جريدة اليوم السابع
كتبت/ فاطمة خليل
الأحد، 22 أبريل 2012 - 16:26
11 مليون من متحدى الإعاقة فى مصر لا أحد يسمع صوتهم ولا يجدون من يمثلهم على الساحة السياسية، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية وبدء الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة تجلت أصوات البعض فى المناداة بحقوقهم وتجاهلهم البعض، ولكن لا أحد يعلم هل سينفذ المرشحين برامجهم ووعودهم لذوى القدرات الخاصة.
لا نريد أن نسميهم معاقين، فهم متحدون لإعاقتهم ومثابرون يصلون لما يريدون بإصرارهم ونتعلم منهم، ولكن أغلبهم مهمشون متجاهلون لا أحد يهتم بمشاكلهم وقضاياهم، خاصة فى ظل الظروف الحالية للبلد.
"اليوم السابع" التقت بعدد من متحدى الإعاقة ليطرحوا وجهة نظرهم فى برامج المرشحين للرئاسة وتناول هؤلاء المرشحين لقضاياهم، والتقينا أيضاً بعدد من منظمى الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة لنطرح وجهتى النظر.
السباعى بهى الدين السباعى، مؤسس حزب الأمل الديمقراطى لمتحدى الإعاقة، قال، لـ"اليوم السابع"، إن برامج مرشحى الرئاسة لازالت تتجاهلنا وتهمشنا ولا تهتم بقضايانا، مشيراً إلى أن هناك عدد كبير من المرشحين تحدثوا عن قضايانا فى برامجهم ولكن كل هذه البرامج مجرد وعود وكلام فى الهواء لا يتم تطبيقه.
وأوضح أن عبد المنعم أبو الفتوح قد تحدث ودافع عن قضايانا، وعمرو موسى قال إنه سيؤسس مجلسا أعلى للمعاقين، مشيراً إلى أن" كل هذا الكلام مجرد دعاية إعلامية للمرشحين على قفا المعاقين".
وأشار إلى مشاركته فى مؤتمر لوزارة الاتصالات لتمكين المعاقين، مضيفاً أن الوزارة قد وعدتهم بأشياء كثيرة ولكن لم يتم تنفيذ شيئاً منها، وأن هذا الحال أيضاً لن يختلف كثيراً بالنسبة لمرشحى الرئاسة، الذين يهمهم فقط أن تزيد الأصوات والتوكيلات لهم.
وأكد أنه يسعى حالياً لتأسيس حزب الأمل الديمقراطى لمتحدى الإعاقة، حتى يتمكن المعاقون من إختيار مرشح للرئاسة من بينهم، مضيفاً أن سبب تأسيسه لهذا الحزب أنه وجد أن كل الأحزاب على الساحة تتجاهل قضاياهم وتتاجر بهم.
وأضاف أن عدد المشاركين معه فى الحزب حوالى ألفى شخص من محافظات مختلفة منها: القاهرة، الأقصر، الإسكندرية، الجيزة.
ومن جانبه قال محمد مختار، الناشط الحقوقى ورئيس شبكة معلومات ذوى الإعاقة، أنه شارك فى اجتماعات مع عدد من مرشحى الرئاسة منهم: أبو الفتوح، بثينة كامل، عمرو موسى، مشيراً إلى أنهم لايضعون أهداف واضحة وحددة بالنسبة لقضايا ذوى الإعاقة فى برامجهم.
وأوضح أن معظم البرامج تتجاهل وتهمش متحدى الإعاقة ولا تهتم بهم، مضيفاً أن كل ما يتناوله المرشحين عنهم هو مجرد بروباجندا إعلامية لزيادة عدد الأصوات المؤيدة لكل مرشح، وانتقد تجاهل لجنة تأسيس الدستور للمعاقين، وقال: "ماذا يعنى اختيار شعراء وفنانين لوضع دستور مصر وتجاهل فئة تمثل ثلث سكان مصر.. ده منتهى الاستهبال لما أجيب فاروق جويدة وإيمان البحر درويش هعمل كليب مش هحط حقوق وواجبات 85 مليون انسان".
وأكد الدكتور نبيل هاشم، رئيس اللجنة العليا لذوى الاحتياجات الخاصة والمتحدث الرسمى باسم المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، أن لهم مطالب خاصة من مرشحى الرئاسة، مضيفًا أن هذه المطالب بعيدة كل البعد عن المطالب المادية، ولكنهم يريدون معاملتهم مثل الأشخاص الطبيعيين فى توفير الوظائف والاعتماد عليهم والاستفادة منهم، حيث إنهم يمثلون 10% من الشعب المصرى.
وأشار "هاشم" إلى أنهم لا يريدون "شهرية" ترسل لهم بحجة أنهم عاجزون عن تدبير المال أو العمل، بل على العكس يريدون من يساعدهم على تطبيق مشروعاتهم على أرض الواقع، مضيفًا أنهم يمتلكون العديد من أفكار المشاريع التى يحتاجون إلى تطبيقها، وهذا ما يطلبونه من مرشح مجلس الشعب القادم، موضحًا أن أهم مطالبهم هى النهوض الثقافى والاقتصادى والفنى والسياسى بذوى الاحتياجات الخاصة، وتلبية مطالبهم وتحويلهم لطاقة إنتاجية.
ومن ناحية آخرى طالب المعاقين بحقوقهم التى كفلها لهم القانون وبالرغم من ذلك لم يتحصلوا عليها.. دنيا عاطف، متحدية للإعاقة وحاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، قالت، لـ"اليوم السابع"، تخرجت من الكلية منذ سنتين ولكنى لم أجد فرصة عمل من نسبة ال 5% التى حددتها الدولة لنا حتى الآن، مضيفة: "كل لما أروح أسأل على شغل لا أجد.. أين حقوقنا كمعاقين فى العمل؟".
وأشارت إلى أنهم يحتاجون لتكاتف المجتمع معم، بدلاً من "مصمصة" الشفاة والشفقة عليهم، مضيفة: "أشعر بالحزن الشديد، لأنى رأيت موقف صعب لفتاة معاقة كانت تعبر الشارع فأعطاها أحد الأشخاص فى الشارع مبلغ من المال فى يديها".
وأضافت: "إحنا مش شحاتين، ولا نستحق الشفقة منكم، بل على العكس نحن نعيش فى مستويات جيدة، وأعطانا الله نعم أفضل من الأشخاص الطبيعيين".
من ناحية أخرى رصدت "اليوم السابع" برامج المرشحين للرئاسة بالنسبة لقضايا متحدى الإعاقة، التى رأها متحدو الإعاقة مجرد وعود وهمية ولن تتحقق بمجرد وصول المرشحين لكرسى الرئاسة.
الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، قد أطلق مبادرة ''الإتاحة'' لمساعدة ذوى الإعاقة السمعية بتوفير وتدريب مترجمين لهم، وقال إن هذه المبادرة لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة وليست لها علاقة بمشروعه السياسى وأنه سيستمر فى العمل بهذا المشروع سواء وصل إلى منصب رئيس الجمهورية أم لا.
ومشروع الإتاحة سيشمل مساعدة المعاقين سمعياً فى جميع الهيئات ليجدوا من يعاونهم عند صندوق الانتخابات بلغة الإشارة، وأن يشعر المجتمع بالتفاعل والتفاهم، وأن تؤهل الجامعات والمعاهد أناس للتعامل مع الصم ''أخصائيون اجتماعيون''.
وكان د. عبد المنعم أبوالفتوح قد أعلن أن مشكلة ذوى الاحتياجات الخاصة باتت تؤرق الجميع وأنه يجب أن يكون لهم ملف خاص فى برنامج كل مرشح، مطالباً بضرورة تعديل قانون نسبة تشغيل المعاقين من نسبة 5% إلى 10% حتى تتناسب مع العدد المتواجد، وهذا ليس من باب العطف بل هى حقوق يجب أن يحصلوا عليها.
وطالب أبو الفتوح بإلزام مصلحة الشهر العقارى لذوى الإعاقة من الصم والبكم، بتعيين مساعد قضائى، واصطحاب مترجمى إشارة معتمدين، لدى قيامهم بتحرير توكيلات لمرشحى الرئاس، واعتبرالأمر من قبيل تهميش فئة من فئات المجتمع.
أبو العز الحريرى قال، لـ"اليوم السابع"، إن برنامجه فى قضية ذوى الإعاقة يركز على قضاياهم ومشاكلهم، حيث أن نسبتهم 11% من الشعب المصرى، مشيراً إلى ضرورة مراعاتهم من الناحية الاجتماعية لأنهم أولى بالرعاية وكذلك رعاية ذويهم بشكل خاص لأنهم يتحملون مسئوليتهم.
وأوضح أن المجتمع لا بد أن يتعلم كيفية التعامل معهم بشكل جيد حتى يتمكنوا من النزول للعمل والحياة، مضيفاً أن الإعلام لابد أن يخصص لهم وقتاً أطول ويهتم ويركز على قضاياهم.
وأشار إلى أن المناهج التعليمية لابد أن تهتم بقضاياهم، حتى يكون هناك ثقافة ووعى لدى المجتمع، مضيفاً أنهم سوف يكون لهم الأولوية فى الالتحاق بالوظائف.
وأضاف أن برنامج حزب التكافل الشعبى الاشتراكى يكفل لهم حياة كريمة، لأنهم جزءاً من المجتمع ولا يصح أن يعانون من الفقر.
وحمدين صباحى قال فى أحد مؤتمراته الشعبية إنه سيؤسس وزارة لمتحدى الإعاقة، حيث قال: "يجب أن نقيم وزارة أو مجلس قومى لمتحدى الإعاقة وأن يكون فيه الوزير من متحدى الإعاقة".
عمرو موسى أيضاً وعد فى برنامجه بعمل وزارة أو مجلس أعلى لحقوق المعاقين، حيث اجتمع مع عدد من المعاقين واستمع إلى معاناتهم ومطالبهم، مشيراً إلى أنهم يمثلون١٠٪ من مجتمعنا، ولا يحصلون على أدنى حقوقهم القانونية والإنسانية، ومطالب ذوى الاحتياجات الخاصة من مجلس قومى يرعى شئونهم يمثل الإعاقات الثمانية، وتفعيل ثم حماية القوانين التى ترعاهم هى من ركائز برنامجى الانتخابى، ولابد من سن قوانين صارمة ضد أى ظلم أو تمييز ضدهم أيضاً.
وأكد موسى أن إنشاء مجلس قومى لرعاية حقوق المعاقين ومصابى الثورة وأسر الشهداء من أوائل القرارات التى سيسعى لتحقيقها، وأضاف، عندما يرصف طريق فى مصر أو يبنى مبنى جديد وأرى أنه لم يهيأ لذوى الاحتياجات الخاصة، أحس أن روح الثورة لم تصل بعد إلى المدى المطلوب من العدالة والمساواة لكل المصريين فى كل المجالات.