الدعاء بنية خالصة يفتح أبواب الرزق
الحلف بالله
◆ أقسمت بالله على شيء، كنت متأكداً من صحته وبعدها وجدت دليلاً على خلاف ذلك، ما تصنيف هذا اليمين «لغو، منعقدة، غموس»؟
◆◆ هذا النوع من اليمين يسمى لغو اليمين، فهو أحد تفسيري لغو اليمين، وهو حلف الشخص على ما كان متأكداً منه، ثم يتبين خلافه، والتفسير الثاني للغو اليمين أنه الكلام الجاري على اللسان دون قصد، كقول الرجل لا والله بلى والله، فهذان التفسيران قد فسر بهما لغو اليمين، ولكن التفسير الأول هو المشهور من قول مالك رحمه الله تعالى، قال العلامة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى في كتابه: الرسالة: «.. لغو اليمين، وهو أن يحلف على شيء يظنه، كذلك في يقينه، ثم يتبين له خلافه فلا كفارة عليه ولا إثم»، ولا كفارة في لغو اليمين ولا إثم فيه.
دعاء
◆ أبحث عن عمل... وأريد دعاء حتى ييسر الله أمري؟
◆◆ ننصحك بكثرة الاستغفار وبالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولتكثر من قول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
ففي سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فوجد فيه أبا أمامة جالساً في غير وقت الصلاة، فقال: «ما لي أراك جالساً في غير وقت الصلاة؟»، فقال يا رسول الله ديون لزمتني وهموم أثقلتني، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا أدلك على كلمات إذا قلتها أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ «قلت بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وآله وسلم»: «قل إذا أصبحت وإذا أمسيت، اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال». قال أبو أمامة رضي الله عنه فقلتها فأذهب الله همي وقضى عني ديني.
وننصحكم بالمحافظة على الصلاة وبكثرة الدعاء والمداومة على ركعتي الحاجة، فمن وفقه الله للدعاء لم يحرمه من الإجابة؟
أذكار النوم
◆ من قام من فراشه ثم رجع إليه هل يعيد أذكار النوم؟
◆◆ يستحب لمن قام من فراشه، ثم رجع إليه أن يدعو بالدعاء المأثور قبل النوم، ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه ... فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعد، فإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي وأذن لي بذكره».
وإذا أعاد قراءة آية الكرسي فلن يزال عليه من الله حافظ في نومه الجديد.
الحديث
◆ ما المقصود بالصحيحين عندما يقال ذلك بعد الحديث؟
◆◆ اصطلح علماء الحديث على تسمية كل من صحيحي البخاري ومسلم بالصحيحين واشتهر ذلك عند جمهور المسلمين لأن كلا من الإمامين اقتصرا في كتابيهما على الصحيح من الأحاديث، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث: «أول مصنف في الصحيح المجرد صحيح البخاري ثم مسلم، وهما أصح الكتب بعد القرآن، والبخاري أصحهما وأكثرهما فوائد، وقيل مسلم أصح، والصواب الأول.. - إلى أن قال - أعني الصحيحين»، فقد نص الإمام النووي رحمه الله على هذه الكلمة وتسمية الكتابين بالصحيحين وغيره من علماء الحديث.
الأكل والشرب
◆ ما حكم الأكل والشرب قائماً وما صحة الحديث: كنا في عهد الرسول نأكل ونحن وقوف ونشرب ونحن قيام؟
◆◆ الأكل والشرب في وضع القيام جائزان مع الكراهة التنزيهية وهي خلاف الأولى، وتنتفي الكراهة عند وجود الضرورة أو الحاجة.
والحديث الذي تسأل عنه ورد بلفظ آخر في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان عن ابن عمر قال: «كنا نأكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي، ونشرب ونحن قيام»، قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب.
ومن أحاديث النهي ما في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، «أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً»، قال قتادة: فقلنا فالأكل، فقال: «ذاك أشر أو أخبث».
قال العلامة ابن الجوزي رحمه الله في كتابه كشف المشكل على الصحيحين عند ذكر أوجه الجمع بين هذا الحديث وبين ما ورد في جواز الشرب قائما، قال: (... النهي على وجه الكراهة، لعدم تمكن الشارب، ولأنه يؤذي من حيث الطب، .... وما روي أنه شرب قائما يدل على الجواز، وقد كان لعذر).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري تعليقاً على الأحاديث: «ولا خلاف في جواز الأكل قائماً، قال والذي يظهر لي أن أحاديث شربه قائما تدل على الجواز وأحاديث النهي تحمل على الاستحباب والحث على ما هو أولى وأكمل).
الدعاء بالعربية
◆ هل الدعاء يجب أن يكون بالعربي؟
◆◆ إذا كان الشخص قادراً أن يدعو باللغة العربية في صلاته أو في المسجد، فإنه يكره له أن يدعو بغيرها من اللغات، وإذا كان عاجزا أن يدعو العربية فلا حرج عليه أن يدعو باللغة التي يحسنها، كما نص عليه شراح الشيخ خليل رحمه الله تعالى عند قوله في المكروهات «ودعاء خاص أو بعجمية لقادر»، قال العلامة عليش رحمه الله تعالى في شرحه له:
«ومفهوم لقادر عدم كراهة الدعاء بها لعاجز عن العربية في الصلاة هذا هو المشهور»، وأما الدعاء بغير العربية خارج الصلاة وخارج المسجد للقادر على الدعاء بالعربية فجائز.
التداوي
◆ ماهي شروط التداوي في الإسلام؟
◆◆ شروط التداوي تنحصر في العلاج بالمباحات بعد استشارة الطبيب العارف وعدم اللجوء إلى التداوي بما حرم الله إلا عند الضرورة الحقيقية حسب ماهو معروف من القواعد والضوابط في ذلك، قال الله تعالى (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، «الأنعام: الآية 119».
وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته للتداوي أخذا بأسباب العلاج رغم أن الشافي هو الله وحده، فعن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من ها هنا وها هنا فقالوا يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: «تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الْهَرَمُ».
وفي رواية أخرى: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ ...»، قال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: «وصفهم بالعبودية إيذانا بأن التداوي لا يخرجهم عن التوكل».