جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
محمد الزعبي
|
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
(1)
كانت المؤامرة التي تحاك لمسلمي سوريا ما قبل الثورة قد قاربت من بلوغ مبتغاها وكان المكر الذي يحاك لهم بالليل و النهار قد قارب أن يؤتي أكله و قد بدأت تظهر بوادر النجاح للمخططات المرسومة في تشييع مسلمي سوريا تارةٍ و في إبعادهم عن دينهم تارةٍ أخرى بسن تشريعات تضيق على المسلمين في دينهم و عباداتهم في دولة يحكمها نصيريون مشهورة بعدائها السافر للإسلام الحق و اضطهادها للمسلمين حتى قدر الله للمسلمين في الشام أمر رشدٍ وفجر ثورةً نسفت جميع تلك المخططات و أزالتها من الوجود. و لن أكون مبالغاً إذا أخبرتكم عن مقدار التشريعات التي صدرت و التي كانت قيد الصدور والتي كان هدفها الأول و الأخير تشييع طائفة من المسلمين و تكفير طائفة أخرىمنهم قد لا تتشيع. و في هذه السطور القليلات سأحدثكم عن بعض القوانين التي رصدتها و عن بعض الظواهر التي انتشرت في ربوع الشام المباركة في الأشهر القليلة ما قبل الثورة
فعلى صعيد التشيع دفعت الأموال الطائلة و سنت القوانين الجائرة لتسهيل عمل الشيعة في شام معاوية رضي الله عنه ففي جامعة دمشق سن قانون لتدريس ما يسمى بالمذهب الجعفري كما قامت المخابرات النصيرية بفصل عدد من أساتذة جامعة دمشق في قسم الشريعة وكان منهم عماد الدين رشيد بسبب انتقادهم لتغلغل التشيع و التصوف بشكل كبير في الكلية و بمباركة من علقمي سوريا البوطي و عميد الكلية الحلبي عكام كما قامت العصابة النصيرية بمنح الرافضة مسجد رقية في وسط دمشق مع أنه وقف سني لا بل أصبحت رؤية أحبار الرافضة في شوارع سوريا و حواريها أمراً مألوفاً جداً وبدأت تظهر للعلن طائفة من الشباب المتشيع تقدح في عرض أمهات المؤمنين و ثوابت الدين الإسلامي و بمباركة من المخابرات النصيرية مع ما كان يلاقيه الشباب المسلم الذي يحاول تعرية اولئك الناس و الذب عن الإسلام من سجن وتعذيب و قتل وتشريد و لدي من الأمثلة على ذلك ما أملأ بهِ كتباً بكاملها كما قامت العصابة النصيرية و بمساعدة مجوس إيران بإحياء بعض الأسر الشيعية التي كانت قد هاجرت من لبنان منذ زمن ٍ طويل و استقرت في حوران و كون درعا محافظة مسلمة بالكامل ذابت هذه العائلات في ذلك المحيط المسلم و أصبحت تصلي كالمسلمين وتتزوج منهم و لكن في الفترة التي سبقت الثورة قامت إيران المجوس ببعث بعض أحبار الدين الرافضي إلى تلك العائلات لتحيي فيهم الرفض و تجعلهم قواعد لتنطلق من خلالهم للتوغل في أرض حوران ابن القيم ولعل عائلة الشكر في بلدة غباغب تعد مثالاً صارخاً للتدليل على ما أقول
أما القوانين العلمانية التي صدرت و كانت معدة للصدور و التي كان هدفها تكفير المسلمين بدينهم فهي كثيرة أذكر منها 1- قانون إعادة افتتاح كازينو دمشق والذي يعد أكبر وكر للعب البوكر و القمار في المنطقة العربية .
2- صدور قانون يقلل من المسافة الفاصلة بين حوانيت و بارات الخمور و المساجد من 200م إلى7 5م .
3- قانون يجرم إظهار أي رمز ديني على السيارات طبعاً يستثنى منه سيف النصيرية وشعارات الرافضة.
4- قانون يمنع إقامة موائد الإفطار الجماعي في رمضان.
5- قانون يمنع إقامة الصلوات في المصانع الخاصة و مؤسسات الدولة.
6- قانون يمنع أئمة المساجد الجمع بين عملهم في المسجد و عملهم في الجمعيات الخيرية.
7- قانون يمنع توظيف الملتحين في وظائف الدولة و هذا ما حدث مع أصحابي الذين منعوا بسبب لحاهم القصيرة حتى من التقدم لمسابقة وزارات الكهرباء و التعليم و الخارجية.
8- قانون فصل المدرسات المنتقبات و المدرسين الملتحين و نقلهم إلى وظائف خدمية كالصرف الصحي مثلاً.
9- قانون يدعم المؤسسات الصوفية و طرقها بالمال و الاعتراف بمعاهدها رسمياً
وغيرها من القوانين التي صدرت بعناية فائقة وبتخطيط يهودي لمحو ما تبقى من إسلام في نفوس أهل الشام لكنهم أرادوا شيئاً و أراد الله شيئاً أخر وهبت رياح الإسلام لتقتلع أشواك الكفر من جذورها و لتعيد الإسلام الحق إلى ربوع الشام مجدداً بإذن اله تعالى.
(2)
تعذيب أطفال درعا, قلع أظافرهم, الرد القبيح لعاطف نجيب على أهالي درعا, قتل المتظاهرين في أول مظاهرة خرجت بدرعا بتاريخ 18/3/2011م جميعها ردود على الشعب أتت عن سابق إصرار و ترصد كما أنها لم تكن مستهجنة على الذين خبروا حكم العصابة النصيرية بشكل عام و العارف بتفاصيل المرحلة التي سبقت تفجر الثورة السورية بشكل خاص أما عن حكم العصابة النصيرية فبعد اغتصاب للسلطة دام أربعين سنة مجدبة في كل شيء ظن هؤلاء الصعاليك أن الشعب قد دجن بالكلية و قد ماتت فيه أي روح للتمرد و التحرر من ربقة حكمهم مما دفعهم للاستخفاف بالشعب السوري و اعتباره غير موجودٍ في أي قرار أو قانون يصدر
لكن كل هذا لم يمنع العصابة النصيرية من أخذ أقصى درجات الحيطة و الحذر من أي حركة قد يقوم بها الشعب هدفها التململ من حكمهم و المطالبة بحقوقهم و خصوصاً في المرحلة التي سبقت قيام الثورة حيث كانت الأخبار تترى عن اندلاع ثورات الشعوب في تونس و مصر و ليبيا و اليمن والهروب المخزي لبن علي و إقصاء مبارك بأمر من أمريكا كل هذا جعل العصابة النصيرية تضع في حسبانها احتمال قيام أي حركة طائشة تعكر صفوهم وتعرقل مخططاتهم الماكرة و لو كان هذا الأمر يعتبر من باب المستحيل بالنسبة إليهم فاجتمع القوم في تلكم الأيام و خططوا و قرروا ماهية الإجراءات و التدابير الواجب اتخاذها في حال مفاجئتهم بأي ردة فعل قد تبدو من الشعب واعتمدت خطتهم على مبدأ الضربة الإستباقة للشعب قبل أن يثوروا وتوجيه الضربة القاصمة له بعد الثوران هذا إن ثاروا بإعتقادهم أما الضربة الإستباقية فكانت تتضمن عدة خطوات منها
1- شن حملة إعلامية تشهر بمحمد حسني مبارك و تظهر خياناته للأمة و أنه السبب الوحيد في وجود اسرائيل و أن شعب مصر ما خرج على حاكمه إلا لخيانته و إقراره لإتفاقية كامب ديفيد متناسين أن مبارك كان حليف العصابة النصيرية السابق أتى كل هذا لُتظهر العصابة النصيرية للعالم أن لا سبب يدعو شعب سوريا للثورة عليهم لأنهم أرباب المقاومة و الممانعة وجاء هذا جلياً في مقابلة أجريت مع بشار استبعد فيها قيام ثورة في سورية وعده من ضروب المستحيل لأن ثورات الشعوب العربية قامت فقط ضد المعتلين و المنبطحين كما زعم و الغريب في الأمر أن العصابة الأسدية قد هللت و طبلت لما يسمى بالربيع العربي قبل تفجر ثورة سورية و اعتبرته انتصاراً على الأنظمة الرجعية و نصراً للأنظمة التقدمية التي تمثلها العصابة النصيرية لتعود وتهاجمه بعد الثورة السورية
2- استنفار الأجهزة الأمنية وجيوش الفسافيس لرصد أي حركة مريبة قد تظهر من هنا او هناك فبعد سقوط مبارك بدأت الهمسات تعلو بأن أهالي المنطقة الفلانية قد صحوا ووجدوا عبارات ضد العصابة مكتوبة على جدران منطقتهم وتكرر هذا الأمر في مناطق كثيرة في الوقت الذي كانت فيه قصة أطفال درعا غير معروفة بعد فما كان إلا أن صدر أمر من رئيس العصابة بوجوب تشكيل لجان حراسة دورية للمرافق العامة تتألف من موظف في ذلك المرفق و عضو في حزب البعث و دورية من أجهزة أمن العصابة تدور على المرافق للتأكد من سير العمل بشكل صحيح ويجب على حراس المؤسسسة الحكومية سواء كانت مدرسة أو بلدية أو مصنع عام التجول حولها طوال الليل خشية أن يأتي أحدهم و يكتب عبارات مسيئة للعصابة على جدرانها
3- إعادة الفرق الحزبية للقيام بعملها السابق بعد أن سحبت منها بعض الصلاحيات كعدم توظيف أي شخص ما لم يزكيه أمين الفرقة الحزبية و تعيين المدراء دون ترشيح من الفرق و الشعب الحزبية لكن الخوف من قيام أي حركة معارضة للعصابة حتم عليهم إحياء الفرق و الشعب الحزبية والتي يعتبر أمنائها و جل أعضائها من الفاسدين و السفلة المنحطين في المجتمع و كانت هناك بعض التسريبات التي تقول بعزم العصابة تسليح أعضاء الفرق الحزبية و جعلها أماكن للتحقيق مع المعارضين
كان هذا جزءً من خطة العصابة الإستباقية لوأد أي حركة اعتراضية قد تظهر أما الضربة القاصمة فكانت تقوم على معاملة المحتجين بوحشية وقتل بعضهم وسجن أخرين ليخاف الشعب و يعود ليؤدي فروض الطاعة لهم كما لم يغب عن بال العصابة إظهار الاحتجاجات المتوقعة على أنها احتجاجات خدمية صرفة وتمت معالجتها و انتهى الأمر لكن الله كان لهم بالمرصاد فخيب أملهم وفجر ثورة الكرامة في 18/3/2011و فشل مخططاتهم و انتشرت المظاهرات المطالبة بإسقاطهم ولم يخف الشعب من قتلهم بل زاد إصراراً على المضي بثورته حتى النهاية
و كان الهدف من كتابتي هذه السطور هو تسليط الضوء على المرحلة التي سبقت تفجير ثورة الكرامة و التدليل على أنها ثورة ربانية ومعجزة ألهية أظهرها الله على يد الشعب السوري كما هدفت فيها للرد على القائلين أن العصابة النصيرية لم تعرف كيف تتعامل مع المحتجين في البداية و لو أن بشاراً اعتذر لأهل درعا لقضي الأمر و انحلت العقدة لكني أحببت أن اوضح لهم أن ما فعله بشار من تعذيب أطفال درعا و استهزائه برجالها و التعدي على نسائها و قتل المتظاهرين في أول مظاهرة و استخدام الطيران المروحي لتفريقهم لم يكن إلا أمراً قد خطط له مسبقاً لكيلا تقوم أي قائمة للشعب السوري المقهور
(و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف 21
بقلم محمد الزعبي
|
المصدر: صيد الفوائد