بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله في كتابه الكريم : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } (الأنفال 73) والمعنى من الآية أن الكفار باختلاف أديانهم و أفكارهم ومعتقداتهم وغم أنهم يكرهون بعضهم بعضاً إلا أنهم يتفقون فيما بينهم على محاربة الإسلام والمسلمين فهم ينصرون بعضهم بعضا إذا كان الخصم هو الإسلام ولو كانوا متفرقين فيما بينهم فقد الله في كتابه الكريم: { مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } (البقرة 105)
وأهل الكتاب هنا هم اليهود والنصارى ويقول الله في كتابه الكريم: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ } (البقرة 109) ويقول الله في كتابه الكريم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (المائدة 51) أيها المسلمون نزلت هذه الآية الكريمة وهي {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}
في زمن النبوة زمن الرسول عليه الصلاة والسلام كان اليهود والنصارى آنذاك ليس بينهم التقاء إذ كان اليهود آنذاك يشردون ويطردون من قبل النصارى وما الذي أوصلهم إلى اليمن وإلى المدينة وغير ذلك؟ إلا ذلك فلهذا الرسول عليه الصلاة السلام لما جاء إلى المدينة جاهد اليهود وأخرجهم من المدينة ومن حولها ولم يكن النصارى آنذاك يتعاونون مع اليهود وهكذا في عهد الصحابة لما قام الجهاد في سبيل الله وقضي على دولة الروم النصرانية لم يكن اليهود آنذاك يتعاونون مع النصارى لكن الله عليم فقد علم أنه سيأتي وقت يتفق فيه اليهود مع النصارى ويتحدون و يتعاونون ضد الإسلام وضد المسلمين وأعظم من ذلك ما جرى في عصرنا هذا من اتفاق اليهود والنصارى على ضرب المسلمين والقضاء عليهم بما لا يتصوره عقل ولا يدركه أحد
لهذا أيها الإخوة رأيت أن أذكر ما قام به اليهود والنصارى من الجهة العسكرية فقط و إلا فما يقوم به اليهود والنصارى ضد المسلمين في مجالات أخر فذلك أمر لا يتسعه كتاب، أيها المسلمون لا يخفى عليكم أن النصارى استمروا يحاربون اليهود و يشردونهم في شتى بقاع الأرض إلى أيام قريبة فقد كانت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكذا بريطانيا وغيرها من الدول النصرانية مثل هنغاريا وبلجيكا وهولندا وسلوفاكيا والنمسا وأسبانيا وليتوانيا والبرتغال لا ترى لليهود إلا الإبادة و التشريد والتنكيل فكيف صاروا متفقين؟
ملحق #1 18/01/2012 2:08:57 م
كانت الفرق النصرانية ترجع إلى فرقتين كبيرتين وهما الكاثوليك والأرثوذكس فقط فأنشأت فرقة ثالثة تسمى البروتستانت هذه الفرقة نشأت في أوروبا على أيدي اليهود بطريقة سرية وتبنتها الديانة اليهودية ثم لما حصلت حروب طاحنة بين هذه الفرقة و بين الكاثوليك و الأرثوذكس من النصارى هاجرت إلى أمريكا في مطلع القرن السابع عشر وفي أمريكا تبحبحت هذه الفرقة وصارت أقوى الفرق النصرانية بل صارت تناوئ الدول بما في ذلك الأوروبية النصرانية وأظهرت هذه الفرقة ولاءها الكامل لليهود وعملها بكتاب التلمود اليهودي شرح للتوراة وهو تحريف وتبديل لها وفيه الافتراء على الله وعلى أنبيائه ورسله فصارت هذه الفرقة ربيبة لليهود ثم بعد ذلك أدخل اليهود مجموعة في الكاثوليك وكذلك في الأرثوذكس وجعلوهم يدعون النصرانية وما أرادوا إلا أن يكتسبوا تلك الفرقتين إلى صفهم
فاستجاب لهم من استجاب ومن هنا صارت الفرقة القوية والمهيمنة عالمياً هي البروستانت ثم مؤخراً استطاع اليهود أن يتحصلوا على وثيقة اتفاق عن طريق البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان، وبهذه الوثيقة قامت القيادة الدينية الكاثوليكية بتبرئة اليهود من جرائمهم ضد المسيح وضد مريم عليهما السلام، وهذه البراءة لليهود من قبل قيادة النصارى تصادر عقيدة النصارى التي صاروا عليها مئات السنين. ومن هنا اجتمع اليهود مع النصارى في محاربة الإسلام والمسلمين, فاتفقت كلمتهم على أن يبدؤوا بالقضاء على الدولة العثمانية لأن الدولة العثمانية هي الخطر الكبير أمامهم الذي يحول بينهم وبين الوصول إلى العرب وإلى مهبط الوحيين فقام اليهود والنصارى وأسسوا الجمعيات السرية اليهودية والنصرانية وأسسوا الأحزاب العلمانية والقومية داخل الدولة العثمانية وقاموا بدعمها وتمويلها والدفاع عنها بتنفيذها حتى وصلوا إلى القضاء على الدولة العثمانية الدولة المسلمة، وكانت الدولة العثمانية في أيام قوتها تحكم أوروبا الشرقية حكما مباشرا وأما باقي دول أوروبا الغربية فكانت ترتعد خوفاً منها ولكن في آخر أمرها حصل لها ضعف بسبب زيادة الانحراف في هذه الدولة فسلط الله عليها اليهود والنصارى، فلما قضى اليهود والنصارى على الدولة العثمانية العظمى التي كانت قوة رهيبة وسدا منيعا إمام الطغيان اليهودي والطغيان النصراني سارعت الدول الكافرة إلى تقسيم العربي خصوصاً والقضاء على العرب لأن العرب هم منبع الإسلام وقوته، وعز الإسلام عز العرب، فإذا استذلوا وأهينوا وحُطموا فلا إسلام بعد ذلك فقامت ايطاليا واستعبدت ليبيا وقامت فرنسا واستعبدت الجزائر والمغرب وتونس وسوريا ولبنان وقامت بريطانيا واستعبدت مصر والسودان والعراق وجنوب اليمن وكذلك أيضا دول الخليج باستثناء السعودية، وقام اليهود بمساعدة الدول الأوروبية وعلى وجه الخصوص بريطانيا وأمريكا واستولوا على فلسطين ولما تمكن اليهود من البقاء في فلسطين أقاموا المذابح والمجازر العامة والخاصة حتى سيطرت الدولة اليهودية على المنطقة وأقاموا لهم دولة في قلب الوطن العربي. فهل انتهى الشر العسكري هاهنا؟ لا ما قد ظهر من الجمل إلا رأسه كما يقال وبعد أن تمكنت هذه الدول الأوروبية وأمريكا ومن إليها من المسلمين نشروا أفكارهم وعقائدهم ومبادئهم
المصدر: مجالسنا
نشرت فى 16 إبريل 2013
بواسطة islammy7
إسلامي
ابحث
عدد زيارات الموقع
179,977