كتب/ السباعى بهى الدين
الزواج من شاب ذو إعاقة او من فتاة ذات إعاقة
تحتل قضية زواج الاشخاص ذوى الاعاقة حيزا مهما في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وحقهم في الحياة الكريمة التي كفلتها لهم معظم
التشريعات والقوانين المعمول بها في البلدان المختلفة، والحق في تكوين أسرة وإنجاب الأطفال هي من جملة هذه الحقوق. وهي من
القضايا المهمة التي فرضت نفسها في أجندة عمل المهتمين بهذه الفئة من أفراد المجتمع في الآونة الأخيرة مع تطور الوعي بأهمية تحسين
نوعية الحياة لهذه الفئة من أفراد المجتمع.
ومن المفارقات أن بعض الدراسات الاجتماعية كشفت أن الإناث ذوات الاعاقة أكثر واقعية من الذكور فيما يتعلق بالزواج من شريك مناسب،
فنسبة كبيرة من الإناث تحاول أن تجد الشريك المناسب من بين الرجال ذوى الاعاقة .
على عكس الذكور الذين تطمح النسبة الأكبر منهم للزواج من فتيات غير ذات اعاقة. ولكن ومع التسليم بأهمية زواج ذوي الاعاقة فهل يتم
ذلك دون شروط وضوابط؟ وما هي فئات الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يمكنهم الزواج دون إجراءات أو شروط خاصة ؟ وما هي الضوابط
أو الشروط التي تحكم زواج الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام ؟.
وكيف يمارس الشخص ذو الاعاقة حياته الزوجية ومسؤوليته تجاه الشريك والأولاد ؟ وماذا عن الأهلية القانونية للشخص ذو الاعاقة ؟
هناك الكثير من الشروط والضوابط يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في زواج الأشخاص ذوي الإعاقة فهناك ضوابط شرعية ودينية نترك الحديث
عنها لأصحاب الشأن من علماء الدين الأفاضل. وهناك ضوابط اجتماعية وهي اهتمامنا واختصاصنا فإن مسمى الإعاقة يستخدم للإشارة إلى
وجود نقص جسدي أو عقلي أو حسي أو حركي عند الشخص ذو الاعاقة وقد يكون ذلك موروثا أو موجودا منذ الولادة أو مكتسبا بعد الولادة،
وأسرة الشخص ذو الاعاقة لا تخرج بتفكيرها ونظرتها لأبنها أو ابنتها ذات الاعاقة عن دائرة المجتمع الذي يعيش به الشخص ذو الاعاقة.
وكلما كانت الأسرة واعية ومدركة لطبيعة الإعاقة والصعوبات التي يعاني منها ابنها أو بنتها ذات الاعاقة كلما اختلفت النظرة لقضية الزواج.
في مجتمعنا الشرقي، وكما هو الحال مع الأبناء غير الاسوياء، تكون الأسرة هي أول من يتصدى لمشروع زواج الأبناء ذوي الإعاقة.
مع انه في بعض الحالات يكون الشخص ذوى الاعاقة نفسه أول من يفكر في الزواج وهنا يبرز اتجاهان لدى أسرة الشخص ذو الاعاقة،
الاتجاه الأول، هو مطالبة الشخص ذوى الاعاقة بأن يتزوج من شريك مشابه له من ناحية الإعاقة كأن يكون الشريك يعاني من نفس الإعاقة
(معاق سمعيا يتزوج من معاقة في السمع) أو أن يعاني الطرف الآخر في الزواج من إعاقة مختلفة ولكن يصنف ضمن فئة الاشخاص ذوى الاعاقة
(ذوى اعاقة حركية يتزوج من فتاة ذات اعاقة سمعية).
الاتجاه الثاني، هو السعي لتزويج الشخص ذو الاعاقة من شريك سوى. ولكل من هذين الاتجاهين أسباب ومبررات قد تكون مقبولة أو مقنعة إلى حد كبير. فأصحاب الاتجاه الأول يرون أن مصلحة زواج ابنهم من شريك يعاني من نفس الإعاقة أو إعاقة مختلفة سوف يساعد كثيرا في نجاح
الزواج واستمراره ومبرراتهم في ذلك هو أن الشريك ذو الاعاقة يكون أكثر تفهما وعلى دراية وإدراك ومعرفة تامة بطبيعة الصعوبات
التي يعاني منها الشريك ذو الاعاقة إضافة إلى أن نوعية التواصل بين الشريكين تكون على أفضل وجه وأحسن حال وبأن البيئة التي يعيش
فيها الشريكان ذوى الاعاقة تكون مناسبة ومؤهلة لكلا الطرفين. وفي حالة كون الشريكين من إعاقة مختلفة يكون هناك نوع من الكفاءة الاجتماعية
بين الشريكين مما يساعد على نجاح هذا الزواج.
قضية تزويج الأشخاص ذوى الاعاقة من الاسوياء. القضية هنا تتعلق بإنجاب الأطفال وتربيتهم وتنشئهم، وتتعلق كذلك بقدرة الشريك السوى على
مساعدة الشريك ذوى الاعاقة في تلبية أمور حياته اليومية وفي تخطي الكثير من الصعوبات التي يواجهها الشريك ذو الاعاقة فهدف الزواج هنا هو
الرعاية والتكافل والتراحم بين الزوجين. وهنا تبرز قضايا كثيرة أهمها مفهوم الكفاءة في القدرات البدنية أو الحسية أو العقلية، وهناك تجارب ناجحة في هذا المجال يقابلها تجارب أخرى لم تنل حظها في النجاح.
النظرة الاجتماعية
إن المجتمعات تختلف فيما بينها في نظرتها لزواج الأشخاص ذوي الإعاقة، والأمر الملاحظ هنا أن معظم التشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الدول الغربية قد نصت صراحة على حق الأشخاص المعاقين بالزواج وتكوين أسرة
وهناك عدة اتجاهات في مجتمعاتنا العربية حول زواج الأشخاص ذوي الإعاقة، ويعتمد الأمر كثيرا على مستوى الوعي والتطور الذي وصل إليه المجتمع، فهناك مجتمعات تسود فيها النظرة الدونية للشخص ذوى الاعاقة وفي قدرته على تكوين أسرة وتنشئة الأطفال وتربيتهم.
وبالمقابل هناك مجتمعات أكثر تطورا وبالتالي أكثر تقبلا لفكرة زواج الشخص ذوى الاعاقة. وبشكل عام هناك بعدان أساسيان
في زواج الأشخاص ذوي الإعاقة الأول هو زواج شخص ذو اعاقة من شريك سوى، والثاني هو زواج فئات محددة من الاشخاص ذوى الاعاقة .
في البعد الأول نجد الكثير من التحفظ يسود المجتمعات العربية في هذا النوع من الزواج وفي أحسن الأحوال ليس من السهل على الشخص ذو الاعاقة
أن يجد شريكا من الأشخاص الاسوياء وتلعب هنا عوامل وظروف أخرى غير الإعاقة دورا في الأمر مثل المستوى الاجتماعي والاقتصادي للشخص ذو الاعاقة،
فالشخص ذو الاعاقة القادر ماليا يكون من الأسهل عليه الزواج من شريك سوى. والأمر نفسه عند الحديث عن المستوى أو الطبقة الاجتماعية.
وفي البعد الثاني وهو طبيعة الإعاقة والصعوبات التي يعاني منها الشخص ذو الاعاقة أو الأمراض والعوارض الصحية التي تصاحب الإعاقة، حيث نجد أن الإعاقة التي لا تشمل انخفاض القدرات العقلية يكون من الأسهل معها إيجاد شريك مناسب سواء كان ذلك من داخل العائلة أو من خارجها.
ومن الضوابط أو القواعد التي تفرضها العادات وتقاليد المجتمع عند زواج الاشخاص ذوى الاعاقة هي إطلاع الطرف الآخر على حالة ووضع الشخص ذو الاعاقة وقدراته المختلفة ويعد إخفاء المعلومات في هذا المجال نوعا من الغش في الزواج الذي تمنعه التقاليد والأعراف السائدة في المجتمع ويحرمه الدين الإسلامي اشد تحريم.
ومن الأعراف الأخرى هي عدم زواج الشخص ذو الاعاقة الذي يتصف بالعدوانية أو السلوكيات الغريبة والعنيفة .
فيجب زيادة الوعي لدى الأشخاص ذوى الاعاقة في حقهم بالزواج وتكوين أسرة ومطالبة الحكومات وصانعي القرار في الدول المختلفة في هذا الحق،
ونجد ظاهرة العرس الجماعي للاشخاص ذوى الاعاقة قد انتشرت في بعض البلدان العربية وتعد دولة الإمارات من أوائل الدول العربية
في توفير مثل هذا النوع من الأعراس ورعايتها وتشجيعها . وتوجد كذلك في بعض الدول العربية جمعيات
خاصة مهمتها مساعدة الأشخاص ذوى الاعاقة على الزواج سواء كان ذلك عبر المساعدة المالية أو المساعدة في إيجاد الشريك المناسب.
فيجب الأخذ بعدة أمور عند التطرق لزواج الأشخاص ذوي الإعاقة منها أنه من الخطأ التعميم بمسألة جواز زواج الأشخاص ذوى الاعاقة أو
عدم زواجهم حيث إن لكل حالة خصوصية تدرس أو تبحث على حدة بمعزل عن الحالات الأخرى. مع الاعتراف بحق جميع الأشخاص ذوى الاعاقة
( من وجهة نظر اجتماعية ) في تحسين نوعية حياتهم. ولا يجب الخلط بين أنواع الإعاقة فهناك شخص ذو اعاقة قادر على الزواج وهناك شخص ذو اعاقة غير قادر على الزواج.
وان الحديث عن زواج الشخص ذو الاعاقة يعني الحديث عن نوعية حياة، ومن حق الشخص ذو الاعاقة أن يبحث عن تحسين نوعية حياته وعلى المجتمع مساعدته بذلك.
وضرورة تطوير وعي أولياء الأمور والمجتمع الذي يعيش به الشخص ذو الاعاقة فيما يتعلق بقضية زواج الأشخاص ذوي الإعاقة لأنها مسألة تراكمية
وتحتاج إلى تضافر الكثير من الجهود من مؤسسات الدولة المختلفة ومن مؤسسات المجتمع المدني.
هناك العدبد من المواقع على شبكة المعلومات العالمية «الانترنت» في اللغة العربية مهمتها مساعدة الأشخاص ذوى الاعاقة على إيجاد الشريك المناسب.
تقول إحدى الفتيات ذوات الاعاقة «33عاما» في إجابتها على سؤال لى لها يتعلق بزواجها «الزواج أضحى معضلة كبرى في صفوف الأسوياء، والمشكلة
أكبر عند الأشخاص ذوى الاعاقة، فقد أضحت نسبة العنوسة مرتفعة في مجتمعنا، ولا يمكن أن يقبل إنسان بفتاة ذات اعاقة إلا إذا كان شخص ذو اعاقة ،هذه نظرتي للزواج، فلم أحلم يوما أنني سأتزوج، وإن حصل ورغب شخص ما ان يرتبط بى فسيرفضنى اهله لا محالة.
وفتاة أخرى تعدت الثلاثين من العمر تعاني من إعاقة حركية في طرفيها السفلىين حكم عليها القدر الا تستطيع الخروج من منزلها نظرا لاقامة اسرتها بمسكن بالطابق الثالث فأصبحت سجينة و اصبحت طريقة تواصلها بالحياة الخارجية عن طريق الانترنت فقط و قد تعرفت على شاب أحبها حبا حقيقيا كما أحبته هى ايضا تقول في إجابتها «أراد ان يتقدم لخطبتي ، غير أن أسرة الخاطب ترفض وتستنكر هذا النوع من الزواج، وتقول لابنها: «هل النساء قليلات؟
ألم تجد سوى «عرجة» أو «عوجة»؟ ورغم ذلك فأنا دائما أؤمن بالقضاء والقدر».
الا يتوقع هؤلاء ان يصاب احدهم بمرض مفاجىء او حادث يعوقه عن الحركة فإذا اصيب ابنهم إصابة أقعدته عن كرسى متحرك هل سيكون ذلك قولهم ايضا
و هل سيقبلون هذا من اهل من سيتقدم ابنهم لخطبتها ؟
سأترك لكم الجواب مع كل رجائى الا يأتى الا بعد النظر للامور وما يحمله لنا الغيب من مفاجأت بنظرات ثاقبة و سامحكم الله على نظرتكم للاشخاص ذوى الاعاقة
مع تحياتى
السباعى بهى الدين السباعى
مؤسس حزب الامل المصرى الديموقراطى
(تحت التأسيس)