جريدة / المصرى اليوم
كتب / يمنى مختار
الاربعاء 2 مايو 2012
للوهلة الأولى، يبدو الجمع بين زوجين أحدهما يعانى من إعاقة سمعية والآخر مصاب بشلل دماغى، أمراً شبه مستحيل، إلا أن إلهام ووليد أثبتا أن الحب قادر على فعل المعجزات وخلق لغة خاصة لا يفهمها إلا المتحابون.
إلهام ووليد هما زوجان من ذوى الإعاقة، حيث يعانى وليد من شلل دماغى وضمور فى الخلايا العصبية، بينما تعانى إلهام من إعاقة سمعية، المصادفة وحدها كانت وراء تعارفهما، حيث التقى بها فى منزل أحد أصدقائه وقرر أن يتزوج بها، إلا أن العقبة الأولى أمامهما هى إقناع الأهل، الذين كان الخوف على ابنتهم السبب الأول لرفضهم، إلا أنهم تراجعوا بعدما لاحظوا التوافق بينهما.
لغة الإشارة هى اللغة التى يتبادلها الزوجان، يشير لها وليد فى اتجاه قلبه ليقول لها «أحبك»، فتتبدل ملامحها وتبدو عليها ملامح الخجل، حيث تعلم وليد فك طلاسم تلك اللغة عبر مجموعة من الفيديوهات على موقع يوتيوب.
قال وليد بصعوبة: «أنا كنت بدور على واحدة تفهمنى وتحبنى لشخصى مش شفقة منها، وأول ما شفت إلهام حبيتها وحسيت إنها ذكية وقادرة تفهمنى بسهولة، وهى كمان كانت بتدور على إنسان طيب تطمنله».
لم يخف وليد أنه يتعرض للكثير من المضايقات من المحيطين له، الذين يتعجبون من الطريقة التى يتفاهمان بها مع بعضهما وقال: «مايهمنيش المجتمع بيبصلنا إزاى، أهم حاجة إنى لقيت الإنسانة اللى بحلم بيها وبنستعد لاستقبال ابننا بعد 3 شهور».
13 عريساً وعروساً من ذوى الإعاقة، نجحت ريهام المصرى، رئيس جمعية «سبعة مليون معاق»، فى الجمع بينهم من خلال مشروع «زواج أهل الإرادة والتحدى»، الذى تتبناه منذ 3 سنوات والذى شمل كل أنواع الإعاقات باستثناء أصحاب الإعاقة الذهنية، التى ترددت كثيرا فى قبول زواجهم.
تقول ريهام المصرى، التى تعانى من إعاقة حركية: «كان أغلب المعاقين يلجأون إلى المواقع الإلكترونية للزواج، ولاحظت أن أغلب المعاقات يتم التلاعب بمشاعرهن واستغلال ظروفهن والمماطلة فى كثير من الأحيان فى عملية إتمام الزواج، وهو ما دفعنى للبحث عن طريقة بديلة، فكانت فكرة مشروع زواج الإرادة والتحدى، الذى يعتمد على إقامة حفلات تعارف يعرف فيها كل طرف نفسه وإعاقته والمواصفات التى يريدها فى شريك الحياة».
وأضافت: «عانيت فى البداية فى إقناع أسر المعاقين بأن زواج طرفين من ذوى الإعاقة يمكن أن يحالفه النجاح، كما كانت هناك صعوبة كبيرة فى إقناع الشباب المعاق بالزواج بفتيات من ذوى الإعاقة، ولكنى نجحت فى إثبات أن زواج ذوى الإعاقة يمكن أن يحالفه النجاح، خاصة فى ظل وجود قدر من التكافؤ فى الظروف الاجتماعية والصحية والثقافية».
وأكدت «ريهام» أن الفتاة المعاقة هى الأكثر تضرراً من نظرة المجتمع لها الذى يصدر حكماً مسبقاً بأنها لن تستطيع أن تكون زوجة وأماً.
توبة وعبير أحدث عروسين نجح المشروع فى الجمع بينهما، كان لقاؤهما الأول فى حفل عيد الأم الماضى، الذى أقامته الجمعية، كانت الإعاقة الحركية هى السمة المشتركة بينهما، يقول توبة: «فضلت الارتباط بزوجة لها نفس ظروفى حتى نستطيع أن نتجاوز المصاعب سويا ونجحت فى إقناع أهلى الذين كانوا يتمنون أن أرتبط بامرأة غير معاقة لتساعدنى، وبالفعل كتبنا الكتاب ونستعد للزفاف الشهر المقبل».