كتبت/ ميزون مصطفي -
عاني أهلها كثيرا بسبب رفض المدارس الحكومية لقبولها في المرحلة الابتدائية.. التحقت بمدرسة إنجيلية خاصة مضطرة; لتجد معاملة حسنة من الراهبات.. بعد انتهاء المرحلة الإعدادية انتقلت إلي مدارس الدعوة الإسلامية لتحفظ القرآن وتتعلم أصول الفقه والشريعة.. تختم حاليا حياتها العلمية بتسجيل رسالة الدكتوراة في السياحة العلاجية.
تحكي أمنية محسن عيد, بنت محافظة بني سويف, قصتها لـ صناع التحدي قائلة: إنني ولدت في كيان أسري متزن فوالدي حاليا علي المعاش وكان يعمل بالقوات الجوية, ووالدتي مديرة إدارة ببنك التنمية والائتمان الزراعي, وترجع أسباب إصابتي بالمرض إلي إهمال جسيم من مديرية الصحة بشأن عقار شلل الأطفال, حيث تم حقن الكثير ممن في عمري بتطعيم فاسد بسبب ارتفاع درجات الحرارة, وكانت النتيجة شلل أطفال كاملا بالجسد, وبإجراء العديد من العمليات وصلت إلي شلل أطفال بالساق اليمني فقط, والآن أستخدم جهازا تعويضيا, وقد عاني أهلي الكثير معي لكي أصل إلي هذه النتيجة إلي أن وصلت للمدرسة لأجد الطريق مسدودا أمامي, بسبب رفض المدارس الحكومية إلحاقي بها خوفا من المسئولية, فاضطر والدي إلي إلحاقي بالمدارس الخاصة الإنجيلية لأجد معاملة الراهبات لي بمثابة صناعة شخصية أتذكرهم دائما بالخير.
وتكمل أمنية: وفي المرحلتين الإعدادية والثانوية التحقت بمدارس الدعوة الإسلامية, وتعلمت فيها الفقه والتلاوة والشريعة وحفظ ما تيسر من القرآن; ليتشكل جزء آخر من حياتي أعتز به, وانتقلت بعد ذلك إلي مرحلة الجامعة, ووفقني الله بالحصول علي ليسانس الآداب عام2001, وفي عام2003 عملت تمهيدي ماجستير, وفي عام2007 حصلت علي الماجستير في الآداب ـ شعبة أنثروبولوجيا من قسم الاجتماع بجامعة بني سويف بعنوان لغة الجسد في الأمثال الشعبية, ثم قمت في نفس العام بتسجيل رسالة الدكتوراه تحت عنوان دراسة السياحة العلاجية في مصر.
وتطالب أمنية, التي تعمل حاليا مسئول العلاقات الإنسانية والاجتماعية بجامعة بني سويف, بأن تتحقق أحلام ذوي الإعاقة في المجتمع والتي منها تمثيل المعاقين بالبرلمان, حيث إن عدد المعاقين يقارب الـ13 مليون معاق في مصر, وظهور الكوادر النسائية المرأة المعاقة المتميزة في المجتمع ككل وليس مجال الإعاقة فقط, وأتمني أن يكون لصوتي صدي لحث وزارة التربية والتعليم, والتعليم العالي بضرورة الالتزام بتوفير فصول وقاعات بالدور الأول خاصة لذوي الإعاقة الحركية, وذلك يتطلب أن تقوم إدارات المدارس والجامعات بإعداد كشف كل عام بعدد المعاقين ونوع الإعاقة سنويا, وتفعيل القوانين التي تضمن حقوق ذوي الإعاقة في المجتمع.