بسم الله الرحمن الرحيم 

يقول الله تعالى : " يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس

الله إن جاءنا "...

دعوة رفيقة وحانية من مُؤمن آل فرعون ــ وقد كان يكتم إيمانه ــ لفرعون وملإه من 

القوم الفاسدين المُفسدين ...

دعوة رحيمة شفيقة من رجل ذاق حلاوة الإيمان وتنسم نسائم اليقين وأخذ على نفسه 

عهدا على أن يجهر بالحق في وجه أعتى العُتاة في زمانه وأكبر الطغاة والمعروف تاريخيا 

باسم :" فرعون "...

دعوة صادقة من رجل صادق قابلها فرعون بغطرسته وأنانيته وجبروته وتكبره وتألهه 

على الله تعالى ، قال :" ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد "...

هذا هو منطق التسلط والتجبر ومنطق تزييف الحقائق وتغييرها ، فالحق المطلق والكلام 

الذي لا يُناقش هو كلام فرعون وما عداه فهو باطل ويجب مُحاصرته والقضاء عليه ...

" وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ، مثل دأب قوم نوح وعاد 

وثمود والذين من بعدهم ، وما الله يريد ظلما للعباد "...

هكذا يستمر مؤمن آل فرعون في أداء رسالته وتبليغه لدعوته من داخل قصر فرعون 

ويُذكرهم بمن سبقهم من الأمم المتجبرة المتغطرسة والتي أهلكها الله تعالى بقول:" 

كن فيكون "، كما يُذكرهم بالمعاد وبالآخرة :" وياقوم إني أخاف عليكم يوم التناد "...

يستمر الرجل الصالح في دعوته ويستمر فرعون في غيه وتجبره فيقول :" وقال فرعون 

يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب ، أسباب السماوات والأرض فأطلع إلى إله 

موسى وإني لأظنه كاذبا "...

ويُصر مؤمن آل فرعون الناصح الأمين :" يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد ، يا قوم إنما 

هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار "

ويكشف الله لنا في سورة غافر معدن هذا الرجل ــ الناصح الشفوق ــ وعن لُب دعوته 

وأسها ولُبها :" يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار ، تدعونني لأكفر بالله 

وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار " .

دعوة إلى الله تعالى بالرحمة والرفق ، وتذكير بالآخرة مستمر ودون انقطاع ، وحرص 

على هداية الناس والنُصح لهم ...

ولما ابى فرعون ان يقبل النصيحة وطغى وتجبر وتأله ، قال مؤمن آل فرعون يختم 

نصيحته :" فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد " غافر 44

ولا تنسونا أيها الكرام من صالح دعائكم