- تصريح الضابط من الطائفة النصيري (حافظ الأسد) من (ثكنة الشرفة) في حماة ، بأن نية الحزب تتجه باتجاه تصفية المعارضين جسدياً، حين قال : [ سنصفّي خصومنا جسدياً ] .

●أحداثها العنيفة والدامية : 

قاد الثورة الشعبية الأستاذ المهندس الشهيد البطل مروان حديد رئيس الحركة الإسلامية الشعبية المستقلة و أثناء حلول شهر رمضان في نفس العام أقبل الناس على حلقات المساجد إقبالا شديدا وكانت الدروس تلتهب حماسا، كل ذلك جعل مدينة حماه بركانا يغلي فقد عرض أمر حماة على قيادة الإخوان المسلمين في سورية فأعطت إذنا محليا لإخوان حماة أن يتصرفوا كما بدأت التيارات والأحزاب الناصرية و منظمات المجتمع المدني بالتحرك ميدانيا في حماه فتحرك الإخوان المسلمين والتيارات الناصرية والمنظمات المدنية على التصعيد السياسي بينما كانت الحركة الإسلامية بقيادة الشهيد البطل مروان حديد تتحرك على التصعيد الميداني والعملي

قام الطلاب بإضراب شامل وعمم الإضراب على باقي طلاب حماه وفعلا فقد تم الإضراب نجاح كامل في كل مدارس حماة ونفذ الإخوان الأمر، لكن الشرطة وقوى الأمن حاولت أن تعتقل بعض الإخوة من ثانوية عثمان الحوراني فتجمع الطلاب نتيجة لذلك، وكان المسئول عن ثانوية عثمان الحوراني هو الشهيد مروان حديد رحمه الله، وتجمهر الناس حول الطلاب فنزلت مظاهرة، وكان محافظ حماة وقتذاك هو عبد الحليم خدام الذي أمر بإنزال الجيش، نزل الجيش وهو يهتف هتافات كفرية معادية للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه إحدى الظواهر التي جاء بها الحزب الحاكم إلى سورية، فألهبت المشاعر ضده، وأطلق الجيش النار على أحد المواطنين من آل الجواد فاستشهد، وفي هذا الجو الملتهب أمر محافظ حماة بإغلاق المدينة التي كانت مهيأة للإضراب الشامل فبدأ إضراب حماة الذي استمر وقتذاك تسعة وعشرين يوما. توجه بعض الشباب وعلى رأسهم البطل مروان حديد رحمه الله إلى مسجد السلطان واعتصموا به، هناك نظموا إلقاء الكلمات النارية وبدأ أهل حماة يتوافدون ويتقاطرون على المسجد، وكانت أحاديث شاملة عن الوضع، عن كفره وعن محاولاته لإلغاء مادة التربية الإسلامية وعن توجهات النظام، والشعب يزداد اشتعالا وههنا طلب محافظ حماة من أعيان البلد أن يجتمعوا ليخلصوا إلى حل فتم اجتماع الناس في جامع الشيخ زين بحي الشمالية في الحاضر بالقرب من بيت عثمان الأمين رحمه الله  حيث اعتقلت السلطة الشيخ عبد الله الحلاق والشيخ سعد مراد وبدأت تساوم العلماء عليهما وأخيرا ضغطت على العلماء أن يصدروا بيانا يطالبون به البلد بأن تفتح أبوابها في مقابل أن يطلق سراح الشيخين وفيما بين الخوف والرجاء أصدر العلماء بيانا لكن الشعب رفض البيان بعد جهود بذلت مع الناس وأطلق سراح الشيخين وفي اليوم نفسه أصدرت السلطة بيانا تحذر فيه الناس من فئة تستغل الدين وكان واضحا من مجموع الإجراءات أن السلطة تريد عزل الإخوان المسلمين  لتبطش بهم حيث أحست السلطة الإرهابية بخطورة الخطة الشعبية في حماه لإسقاط النظام خشية تغلغل مبدأ إسقاط النظام إلى باقي المحافظات فقررت المواجهة وكان الشعب مهيئا للصدام فكانت أحداث الصراع. نمت و بعض الناس قطعوا الطريق ما بين دمشق وحلب و نزل الجيش إلى مدينة حماه البطلة وأطلق النار ورد الناس بالمثل واشتعلت المدينة وجاءت السلطة إلى حماة. كان عظم المعركة حول مسجد السلطان وفي الحاضر، وقد أمر بإطلاق نيران المدفعية على المسجد فهدم مئذنته وبعض قبابه،وتم قصف المدينة بالمدفعية بقيادة العقيد حمد عبيد حيث إستخدم الطيران الحربي في القصف ودافع المحاصرون دفاعا شديدا، ولكن الذخيرة نفذت وتم اقتحام المسجد و إعتقال المناضل الشهيد مروان حديد ومن في المسجد وفي اليوم الثاني للمعركة أرسلت قوات مدرعة هائلة إلى المدينة تمركزت في نقاط التقاطع وفي الشوارع الرئيسية وفي أطراف المدينة وقد دعا أمين الحافظ رؤساء البلد لاجتماع عام واتفق معهم على أن تهدأ المدينة أسبوعا يتم خلاله مفاوضات بين نظام الحكم والشعب لدراسة المطالب العادلة وإقرارها وكان على رأس المفاوضين الشيخ العلامة محمد الحامد وأصدرت الجبهة الوطنية الديمقراطية الدستورية وهم مجموعة من المثقفين من محامين وأطباء ومهندسين وصيادلة بياناً بتاريخ (21/4/1964م) جاء فيه :

في هذا اليوم نتوجه إلى شعب سوريا الذي لاينام على ضيم ، ونقول للطغمة الحاكمة التي حسبت أن الشعب الذي أمهلها سنة ونصف ساكت عن جرائمها المتتالية وتخريبها المستمر ، وأن الشعب وإن أمهل فهو لا يهمل ، وأن ساعة الحساب قد دقت . .. إن الجبهة الوطنية الديمقراطية الدستورية تدعو كافة المواطنين للالتفاف حولها ومتابعة العصيان المدني حتى تحقق مطالب الشعب وهي :

1 ـ إلغاء حالة الطوارئ .

2 ـ إطلاق الحريات العامة وإعادة العمل بالدستور .

3 ـ تشكيل حكومة انتقالية من عناصر وطنية تتولى إجراء انتخابات حـرة نزيهـة لإقامة حكم ديمقراطي سليم . ]

وأقول للذكرى  أيضا هذه هي مطالب المعارضة السورية الحالية ، ومنها جماعة الإخوان المسلمون .

 واشتعلت المظاهرات في حمص وحلب واللاذقية ودمشق نصرة لأهل حماة و بقيت حماة مضربة تسعة وعشرين يوما شاركها بعض أيام إضرابها مدينتي  اللاذقية ودمشق وحكمت المحاكم العسكرية الميدانية - برئاسة الضابط البعثي مصطفى طلاس – بالإعدام على عدد كبير من علماء ووجهاء مدينة حماة ،واقتحمت المحال التجارية المغلقة ونهبت محتوياتها، واعتقل الكثير من المواطنين

وانتهت أحداث حماة الدامية التي شهدت أعنف وأدمى صراع بين السلطة الإرهابية البعثية بعد حوالي خمسين يوما من بدئها والتي ا ستشهد فيها أكثر من 50 شخص من الإسلاميين

أسماء الإرهابيين مجرمي الحرب في أحداث حماة عام 1964
1. الأمين العام المساعد لحزب البعث المتطرف واللواء سابقا صلاح جديد [ بعثي إرهابي من الطائفة النصيرية –العلوية – من محافظة اللاذقية ]
2. رئيس المحكمة العسكرية الميدانية في حماه حافظ الأسد [ بعثي إرهابي من الطائفة النصيرية –العلوية – من محافظة اللاذقية ]
3. المقدم عزت جديد [ بعثي إرهابي من الطائفة النصيرية –العلوية – من محافظة اللاذقية ]
4. المقدم سليم حاطوم . [ بعثي إرهابي من الطائفة الدرزية من محافظة السويداء ]
5. المقدم حمد عبيد [ بعثي إرهابي من الطائفة الدرزية من محافظة السويداء ]
6. المقدّم مصطفى طلاس [ بعثي إرهابي من الطائفة السُّنية من الرستن بمحافظة حمص ]
7. محافظ حماه عبد الحليم خدّام . [ بعثي إرهابي من الطائفة السُّنية من محافظة بانياس ]

● نتائجها :

1- حميت مادة التربية الإسلامية .

2- توقفت الأفكار القائلة بتصفية الأوقاف .

3- جمد وضع الحرس القومي [ ميليشيات البعث الإرهابية ] .

4- وجدت وزارة معتدلة برئاسة صلاح الدين البيطار .

5- أصبح الإسلام أكثر احتراما و بدأوا يحسبون له حسابا .

6- الابتعاد عن التعرض للدين الإسلامي وأية دين آخر لأن ذلك يخل بالمادة 3  من دستور الجمهورية السورية.

المصدر: - جريدةof London Times بتاريخ 18/3/1981 تقريراً خاصاً تحت عنوان ( حكم الرعب في مدينة حماة) نسبت مضمونه إلى شهود عيان وصلوا أخيراً إلى ألمانيا الغربية، هرباً من جور واضطهاد السلطات السورية. - صحيفة Le Matin الفرنسية تحقيقاً للصحفي (كريس كوتشيرا) نشر بتاريخ 9 نيسان 1981 - صحيفة Le Matin الفرنسية في عددها رقم 1606 تاريخ 24 نيسان 1982:مقالة بعنوان [ في سوريا الإرهابي رقم واحد هو الدولة ] - مجلة V.S D الفرنسية /عدد مارس 1982 - صحيفة Observateur Aleneuval الفرنسية بتاريخ 30 نيسان 1982 - صحيفة Die Tsapt الألمانية بتاريخ 2/4/1982 تقريراً عن مجازر حماة تحت عنوان: "مذبحة كما في العصور الوسطى – كيف ابتلى أسد مدينة حماة بالموت والدمار" - مجلة The Economist عدد 15-21 أيار 1982 - شبكة أنا مسلم للحوار الإسلامي الصراع بين السلطة البعثية النصيرية الحاكمة والإسلام في سورية - الملتقى [ هذا ما حصل في سوريا] - منتديات قناة الوصال وصول حزب البعث للسلطة و الإستغلال الطائفي - موسوعة الإخوان المسلمين صراع الإخوان في سوريا مع حزب البعث - د. بشير موسى نافع: التاريخ لا يعيد نفسه ومصير 'خيار حماة' الفشل - شبكو ساحة الإرادة مذبحة حماة الأولى شتاء 1982 راح ضحيتها مايقارب 50 الف انسان - إعترافات مجند سوري عن أحداث 1982 - منتدى شباب مستقبل سوريا - مركز الشرق العربي مجازر حماه الصغرى 1980 - ساحات الطيران العربي بعنوان ماذا تعرف عن مجزرة حماه الكبرى 1982 - لوريتا إسحاقيان النائبة السابقة في حركة إيماتا التحررية - كتاب هذه تجربتي وهذه شهادتي للدكتور الشيخ سعيد حوى - كتاب مذكرات الرئيس أكرم الحوراني للرئيس الراحل أكرم الحوراني
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 423 مشاهدة
نشرت فى 20 أغسطس 2011 بواسطة jad44

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

15,173