النسخة الذهبية الخامسة التي جاءت بها صور القرآن الكريم على الأرض
يحيى أبوسالم
صادرت دائرة التنمية الاقتصادية بأم القيوين مؤخراً، ألعاباً إلكترونية تسيء إلى القرآن الكريم، تم ضبطها في بعض محال بيع الألعاب الإلكترونية في الإمارة. وتزامنت هذه الحملة التفتيشية مع طرح شركة إنتاج وتطوير ونشر ألعاب الفيديو اليابانية العالمية الشهيرة «كابكوم» للنسخة السادسة من لعبتها الشهيرة «Resident Evil»، وعلى كافة منصات تشغيل الألعاب المختلفة، بما في ذلك الكمبيوترات الشخصية، وهي التي أساءت في نسختها السابقة للقرآن الكريم، غير أنه وحتى اللحظة لم ترد أي ملاحظات حول النسخة الجديدة التي يبدو أنها خلت من مشاهد تسيء إلى الذكر الحكيم.
مسلسل ألعاب الفيديو المسيئة للعرب والمسلمين وبعض عاداتهم وتقاليدهم، ليس جديدا في عالم ألعاب الفيديو الإلكترونية، حيث إن الكثير من ألعاب الفيديو المنتجة من شركات أميركية وأوروبية ويابانية، قامت ولفترة زمنية طويلة بطرح نسخ محددة من هذه الألعاب التي إما أن تصور العرب بصورة همجية أو رجعية، أو أن تأتي مراحل اللعبة كاملة في داخل حدود دولة عربية محددة، أو إحدى مدنها أو غير ذلك. والشيء الجديد الذي بات يظهر مؤخرا في هذه الألعاب التي قد يصعب مراقبتها بصورة كاملة أو معرفة ما تحتويه من مواد، هو إساءة بعض شركات إنتاجها إلى الإسلام، أو القرآن الكريم، أو بعض رموزه المختلفة. مثل الذي جاءت به النسخة الذهبية الخامسة من لعبة «Resident Evil»، التي احتفلت مؤخراً الشركة اليابانية كابكوم المطورة للعبة بإطلاق نسختها السادسة والجديدة كلياً.
نسخة جديدة
مؤخرا قام المطور الياباني العريق كابكوم، وهو المطور والمنتج للعبة «Resident Evil» بكافة أجزائها السابقة، بما فيها الجزء الذهبي والخامس، والذي وردت صور القرآن الكريم في إحدى مراحل هذه النسخة على الأرض، بإطلاق النسخة السادسة من سلسلة لعبة الرعب الشهيرة هذه، والتي تعتبر من أهم ألعاب الفيديو التي انطلقت مع النسخ الأولى لمنصات تشغيل ألعاب الفيديو المختلفة والأولى من سنوات طويلة.
ورغم مرور أكثر من 3 أسابيع على طرح النسخة السادسة من لعبة «Resident Evil» في الأسواق العالمية والأسواق المحلية والعديد من أسواق المنطقة، ورغم ممارسة العديد من عشاق ألعاب الفيديو خصوصاً عشاق هذه اللعبة بنسخها المختلفة إلى هذا الجزء الأخير، إلا أنه لم ترد أي ملاحظة من أي جهة أو لاعبين تشير إلى إساءة هذا الجزء إلى القرآن أو الإسلام بصورة أو بأخرى، كما جاء بالنسخة الذهبية من الجزء الخامس من هذه اللعبة.
وكانت نسخة لعبة «Resident Evil» الذهبية والحصرية الخامسة، التي قامت الشركة اليابانية بطرحها في الأسواق المحلية والعالمية في مثل هذه الأوقات تقريباً عام 2010، جاءت بما لم تسبقه به قبلها من الكثير من ألعاب الفيديو التي تنتجها وتطورها مختلف شركات أنتاج وتطوير ألعاب الفيديو. حيث احتوت إحدى مراحلها على صور للقرآن الكريم ملقاة على الأرض، إلى جانب بعض الصور التي تشير إلى صفحات ممزقة من القرآن الكريم.
ولم تنتبه إلى ذلك الكثير من المؤسسات الرقابية وهيئات المحاسبة والمتابعة والمؤسسات الإعلامية في الكثير من الدول العربية والإسلامية، والتي يجب أن تخضع كافة المواد الإلكترونية الواردة إلى دولها إلى رقابة صارمة وقوية، لتجنب مثل هذه الأمور المسيئة للقرآن الكريم أو الإسلام.
دبي في قلب اللعبة
لعل الإساءة إلى القران الكريم أو الإسلام ليست هي الطريقة الوحيدة التي تأتي بها بعض شركات إنتاج ألعاب الفيديو للإساءة للعرب والمسلمين بطريقة غير مباشرة، من خلال ما تزود به بعض نسخ ألعابها وخصوصاً الشهيرة منها، التي يمارسها ويعشقها الملايين حول العالم. حيث إن هناك أساليب جديدة جاءت بها بعض شركات ألعاب الفيديو للإساءة للعرب والمسلمين، إنما هذه المرة بصورة مباشرة وواضحة من خلال ما تقدمه في ألعاب الفيديو التي تطرحها، مثل الذي قدمته شركة 2K الأميركية العالمية، المتخصصة في إنتاج ألعاب الفيديو الحربية والقتالية، في لعبتها «Spec Ops: The Line»، والتي طرحتها منتصف العام الماضي.
حيث إن هذه اللعبة التي توافرت في الأسواق المحلية المخصصة لبيع ألعاب الفيديو، ورغم حظر موقعها الإلكتروني من قبل مزود الخدمة في الإمارات، مثلت النوع الثاني من الألعاب التي تسيء وبشكل مباشر للعرب ودولهم، حيث جاءت هذه اللعبة الحربية وبكافة مراحلها في مدينة دبي، ليكتشف اللاعب أنه بوسط مدينة دبي بشوارعها ومبانيها، المدمرة بالكامل والمحتلة من قبل بعض الجماعات الخارجية، في محاولة منه لمقاومة الاحتلال والخروج بسلام مع مجموعة من الرفاق من هذه المدينة.
والواقع، أن هناك العديد من ألعاب الفيديو التي تسيء بشكل مباشر على العرب والمسلمين والإسلام ورموزه، لم نسمع عنها ولم نرها مطلقاً، وذلك لحرص الجهات الرقابية ودورها الكبير والنشيط والفعال في عدم إدخال مثل هذه الألعاب التي تلمح وبشكل مباشر وواضح للإساءة إلى الإسلام أو العرب، وذلك إما من خلال العنوان والكتابة التي يحتويها غلاف اللعبة، أو الصور المرسومة عليه.
الدور الرقابي
ولكن ماذا عن الألعاب التي قد لا تشير لا من بعيد ولا من قريب إلى أنها تسيء للإسلام والقرآن الكريم؟ مثل لعبة «Resident Evil» بنسختها الخامسة الذهبية، التي أظهرت صور القرآن الكريم وصفحاته على الأرض في إحدى مراحلها، وماذا عن الألعاب التي تسيء إلى الدول والمدن العربية؟ مثل لعبة «Spec Ops: The Line» التي أساءت بشكل واضح إلى دبي، وأقحمتها في حروب وهمية ودمار شامل على بنيتها التحتية وشوارعها ومبانيها المختلفة.
وهنا تبرز أهمية الدور الرقابي على محتوى الألعاب الإلكترونية التي تدخل الدولة بالمئات يومياً، ومن شركات إنتاج عالمية معروفة أو غير معروفة، ولعل الحل الأمثل هو مراقبة منتجات الشركات العالمية التي لها تجارب سيئة وسابقة من خلال ألعابها مع الإسلام والدول العربية، مثل شركتي «كابكوم اليابانية» و«2k الأميركية».
البيع في الظل
لعل الطريقة الأمثل والأسهل والمتعارف عليها بشكل كبير لدى الكثيرين من عشاق ألعاب الفيديو، هو الحصول على هذه الأخيرة فور طرحها رسمياً في الأسواق، عبر المراكز التجارية والمحال الإلكترونية الرسمية المتخصصة في أمور التكنولوجيا المختلفة، والتي سيجد بها المستخدم ما يبحث عنه من ألعاب تم إدخالها للدولة عبر قنوات رسمية، وتم إخضاعها لقدر كاف من الرقابة على المحتوى والمواد والصور التي تحتويها.
وهو الأمر الذي من المؤكد أنه لن يعجب الكثيرين من عشاق ألعاب الفيديو هذه، والراغبين في الحصول على نسخ كاملة من ألعابهم غير مقطعة وغير موجهة من قبل المنتجين والمطورين لها، لسوق الشرق الأوسط أو المنطقة. فيكون الحل بالنسبة لمثل هؤلاء إما شراء نسخهم الخاصة والكاملة وغير المقطعة من هذه الألعاب «والتي قد تكون ممنوعة في بعض الدول»، عبر الإنترنت، ومن خلال المتاجر الإلكترونية المختلفة. أو عبر بعض المحال التي تبيع مثل هذه الألعاب في الظل بعيداً عن أعين الأجهزة الرقابية، لتبيع مثل هذه الألعاب التي لا تناسب بعض الفئات العمرية، أو تحتوي على مواد خادشة أو مسيئة للعرب أو الإسلام، مقابل ضعف ثمن النسخ المقطعة والمراقبة