اليتيم الهاشمى
شمسُ الوجود وبدْرهُ ومحمَّدُ
كُلٌّ يتيمٌ في العُلا مُتفرَّدُ
ومحمدٌ قَدْ فاق كُلَّ فريدةٍ
في عِقْدِ دُرَّاتِ المآثر أفْرَدُ
كَفَلَ اليتيمَ مِنَ العبادِ خيارُهم
وكفيلك المولى فأنت السيِّدُ
والرسْلُ مِنْ قَبْل البشيرِ معارجٌ([1])
ترقى إليك فأنتَ أنتَ المقصدُ
وضياؤهم يسرى ببعض زماننا
وضياءُ أحمَدَ في الخليقةِ سرْمَدُ
إنْ غُمَّ أمْرٌّ أو تناهتْ محنةٌ
فإِمام ذكرك للحيارى المرشِدُ
مَنْ نال مِنْ روض المكارم زهرةً
فهمو الهداةُ الفائزون الرُشَّدُ
القانتون الذاكرون مليكهم
الخاشعون الراكعون السُّجَّدُ
وإِمامهم قد نال كُلَّ كرامةٍ
لا تُرتجى هو في الرياض الفرقدُ([2])
فجميع خلق الله بعْضُ كمالهِ
ومحمدٌ هو في الكمال الأوحدُ
أخلاقه نورٌ وغيثٌّ للورى
فهْو السِّراجُ وبابهُ لا يوصَدُ
لانَتْ لرحمتك الجلاميدُ([3]) التي
أكبادها صخرٌ قسا بَلْ أجْمَدُ
وبلغْتَ بالبِرَّ الذرا لا ترتقى
قَدْ نال رحمتَك القساةُ الحسَّدُ
والطوْدُ يشْهدُ صادقاً لمحمدٍ
والخلْقُ طُرّاً والملائك تشهَدُ
والله مِنْ فوق الخلائق شاهدٌ
أثنى عليك فأنت أنت محمَّدُ
ما خُيِّرَتْ نُجُمٌ ختامَ مَدارها
إلا محمدٌ الحبيبُ الأسْعدُ
اختار لقيا الله غَير مفارقٍ
فالنجْمُ باقٍ والضياء مُخلَّدُ
يا مسلمون تنسَّموا مِنْ روضهِ
فبهديه ساد الرعيل([4]) الأمجدُ
مَنْ تنجلى كُرَبُ الحياةِ بنورهِ
وبذكرهِ ترضى القلوبُ وتسْعدُ
مَنْ خُصَّ بالحوض المقدَّس ماؤه
عذبٌ فراتٌُ([5]) ريُّهُ لا ينفدُ
مَنْ يرتقى درْب الشفاعَةِ والكرا
مةِ عندما يأبى العِظام الشُّهَّدُ
مَنْ يُصْطَفى بلواءِ حمدِ الله مَنْ
يُرجى لكل كرامةٍ ؟ هُوَ أَحمدُ
فهو اليتيمُ فلا تُطالُ لَهُ ذراً
أنَّى تُطالُ وقد حباهُ الأوحدُ
([1]) المعارِجُ: المصاعِدُ. والمقصود هنا: أَنَّ الرسلَ أتَوْا بدرجات من الهدى تعتبر خطوات نحو كتاب الهداية الكامل الذى أتى به محمدٌ صلى الله عليه وسلم.
([2]) الفَرْقَدْ: نَجْمٌ قريبٌ من القطب الشمالى ثابت الموقع تقريبا، ولذا يهتدى به وهو المسمَّى (النجم القطبى).
([3]) الجلاميد جمع "الجَلْمَدُ" وهو: الصخر و … الرَّجل الشديد.
([4]) الرَّعيلُ: الجماعة من الرجال التى تتقدم غيرها، ويقال: فلان من الرعيل الأول أى من السابقين.
ساحة النقاش