لم تستطع سعاد ان تخبىء خوفها الشديد من اختلاط ابنها البكر علي مع اولاد الجيران الجدد حيث انتقلت مؤخرا في بيت اكملت بناءه حديثا مع اسرتها الصغيرة المؤلفة من ثلاثة ابناء لاسيما وانها تعمل موظفة ودوامها ومسؤوليات المنزل ياخذ من وقتها الكثير لذا لم يتسن لها بعد التعرف على نوعية الاسر التي تسكن بالقرب منها.خياراتتؤكد سعاد شاكر انها مجازفة كبيرة ان تعلم ابنها على اساسيات وقواعد ثابتة وتاتي الصداقات تهدر ذلك التعب ولذا تخشى عليه خصوصا وقد بدا يكبر ودخل المدرسة فاصبحت امامه خيارات كثيرة من الاصدقاء فتحاول ان تربيه وفق مبادىء وقيم غرستها فيه التنشئة كما ان الصديق مراة لصديقه وتضيف: الولد يخاف عليه اكثر من البنت لانه يحب الخروج كثيرا من البيت اما البنت فصديقاتها محدودات وهي اقرب الى الام واسرارها تضعها في حضن والدتها دوما. البيئة المناسبةفي حين يعاني ليث سعدون (موظف) صعوبة في توجيه ابنائه نحو الالتزام باصدقاء امثالهم ومشابهين لهم في الاخلاق وسط حكايات مختلفة من الحوادث التي نسمع بها ويشير الى ان الاطفال في مرحلة عمرية يصعب عليهم التمييز بين الصح والخطا ويمكن التاثير في سلوكهم سريعا ولذا لابد من مراقبة ومتابعة مع من يختلطون لان بالمقابل هناك اطفالاً يمتازون باتباعهم سلوكيات مشينة وسيئة اما ورثوها عن اهاليهم او لربما لم تتوفر لديهم البيئة المناسبة التي تخلق منهم اصحاء نفسيا وانسانيا. العطلة الصيفيةبينما لمحمود جبار (اعمال حرة) راي اخر موضحا يفترض ان يترك الطفل ليتعلم من اخطائه وان يميز بين المسيء والجيد والكاذب والصادق لانه اذا احاط برعاية مبالغ بها سوف لايرى العالم على حقيقته ونحن خرجنا للحياة صادفنا فيها كل انواع البشر من الصغر للكبر واكتشفنا المعادن النادرة منها وبعكسها صدمتنا اخرى صدئة من خلال التجارب والعشرة ولذا لم يثره كثيرا موضوع رفاق اولاده حد القلق وافتعال الازمات جراء ذلك وتفضل زينب جواد وهي ربة بيت ان يجد اولادها اقرانا لهم داخل حدود المدرسة اومحيط الجيران والاقارب لانها تبعث على الاطمئنان وهي المحبذة لدى اغلب العوائل العراقية، لذا فهي لاتشجع عمله بالعطلة الصيفية حتى لايكون عرضة للمخاطر عندما يلتقي باولاد ماواهم الشارع تربوا فيه واكتسبوا منه السلوكيات السلبية رغم حاجتها الملحة للمادة والوضع الاقتصادي المتردي الذي تعاني منه. اثار وخيمةتجد شيماء حنون (موظفة) ان الاسر الكبيرة لايمكنها ان تسيطر على ابنائها احيانا في عملية انتقاء علاقاتهم كما ان مسؤولية الاب او الام اتسعت مؤخرا بعد التطور الحاصل بوسائل الاعلام والاتصال ونشوء عوامل اخرى عديدة تركت بصمتها في المجتمع بكل شرائحه ومنها الاطفال فلذا ينبغي ان تتم المتابعة بطريقة ذكية من دون الضغط عليهم ومشاركتهم وتقديم النصح لهم في اختيار اصدقائهم لان الانشغال عنهم يترك اثارا ونتائج وخيمة يمكن تفاديها منذ البداية. المرشد التربويمن جهتها تشدد المعلمة سناء خالد على الدور التربوي الكبير الذي ينبغي ان تؤديه كل معلمة ومعلم إذ يقع على عاتقها ابراز الصفات المشتركة لدى مدارس البنات او مدارس البنين وجمعهم معا والسعي للتقارب بينهم وتحسين سلوك العدوانية او الخاطئة من غيرة او سرقة او عدم النظافة فهم يعكسون التربية التي يتلقونها بمنازلهم وحجم الثقافة التي تتمتع بها اسرهم كما المرشد التربوي له مكانته ويجب ان يكون حاضرا في هذا الموضوع.ذكرياتيرى الباحث التربوي والنفسي الدكتور عبد الكريم محسن في الكلية التربوية المفتوحة اثر صداقة الطفولة على الانسان عندما يكبر عميقاً جدا لانها عبارة عن علاقات بريئة خالصة لاتقوم على المصالح وليس فيها أي اهداف ويتحدد الغرض منها بالاستمتاع بالوقت من خلال اللعب فقط كما انها فترة طعم حلاوتها لايضيع مهما مرت عليها الازمان وتبقى ذكريات جميلة لاسيما وانها تاتي في مرحلة خالية من المسؤوليات فالطفل غالبا ماتلبى كل احتياجاته حتى المحروم منهم تنطبق عليه تلك القاعدة واروع صداقة تلك التي تبدا من الطفولة وتمتد حتى الكهولة فهي تدل على التواصل بالنقاء والصدق بمنأى عن أي مصلحة او انانية. ظواهر جديدةويعلل محسن ان ظروف الحياة الان تحولت وهذا امر لابد من الاعتراف به اذ لم يبقى الزمن أمناً كالماضي والمجتمع طغت عليه ظواهر جديدة طارئة ولم يعد بالامكان معرفة دوافع الصداقات بسهولة حتى ان الطفل لم يعد كالسابق فهو يحمل عقلية رجل كبير ساعدته في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من معالم الانفتاح فقد اضحى من اليسر ان يحصل على المعلومات من كل الجوانب دون دراية اوخبرة وينتقد البعض من الاباء والامهات الذين يتصرفون بعنف عندما يمسكون احد ابنائهم وهو يرتكب خطأ التعرف على صديق غير مناسب له فيعرضونه للاهانة والتهديد مضيفا : يستحسن معالجة تلك الامور بحكمة وبحذر وهذا لايعني ان نتجاوز الرقابة الشديدة بل من الضروري ان نتبعها لكن باسلوب متحضر. رفقة سليمةويختتم الدكتور عبد الكريم محسن معتقدا ان الصغار تغيروا اصلا بسبب تغير طريقة لعبهم والعابهم فقد كان اللعب سابقا جماعياً الان اصبح الطفل يلعب لوحده حتى ماعاد يحتاج الى صديق يشاركه فيه كما ان العامل الامني نجم عنه انتشار حالات وازعاجات كثيرة وحديثة بالواقع العراقي دفعت بالناس الى فرض قيود على حركة اولادهم ومن ناحية اخرى جعلت القيم تقل وتضمحل والاتجاهات تختلف بين فئاته فضلا عن ان الاجيال الجديدة نشات باجواء مشحونة بالتوتر والخوف ولذا ينبغي عدم التخلي عنهم واعانتهم في العيش وسط رفقة صحية سليمة. عواطف مدلول |